![]() |
معنى الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين أصطفى .. وعلى أتباع المصطفى .. أما بعد فهذا مختصر سهل بسيط لكل من له رغبة في معرفة أصل دين الإسلام والدخول فيه .. من المعلوم أن الإنسان لكي يدخل في الإسلام لابد من أن يقوم ببعض الأمور التي تدل على دخوله في الإسلام ويعتبر مسلما. الموضوع المهم هو كيف أصير مسلما : كيف أصبح مسلما ..؟ ما هي الإعتقادات والأعمال والأقوال التي يجب عليّ فعلها حتى أكون من المسلمين ؟؟ وهذا سؤال مهم جدا .. أولا تحتاج لمعرفة ما هو الإسلام ؟؟ ومن هو المسلم ؟؟ وأظنك تعرف أن الإسلام هو : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فبالشهادتين تصير مسلما ثم تقوم ببقية العبادات المطلوبة منك. وهذا حق وصحيح. ولكن هل تعرف معنى ما ستنطق به ، بل قل ما ستشهد به ؟؟ فتعال ننظر في معنى ما قلته .. فإذا رغبت في الإسلام وتريد أن تشهد الشهادتين وعرفت معناهما ، وشهدت بذلك ستكون مسلما بإذن الله تعالى .. لك ما لهم وعليك ما عليهم. قلنا أن الإسلام هو: 1- ( شهادة ) 2- ( أن لا إله ) 3-( إلا الله ) 4- ( وشهادة أن محمدا رسول الله ). لننظر في معنى قولك (أشهد): أنت هنا ستكون شاهدا بأنه لا إله إلا الله .. أي أنك ستشهد على نفسك وتقر بأنك عبد .. وبأن الله سبحانه وحده هو مولاك .. وأنه لا يوجد أي إله آخر تعبده وتطيعه وتتبع أوامره غير الله سبحانه .. أي أشهد أنه لا إله يستحق العبادة ( بالنسبة لي ولغيري ) إلا الله سبحانه وتعالى. طيب فلابد إذا أردت أن تشهد هذه الشهادة العظيمة على نفسك بأن تكون عارفا لمعنى ما ستشهد به .. فما معنى قولك : (لا إله ) ؟ إنك هنا ترفض وتبطل وتتبرأ من جميع المعبودات من دون الله تعالى .. أي أنك تكفر بها وترفض شرعها الباطل ولا تتبعه ولا تقدم لها طقوسا تعبدية سواء كانت هذه الآلهة من البشر أو الحجر أو الجن أو غيرها .. وطبعا هذه المعبودات الباطلة لها أشخاص يتبعونها ويحمونها ويعملون لها ويطيعونها ... فلابد من أن تتبرأ منهم أيضا ومن أفعالهم .. حيث لا ينفع أن ترفض وتتبرأ من المعبودات الباطلة ولا تتبرأ ممن يتبعونها ويعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى .. لأنهم يناقضون المبدأ الذي أسست عليه دينك ويخالفونه، فهم ليسوا من أتباع هذا الدين الذي تريد الإنتساب إليه حتى يتعلموه ويطبقوه. ومعنى تتبرأ منهم أي أنك ( تكفرهم وتعاديهم وتبغضهم ) كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه وأبيه .. راجع سورة الممتحنة الآية 4 وغيرها من الآيات عن ملة إبراهيم عليه السلام. فكل من يتخذ من نفسه معبودا من دون الله تعالى أو يتبع معبودا غير الله تعالى فهو كافر غير مسلم وواجبك أن تتبرأ منه ومن أعماله الباطلة .. وتعاديه وتبغضه أشد البغض حتى ولو كان أقرب قريب .. وحتى ولو لم تكن بينك وبينه عداوة شخصية. ولا تقل ليس لي به دخل .. لا .. لا ..!! فإذا أردت أن تكون عبدا لله لابد من البراءة من المعبودات من دون الله كلها وممن يعبدها. وهذا معنى قولك ( لا إله ) أنت تعلن رفضك وتركك وبراءتك وتكفيرك وعداوتك وبغضك لكل معبود من دون الله تعالى وممن يعبده أيضا ولو كان أقرب قريب أو صديق حميم. ولكن ما هو معنى كلمة الإله ؟ لابد من معرفة معنى كلمة ( إله ) حتى تتبرأ منه ! الإله الباطل هو ( الطاغوت ) والطاغوت هو كل من يتجاوز حده من المخلوقات فيعبده الناس بمعنى الخضوع والطلب أو يتبعونه في شرع يضعه للناس مخالف لشرع الله. فإذا اتبعت شخصا ما أو عادة ما أو قانونا ما ...مخالفا لما أذن الله تعالى فيه وشرعه فذلك الشخص أو القانون قد اتخذته إلها من دون الله تعالى .. وقد عبدته من دون الله تعالى وأشركته مع الله سبحانه وتعالى .. ولم تعد عبدا موحدا مسلما لله وحده .. بل أنت مشرك تعبد الله وتعبد معه غيره في جوانب أخرى من الحياة .. ولو ادّعيت ألف مرة أنك مسلم ومخلص وتتلفظ الشهادة ووو ... وانظر لحياتك وحياة من معك من الناس ومن حولك .. وحاول أن تعرف الآلهة الباطلة التي يتبعها الناس من دون الله ويعبدونها في غير طاعة الله .. وتبرأ منهم جميعا ( لا إله ) أمثلة لبعض الأنواع من الآلهة الباطلة : الأصنام القباب والقبور المعبودة الحكام والملوك الذين يحكمون بغير شرع الله تعالى العلماء الذين يحلون الحرام ويحرمون الحلال القوانين التي تخالف شرع الله تعالى وغيرها ... كل هذه الأشياء وغيرها هناك أشخاص يفعلونها ويتبعونها، منهم أقارب لك ومنهم أجانب .. فكلهم ليسوا مسلمين بل مشركون مع الله تعالى غيره .. ويجب عليك أن تتبرأ منهم جميعا وتكفرهم وتعتقد أنهم على باطل وضلال وليسوا صالحين .. والآن بعد أن عرفت باختصار معنى أنك تشهد أنه ( لا إله ) .. نأتي إلى معنى القسم الثاني من شهادتك وهو : ما معنى ( إلا الله ) ؟ هنا أنت تتعهد وتقر بأن الله خالقك وخالق هذا الكون وحده هو مولاك ومعبودك وأنك سوف تتبع أوامره وحده وتجتنب نواهيه وحده .. وسوف تسمع وتطيع له وحده ولو خالفك الناس كلهم بل حتى ولو كَرهَتْ نفسك شيئا من ذلك. فما يحبه الله تعالى يكون لك محبوبا، وما يكرهه الله تعالى أنت كذلك تكرهه .. فأنت عبد مستسلم بالكامل لرب العالمين في كل صغيرة وكبيرة في حياتك .. وإستسلامك لله بسبب أنك تحب الله تعالى أكثر من نفسك ومن أي مخلوق في هذا الكون .. ولأنك تخاف الله تعالى القوي العظيم أكثر من أي شيء في هذا الكون .. ومستسلم لله تعالى لأنك ترجو وتطمع في رحمته وفضله الكبير الكثير في الدنيا والآخرة .. فهو سبحانه بيده ملكوت كل شيء وهو الغني الكريم. ومستسلم لله تعالى لأنه سبحانه يستحق أن تسلم له جميع أمورك، وتتوكل عليه لأنه سبحانه هو الذي خلقك وخلق الأرض التي تمشي عليها، والهواء الذي تتنفسه، والماء الذي تشربه وكل ما تراه أو تسمع عنه هو الذي خلقه وحده لا شريك له .. وهو الذي سخر لك كل شيء منذ كنت في بطن أمك .. بل أنت محتاج إلى الله تعالى في كل لحظة من لحظات حياتك بل حتى بعد موتك .. فإن الله تعالى قد أرسل لك رسولا وبلّغ لك رسالة فيها تنظيم كل أمور حياتك صغيرها وكبيرها .. فالعاقل حقا هو الذي يستسلم لرب هذا الكون ويطيعه طاعة كاملة ويسارع في أي عمل يحبه الله .. ويبتعد فورا عن أي قول أو فعل ينهى عنه رب العالمين سبحانه وتعالى .. أما ذلك الغبي والحقير فيطيع غير الله تعالى ويتبع هوى نفسه أو العبيد أو الشيطان. ولا ينفع أن تطيع الله تعالى مثلا في الصلاة والصوم .. ولا تطيعه في التحاكم لشرعه إذا حدثت لك مشكلة مع الناس .. أو تطيعه في تلاوة القرآن وبر الوالدين ولا تطيعه في البراءة من المشركين وتكفيرهم وعداوتهم فضلا عن أن تناصرهم ضد المسلمين، أو تفضل هديهم على هدي الإسلام، أو تستهزىء بشيء من الدين، كما يفعل قوم اليوم .. لابد أن يكون سمعك وطاعتك كلها لله في كل حياتك وكل أمورك .. ويكون دينك كله لله لا بعضه فقط .. راجع تفسير الآيات : { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85.. { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الأنفال39 هكذا فهم الصحابة رضي الله عنهم معنى الإسلام ( وقالوا سمعنا وأطعنا ) البقرة. في كل شيء في حياتهم السمع والطاعة لمولاهم العظيم سبحانه، وبهذا أحبهم الله وسيدخلهم الجنة .. وهكذا يجب أن تفهم أنت حتى تكون معهم بإذن الله. ثم .. بمقابل بغضك للمشركين والكفار ومعاداتهم ... تحب المسلمين الموحدين وتتلطف معهم وتكرمهم وتعينهم لأن مولاك العظيم يحبهم ويدخلهم الجنة .. فأنت معهم إذا أحببتهم وأعنتهم على عبادة وطاعة رب العالمين .. هكذا فبمجرد إعلان شهادتك أنك عبد مخلص لله فقط وأنك متبرىء من كل المعبودات الباطلة وغير معترف بها وبمن يتبعونها .. وأنهم كفار وأنك تبغضهم وتكرههم وتعاديهم لأنهم مشركون ظالمون .. ستنتقل من صف وطريق الكفار والمشركين والمجرمين والشياطين الذين يعبدون مع الله آلهة أخرى .. إلى صف وطريق المسلمين الموحدين المخلصين من الرسل عليهم السلام والصحابة ومن اتبعهم بإحسان .. تحبهم وتتعاون معهم على طاعة رب العالمين عز وجل. وهكذا سيصبح الناس عندك صفين: مؤمنون أو كافرون في القبور: روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.. وفي الآخرة: فريق مخلد في نعيم الجنة و فريق مخلد في عذاب السعير . فانظر أي الفريقين تحب أن تكون فيه ومعه .. وادخل معه في الطريق وسر معه فيه ... إما إلى الجنان /وإما إلى النيران والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . منقول |
رد: معنى الإسلام
جزاك الله كل خير
شكرا كتير على الطرح الرائع |
رد: معنى الإسلام
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
مووووودتي |
رد: معنى الإسلام
الحمد لله على نعمة اﻻسﻻم
اشهد ان ﻻ اله اﻻ الله واشهد ان محمدا رسول الله بارك الله بك اخي الحبيب ابو ايمن |
رد: معنى الإسلام
جزاك الله خيراً على طرحكم الطيب المبارك والمفيد إن شاء الله
تحياتي ابو ايمن العزيز |
رد: معنى الإسلام
جزاك الله خيرا
|
رد: معنى الإسلام
اختيار مميّز من يدِ مميّزه
تسلم الايادي تقديري لك ولجهودك |
رد: معنى الإسلام
بارك الله لك
جزاك الله خيرا كل الود والاحترام |
رد: معنى الإسلام
الاخوه والاخوات الافاضل كل الشكر والتقدير لكم ولمروركم جزاكم الله خيرا |
رد: معنى الإسلام
بارك الله فيك
|
الساعة الآن 07:26 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |