منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   هل صدقت الملائكة ؟ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=4229)

أبو جمال 15 - 2 - 2010 07:25 PM

هل صدقت الملائكة ؟
 
هل صدقت الملائكة ؟

يبدو السؤال غريباً وربما سارع المتعجلون بالتخطئة والتضليل قاصدين المدافعة عن العقيدة والتوحيد حسب زعمهم ، والله وحده العليم بما في الضمائر وما تحويه السرائر وعلى كلٍ لن أكترث كثيراً بما سيقال من بعض هؤلاء ولكني سأكتب ما أراه حقيقة تحتاج إلى سؤال وبحث وأنا معتقد تماماً أن الإنسان يدور بين الخطأ والصواب .
في البداية لا أقصد تكذيب الملائكة أو التشكيك في مصداقيتهم فإن هذا الدرب يسلكه من لا دين له ولا فهم ، ولكني وبكل صراحة للذي رأيت ولا زلت أرى من سفك للدماء وإزهاق للأرواح وإفساد للأرض بت أتساءل –ومن حقي السؤال– ما الذي قصده الملائكة بقولهم [أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ] ؟
مع أنني لاحظت ابتداءً أن الله تعالى لم يجب الملائكة بنعم أو لا وإنما اكتفى بقوله لهم [إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ] فهل في هذه الإجابة تصديقٌ للملائكة أم هو نفيٌ لكلامهم أم هناك أمر آخر ! وهذا ما سنعرفه في هذا المقال بإذن الله تعالى .
أقوال المفسرين
مع تتبع عبارات المفسرين من خلال كتبهم لم أجد من ذكر أن الله تعالى أنكر أو نفى قول الملائكة [أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ] بل تكاد تتطابق كلمات وأقوال المفسرين أن الله تعالى أوضح للملائكة أمراً ما عرفوه وكشف لهم علماً لم يخبروه وهو أنه سبحانه سيخلق هذا الخليفة ويكون من نسله الأنبياء والأولياء والصالحون والمجاهدون ، وأما العصاة المذنبون فستظهر عليهم صفات الله تعالى الكمالية من الرحمة والمغفرة والعفو ، وكذلك المجرمون السافكون للدم المزهقون للأرواح ظلماً فهؤلاء سيظهر عليهم من صفات الله ما فيه القوة والانتقام.
" … وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله ، ولا على وجه الحسد لبني آدم، كما قد يتوهمه بعض المفسرين ، وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك، يقولون: يا ربنا، ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فإن كان المراد عبادتك، فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، ولا يصدر منا شيء من ذلك ، قال الله تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال [إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ] أي: إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم ؛ فإني سأجعل فيهم الأنبياء، وأرسل فيهم الرسل، ويوجد فيهم ما لا تعلموا ، فأعلمهم الله علمًا وطوى عنهم علمًا عَلِمَهُ ولم يعلموه ، فقالوا بالعلم الذي عَلَّمَهُم: [أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ] ..."( )
" … قالت الملائكة عليهم السلام [أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا] بالمعاصي [وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ] وهذا تخصيص بعد تعميم، لبيان شدة مفسدة القتل ، وهذا بحسب ظنهم أن الخليفة المجعول في الأرض سيحدث منه ذلك، فنزهوا الباري عن ذلك، وعظموه، وأخبروا أنهم قائمون بعبادة الله على وجه خالٍ من المفسدة فقالوا [وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ] أي ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك ، فقال الله تعالى للملائكة: [إِنِّي أَعْلَمُ] من هذا الخليفة [مَا لَا تَعْلَمُونَ] لأن كلامكم بحسب ما ظننتم، وأنا عالم بالظواهر والسرائر، وأعلم أن الخير الحاصل بخلق هذا الخليفة، أضعاف أضعاف ما في ضمن ذلك من الشر ، ومن هذا الخير الذي سيوجد في نسل الخليفة النبوة والولاية والجهاد إلى غير ذلك من العبادات التي يحبها الله ويرضى عن أصحابها ..."( )
وأما الشيخ الشعرواي فيقول : "كلمة سفك وكلمة دم كيف عرفتهما الملائكة وهي لم تحدث بعد ؟ لابد أنهم عرفوها من حياة سابقة والله سبحانه وتعالى يقول [وَالجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ]
فالملائكة أما أنهم قالوا هذا القول بناءً على علم مسبق بمخلوق خلق قبل أدم وإما أنهم توقعوا أن هذا هو الذي سيحدث وهذا قول بالغيب ، وفي الحالتين قد جانبهم التوفيق ، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون ولذا كان ختم هذا المسألة مع الملائكة قول الله تعالى[أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ] "( ).
وأقول تعليقاً على ما سبق من كلام لعلمائنا : إن الكلام الذي أبداه الملائكة ليس اعتراضاً على أمر الله بالخلق ، فالأمر قد تم وأمر الله نافذ لا راد له فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ولكنهم تكلموا عن جانب ظهر ولاح لهم وخشي الملائكة من تكرار ما سبق على يد الجن في الأرض فإنهم خلقوا قبل آدم وسكنوا الأرض قبله ، ولم تظهر لهم بلا شك الحكمةُ التي يعلمها الله ولا يعلمونها من وراء خلق آدم عليه السلام ، وهم لا يتكلمون إلا بالحق وبه يعملون ، فالله له ما بين أيديهم ما خلفهم ولا يحيطون به علماً ،،، ولكن !
هل الواقعُ يصدق قول الملائكة فيما قالوا ؟
أقول فيما قالوا : نعم قد صدق الواقع المعاش مقولة الملائكة الكرام من الإفساد في الأرض وعلى وجه الخصوص سفك الدم فإنه أسوأ الإفساد ، فكم من آلاف من الناس سفكت دماؤهم وإزهقت أرواحهم بغير حق على يد الظلمة من بني آدم ، بل إن بعض الحروب أودت بحياة الملايين من الناس بغير جق جراء استخدام القنابل الشيطانية المسماة بالنووية والذرية وغيرها ، فكم من دم سفك وكم من روح أزهقت بغير حق ، وفي الإحصائيات ما يجعلنا نقول : نعم لقد صدق الملائكة -فيما قالوا- فلقد أفسد الكثير من بني آدم في الأرض فأهلكوا الحرث والنسل وسفكوا الدم الحرام وأحياناً في الشهر الحرام وفي البلد الحرام أيضاً !.
بعض الإحصائيات :
يقدر عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى بأكثر من 10.000.000 قتيلاً
ويقد عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية بأكثر من 12.000.000 قتيلاً
ويقدر عدد القتلى في الحرب الأمريكية على مدن اليابان الكثيرة بأكثر من 112.000.000 قتيلاً
ويقدر عدد القتلى في العراق منذ الغزو الأمريكي بأكثر من 1.000.000 قتيلاً
هذا إلى الكثير من القتلى الذين سفكت دماؤهم وأزهقت أرواحهم جراء الحروب المدمرة التي تودي بأرواح الأبرياء والضعفاء من العجزة والنساء ...
فما أقبح بني آدم حين يسعون في الأرض فساداً وإفساداً يهلكون الحرث والنسل ولا يقيمون للإنسان وزناً ولا قيمةً ، ولقد رأينا في هذه الأيام كيف تنزل الصواريخ المدمرة على رؤوس الناس هم وأهليهم وذويهم في لحظة أمن وأمان جعلتهم هذه الصواريخ المجرمة الآثمة هباءً منثوراً ، فأين قلوب هؤلاء الناس ومشاعرهم وأحاسيسهم ؟
نعم ما عاد هذا الصنف من الناس يفكر في حلال ولا حرام ، ولقد صدَق عليهم الملائكة قولهم كما صدق عليهم إبليس ظنه فهو القائل [قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا] ومنذ أقسم اللعين وهو يسعى لأخذ الناس من حجزهم إلى النار فيجلب عليهم بخليه ورجله ويشاركهم في الأموال والأولاد و[يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا] ، فنعوذ بالله من الشيطان وهمزه ونفخه ونفثه .
الله هو العليم الحكيم
نعم فالله هو العليم الحكيم يعلم ولا نعلم وهو بكل شيء عليم سبحانه وتعالى ، والخلق كل الخلق لا يعلمون إلا القدر الذي يتيحه الله لهم [وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ] والملائكة الكرام لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون وهو الذين قالوا [وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا] والملائكة في قولهم السابق عن شيء من الغيب قد يقع ما خرجوا عن طورهم ولا تنكبوا طريق خلقهم ، وإنما هم كما هم [عِبَادٌ مُكْرَمُونَ][لَا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ] [يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ] ، ومع كل هذا الذي قلناه عن الملائكة غير أنَّ علمَ اللهِ تعالى فوقَ كلِّ ذي علمٍ والله سبحانه يقول [نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ] .
فا هم الملائكة أنفسهم الذين قالوا [أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ] عندما بدا لهم جانباً من حكمة خلق الله لآدم وذريته قالوا [سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ] وخروا لآدم ساجدين استجابة لأمر الله لهم وتقديراً لفضل آدم عليهم وما تنكب طريق السجود إلا اللعين إبليس [فَسَجَدَ المَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ] [إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ] .

عاشقة الانتظار 15 - 2 - 2010 10:37 PM

بارك الله فيك وجزاك الخير

أبو جمال 18 - 2 - 2010 04:39 PM

بارك الله فيك أخي الكريم
وجعل ماقدمت في موازين حسناتك يوم القيامة

تقديري لك

غربة وطن 20 - 2 - 2010 01:27 AM

السلام عليكم و رحمة الله .
أخي أنا مش أنا
بارك الله فيك ...
وشكرا لك على جهودك القيمة ...

قبلة الخليج 5 - 11 - 2011 03:43 AM


بارك الله فيك على الطرح
لك مني كل تحية وتقدير
جهود تستحق الشكر عليها بالفعل

ناجي أبوشعيب 5 - 11 - 2011 03:46 AM

بارك الله فيك لك وعليك
طرح مفيد
دمت بألف خير
مودّتي


الساعة الآن 08:18 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى