![]() |
أنا .. نقطة في آخر السطر !
https://s-media-cache-ak0.pinimg.com...940eb890f6.jpg
. . . في البدءِ لم أكن أنا الذي تروني بأعينكم الآن , كنت أقل لمعة أو أقل اثارة , ربما كنت شفافا أكثر , لا أدرى ! كل ما أعرفه أنني كنت مختلفا تماما عما أنا عليه الآن . الآن صرت غيري على قول الرائع محمود درويش , ولأني لست شاعرا كما يزعم البعض و لست كاتبا كما يدعون.. أحاول جاهدًا ترجمة ما يدور بالفكر , تارة بالنقاط و تارة بالسكوت و تارة بالإنزلاق عمدا حتى آخر سطر دونما اهتمام بما ينزف من دمٍ من بين اصابعي على ما أهداني الحظ من ورق ! البكاء وان كان ضعفا فإنه يطهر ما علق بقلبي من تراب حال مروري بين الناس عاجزا عن استيعاب حركاتهم واضعا احدى يدايا على فمي خجلا و ربما خوفا من الامراض العالقة بالهواء لتلوث انفاس من على الأرض من سيئين , ويدي الأخرى على قلبي . قلبي أحب كثيرا .... حين حاولت حصر النساء اللائي مررن على قلبي منذ أول نبضة لم أستطع حصرهن بشكل دقيق ولربما إن حاولت لعام كامل حصرهن لن أستطع . لست كازانوفا لترموني باطلا بأني زير نساء أو سيد سرير , لكن على الأرجح لم اسمح لأي امرأة بالدخول لعالمي الا قليلا . بعض النساء يتشكلن حسب المزاج و يتحضرن ان التقينا علنا في احدى المناسبات العامة , ويكُنَّ أكثر وحشية وبدائية ان اجتمعنا سويا في سرير . لا تذهبوا بأفكاركم بعيدا فأنا اجلس على السرير حال الكتابه ؛ ولست بصدد اتهام لادافع عن نفسي جراء هذا الأمر كل ما قصدته أن المرأة الغير عادية هى التي تتشكل حسب المزاج وحسب فصول العام و حسب هدهة الحمام و حسب سكون الريح و حسب جنونه تكن عصبية حين يتطلب الأمر , وتكن زهرية حين يتطلب الأمر , وتكن ذهبية أيضا حين تحتاج لذلك ذكائها و ربما لؤمها يجعلها تستطيع اجتياحك في كل شكل جديد. فكل امرأة عرفتها كانت بألف امرأة , وكل امرأة لم أعرفها فاتها الكثير ! اذا كيف لي حصرهن وهن كُثر ؟ اقدم اعترافا هاهنا بأن جميع النسوة اللائي تملكنني هُنَّ في الأصل واحدة . لي صديقة , استطاعت رسم العالم كله بما يحمل من سحر في نظرة واستطاعت اختصار الوديان , الأنهار , البحار , المحيطات , الأسماك وما فوقها حين نطقت صباح الخير , تشاركني القهوة ؟! القهوة وإن كتبت عنها كثيرا فلها الفضل في كل حرف جديد يكتسبه قلمي الذي لم يكن يستطيع كتابة موضوع " انشاء / تعبير " في الصفوف الأولى من الدراسة. ولأن مدرسة أنفاسها أكثر قدرة على ايصال كل المعلومات بتنهيدة .. كنت تلميذا نجيبا في الصف الذي لم أكن أرى فيه غيري ! تغيرت كثيرا ... لم أعد بريئا كما كنت , ولم اعد طيبا كما تمنون لي . أيتها الحمامة الأم , اما آن لهديلك أن يطمئن قلبي ؟ تأخرتِ كثيراً . اذكر آخر مرة التقينا ... حين أهديتكِ قصيدة وأهديتِني لوحة تحمل رسمك الذي لم تكمليه ، معللةً بأن الأشياء ان اكتملت فقدت قيمتها وأكدت على كلامك بأن كل ما اكتمل في هذا الكون يصاب بالنقصان و يعود صغيرا كأول عهده حتى حرفي الذي قربنا سويا وعشقتيه؛ ما عاد هو و ما عادت ريشتك ترسمني كما يجب . كلانا فقد شيئا ما !! ادمانكِ لرائحة الآلوان , وشراهتك في امتلاك الفرشات , وزهدك في كل شيء عدا القهوة والظلام , كان بمثابة آيات قدسية أدندنها في كل ليل تغيبين فيه . عيونك والخزامى و طقطقة النار والبرد , يوحون لي بأن الليل هو أقدس الأوقات . أيتها الغائبة القريبة .. أطفو على الموجة المقابلة للموجة التي عانقتيها ذات جنون , أعانقها ذاتها , لعلي أجد مرفأ يستقبلني و تكونين هناك , نحتسي القهوة و نرسم على الرمل قلب وسهم وحرفين , ونبني بيوتا ونهدم قيودا , و نكتب الشوارع بأسمائنا و نغطي المباني بأحبارنا و ألوننا و الجنون , كأي طفليين عابثين شرفا على سن المراهقه . أقول لكِ غرفتي هاهنا , وتعترضين قائلة : أريدها لي . وأضحك قائلا : نقتسمها اذا كما اقتسمتِ من قبل قلبي . يا قلبي .. ما زلت أدرك أن وأد الاسماك بإخراجها من البحر ,, ولأنكِ بحري آمل أن أغوص ثانية بعمقك في أمان . الرمال الساخنة التي تكونتِ فوقها , ورزقتِ من حرارتها بأصابع و شفاه و عيون ما زالت عاجزة على انجاب غيرك تشبهك , أو أقل قليلا . لعلكِ قد رفعتِ سقف مطالبي و كثفتِ جميع أمنياتي , وما عدت أرضى بسواكِ, ولا أدرى هل هذا لسوء حظي أو حسنه كل ما أعرفه أن من ذاق لذتكِ مره يصعب أن يُسكره خمرٌ عداكِ . يالوجعي ! أيتها المستحيلة . . . قلمي الذي كساه المِلح ما عاد في حاجة للكتابة بعدك طالما كنتِ الملهمة العنيدة , طالما كنتِ السمكة البعيدة , التي أخذت زعانفها مني بعدما أهدتني اياها منذ أعوام . لـــ / محمد ماهر مرعي مارس 2015 |
رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
أيتها الحمامة الأم , اما آن لهديلك أن يطمئن قلبي ؟ تأخرتِ كثيراً .
اذكر آخر مرة التقينا ... حين أهديتكِ قصيدة وأهديتِني لوحة تحمل رسمك الذي لم تكمليه ، معللةً بأن الأشياء ان اكتملت فقدت قيمتها وأكدت على كلامك بأن كل ما اكتمل في هذا الكون يصاب بالنقصان و يعود صغيرا كأول عهده حتى حرفي الذي قربنا سويا وعشقتيه؛ ما عاد هو و ما عادت ريشتك ترسمني كما يجب . كلانا فقد شيئا ما !! مخطوطة رائعة اخ محمد ولها تكتب بقدسية الحرف وجماله كاتب واديب ومن يقول غير هذا فقد ظلمك تحيتي والتقدير |
رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
الابداع صفة تلازمك صديقي
لا حرمناك |
رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
ربما كنت في البداية شفاف اكثر،، ماذا اقول عن هذه الرائعه اخي محمد اذن
تشبيهات وجماليات في النص ﻻ توصف بمجرد رد مبدع جدا تحياتي واحترامي |
رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
كالعادة إبداع رائع
وطرح مميز اخ محمد بإنتظار الجديد القادم |
رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
كلمات ابهرتنا وراقت لنا
ابداعك وصل القمم كنت هنا اتذوق الشهد تحيتي لسمو روجك |
رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
وفي قلمك من العمق والمتعة ما دعلني اقرأ الخاطرة مرتين
شكرا يا صديقي على امتاعنا وعلى اسلوبك الشيق تحياتي لك |
رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
ابصم انك شمس الخاطرة ومجراتها التي تدرو في فلكها
رااائع بجد يا محمد استمتع بالقراءة لك تقديري عزيزي |
رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
رائع ما قرأت مشكورين .
|
رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
تسلم يا محمد على قلمك المميز
راق لي ما خطته يداك من مشاعر تحياتي لك |
الساعة الآن 12:53 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |