منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144 (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=30824)

أرب جمـال 22 - 7 - 2013 01:02 AM

لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144
 
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144

"للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " أي عقوبة له ، أي يكون بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة . و اختلفت كم أقام في بطن الحوت . فقال السدي و الكلبي و مقاتل بن سليمان : أربعين يوماً .الضحاك :عشرون يوماً عطاء :سبعة أيام مقاتل بن حيان ثلاثة أيام . و قيل :ساعة واحدة . و الله أعلم . الخامسة - " روى الطبري من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لما اراد الله - تعالى ذكره - حبس يونس في بطن الحوت اوحى الله الى الحوت ان خذه و لا تحدش لحماً و لا تكسر عظماً فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر ، فلما إنتهى به إلى اسفل البحر سمع يونس حساً فقال في نفسه ما هذا ؟ فاوحى الله تبارك وتعالى إليه و هو في بطن الحوت : إن هذا تسبيح دواب البحر قال : فسبح وهو في بطن الحوت قال : فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتاً ضعيفاً بأرض غريبة قال : ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر . قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح ؟ قال : نعم . فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل كما قال تعالى : " وهو سقيم " "وكان سقمه الذي وصفه به الله تعالى ذكره : انه ألقاه الحوت على الساحل كالصبي المنفوس قد نشر اللحم والعظم . وقد روى : أن الحوت سار مع سفينة رافعاً رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح ، ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البر ، فلفظه سالماً لم يتغير منه شيء فأسلموا ، ذكره الزمخشري في تفسيره وقال ابن العربي أخبرني غير واحد من أصحابنا عن إمام الحرمينأبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني : إنه سئل عن الباري في جهة ؟ فقال : لا ، وهو يتعالى عن ذلك . قيل له : ما الدليل عليه ؟ قال : " الدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تفضلوني على يونس بن متى " فقيل : ما وجه الدليل في هذا الخبر ؟ فقال : لا أقوله حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها ديناً . فقام رجلان فقالا : هي علينا . فقال : لايتبع بها إثنين لأنه يشق عليه فقال واحد هي علي . فقال : إن يونس بن متى رمى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت فسار في قعر البحر في ظلمات ثلاث ، ونادى " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " [ الأنبياء : 87 ] . كما أخبر الله عنه ، ولم يكن محمد صلى الله عليه وسلم حين جلس على الرفوف الأخضر وارتقى به صعداً ، حتى انتهى به إلى موضع يسمع فيه صريف الأقلام فناجاه ربه بما ناجاه به وأوحى إليه ما أوحى - بأقرب إلى الله تعالى من يونس في بطن الحوت في ظلمة البحر . السادسة - ذكر الطبري : إن يونس عليه السلام لم ركب في السفينة أصاب أهلها عاصف من الريح ، فقالوا : هذه بخطيئة أحدكم فقال يونس وعرف أنه صاحب الذنب هذه خطيئتي فألقوني في البحر وإنهم أبوا علي حتى أفاضوا بسهامهم " فساهم فكان من المدحضين " فقال لهم : قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم الثانية فكان من المدحضين ، وإنهم أبوا أن يلقوه في البحر حتى أعادوا سهامهم الثالثة فكان من المدحضين فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت الليل فابتلعه الحوت فروى أنه لم ركب في السفينة تقنع ورقد فساروا غير بعيد إذ جاءتهم ريح كادت السفينة أن تغرق فاجتمع أهل السفينة فدعوا فقالوا : أيقظوا الرجل النائم يدعو معنا فدعى الله معهم فرفع الله عنهم تلك الريح . ثم انطلق يونس إلى مكانه فرقد ، فجاءت ريح كادت السفينة أن تغرق فأيقظوه ودعى الله فارتفعت الريح . قال : فبينما هم كذلك إذ رفع حوت عظيم رأسه إليهم أراد أن يبتلع السفينة ، قال لهم يونس : يا قوم ! هذا من أجلي ! فلو طرحتموني في البحر لسرتم ولذهب الريح عنكم والروع . قالوا لا نطرحك حتى نتساهم فمن وقعت عليه رميناه في البحر قال : فتساهموا فوقع على يونس ، قال لهم يا قوم اطرحوني ! فمن أجلي أوتيتم ، فقالوا : لا نفعل حتى نتساهم مرة أخرى ففعلوا فوقع على يونس فقال لهم : يا قوم اطرحوني ! فمن أجلي أوتيتم ، فذلك قول الله عز وجل : " فساهم فكان من المدحضين" أي وقع السهم عليه ، فانطلقوا به على صدر السفينة ليلقوه في البحر ، فإذا الحوت فاتح فاه ، ثم جاءوا به إلى جانب السفينة ، فإذا الحوت ، ثم رجعوا به إلى الجانب الآخر ، فإذا بالحوت فاتح قاه ، فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فالتقمه الحوت ، فأوحجى الله تعالى إلى الحةت : إني لم أجعله لك رزقاً ولكن جعلت بطنك له وعاء . فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " [ المؤمنون : 88 ] وقد تقدم ويأتي . ففي هذا من الفقه أن القرعة كانت معمولاً بها في شرع من قبلنا ، وجاءت في شرعنا على ما تقدم ف < آل عمران > قال ابن العربي : وقد وردت القرعة في الشرع في ثلاثة مواطن : الأول " - كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه " الثاني : " أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع إليه أن رجلاً أعتق ستة أعبد لا مال له غيرهم ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة " الثالث " أن رجلين اختصما إليه في مواريث قد درست فقال : إذهبا وتوخيا الحق واستهما وليحلل كل واحد منكما صاحبه " . فهذ ثلاثة مواطن ، وهي القسم في النكاح ، والعتق ، والقسمة ، وجريان القرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي . واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات في الغزو على قولين ، الصحيح منهما الإقراع ، وبه قال فقهاء الأمصار . وذلك أن السفر بجميعهن لا يمكن ، واختيار واحدة منهم إيثار فلم يبق إلا القرعة . وكذلك في مسألة الأعبد الستة ، فإن كل اثنين منهما ثلث ، وهو القدر الذي يجوز له فيه العتق في مرض الموت ، وتعينهما للتشهي لا يجوز شرعا ، فلم يبق إلا القرعة وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحق إلا القرعة فصارت أصلاً في تعيين المستحق إذا أشكل . قال : والحق عندي أن تجري في كل مشكل ، فذلك أبين لها، وأقوى لفصل الحكم فيها ، وأجلى لرفع الإشكال عنها ، ولذلك قلنا : إن القرعة بين الزوجات في الطلاق كالقرعة بين الإماء في العتق . السابعة - الاقتراع على إلقاء الآدمي في البح لا يجوز . وإنما كان ذلك في يونس وزمانهم مقدمه لتحقيق برهانه ، وزيادة في إيمانه ، فإنه لا يجوز لمن كان عاصياً أن يقتل ولا يرمى به في النار أو البحر ، وإنما تجري عليه الحدود والتعزير على مقدار جنايته وقد ظن بعض الناس أن البحر إذا هال على القوم فاضطروا إلى تخفيف السفينة أن القرعة تضرب عليهم ، فيطرح بعضهم تخفيفاً ، وهذا فاسد ، فإنها لا تخف برمي بعض الرجال وإنما ذلك في الأموال ، ولكنهم يصبرون على قضاء الله عز وجل . الثامنة - أخبر الله عز وجل أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته ، ولذلك قيل : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر . قال ابن عباس : < من المسبحين > من المصلين . قال قتادة : كان يصلي قبل ذلك لحفظ الله عز وجل له فنجاه . وقال الربيع بن أنس : لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح " للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " قال : ومكتوب في الحكمة _ إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر . وقال مقاتل : < من المسبحين > من المصلين المطيعين قبل المعصية . وقال وهب : من العابدين . وقال الحسن : ما كان له صلاة في بطن الحوت ، ولكنه قدم عملاً صالحاً في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء ، وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه ، وإذا عثر وجد منكأ . قلت : ومن هذا المعنى "قوله صلى الله عليه وسلم : من استطاع منكم أن تون له خبيئة من عمل صالح فليفعل " فيجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويخبؤها بجهده ، ويسترها عن خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج لما كان إليه .و قد خرج البخاري و مسلم من " حديث ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : بينما ثلاثة نفر - في رواية ممن كان قبلكم - يتماشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم الغار صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم " الحديث بكماله وهو مشهور ، شهرته أغنت عن تمامه . وقال سعيد بن جبير : لما قال في بطن الحوت : " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " [ الأنبياء : 87 ] قذفه الحوت . وقيل " من المسبحين " من المصلين في بطن الحوت . قلت : والأظهر أنه تسبيح اللسان الموافق للجنان ، وعليه يدل حديث أبي هريرة المذكور قبل الذي ذكره الطبري . قال : فسبح في بطن الحوت . قال : فسمعت الملائكة تسبيحه ، فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتاً ضعيفاً بأرض غريبة . وتكون < كان > على هذا القول زائدة ، أي فلولا أنه من المسبحين . وفي كتاب أبي داود " عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : دعاء ذي النون في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع به رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له " وقد مضى هذا في سورة < الأنبياء > فيونس عليه السلام كان قبل مصلياً مسبحاً ، وفي بطن الحوت كذلك . وفي الخبر : فنودي الحوت : إنا لم نجعل يونس لك رزقاً ، إنما جعلناك له حرزاً ومسجداً . وقد تقدم .


وردة المسااااء 22 - 7 - 2013 01:09 AM

رد: لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144
 
http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/04.gif
غفر الله لكـ على الطرح القيم ...
جهد رائع ....واختيار موفق للموضوع
وفقكـ الله وأسعدكـ سعادة لاشقاء بعدها ابدا
جعله الله في ميزان حسناتكـ,,,آمين

سفير بلادي 22 - 7 - 2013 01:55 AM

رد: لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144
 
http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/01.gif
جزاكم الله خيرا
موضوع قيم جدا بارك الله بك
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ورزقنا واياكم الفردوس الأعلى

ابو فداء 22 - 7 - 2013 02:26 AM

رد: لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144
 
غفر الله لنا ولك
موودتي

عاشق تراب الأقصى 22 - 7 - 2013 07:07 AM

رد: لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144
 
جزاك الله الجنة وبارك بك

عاشقة الانتظار 22 - 7 - 2013 07:11 AM

رد: لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144
 
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

ابوايمن 23 - 7 - 2013 12:53 AM

رد: لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144
 
بارك الله فيك
وفي طرحك القيم
جزاك الله خيرا

أرب جمـال 23 - 7 - 2013 02:32 AM

رد: لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144
 
وبكم بارك وجزاكم الله الجنة وغفر لنا ولكم آمين

شيماء يوسف 23 - 7 - 2013 02:33 AM

رد: لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144
 
لى عودة للقراءة

جزاكي الله خيرا

الغريب 23 - 7 - 2013 02:37 AM

رد: لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- الصافات : 144
 
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك


الساعة الآن 12:49 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى