![]() |
أين المعجزة ؟
في عالمنا العربي والإسلامي تكمن مشاكل كثيرة ، فإضافة إلى ضعفنا المرتبط بحالة الهستيريا الأممية ، نجد أننا نصارع على مسرح الأحداث ونظن أن زمام الأمور بأيدينا ، ثم نكتشف بعد ذلك أن كل شيء أفلت منها وأن ناصيتنا بيد الجزار ومع ذلك نعلن فرحنا ... نرتقي خشبة المسرح فيهيأ لنا أنها بساط الريح الذي سينقلنا بين الأمم والشعوب ، ثم لا نلبث أن نكتشف أننا نعيش في الظل أو حتى في العتمة وقد سلطت الأضواء على عيوبنا ...وعوراتنا... في خضم هذا الذي يجري كتبت هذه الخاطرة ... ربما هي تعبر عن حالنا، أو ربما بالغت في الوصف ، لكنني لا أزال أطلب المعجزة الضائعة علها تكون الحل لما نحن فيه.... سراب ... سراب ... سراب منتشر في الصحراء يتراءى لنا، لن يروي ظمأنا... ويظل الأمل ،فنحسبه ماءً نشد الخطى نحوه ، ونضاعف الجهد ، فنجده بقية الصحراء المنتشرة ... فيورثنا صحراء قلوبنا ... وحزننا ... ونجد على أثره خطى السابقين، فنقول كان آباؤنا... ونغني بحسرة وألم ... "ملكنا هذه الدنيا القرونا وأخضعها جدود سابقون وآلمني وآلم كل حر سؤال الدهر أين المسلمون ترى هل يرجع الماضي فإني أذوب لذلك الماضي حنينا" ونظل نبحث في الصحراء ... ويحدونا الأمل ...نخرج بوصلة الإتجاهات ... فلنتجه غرباً... هناك سنجد الماء، فالغيمة تولد في الغرب ، والمطر يأتي من الغرب ، والخنجر يصنعه الغرب!!! ويظل التائهون يبحثون، يجوبون الأرض... غير أن المنادي يناديهم ... إلتفتوا إلى اليسار ... حولوا اتجاهكم ... هلموا أيها الضعفاء ... تقدموا أيها المقهورون المعذبون ... كلنا سواسية ، ولدنا من عدم ونسير إلى العدم ... ويوهمنا هذا المنادي فنظن الجنة في حماه ... فما أسرع أن نلبي ... نحن العطاش ... فننهل من نبع صاحب الصوت ونغني له ..."اسقي العطاش" ... فنشرب ونشرب ، لا غرفة بيدنا تطفئ ظمأنا ، لكننا نشرب ببطون إبلنا ومواشينا ، فالصحراء قاحلة والصحراء قاتلة ، ونحن نخشى الموت حتى وإن كانت حياتنا عذاباً ... ثم نجد أن الماء سماً يحرق أمعاءنا فنرتد على أعقابنا... وينزلنا السم القبر ... عجباً أيها التائهون المعذبون !!! تعيشون بين الخنجر والسمّ وما زلتم تسعون وتبحثون في شتى الإتجاهات .. عجباً ! مالنا لم تنقذنا البوصلة؟!! أولم نصنعها بأيدينا ، ألم نرثها عن أجدادنا ، لم ضلت الطريق وضللنا بإثرها ؟!! ألا يوجد فيها إلا اليمين واليسار ... الشرق والغرب؟!!! ونذهب في خبايا الأرض نبحث عن طريق خلاصنا... من ينقذنا من هذه الصحراء القاتلة ؟ فليأخذها، شمسها وبترولها ... كل شيء فيها حتى النخيل ... وليأخذ تخلفنا وجاهليتنا معها ... من يعمرها لنا ... ونصير له عبيداً ! ونعلن أننا أتباع دينه ، ونصلي كيف يشاء وإلى أي قبلة يريد ... للغرب ... للشرق ... وليوحي لنا بفاتحة جديدة ... لنتلوها بأعلى صوتنا... زعيمنا يعلن ألوهيته ويستبد .. زعيمنا رآى ناراً فصرخ بنا ... انتظروا ... "إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى" أيها الضالون المنفيون في عمق صحرائكم .... انتظروا ... سآتيكم بالخلاص ... ذهب زعيمنا ليأتينا بقبس، لكن زعيمنا خرّ صعقاً، فالصحراء تدور به، زعيمنا كلم رب الصحراء الجديد... لم يستطع أن يقاوم هالته النورانية... زعيمنا يبشر بالرسالة ... اتبعوني تهتدوا... زعيمنا يخرج عن طوعنا ويعلن حربه علينا ويعلن الولاء لربه الجديد... لأننا كفرنا ولم نتبعه ... زعيمنا نبي الصحراء ... وبين كتفيه ارتسمت علامة النبوة ، وتشهد القابلة أنها رأته ورأت نوراً يملأ الصحراء يوم ولادته ... زعيمنا يدعي الألوهية ... ويدعي أن الخلاص على يديه... زنادقة نحن، نعيث في صحرائنا الفساد ونرفض الهداية... ونرفض عمرانها ... حق علينا أن نتيه فيها أربعين يوماً، يوم كسنة، ويوم كألف، ويوم كبقية العمر... وما زلنا نبحث عن مخارج الصحراء... وماء الصحراء ... غير أنها صحراء بلا أبواب ولا حدود، غير أنها صحراء بدون زمزم.... صحراؤنا للتيه ، من يرد أن يغور في أعماقها فليتبعنا ... ومن يرد أن يصبح لا شيء فليكن معنا... صحراؤنا ستطبق علينا وتغمرنا وتاخذنا بأحضانها الحارقة ... وسنصبح حكاية بين الحكايات ... النور يشرق من دار الأرقم ... ... أيها التائهون ... لا زال بريق من أمل ... انظروا ، إنه حراء على عتبات مكة جاثم يرقبنا من بعيد... إنه حراء يعلن للوجود رسالة السماء ... محمد يولد من جديد ...هل تصدقون؟!! محمد يصنع سعادة الوجود ... محمد قادم بثيابه البيض ، سينصر المظلوم ، ويأوي التائهين بلا مأوى ... محمد لم يمت ... إنه يحدّث في دار الأرقم ... وحديثه مازال منارة الوجود ... إنهض يا ياسر ويا عمار ويا سمية ، قوموا وهللوا لقدوم حبيبكم ... محمد آت ... لا تستقبلوه بهذه الخواطر المكسورة ... قم يا بلال وردد في هذا الكون ... الله أكبر ... الله أكبر ... قم واطعن بها أمية و"أبو جهل" قم يا بلال ... وأنتم أيها الظامئون للنور قوموا ورددوا ... طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع "تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً "، أيها التائهون، هل من عودة لقرآن محمد... هل منكم من يحفظ عنه حديثه ... استمعوا إليه، إنه في دار الأرقم ويمسك بيده القنديل... هلموا أيها التائهون .... إنها المعجزة ... وأنت يا شيخي... إنها المعجزة ... على مسرح الأحداث حكاية أمة محطمة تنتظر المعجزة ، والمعجزة بيدها لم تفارقها، وفي كتاب الدهر كتبت رسالة أمة ، هزمت حينما لم تحسن أداءها ، من يمسك بخطام فرسها ؟ ... ومن يضيء لها قنديلها الذي أطفأت ذبالته بجهلها ... من ... من ...؟ |
مشكور عزيزي على الموضوع الجيد بعملنا الدؤوب وتواصلنا معا وتمسكنا بديننا ستحل المعجزة ونرتقي للأعلى كما كنا ان وعد ربك لقريب تحياتي لك عزيزي |
رد: أين المعجزة ؟
شكرا على الموضوع
|
الساعة الآن 02:00 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |