![]() |
إسرائيل تشعل حرباً دينية بضم "المسجد الإبراهيمى"
إسرائيل تشعل حرباً دينية بضم "المسجد الإبراهيمى"
فى الذكرى الـ١٦ لمذبحة «جولدشتاين» عشية الذكرى الـ ١٦ لمجزرة الحرم الإبراهيمى الشريف فى مدينة الخليل بالضفة الغربية والتى تصادف بعد غدٍ «الخميس»، جاء إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، بضم الحرم الإبراهيمى فى الخليل وقبر راحيل زوجة سيدنا يعقوب عليه السلام فى بيت لحم، على لائحة المواقع الأثرية التاريخية اليهودية، وذلك فى خطوة جديدة لمسلسل تهويد المقدسات الإسلامية. واعتبر مسؤولون فلسطينيون القرار تمهيداً لضم المسجد الأقصى وإشعال فتيل حرب دينية فى منطقة الشرق الأوسط. وعمّ الإضراب الشامل مدينة الخليل فى جنوب الضفة الغربية أمس احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية ضم الحرم الإبراهيمى. وشمل الإضراب الذى دعت إليه حركة «فتح» والفعاليات الفلسطينية فى الخليل مختلف مرافق الحياة، بما فيها المدارس والجامعات والأسواق العامة وسط تنديد عارم بالقرار الإسرائيلى. وانطلقت مسيرات للطلبة فى عدد من مدارس الخليل للتظاهر ضد القرار الإسرائيلى وهى ترفع شعارات تندد بالاحتلال وممارساته تجاه المقدسات الإسلامية. واندلعت مواجهات بين الطلبة وقوات إسرائيلية فى عدة أحياء قريبة من الحرم الإبراهيمى، فيما أطقلت قوات الاحتلال الرصاص المطاطى والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع على الطلبة الذين ردوا بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة. وبينما تسود الخليل أجواء مشحونة تهدد بتفجير الوضع عقب القرار الإسرائيلى، نددت السلطة الفلسطينية بالقرار الإسرائيلى مؤكدة أنه مخالف لجميع الأعراف والقوانين الدولية التى تحرم المساس بالمقدسات، واصفة القرار بـ«الخطير» وسيحمل تداعيات على مستقبل عملية السلام. فيما اعتبرت كتلة التغيير والإصلاح فى المجلس التشريعى الفلسطينى القرار الإسرائيلى «حربا جديدة وعلنية يفتحها الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية، بدءا بتقسيم الحرم ومن ثم ضمه لينقل ذات السيناريو يوما ما على المسجد الأقصى المبارك ضمن خطوات مرحلية». وتوالت ردود الفعل المنددة بإعلان نتنياهو، حيث اعتبر محافظ الخليل د. حسين الأعرج هذه القرارات تدل على أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية هى أداة فى يد المستوطنين والمتطرفين، ولا يوجد فى أجندتها أى هامش للسلام. وبدوره دعا رئيس بلدية الخليل خالد العسيلى العالمين العربى والإسلامى، ومنظمة العالم الإسلامى، والجامعة العربية، ومنظمة اليونيسكو وجميع المؤسسات الدولية، إلى «التحرك العاجل لحماية الحرم الإبراهيمى الشريف ومنع تدنيس حرمته وتغير معالمه». بدوره، استنكر الشيخ الدكتور تيسير التميمى، قاضى قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعى، إعلان نتنياهو واعتبره بمثابة إعلان حرب على المقدسات الإسلامية فى فلسطين ستؤدى إلى نشوب حرب دينية فى المنطقة لا تبقى ولا تذر مما يهدد الأمن فى المنطقة بأسرها بل فى العالم كله، مشيراً إلى أن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلية وإجراءاتها ضد المقدسات باطلة لمخالفتها الشرائع الإلهية والقوانين والمواثيق الدولية، محذراً من أن هذا الإعلان يأتى فى إطار العدوان على المسجد الأقصى المبارك وممهد للهيمنة الكاملة عليه ثم هدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه. يشكل الحرم الإبراهيمى موضع توتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ المجزرة التى ارتكبها مستوطن إسرائيلى يدعى باروخ جولدشتاين فى ٢٥ فبراير ١٩٩٤ وأسفرت عن مقتل ٢٩ مصليا فلسطينيا فى داخله بعد أن أطلق النيران على المصلين أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة فى شهر رمضان. وترافق قرار ضم المسجد الإبراهيمى مع اقتحام ٥٠ متطرفا يهوديا أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية فى مدينة أريحا الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، رافعين الأعلام الإسرائيلية بزعم أداء الصلاة فى معبد أريحا. ويتعين على الإسرائيليين الذين يريدون الصلاة فى هذا المعبد تنسيق زيارتهم مسبقا مع الجيش الإسرائيلى والشرطة الفلسطينية. وتعليقا على ذلك الاقتحام، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن النائب الإسرائيلى مايكل بن آرى قوله: «إن اتفاقيات أوسلو ماتت ولن نسمح بتأسيس دولة للعدو داخل إسرائيل وتحت عيوننا». وقال مائير بريتلر، أحد قادة التيار اليمينى الإسرائيلى المتطرف: «لقد رفعنا أعلام إسرائيل هنا فى أريحا لنجدد وجودنا فى أريحا، وسنبقى فى هذه المدينة لأطول فترة ممكنة». |
الساعة الآن 03:23 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |