منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   قصص لهـا مغزى (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=3915)

صائد الأفكار 2 - 2 - 2010 09:26 PM

قصص لهـا مغزى
 
القصة الاولى

ضميـر ناقـد


لما عزم الفتح بن خاقان الأندلسي على تصنيف كتاب "قلائد العقيان"، أرسل إلى كل واحد من أهل الأدب والشعر والبلاغة في الأندلس يعرّفُه عَزْمَه، ويسأله أن يرسل إليه شيئا من شعره ونثره ليذكره في كتابه وكان الأدباء يعرفون شَرَّه وبذاءة لسانه ويخافونه، فأرسلوا إليه مع شعرهم أو نثرهم صُرَرَ الدنانير. فكلُّ من أَرْضَتْهُ صلته أحسن في كتابه وصفَه وصِفَته وأثنى على أدبه، وكل من تغافل عن بِرِّه هجاه وثَلَبهُ. ‏ ‏ وكان ابن الصائغ أحد أركان العلم والبيان، شديد العناية بعلم الأوائل وكانوا يشبِّهونه بالمغرب بابن سينا بالمشرق. فلما وصلتْه رسالة ابن خاقان تهاون بها ولم يعرها اهتماما لاحتقاره شأن صاحبها. فما كان من ابن خاقان إلا أن كتب عنه في "قلائد العقيان": ‏ ‏ "وأما ابن الصائغ فهو رَمَدُ جَفْن الدين، وكَمَدُ نفوس المهتدين، فكر في أجرام الأفلاك و حدود الأقاليم، ورفض كتاب الله العليّ العظيم ونبذه وراء ظهره ثاني عِطْفِه، وأراد إبطال ما لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه، واقتصر على الهيئة، وأنكر أن تكون إلى الله الرجعةُ والفيئة، مع مَنْشَأٍ ذميم ولؤم أصل وخيم، وصورةٍ شوّهها الله وقبحها، وطَلْعَةٍ إذا أبصرها الكلبُ نبحها…." مع كلام طويل من هذا النوع. ‏ ‏ فلما بلغ ابن الصائغ ما كتبه عنه ابن خاقان، بادر فأرسل إليه مالا طائلا. وإذ ألّف ابن خاقان بعد ذلك كتابه "ذيل شعراء الأندلس"، افتتحه بذكر ابن الصائغ، وأثنى عليه فيه ثناء جميلا فقال: ‏ ‏ "أبو بكر بن الصائغ، بَدْرُ فَهْمٍ طالع، وبرهان علم قاطع، تَفَرَّحت بعِطرِه الأعصار، وتطيّبتْ بذكره الأمصار، مع نزاهة النفس وصَوْنها، وبُعْدِ الفساد من كَوْنها، والتحقيق الذي هو للإيمان بالله شقيق، والجِدُّ الذي يَخْلُقُ العُمرُ وهو مُسْتَجِدّ، قد جرى في كل ميدان فأحسن كل الإحسان، له أدبٌ يودّ عُطارِدُ أن يَلْتَحِفَه، يزيل من النفس حُزنَها وكَمَدَها ….." مع كلام طويل من هذا النوع! ‏ من كتاب "معجم الأدباء" لياقوت. ‏

القصة الثانية

فراسـة المنصـور
‏ ‏ جلس الخليفة المنصور في إحدى قباب بغداد، فرأى رجلا ملهوفا يجول في الطرقات. فأرسل إليه من أتاه به. فلما سأله عن حاله أخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالا، وأنه رجع بالمال إلى منزله فدفعه إلى أهله، ثم ذكرت امرأته أن المال سرق من بيتها، ولم ير نقبا بالدار ولا أثرا للص. ‏ ‏ فقال المنصور: ‏ ‏ منذ كم تزوجتَها؟ ‏ ‏ قال: منذ سنة. ‏ ‏ قال: أبِكرا تزوجتها أم ثيبا؟ ‏ ‏ قال: ثيبا. ‏ ‏ قال: أفلها ولد من سواك؟ ‏ ‏ قال: لا. ‏ ‏ قال : فشابة هي أم مُسنّة؟ ‏ ‏ قال: بل شابة. ‏ ‏ فدعا المنصور بقارورة طِيب كان يُعمل له، حادّ الرائحة، غريب النوع، فدفعها إلى الرجل وقال له: ‏ ‏ تطيّب من هذا الطيب فإنه يُذْهِبُ همَّك. ‏ ‏ فلما خرج الرجل من عند المنصور قال المنصور لأربعة من ثقاته: ‏ ‏ ليقعد كل واحد منكم على باب من أبواب المدينة الأربعة، فمن مر به أحد فشم منه هذا الطيب فليأتيني به. ‏ ‏ وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته، وقال لها: ‏ ‏ وهبه لي أمير المؤمنين. ‏ ‏ فشمّته فأعجبها، فبعثت ببعضه إلى رجل كانت تحبه، وهو الذي دفعت إليه مال زوجها، وقالت له: ‏ ‏ تطيّب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي. ‏ ‏ فتطيّب منه الرجل. ‏ ‏ ثم إنه مرّ مجتازا ببعض أبواب المدينة فشمّ المُوكَل بالباب رائحة الطيب منه، فأخذه فأتى به المنصور. فقال له المنصور: ‏ ‏ من أين حصلت على هذا الطيب فإن رائحته غريبة مُعجِبة؟ ‏ ‏ قال: اشتريته. ‏ ‏ قال: من أين اشتريته؟ ‏ ‏ فتلجلج الرجل واختلط كلامه. فدعا المنصور صاحب شرطته وقال له: ‏ ‏ خذ هذا الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخلِّه يذهب حيث شاء، وإن امتنع فاضربه ألف سوط. ‏ ‏ فخرج به صاحب الشرطة وجرده ودعا بالسياط ليضربه، فأذعن الرجل وردّ الدنانير. ‏ ‏ ودعا المنصور زوج المرأة وقال له: ‏ ‏ لو رددتُ عليك الدنانير التي سُرقت منك، أتحكّمني في امرأتك؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال المنصور: ‏ ‏ فهذه دنانيرك، وامرأتُك طالق منك. ‏ ‏ ثم أخبره بخبرها.‏ ‏ من كتاب "الطرق الحكمية في السياسة الشرعية" لابن قيم الجوزية.‏

القصة الثالثة

فـي رقـة الأدب
قال عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: قال لي رجاء بن حَيْوَة: ما رأيت أكرم أدباً، ولا أكرم عِشْرَة من أبيك، سَمَرْت عنده ليلة، فبينما نحن كذلك إذ عَشى المصباح ونام الغلام.‏ ‏ فقلت: يا أمير المؤمنين، قد عَشى المصباح ونام الغلام، فلو أذنت لي أصلحتُه!‏ ‏ فقال: إنه ليس من مروءة الرجل أن يَستخدم ضيْفَه.‏ ‏ ثم حط رداءه عن منكبيه، وقام إلى الدَبَّة فصبّ من الزيت في المصباح، وأشخص الفتيلة.‏ ‏ ثم رجع وأخذ رداءه وقال:‏ ‏ قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر.


تعليق:

تعلمنا هذه القصة أدب من آداب حسن الضيافة
وكذلك حسن معاملة المأجور
فلو حدث مثل هذا الامر (مع اختلاف الواقعة) الآن
لقام رب البيت بإيقاظ الخادم
(اذا تركه ينام اساسا قبل رحيل الضيف)

الآماكن 5 - 2 - 2010 07:41 PM

مشكور يا صااااااااااائد

أرب جمـال 6 - 5 - 2010 04:54 PM

اسعدني المرور بصفحتك والتزود بما بين سطورك

تقديري لك ولاختياراتك صائد


الساعة الآن 02:09 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى