![]() |
الشاعر السوري الكبير عمر أبو ريشة
عمر أبو ريشة ولد عمر أبو ريشة في منبج بلدة أبي فراس الحمداني في سوريا عام 1910 وتلقى تعليمه الابتدائي في حلب .أكمل دراسته الجامعية في بيروت في الجامعة الأمريكية حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم عام 1930م ثم أكمل دراسته في لندن في صناعة النسيج، وهناك قام بدعوة واسعة للدين الإسلامي بلندن . ثار على بعض الأوضاع السياسية في بلادة بعد الاستقلال وامن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة العربية بشدة نفسيته في شعره : الشاعر عمر أبو ريشة شاعر أصيل متمكن في مجال الشعر له أسلوبه المميز والمنفرد ، وله طريقته في الشعر وسمته التي يتميز بها عن غيره من الشعراء فأنت تقرأ قصيدة من شعره تسير على نمط معين ولكنه يفاجئك في أخرها ببيت يختم به قصيدته تلك ويكون هذا البيت خلاف ما تتصور فيكون بيت مفاجأة أو إثارة بالإضافة إلى أن الشاعر يحشد كما هائلا من الصور والأخيلة في قصيدته حتى لكأنك وسط معمعة من المفاجآت والخيالات والظواهر التي لا تتخيلها في الموقف فمثلا في قصيدته اقرئيها تجد : إنها حجرتي لقد صدئ النسيان *** فيها وشاخ فيها السكوت ادخلي بالشموع فهي من الظلمة *** وكر في صدرها منحوت وانقلي الخطو باتئاد فقد *** يجفل منك الغبار والعنكبوت عند كأسي المكسور حزمة أوراق *** وعمر في دفتيها شتيت ********** انظر كيف يقدم لنا الشاعر كما هائلا من الصور والأخيلة والأشباح صدئ النسيان ، شاخ السكوت ، وكر ، في صدرها منحوت ، يجفل ، الغبار ، العنكبوت ، كاسي المكسور ، حزمة أوراق ، دفتيها ، شتيت.... كلمات تنهال على الخيال فتعيش القصيدة وكأنك تدخل وكرا فيه أشباح وأشياء مرعبة ثم تجده في مجالات أخرى يحلق بنا في الفضاء مع النجوم والشموس والكواكب وكأنما يشعرنا أنه يتطلع إلى الصعود لكن معوقات الواقع تقيده وله نظرة سامية عليا يعبر عنها كثيرا بالنجم والكوكب والشمس والفضاء اقرأ له في عدد من قصائده : فكم جبل يغفو على النجم خده وتهاديت كأني ساحب ** مئزري فوق جباه الأنجم وثبت تستقرب النجم مجالا جناحه بعدما طال المطال به ** مخضب من شظايا الشهب منكسر لأظن جناحي محترقا *** محترقا من لمسة نجمة وحمائم بيض في اليم *** مدت أجنحة للنجم ما بعدك يا أفقي الأعلى *** دنياي توارت في العتمة قدم تجرح أحشاء الثرى *** وفم يلثم خد الفرقد وتناقلت آيات رحمتها شفاه الأنجم ************ كلمات كلها تتعلق بالسماء وكأنما تعبر لنا عن نفسية الشاعر الذي عاش يبحث عن الرقي والكمال والرفعة والعلو فهو صاحب همة عالية وارتقاء في الفكر والسلوك لا يرضى بالوضيع بل يحب ان يجلس عاليا رغم كل شيء وعلى الرغم مما عاناه هذا الشاعر من معوقات ومن متاعب جنتها عليه همته العالية إلا انه ظل كذلك إلى أن مات مرفوع الرأس اقرأ قوله: عشت حرا بلغت جنة دنياي *** وجفني بنورها اكتحلا إنها نعمة أقطع فيها *** العمر مستغفرا ومبتهلا اعف عني يارب بدل همومي *** فلقد عشت مرة رجلا ********* أيضا نجد في شعر الشاعر نبرة الفخر والاعتزاز بالنفس والثقة ولا نستغرب في رجل لم يفتأ يتجرع غصص المجد ليصل إلى مبتغاه ولو خذلته الدروب ولكنه بذل من أجلها الكثير فاستطاع أن يصل إلى الكثير مما تمناه ولو لم يستطع الإتمام إلا أنه لم يكن محابيا ولو حابى لاستطاع الوصول لكن طموحة أبى عليه وتألقه منعه من أن يصل بالتنازل عن مبادئه التي يؤمن بها فرضي أن يظل حسب ما أمكنه مع الاحتفاظ بكرامته التي يراها أعز ما لديه وما أغلى الكرامة ، بل ربما يرفض المجد إن كان بطريقة غير مشروعه يقول: ما أرخص المجد إذا زارني *** ولم يكن لي معه موعد وهي نظرة تخصه كما قال البارودي قبله : أسير على نهج يرى الناس غيره *** لكل امرئ فيما يحاول مذهب ولذا تجد تشابها بين الرجلين في نظرتهما للحياة ، ولمكاسبها ولذا كان البارودي وأبو ريشة يدفعان ثمن إبائهما غاليا لكنهما نفذا رغبتيهما بثمن باهض، وعاشا وهما يعانيان نتيجة الرفض والإباء: شغل عدة مناصب : عضو المجمع العلمي العربي دمشق عضو الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا- ريودي جانيرو عضو المجمع الهندي للثقافة العالمية وزير سوريا المفوض في البرازيل 1949 م 1953 م وزير سوريا المفوض للأرجنتين والتشيلي 1953 م 1954 م سفير سوريا في الهند 1954 م 1958 م سفير الجمهورية العربية المتحدة للهند 1958م 1959 م سفير الجمهورية المتحدة للنمسا 1959 م 1961م سفير سوريا للولايات المتحدة 1961 م 1963م سفير سوريا للهند 1964 م 1970 م يحمل الوشاح البرازيلي والوشاح الأرجنتيني والوشاح النمساوي والوسام اللبناني برتبة ضابط أكبر والوسام السوري من الدرجة الأولى وآخر وسام ناله وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وقد منحه إياه الرئيس اللبناني إلياس الهراوي. شردته الكلمة اثنين وعشرين عاما في مشارق الأرض ومغاربها وهذا شأن كل صاحب كلمة . وفاته وتُوفي رحمه الله في الرياض عام 1990 م الخاتمة لم يكن الشاعر مغمورا أو مجهولا فلا أخال منهجا أدبيا من مناهج التعليم في العالم العربي إلا وفيه قصيدة أو أكثر من قصائد الشاعر لأنها تعبر بصدق عن تطلعات أبناء الأمة الإسلامية، وهذه نبذة مختصرة عن حياة هذا الشاعر الكبير الذي يعتبر في رأيي مثالا رائدا في حب الوطن. منقول.. |
بجد موضوع روووووعة ومعلومات جديد تسلم ايدك
|
|
اقتباس:
الرائع هو مرورك و رقي اهتمامك.. محبتي غاليتي.. |
اقتباس:
شكراً لكرم المرور.. محبتي لك.. |
اختي فسحة امل
تقديري واحترامي لك على رقي اختيارك للمواضيع بارك الله بك |
الساعة الآن 04:48 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |