![]() |
ثقافة معينة مطلوبة
لا يمكن مقارنة الجهل بالثقافة، ولا يمكن مزاوجة المفاهيم الوطنية بالمصالح الشخصية، ولا مزاوجة الثوابت بحركة العوامل والتأثبرات المتغيرة.
في كلّ مجال حيوي لابدّ من وجود غرفتين للعمليات اليومية الفاعلة، غرفة الثوابت، وغرفة للمتغيرات، وفي النظام الأساسي للعمل، لابدّ من قيادة المتغيرات بحيث تخدم الثوابت. الفكر الديني قام على وجود الخالق/ الحاكم/ الأب الأكبر، كعنصر ثابت، أما العلاقة بين الانسان والخالق فتدخل في باب المتغيرات. ولكن عندما يتم تحويل الثابت الالهي إلى متغير، يفقد الفكر الديني معناه ويتهلهل. وقد صرمت البشرية عهودا طويلة وقاسية من أجل تثبيت فكرة "الخالق الأوحد"، ومنطق التاريخ هو التقدم للأمام وليس الانقلاب للخلف. مسيرة بناء المفاهيم لم تكن سهلة ولا عشوائية، وانما استغرقت مراحل من الزمن والجهد والعنت، بما فيها المفاهيم والأطر المتعلقة بوجود الانسان وحياته عقلا وروحا وجسدا. وهنا تتعاظم مسألة الفكر الذي ينظر في حركة التاريخ وينتظم حركة الحياة ويستنبط الأغراض والأساليب التي ترتفع بالحياة والانسان نحو الأمام، كلّ في مجاله، وتمنعه من الانحراف أو التراجع. وما يقابل الفكر ويضادّه هو الجهل. الجهل هو إما عدم استخدام العقل أو استخدامه بشكل يتنافى مع غاياته. طبعا للعقل غاية وغرض، مثل كلّ شيء في جسد الانسان وحياته ومحيطه. ولا يعقل أن يكون العبث مصدر الأشياء أو هدفها. الانسان يحتاج حكمة لقيادة حياته باتجاه سليم. وكل جماعة أو منظومة تبذل جهدها لقيادة وجودها بشكل موجب وتقدمي. وأبناء الوطن، الكائنين على تربته وفي أحضانه، تنتظرهم مسؤولية تاريخية وجودية، تجاه هذا الكائن الذي قد لايحسّ به البعض إلا حين يتعرض للفقدان. الواقع أن الانسان لو اهتمّ ببناء حياته وتدعيم أركانها مبكرا، أمكنه تقليل أثر العوامل الخارجية عليه. ولو اجتمع الأفراد لبناء وطنهم وتوطيد أركانه وثوابته وزواياه في أيام السلم، لكان ذلك عاملا وأساسا لتجنب الانهيار أيام الأزمات.وكلّ ما يحدث من خير أو سوء، في حياة الفرد أو الجماعة أو الوطن، هو مسؤولية كلّ فرد، مهما كان وزنه ودوره،. يتساوى في ذلك الضعيف مع القوي، وصغير الشأن مع عظيمه. بل أن الصغار والضعفاء يكون أثرهم أشدّ في ذلك. أعود هنا لرواية "الدكتور ابراهيم" للأديب الراحل ذنون أيوب، وأقول أن قانون "الشَعليّه" هو قانون باطل ومبرر سلبي، فبه تمّ تدمير كل فرصة وكل فكرة في هذا الوطن. (باعتبار أن الحديث يتعلق بالوطن العراقي –معرض السلخ الذاتي والاقليمي والعالمي-)! ليس مطلوبا أن يكون الناس جميعا "مفكرين"، ولكن وجود "المفكرين" في كلّ مجتمع هو ضمانة ايجابية لتتبيت البيت الداخلي. وقد يبدو افتراض أن يكون أبناء المجتمع على درجة من الثقافة أمراً من قبل المغالاة، ولكن وجود المثقفين الحقيقيين ضرورة استراتيجية لحماية المجتمع من الانهيار. وفي العراق يوجد "مفكرون" و "مثقفون" بالتأكيد، ولكن وجودهم لم يمنع الانهيار. وهذا هو موضع التساؤل والبحث عن الأسباب. وبحسب أبسط شروط البحث المنهجي تقتضي الحاجة استكمال قاعدة المفاهيم والتعريفات، وهنا يتطلب.. - تعريف واضح للثقافة.. - تعريف واضح للحياة.. - تعريف واضح للوطن.. - تعريف واضح للعالم أو العصر.. وكلّ من هذه التعريفات يتطلب تحديد موقف ذاتي واضح ومسؤول. وكلّ اختزال للموقف يجعل التعريف مجردا عائما في الزمان والمكان. |
رد: ثقافة معينة مطلوبة
- تعريف واضح للوطن..
متى نعرف حقاًًً ما هو الوطن موودتي |
رد: ثقافة معينة مطلوبة
مشكور يالغالي تعطير الصفحة بمرورك الطيب والعطر
|
رد: ثقافة معينة مطلوبة
يعطيك العافية على الطرح والفائدة
تسلم الايادي وما يحرمنا جديدك |
رد: ثقافة معينة مطلوبة
ما فائدة ان يوجد مثقفون وتضري بأفكارهم الدولة عرض الحائط
موضوع قيّم شكرا يا ابو جمال |
رد: ثقافة معينة مطلوبة
مشكور ابو جمال
يعطيك العافية |
رد: ثقافة معينة مطلوبة
شكرا لكم مروركم العطر والطيب
|
رد: ثقافة معينة مطلوبة
شكرا على الافادة
ارق تحية والتقدير |
رد: ثقافة معينة مطلوبة
تسلم الايادي
مع ارق تحية والتقدير |
رد: ثقافة معينة مطلوبة
شكرا لكم مروركم العطر والطيب
|
الساعة الآن 02:58 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |