منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   النقد الأدبي والفني (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=107)
-   -   شارع الاميرات والفلسطيني جبراابراهيم جبرا (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=3255)

ليمار 10 - 1 - 2010 02:29 PM

شارع الاميرات والفلسطيني جبراابراهيم جبرا
 
بقلم شوقية عروق«شارع الاميرات» يدخل سخونة الخبر الراكض.. عمليات مقاومة في «شارع الاميرات» في حي المنصور.. امام ذهول الذاكرة، رائحة وعبق المكان يتحدى الدم والجثث والصور التي تنقلها الفضائيات وهي تصرخ وترتجف امام الحطام والرعب..
لأكتشاف الجانب المضيء، لا نطلب الرحيل من الذاكرة، بل نهرول الى الماضي. نعود الى دفاتر التفاصيل حيث تهجم علينا العبارات.. تلمس جلد السنوات التي اشتهرت وحملت حقائب الزمن الى وهج الحياة.. شارع الاميرات.، حي المنصور، المدينة المطعونة بالاحتلال بغداد.. الكاتب الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا، الذي رأى الدنيا في بيت لحم، وتخرج من جامعة اكسفورد وابدع في بغداد.. سيرته الاولى التي صَبهَا في (البئر الاولى) سرعان ما مدت خيوطها الى (شارع الاميرات) الشارع الذي شهد مراحل عشقه وحيرته.
سافر باحلامه الى معشوقته (لميعه العسكري) المرأة التي احتضن بفضلها فضاء الحب وغسل رصيف (شارع الاميرات) بخطواته المترددة الخجولة وبالانتظار.. ثم القرار النهائي من (لميعة) التي اصبحت بعد ذلك الزوجة (ام سدير).. لماذا الآن «شارع الاميرات» سمي شارع الاميرات لأن اميرات العائلة المالكة في العراق كن يتمشين في هذا الشارع.. لماذا الآن وذكرى وفاة الاديب جبرا ابراهيم جبرا بعيدة (11كانون الاول) رغم ابتعاد حدث الموت الذي غاص بالجسد في تراب الغياب القسري.. لكن صدق الابداع احتوى الحضور، فأثير قلمه وأناقة واتزان ترجماته وتوهج رواياته وقصائده ومقالاته ما زال يتأجج فوق سطور الثقافة العربية.. شارع الاميرات الذي يعيش الآن فصول الخطف والقصف والذعر العراقي المجنون...
الشارع الذي كان يحمل السكينة والهدوء والاستقرار يحمل الآن التعب والوجع، يفتقد السكينة التي اقتحمت السيرة الذاتية لجبرا ابراهيم جبرا حيث يتميز هذا الشارع يمتد من الهدوء الى الهدوء..
مكتبة الاسكندرية التي احتفلت السنة الماضية بذكرى مولد الكاتب المسرحي وليم شكسبير (4651 - 6161) 244 عامًا تمر على ميلاد الكاتب الذي كتب اروع المسرحيات العالمية «الملك لير» و «هاملت» و «روميو وجوليت» وغيرها من الابداعات التي تسترخي على اجنحة التحليق العالمي وتؤكد ان البشرية تسمو وترتقي بهؤلاء الذين يزودون مخزون الاحاسيس بزلازل التجارب وبراكين العبقرية.. في ذكرى شكسبير لم يشر القائمون على الاحتفال الى الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا الذي نقل مسرحيات شكسبير الى العربية.. ضغط روح شكسبير في الادب العربي كنور في ماس.. وقد اجمع النقاد ان اجمل واروع الترجمات العربية هي التي قام بترجمتها جبرا ابراهيم جبرا.. ومن يقرأ ترجمة «الملك لير» و «هاملت» يشعر ليس بدقة الترجمة، لكن بتجنيد سحر الخيال واضافة النكهة الابداعية التي لا بد ان يختم بها المبدع ابداعه..
مكتبة الاسكندرية احتفلت دون ذكر "جبرا"، لم تقم بجبر كسر استهتارها.. ولم يحتج النقاد الذين جلسوا ينفخون في المسرح الشكسبيري على هذا التعتيم المقصود او غير المقصود.. لكن المهتمين بأدب شكسبير يعرفون ان هذا الفلسطيني اتقن السباحة في المحيط الشكسبيري.. واضاف إليه المتعة والعنفوان وكبرياء اللغة العربية.
"فشارع الاميرات" بحطامه ودماره واصوات انفجاراته.. لم يعد الشارع الذي طالما تنهدنا فوق صفحاته، ،ونحن نقرأ قصة عشق (جبرا ولميعة) لنسمع من خلال نشرات الاخبار كيف انتقل من العشق الى القتل والرصاص والموت بارقام لم تعد تحرك فينا غريزة الاستنكار، فمن شدة صور الدم والاشلاء والبقايا والحطام والدخان ماتت في داخلنا عيون الدهشة.. فقد صار طبيعيًا ان تلون الشاشات بالدم والصراخ وتسعى ارقام القتلى الى البرادات لتنام مع الجثث المشوهة.
شارع الاميرات باوجاعه العراقية.. ومكتبة الاسكندرية في الذكرى الشكسبيرية كلاهما الزمن المختلف، شارع محروق حتى حدود الخوف من الغد.. ومكتبة تريد بعث الحياة في حوت ينهار امام سطوع الابداع.. كلاهما (شارع الاميرات ومكتبة الاسكندرية) ذكرني بجبرا ابراهيم جبرا.
الكاتب الذي عشق العراق واقام فيه.. وكانت هذه الاقامة تحمل له في بعض الاحيان هجومًا من الذين كانوا يحرثون في تأشيرات المنافي.. قبل فترة عرضت على احدى الفضائيات لوحات فنية لفنانين عراقيين من بينهم الفنان الكبير "جواد سليم" والفنان "فائق حسن" ولوحات فنية "لجبرا ابراهيم جبرا" وقد أطلق عليه المذيع "الفنان العراقي" لم يقل الفلسطيني.. الم اقل عاش العراق واعطى العراق...

"الحسيني والكبيسي"
صادف يوم 9 نيسان «يوم الشهيد الفلسطيني» وتم اختيار هذا اليوم من بين مئات الايام التي تحمل الشهادة وحزن الاغتيال وسياسة القنص.. من بين اساليب العسكرية الاسرائيلية التي ضبطت توقيت عنجهيتها وغرورها المتوحش على الجسد الفلسطيني وبأسم «الدفاع» توغلت في الجسد المستباح دوليًا واختلست روح مقاومته..
«يوم الشهيد الفلسطيني» هو يوم استـشهاد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل 8491 .. مرت الذكرى بهدوء. لكن نيران القتل والرصـد والاغـتيالات ما زالت مستمرة والتاريخ الفلسطيني يعيد نفـسه يوميًا...
ايضًا في الخامس من نيسان صادفت ذكرى مقتل العراقي «باسل الكبيسي» الذي قتل عام 3791 في باريس وقد ساهم «باسل» في تأسيس حركة القوميين العرب وقاد نضالات فرعها في العراق، وقد تحمل مسؤولية العمل في صفوف (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).. سئمنا مناظر الصفـعات الموجهة لنا لا يحق لنا فتح خزائن الذاكرة.. احب ان ادق خيمتي في صحراء الزمـن لعل ريح الوجوه تهب فتخــفر الرمال..


منقول للإطلاع
ليمـــــــــــــــــــــــــــار

أزهار 10 - 1 - 2010 06:28 PM

موضوع رائع ياليمار المثقفة
الى متى يتم تجاهل الفنان العربي و انجازاته الجليلة! لم تكن مصر كذلك, كانت تفخر بفنانيها من اي بلد عربي كانوا...
جبرا ابراهيم جبرا اديب على مستوى عالمي و لا ينتقص منه شيء ان تجاهلته مكتبة الاسكندرية في احتفاليتها, و لكن يعد نقص و تقصير لمكتبة الاسكندرية انها تغفل عن ذكر فضل تراجمه البديعة.
احترامي لك عزيزتي ليمار

ليمار 10 - 1 - 2010 10:54 PM

غاليتي أزهار
جبرا ابراهيم جبرا من الكتاب الرائعين على مستوى الوطن العربي ومابعد الوطن العربي كما أنت تعرفين أما عن مكتبة الإسكندريه يمشون على المثل القائل مزمار الحي لا يطرب
للأسف هكذا حالنا أغلبية العرب اللذين يرتقون بالغرب
تقديري لمرورك الرائع
أشكرك غاليتي
تحياتي لك ليمار

روح., 10 - 1 - 2010 11:41 PM

رائع جدآآآآآآآآآ

يســـــــــلمو كــــــــتير


تحيآتيـ لكٍِ

ليمار 11 - 1 - 2010 02:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح البي (المشاركة 16750)
رائع جدآآآآآآآآآ

يســـــــــلمو كــــــــتير


تحيآتيـ لكٍِ

روح ألبي نورت الموضوع
هلا بيك لك تقديري واحترامي
تحياتي لك
ليمار


الساعة الآن 07:50 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى