![]() |
من أدوات اللغة العربية:قد، قط، الكاف
من أدوات اللغة العربية:قد، قط، الكاف
يوسف الصيداوي قَدْ قد: تدخل على الفعل ماضياً ومضارعاً. فتكون مع الماضي حرف تحقيق، نحو: [قد سافر زهيرٌ]. ومع المضارع حرف تقليل، نحو: [قد يسافر خالدٌ]. ولا يجوز فصلها عن الفعل إلاّ بقَسَم، نحو: [قد - واللهِ - سافر زيد]. تنبيه: قد تكون [قد] مع الفعل المضارع للتحقيق، إذا دلّ على ذلك سياق الكلام والقرائن، نحو: «قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون» [1] فائدة: في تاريخ اللغة، أنّ [قد] كانت استُعمِلت بمعنى [حَسْب] وبمعنى [يكفي]، نحو: [قَدْ زهيرٍ كتابٌ = حَسْبُ زهيرٍ كتابٌ] و [قَدْنِي درهمٌ = يكفيني درهمٌ]. نماذج فصيحة من استعمال [قد] http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif «قد نرى تقلُّبَ وجهكَ في السماء» [2] http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif [قد نرى]: الأصل أن تجيء [قد] مع الفعل المضارع للتقليل، نحو: [قد نسافر]. لكن لما كان فاعلُ الفعل المضارع في الآية هو اللّه تعالى - وكان تقليل الرؤية وكثرتها مما لا يجوز على الله!! - كان معنى [قد] في الآية، التحقيق. وتزداد المسألة وضوحاً بالتوقف عند قوله تعالى: «قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون» [3] http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif فإنّ [قد] مع الفعل المضارع للتقليل أصلاً، ولكنّ تقليل العلم على الله تعالى محال، فامتنع اعتدادها للتقليل، وصحّ اعتدادها للتحقيق، استرشاداً بالقرائن. http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif ومثل هذا طِبقاً، قولُه تعالى «قد يعلم ما أنتم عليه» [4] فالتقليل هاهنا ممتنع محال، واعتدادها للتحقيق، هو الموافق للعقل والمنطق، استرشاداً بالقرائن. http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال الشاعر [5]: قد أشهدُ الغارةَ الشَّعواءَ تحملني جرداءُ معروقةُ اللَّحْيَيْنِ سُرحُوبُ (الشعواء: المتفرّقة - الجرداء: الفرس القصيرة الشعر - المعروقة اللحيين: القليلة لحم الخدّين - سرحوب: طويلة مشْرِفة). [قد أشهد]: الفعل مضارع، ومع المضارع تكون [قد] أصلاً للتقليل. لكنّ الشاعر هاهنا يفخر بأنه فارس مغوار، ومن كان هذا شأنه لم يفخر بقلّة غاراته، فبَطَلَ أن تكون [قد] للتقليل، وصحّ اعتدادها مع الفعل المضارع للتحقيق. http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif ومثله قول عَبِيْد بن الأبرص [6]: قد أترك القِرْنَ مُصْفَرّاً أناملُه كأنّ أثوابَهُ مُجَّتْ بفِرْصادِ (القِرن: المثيل في الشجاعة - مُجّت: يريد أنها صُبغَت - الفِرصاد: التُّوت: شبّه الدم بعصارة التوت الحمراء) فالشاعر يفتخر، ومع الفخر لا يكون التقليل. واسترشاداً بالقرائن والسياق تعتدّ [قد] في البيت مع الفعل المضارع للتحقيق. http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif «قد أفلح المؤمنون» [7] [قد] في الآية للتحقيق، وذلك أنها متصلة بفعل ماض: [أفلح]. ومتى كان ذلك كذلك فهي للتحقيق، على المنهاج. ومنه طِبقاً قوله تعالى: ]قد سمع اللهُ قَولَ التي تجادلك[ (المجادلة 58/1) http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال الشاعر يخاطب خالد بن عبد الله القسريّ [8] أخالدُ قد - والله - أوطأتَ عشوةً ……………………. (أراد: ركبتَ أمراً على غير تبيُّن). وقد فصل بين [قد] والفعل بقَسَم: [واللهِ]. ومن المقرّر أنّ [قد] تلزم الفعل بغير فاصل. والنحاة يقولون في التعبير عن هذا: (قد مع الفعل كجزء منه فلا يُفصَل بينهما إلاّ بقَسَم). والذي أتى به الشاعر هنا، إنما هو استفادة من هذا الجواز. فقد فصل بينهما بالقسَم: [والله]، فيكون ما أتى به على المنهاج. ومنه قول الآخَر - طِبقاً - [9]: فقد - واللهِ - بَيَّنَ لي عَنائي بوشْكِ فراقهم، صُرَدٌ يَصيحُ (الصرد: طائر، وقد أراد الشاعر أنّ صياح هذا الطائر كان شؤماً عليه ففارقه من يحبّهم). ومثل ذلك أيضاً أنه سُمِع: [قد - لعَمْري - بِتُّ ساهراً] و [قد - واللهِ - أحسنتَ]. قَطُّ قَطُّ: ظرفُ زمانٍ يختصّ بالماضي ويستغرقه، مبني على الضمّ. يسبقه في الاستعمال نفي أو استفهام نحو: [ما زارنا قطُّ] و [هل زارنا قطُّ؟]. الكاف على وجوه ثلاثة: الأول: اسم يفيد التشبيه، معناه معنى [مِثْل] ولذلك يُعرَب إعرابه، إذ هو بمنْزلته. وبعده مضاف إليه أبداً. ففي قولك: [خالدٌ كالأسد]: http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif [خالد]: مبتدأ. و[الكاف]: خبر المبتدأ في محل رفع. و[الأسد]: مضاف إليه. الثاني: كاف الضمير، وتتّصل بالأسماء والأفعال، نحو: [رآك خالدٌ وكتابُكَ بيدكَ]. الثالث: كاف الخطاب، وهي حرف لا محل له من الإعراب، يلحق أسماء الإشارة نحو: [ذلكَ - ذلكِ - ذلكما…]، وضميرَ النصب المنفصل نحو: [إيّاكَ - إيّاكُما - إيّاكُم…]. نماذج فصيحة من استعمال الكاف http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال المتنبي: وما قَتَلَ الأحرارَ كالعفوِ عنهمُ ومَنْ لكَ بالحُرِّ الذي يَحْفَظُ اليَدا [كالعفو]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، فاعل لـ [قتل] في محل رفع. و [العفوِ]: مضاف إليه. http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال تعالى:« أَخْلُق لكم مِن الطّين كَهَيْئَةِ الطّير فأَنفُخ فيه فيكونُ طيراً» [10] [كهيئة]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، مفعول به في محل نصب، و[هيئةِ]: مضاف إليه. http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال العجاج [11]: يَضْحَكْنَ عَنْ كالبَرَدِ المُنْهَمِّ (الذائب) [كالبردِ]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل جرّ بـ [عن]، و[البَرَدِ]: مضاف إليه. http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال ذو الرّمة [12]: أَبِيتُ على مَيٍّ حزيناً، وَبَعْلُها على كالنَّقا مِن عالجٍ يَتَبَطّحُ (النقا: الكثيب من الرمل، عالج: موضع معروف). [على كالنقا]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل جرّ بـ [على]، و[النقا]: مضاف إليه. http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال النابغة الذبياني [13]: فإنّكَ كالليلِ الذي هو مُدْركي وإنْ خِلْتُ أنَّ المُنْتَأى عنْكَ واسِعُ [كالليل]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل رفع خبر [إنّ]، و[الليل]: مضاف إليه. حواشي [1] (النور 24/63) [2] (البقرة 2/144) [3] (النور 24/63) [4] (النور 24/64) [5] (ديوان امرئ القيس /225) [6] (الديوان /49) [7] (المؤمنون 23/1) [8] (المغني /186) [9] (المغني /186) [10] (آل عمران 3/49) [11] (الخزانة 10/166) [12] (الديوان 2/1210-1211) [13] (الديوان /38) |
اشكرك على الموضوع
سعدت بالمرور بصفحتك |
|
يعطي?َ العافيه..
موفق بإختيار?َ.. بارك الله بيك .. بـانتظار جديد?َ.. |
مشكورة ارب ويعطيك العافية
|
الساعة الآن 01:52 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |