منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   لغتنا العربية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   من أدوات اللغة العربية:قد، قط، الكاف (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=3836)

أرب جمـال 31 - 1 - 2010 12:59 AM

من أدوات اللغة العربية:قد، قط، الكاف
 
من أدوات اللغة العربية:قد، قط، الكاف

يوسف الصيداوي

قَدْ

قد: تدخل على الفعل ماضياً ومضارعاً. فتكون مع الماضي حرف تحقيق، نحو: [قد سافر زهيرٌ]. ومع المضارع حرف تقليل، نحو: [قد يسافر خالدٌ]. ولا يجوز فصلها عن الفعل إلاّ بقَسَم، نحو: [قد - واللهِ - سافر زيد].
تنبيه: قد تكون [قد] مع الفعل المضارع للتحقيق، إذا دلّ على ذلك سياق الكلام والقرائن، نحو: «قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون» [1]
فائدة: في تاريخ اللغة، أنّ [قد] كانت استُعمِلت بمعنى [حَسْب] وبمعنى [يكفي]، نحو: [قَدْ زهيرٍ كتابٌ = حَسْبُ زهيرٍ كتابٌ] و [قَدْنِي درهمٌ = يكفيني درهمٌ].

نماذج فصيحة من استعمال [قد]
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif «قد نرى تقلُّبَ وجهكَ في السماء» [2]
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif [قد نرى]: الأصل أن تجيء [قد] مع الفعل المضارع للتقليل، نحو: [قد نسافر]. لكن لما كان فاعلُ الفعل المضارع في الآية هو اللّه تعالى - وكان تقليل الرؤية وكثرتها مما لا يجوز على الله!! - كان معنى [قد] في الآية، التحقيق. وتزداد المسألة وضوحاً بالتوقف عند قوله تعالى: «قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون» [3]
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif فإنّ [قد] مع الفعل المضارع للتقليل أصلاً، ولكنّ تقليل العلم على الله تعالى محال، فامتنع اعتدادها للتقليل، وصحّ اعتدادها للتحقيق، استرشاداً بالقرائن.
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif ومثل هذا طِبقاً، قولُه تعالى «قد يعلم ما أنتم عليه» [4]
فالتقليل هاهنا ممتنع محال، واعتدادها للتحقيق، هو الموافق للعقل والمنطق، استرشاداً بالقرائن.
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال الشاعر [5]:
قد أشهدُ الغارةَ الشَّعواءَ تحملني جرداءُ معروقةُ اللَّحْيَيْنِ سُرحُوبُ
(الشعواء: المتفرّقة - الجرداء: الفرس القصيرة الشعر - المعروقة اللحيين: القليلة لحم الخدّين - سرحوب: طويلة مشْرِفة).
[قد أشهد]: الفعل مضارع، ومع المضارع تكون [قد] أصلاً للتقليل. لكنّ الشاعر هاهنا يفخر بأنه فارس مغوار، ومن كان هذا شأنه لم يفخر بقلّة غاراته، فبَطَلَ أن تكون [قد] للتقليل، وصحّ اعتدادها مع الفعل المضارع للتحقيق.
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif ومثله قول عَبِيْد بن الأبرص [6]:
قد أترك القِرْنَ مُصْفَرّاً أناملُه كأنّ أثوابَهُ مُجَّتْ بفِرْصادِ
(القِرن: المثيل في الشجاعة - مُجّت: يريد أنها صُبغَت - الفِرصاد: التُّوت: شبّه الدم بعصارة التوت الحمراء)
فالشاعر يفتخر، ومع الفخر لا يكون التقليل. واسترشاداً بالقرائن والسياق تعتدّ [قد] في البيت مع الفعل المضارع للتحقيق.
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif «قد أفلح المؤمنون» [7]
[قد] في الآية للتحقيق، وذلك أنها متصلة بفعل ماض: [أفلح]. ومتى كان ذلك كذلك فهي للتحقيق، على المنهاج. ومنه طِبقاً قوله تعالى: ]قد سمع اللهُ قَولَ التي تجادلك[
(المجادلة 58/1)
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال الشاعر يخاطب خالد بن عبد الله القسريّ [8]
أخالدُ قد - والله - أوطأتَ عشوةً …………………….
(أراد: ركبتَ أمراً على غير تبيُّن).
وقد فصل بين [قد] والفعل بقَسَم: [واللهِ]. ومن المقرّر أنّ [قد] تلزم الفعل بغير فاصل. والنحاة يقولون في التعبير عن هذا: (قد مع الفعل كجزء منه فلا يُفصَل بينهما إلاّ بقَسَم). والذي أتى به الشاعر هنا، إنما هو استفادة من هذا الجواز. فقد فصل بينهما بالقسَم: [والله]، فيكون ما أتى به على المنهاج. ومنه قول الآخَر - طِبقاً - [9]:
فقد - واللهِ - بَيَّنَ لي عَنائي بوشْكِ فراقهم، صُرَدٌ يَصيحُ
(الصرد: طائر، وقد أراد الشاعر أنّ صياح هذا الطائر كان شؤماً عليه ففارقه من يحبّهم).
ومثل ذلك أيضاً أنه سُمِع: [قد - لعَمْري - بِتُّ ساهراً] و [قد - واللهِ - أحسنتَ].
قَطُّ

قَطُّ: ظرفُ زمانٍ يختصّ بالماضي ويستغرقه، مبني على الضمّ. يسبقه في الاستعمال نفي أو استفهام نحو: [ما زارنا قطُّ] و [هل زارنا قطُّ؟].
الكاف

على وجوه ثلاثة:
الأول: اسم يفيد التشبيه، معناه معنى [مِثْل] ولذلك يُعرَب إعرابه، إذ هو بمنْزلته. وبعده مضاف إليه أبداً. ففي قولك: [خالدٌ كالأسد]:
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif [خالد]: مبتدأ. و[الكاف]: خبر المبتدأ في محل رفع. و[الأسد]: مضاف إليه.
الثاني: كاف الضمير، وتتّصل بالأسماء والأفعال، نحو: [رآك خالدٌ وكتابُكَ بيدكَ].
الثالث: كاف الخطاب، وهي حرف لا محل له من الإعراب، يلحق أسماء الإشارة نحو: [ذلكَ - ذلكِ - ذلكما…]، وضميرَ النصب المنفصل نحو: [إيّاكَ - إيّاكُما - إيّاكُم…].
نماذج فصيحة من استعمال الكاف
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال المتنبي:
وما قَتَلَ الأحرارَ كالعفوِ عنهمُ ومَنْ لكَ بالحُرِّ الذي يَحْفَظُ اليَدا
[كالعفو]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، فاعل لـ [قتل] في محل رفع. و [العفوِ]: مضاف إليه.
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال تعالى:« أَخْلُق لكم مِن الطّين كَهَيْئَةِ الطّير فأَنفُخ فيه فيكونُ طيراً» [10]
[كهيئة]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، مفعول به في محل نصب، و[هيئةِ]: مضاف إليه.
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال العجاج [11]:
يَضْحَكْنَ عَنْ كالبَرَدِ المُنْهَمِّ (الذائب)
[كالبردِ]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل جرّ بـ [عن]، و[البَرَدِ]: مضاف إليه.
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال ذو الرّمة [12]:
أَبِيتُ على مَيٍّ حزيناً، وَبَعْلُها على كالنَّقا مِن عالجٍ يَتَبَطّحُ
(النقا: الكثيب من الرمل، عالج: موضع معروف).
[على كالنقا]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل جرّ بـ [على]، و[النقا]: مضاف إليه.
http://www.arabna.info/vb/local/cach..._rtl-58b6b.gif قال النابغة الذبياني [13]:
فإنّكَ كالليلِ الذي هو مُدْركي
وإنْ خِلْتُ أنَّ المُنْتَأى عنْكَ واسِعُ
[كالليل]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل رفع خبر [إنّ]، و[الليل]: مضاف إليه.
حواشي

[1] (النور 24/63)
[2] (البقرة 2/144)
[3] (النور 24/63)
[4] (النور 24/64)
[5] (ديوان امرئ القيس /225)
[6] (الديوان /49)
[7] (المؤمنون 23/1)
[8] (المغني /186)
[9] (المغني /186)
[10] (آل عمران 3/49)
[11] (الخزانة 10/166)
[12] (الديوان 2/1210-1211)
[13] (الديوان /38)

Mr.who 31 - 1 - 2010 11:55 PM

اشكرك على الموضوع
سعدت بالمرور بصفحتك

عاشقة الوطن 3 - 2 - 2010 07:50 PM


ابتسام 29 - 4 - 2011 05:18 AM

يعطي?َ العافيه..

موفق بإختيار?َ..

بارك الله بيك ..

بـانتظار جديد?َ..

أميرة الظلام 3 - 5 - 2011 10:01 PM

مشكورة ارب ويعطيك العافية


الساعة الآن 01:52 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى