![]() |
من هم الشركس أو الأديغة ؟
يسمع الكثير منا عن الشركس أو الشراكسة , ولكن القليل من يعرف أصولهم و ربما أن بعض الشراكسةلا يعرفون هذه الحقيقة أو تفاصيلها . فمن هم الشراكسة إذا ؟ : أرض القوقاز: و هي البقعة الواقعة بين البحر الأسود غربا وبحر قزوين شرقا , و شمالا من نهر القوما وصولاإلى هضبة أرمينيا جنوبا , مساحة هذه الأرض تقدر { 400 } ألف كيلو متر مربع و تنقسم المنطقة لقسمين الأول يعرف بشمال القوقاز و الثاني جنوبها { ما وراءالقوقاز } و تنتشر فيها سلسلة جبال هائلة تختلفارتفاعاتها من قمة للأخرى أعلى قممها جبل { البروز } يكسوه الثلج دائما و يدعونه شيخ الجبال أو الجبل المبارك و ترتفع قمته بعلو 5600 م و منها ينحدر نهرقوبان , و السلسلة الجبلية تبدأ مرتفعة بالشمال و تنخفضكلما اتجهنا جنوبا , و تكسو هذه الجبال غابات كثيفةجدا و مخيفة أحياناً . تلك هي طبيعة الأرض التي عاش بها شعب القوقاز و هو الاسم الجامع لكل سكانها أما اسم شركسي فهو وصف أطلقه الأجانب على شعوب و قبائل شمال القوقاز . إذ لا توجد أي قبيلة تحمل اسم القبيلة الشركسية { وربما أن أصل هذه التسمية إيراني أو تتري } فهويعني سكان القوقاز جميعاو التي تجمعهم حضارة واحدة وإن اختلفت لغاتهم . وتضم شعوب شمال القوقاز) الأديغة - البجدوغ -الأبازاخ - الشاب سوغ - القرشاي -التشمقواي -النختواي - الوي ناح - الداغستان .. الخ http://www.mirfocus.com/images/Circassian.jpg دولة الأديغه – لمحة تاريخية سريعة - منذ القدم كانت للشعب الأديغه – أوبخ – أبخاز محاولات كثيرة لإنشاء دولة خاصة به. أولى المحاولات تجاه التوحد كانت في القرن الخامس قبل الميلاد في أراضي السيند (شبه جزيرة تامان) والتي عرفت بمملكة سينديكا وكانت مملكة مستقلة لفترة قصيرة قبل أن تدخل في إطار مملكة البوسفور. - في القرن الخامس الميلادي يعود الزيخ إلى أراضيهم التي أفرغها الغوناميون ليعقدوا تحالفا مع الإمبراطورية البيزنطية ضد البولغار وهم بقايا الغوناميين. هذا التحالف يؤدي إلى ظهور المسيحية في شمال غرب القوقاز وكذلك ازدياد قوة ونفوذ الزيخ في المنطقة. في تلك الفترة تظهر محاولات جديدة لتوحيد الأديغة والأبخاز في دولة واحدة. - الزيخ في نهاية القرن الخامس الميلادي يتمكنون من تحرير كل الأراضي ماوراء الكوبان من الغوت والبلغار. - ازدياد قوة الزيخ ونفوذهم واستقلاليتهم عن بيزنطة. في تلك الفترة يتمكن عدد من الزيخ من التغلغل في الطبقة الأرستقراطية الحاكمة في بيزنطة. - في القرن السابع وبسبب تراجع قوة ونفوذ الزيخ يظهر في شرق القوقاز اتحاد للكاهانات الخزية (اليهودية). - الزيخ اضطروا بسبب ضغط الكاهانات الخزرية من الانتقال إلى الضفة اليسرى للكوبان. - في القرنين الثامن والتاسع الميلادي تتوسع زيخيا حتى شبه جزيرة كيرتش في القرم. - في القرن التاسع الميلادي يتمكن اتحاد الزيخ والكاسوغ من طرد الخزر نهائيا من الأراضي الشركسية. - إلى مناطق شمال القفقاز التي كانت تحت سيطرة الخزر يأتي الأمير سفيتسلاف ومن بعده ابنه مستيسلاف ليقضوا تماما على الكاهانات الخزرية ويسيطروا على شبه جزيرة تامان. - في عام 1022م تجري المواجهة المشهورة بين الأمير مستيسلاف والأمير الكاسوغي ريداده. المواجهة تنتهي بموت ريداده غدرا على يد مستيسلاف, وحسب الإتفاق الذي سبق المواجهة فإن الكاسوغ خضعوا لسلطة مستيسلاف ولكن في نهاية القرن الحادي عشر يعيد الكاسوغ سيطرتهم من جديد على تامان. لم تنجح لاحقا كل محاولات الكاسوغ والزيخ للتوسع والتوحد بسبب اجتياح المغول للمنطقة. - في القرن الثاني عشر الميلادي من جديد تعود سيطرة بيزنطة على تامان. وتظهر لدى الأديغه إمكانية تقوية نفوذهم بفضل علاقاتهم مع البندقية وجنوه. في تلك الفترة تبدأ بالظهور القرى والمدن الجنوية والفينيتسية على شواطئ بحري آزوف والأسود الشركسية. - في عامي 1222 و1223 يهاجم المغول والتتار شمال القوقاز. ويقضي الهجوم على تحالف الكيبشاك والأديغه والألان وتسيطر القبائل الطورانية على المنطقة لقرون. - هجوم التتار والمغول يدفع الأديغه في مناطق شمال آزوف بالهجرة إلى القرم ومن هناك إلى شبه جزيرة تامان. - في العام 1237م وبعد معركة دامية مع الأوردا الذهبية يضطر الأديغة لترك سهول الكوبان الشمالية والإلتجاء إلى الجبال. القسم الآخر من الأديغه من سكان تلك المنطقة يتوجهون نحو الشرق إلى منطقة الجبال الخمسة (بيتي غوريا) ويبدأ تأسيس قبيلة القبردي. - في العام 1327م يتمكن الأديغه (الذين بدأوا يعرفون بالشركس وهي تسمية تتارية) من دفع التتار والمغول من ضفاف الكوبان باتجاه الشمال. ويتحول تدريجيا اسم بلاد الزيخ والكاسوغ إلى شيركيسيا. - ابتداء من العام 1282م ظهرت عدة محاولات لتوحيد الأديغه في دولة على أرضهم التاريخية. إمارة باسكاك تتار كورسك تدعو قسما من الأديغه في منطقة القبردي ليستوطنوا في منطقة كورسك. وبعد مناوشات مع السكان المحليين الذين لم يرغبوا في قدوم الأديغه إليهم قام أمير كورسك أوليغ وبعد موافقة خان الأوردا الذهبية بحرق بيوت الأديغه وطردهم من منطقة كورسك. ماتبقى منهم توجه إلى منطقة كانيف واستوطنوا في أسفل نهر دنيبرو في أوكرانيا اليوم. هناك أسس الأديغه مدينة تشيركاسك وأصبحوا قوة أساسية ضاربة في صفوف قزق زاباروجيه وتدريجيا انصهروا بين القزق والروس في تلك المنطقة. - في القرن السادس عشر الميلادي كانت مشهورا بين القوات الفرق القزقية فرقة خيالة شركسية عمادها من فرسان القبردي والجانه وهم كانوا شراكسة منصهرين بين القزق. - أراضي بريدنيبروفيا وليفوبيرجنايا أوكرينا كانت تسمى شيركيسيا لفترة طويلة حتى وصول كاترينا الثانية إلى السلطة في روسيا القيصرية. - في بداية القرن الخامس عشر امتدت أراضي الأديغه من تامان غربا حتى الضفة اليسرى لنهر تيرك شرقا. ولكن شيركيسيا كانت مقسمة إلى إمارات قبلية صغيرة متناثرة ومتحاربة. في القرن الخامس عشر تغير الوضع بظهور الأمير إينال (إحدى الفرضيات تقول إنه مملوك شركسي عاد من مصر إلى القوقاز). استطاع إينال فرض سيطرته وتوحيد معظم القبائل الأديغية والأبخازية على شكل دولة تمركزت عاصمتها في بلدة بزبتا الأبخازية. بعد وفات إينال عام 1453 أصبح أولاده مؤسسين لعدد من العائلات الأرستقراطية الشركسية في القبردي والجمكوي والبسلني وأبخازيا. وبهذا الشكل قسموا الدولة إلى إمارات مختلفة من جديد. - في نهاية القرن الخامس عشر استطاع القبردي السيطرة على الضفة اليمنى لنهر تيرك. ولكن للأسف تحولت منطقة القبردي الواسعة هي الأخرى إلى إمارات صغيرة. - في بداية القرن السادس عشر وبسبب النزاعات بين إمارات القبردي الكثيرة انقسمت قبردا إلى كبرى وصغرى. - في العام 1829م بدأت تحركات موجهة لتشكيل اتحاد بين القبائل الشركسية. في ديسمبر من العام نفسه انعقدت الخاسه والتي تم فيها مناقشة الحرب مع روسيا. - في العام 1834م أنشأ الأبزاخ والأوبخ والشابسوغ والناتخواي اتحادا سياسيا عسكريا فيما بينهم. واتفقت هذه القبائل على تجاوز الخلافات القبلية والتوحد تحت راية واحدة ضد العدو المشترك. رمز هذا التوحد كان العلم الشركسي الذي ولد في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. - في العام 1835 أصدر زعماء هذا الاتحاد إعلان استقلال شيركيسيا الذي أكد على أن الأديغه لم يكونوا ولن يكونوا مواطنين تابعين لروسيا. - في العام 1841م أنشأ الأبزاخ خمسة محاكم شعبية . - في نفس العام صوت الأديغه في الخاسه العامة بالقرب من نهر بشحه على إتفاق الاتحاد. - في العام 1847م في الخاسه التي عقدها الأبزاخ بالقرب من نهر بشحة تم توحيد المحاكم الشعبية الخمسة في محكمة واحدة وتشكيل إدارة وانتخاب رئيس لها وانتخاب قضاة للمحكمة. - في العامين 1848 – 1849 شكل الشابسوغ والأبزاخ و الناتخواي والأوبخ إدارة قانونية وسياسية موحدة, وقوة عسكرية مشتركة دائمة مؤلفة من مقاتل عن كل ستين بيت. القوة العسكرية قسمت إلى كتائب من 150 مقاتل. تم انتخاب مسؤول عن كل ستين بيتا وتم فرض الضريبة لتأمين امدادات الجيش الشركسي. مناطق الأبزاخ والشابسوغ والناتخواي والأوبيخ قسمت إداريا إلى مناطق, كل منطقة مؤلفة من مائة بيت. وأنشأ لكل منطقة إدارة خاصة بها من ستة عشر شخصا. - استمرار هذا الاتحاد فشل بسبب محاربة الأمراء له وبسبب النزعة القبلية العصبية التي كانت موجودة لدى الشراكسة في تلك الحقبة. - في أيلول من العام 1921 تم إنشاء مقاطعة القبردي ذات الحكم الذاتي. - في 20 نوفمبر من العام 1922 تم تغيير اسم مقاطعة القبردي إلى مقاطعة قبردينا – بلقاريا ذات الحكم الذاتي. - في الخامس من ديسمبر 1936 أصبحت قبردينا بلقاريا جمهورية ذات حكم ذاتي. - في يناير 1922 أنشأت مقاطعة أديغيسكا - كاراتشايفسكايا ذات الحكم الذاتي. - في آب 1922 أنشأت مقاطعة تشيركيسيا ذات الحكم الذاتي وعاصمتها مدينة كراسنودار. - في نفس العام تم تغيير اسم المقاطعة إلى مقاطعة أديغيا ذات الحكم الذاتي وعاصمتها مايكوب. - في 23 أيلول 1924 تم إنشاء منطقة الشابسوغ بين مصبي نهري شاخه وطوابسه. - في 24 أيار 1945 تم إلغاء منطقة الشابسوغ وتحويل اسمها إلى منطقة لازيروفسكويه (نسبة إلى الجنرال لازيروف الذي أباد الشابسوغ). - في العام 1991 مقاطعة أديغيا ومقاطعة قرشاي شركيسيا أصبحتا جمهوريتان في روسيا الإتحادية. - في آب 1992 أعلنت أبخازيا استقلالها عن جورجيا ومازالت هذه الدولة الفتية صامدة رغم كل الصعاب. http://mamlokshistory.googlepages.com/pc1.jpg العشائر الشركسية تحافظ على تراثها وعاداتها ما أن وطأت أقدامهم أرض الأردن حتى "خلعوا أحذيتهم ومشوا فيها حفاة"، لاقتناعهم أنها "أرض مقدسة"، إلى أن أقنعهم البعض بـ"انتعال أحذيتهم على هذه الأرض المقدسة". يتناقل أجيال الشركس هذه الرواية منذ أن هاجروا من ديارهم في القفقاس قسرا في ستينيات القرن التاسع عشر، ووصولهم عمان في سبعينيات ذلك القرن، نتيجة حربهم مع روسيا القيصرية من أجل الحفاظ على دينهم الإسلامي الذي اعتنقوه. واستقر معظم الشراكسة المهاجرين في تركيا، بينما استقرت مجموعات منهم في سورية والأردن وفلسطين. وكانت أول مجموعة من القادمين إلى عمان هي قبيلة "الشابسوغ"، التي قدمت عبر تركيا إلى دمشق ثم من هناك إلى عمان حيث استوطنوا فيها. أما المجموعة الثانية الكبرى فهي"القبرداي"، فقدمت عبر الطريق البحري من البلقان إلى بيروت وعبرت حلب متوجهة إلى عمان، وأقامت أول قافلة شركسية في المدرج الروماني. ومن ذلك الزمن، اندمجت العشائر الشركسية في النسيج الوطني والاجتماعي الأردني مع حفاظها اللافت على تراثها وقيمها. في هذا السياق، يؤكد رئيس المجلس العشائري الشركسي الأردني ومختار عشائر الشركس في عمان الحاج عدنان كلمات شكاخوا، في لقاء مع الغد، على "حرص الشركس على توريث عاداتهم وتقاليدهم للأجيال المتعاقبة، مع اعتزازهم وانتمائهم الذي يعكسه التفاعل مع الأحداث الوطنية وسعيهم للمشاركة في خدمة الوطن جنباً إلى جنب مع باقي أطياف الشعب الأردني". ومن اللافت قدرة الشركس على"المحافظة على عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم رغم مرور سنوات طويلة على هجرتهم من بلادهم واندماجهم في المجتمع الأردني"، وفي هذا يقول شكاخوا إن ذلك يعود "لاعتزاز الشركس الكبير بتراثهم وانتمائهم لجذورهم، مع إيمانهم العميق أن هذا شيء إيجابي حتى لا يتم الذوبان والانصهار وبالتالي تضيع ملامح هذه الجماعة التي حملت معها تراثا غنيا". ومن العادات والتقاليد المهمة لدى الشركس، بحسب شكاخوا، تلك المتمثلة في "احترام كبير السن إلى جانب التقدير البالغ للمرأة". وفي هذا المقام، يقول إن أبناء الابنة على سبيل المثال "يأخذون مقدارا مضاعفا من المحبة عن أبناء الابن بسبب ارتباط محبتهم بمحبة أمهم" وهذا يتماشى مع "الشرع الإسلامي الحنيف وما حث عليه من صلة الرحم". ويضيف شكاخوا مثالاً آخر" لو كان هنالك خلاف أو شجار بين مجموعة من الشركس وبالصدفة تواجدت امرأة، فينفض حينها الشجار بسرعة احتراما لها". حيث انّ "من العار أن تقوم مشاجرة أمام امرأة". ويقول شكاخوا إن الشركسي خارج القفقاس يحمل "مسؤولية مزدوجة"، تجاه "الوطن الذي يعيش فيه وتجاه وطنه الأم". يذكر أن المجلس العشائري الشركسي في الأردن يقوم بتمثيل عشائر الشركس، ويضم20 عضوا من وجهاء الشركس. أما الجمعية الخيرية الشركسية فيقتصر دورها على "النشاطات الاجتماعية ومشاريع البر والإحسان والمحافظة على التراث". من جانبها، تبين الموظفة باتريشيا جنجاتة أن "الأسرة الشركسية تسعى جاهدة للمحافظة على عاداتها وتقاليدها من خلال التمسك بالهوية والتراث المتمثل باللغة، وعزف الموسيقى الشركسية والمحافظة عليها عبر اللوحات الفنية التي تقدمها الفرق الفنية المتخصصة وكذلك طهي الأطعمة الشركسية التقليدية". وفيما يخص الأطعمة التقليدية المعروفة، تبين جنجاتة أنها تتمثل ببعض الأكلات منها "لقم أركيتزا والزاتيج والحلفا، وهي عبارة عن أنواع مختلفة من المعجنات إلى جانب الطبق المعروف شيبس وباسطا مع الصلصة المخصصة له وهي الشبجي داغة". وعن الملابس الشركسية التقليدية، تبين إيمان أبدة (25 عاما) أنها تعبر عن "الحشمة والجمال للمرأة، والفروسية والقوة للشاب". وتتكون ملابس المرأة، بحسب أبدة، من"فستان وطاقية طويلة يتدلى من أعلاها منديل شفاف وزنار"، وكان في القديم يتكون الثوب من "عدة قطع تصل إلى عشر، ويتميز بتطريز خيوط الفضة والذهب". أما الشاب فتتكون ملابسه من "جكيت طويل اسمه تسي وبنطلون وقميص وطاقية اسمها تئة وخنجر اسمه قامة وسيف طويل اسمه جاته"، بالإضافة إلى وجود "أماكن خاصة في السترة للرصاص وحذاء طويل". وتضيف أبدة "لم تعد هذه الملابس التقليدية مستعملة حاليا ويقتصر ارتداؤها على الفرق الموسيقية الشركسية في الحفلات والمناسبات الخاصة". بدورها تشير جنجاتة إلى الرقصات الشركسية المعروفة التي تؤدى في المناسبات، وتقدم من خلال لوحات فنية يتم عرضها "في دول مختلفة من خلال فرق محترفة وهي رقصة الأمراء المسماة قافا ورقصة الأبخازي ورقصة الشيشن". وتضيف أن الشراكسة "يولون اهتماما بالغا بالموسيقى خصوصا تلك المعزوفة على الأكورديون". وعن العادات الشركسية التي اختفت بنسبة 99 % والمعروفة بـ"الدقواسا"، يبين شكاخوا أن هذه العادة التي يسمونها الناس في الأردن "خطأ" بزواج الخطيفة، من العادات الشركسية التي "كانت متبعة قديما وكان لها طقوس تعبر عن مبادئ وقيم المجتمع الشركسي المحافظ". و"الدقواسا هي من العادات التي كانت متبعة قديما في الزواج، حيث يتفق الشاب والفتاة على الزواج وتذهب الفتاة مع الشاب على علم من أمها وشقيقاتها وشباب الحي، حيث تذهب برفقة فتيات وأصدقاء إلى الحمادة وهو الزعيم أو الوجيه ويكون هذا الوجيه على علم مسبق بالأمر" بحسب شكاخوا. ويضيف "بالنسبة لوالد العروس فيكون أحياناً على علم بالموضوع وفي أوقات لا يكون لديه علم". ويضيف "تبقى الفتاة عند الوجيه ويذهب الشاب ويختفي عن الأنظار عند صديق له يسمى شوادقوا، ويبقى عنده ضيف ويبعث علم لوالد الفتاة يطمئنه أنها موجودة في الحفظ والصون". وتختلف ردة فعل الأب بين "أن يوافق على الزواج وأن لا يوافق". وفي حال وافق الوالد، يتم الزواج في بيت الوجيه "تكريما له"، ثم تزف الفتاة لبيت العريس. وهنا تصبح المراسيم "شبيهة بالزواج العادي من حيث الاحتفالات، حيث تقام احتفالات في بيت الشاب ويزف الشاب إلى عروسه. وهنا ينتقل المحتفلون إلى المضافة ويبقون إلى الفجر وقبل طلوع الشمس يعود الشاب إلى بيت صديقه قبل أن يراه أقاربه". ويزيد شكاخوا "ثم تذهب العروس لتسلم على حماتها بحضور القريبات. وفي اليوم التالي يتم زفاف العريس لبيته في زفة شباب بحضور أقاربه وأعمامه". وفي حال كان العريس لا يملك بيتا وتجنبا لبقاء العروس في منزل أسرة زوجها، "كان يتعاون الأقارب والجيران في بناء بيت للعروسين" بحسب شكاخوا. ويؤكد أن "الدقواسا اختفت والمتبع الآن في أمور الزواج ما هو متعارف عليه في العادات الأردنية من ذهاب جاهة لأهل العروس وإقامة عرس، لأن الدقواسا ما عادت تلائم التطور الحاصل. أما في القفقاس فما زالت الدقواسا متبعة بشكل كبير". يشار الى أن الاختلاط بين الشباب والفتيات الشركس "مسموح به ضمن رقابة الأهل والاحترام المتبادل بين الطرفين". ويذكر أن الشركس "حريصون على تعليم أبنائهم اللغة الشركسية"، حيث يتم تعليم أساسيات القراءة والكتابة في مدرسة الأمير حمزة وروضة في وادي السير، إلى جانب تنظيم دورات في الجمعية الخيرية الشركسية للتقوية في اللغة الشركسية وفي نادي الجيل كذلك. وتضطلع الفرق الفلكلورية الشركسية بدور بارز في المحافظة على الفنون الفلكلورية الشركسية وأهمها فرقة الجيل وفرقة النادي الأهلي وفرقة مدرسة الأمير حمزة للناشئين التي تحمل هذا الفلكلور عبر لوحات فنية إلى أنحاء العالم. الأزمة القومية الشركسية أسبابها - أبعادها - نتائجها الأزمة القومية : هي حالة الوعي الاجتماعي الذي يتغير بشكل جذري مارا في مرحلة هبوط أو انهيار مفاجأة في القوة الفعالة التي تحرك منظومة حياة الأمة: اللغة, الثقافة, الحالة السيكولوجية, الهيكل القومي (الدولة القومية), الأرض و الخصائص القومية الأخرى. هذه الأزمة تحدها مرحلة خاصة و حد معين من جملة عملية التطور التاريخي للأمة, عندما تتوقف الأمة أمام خيار مصيري بين الوجود و عدم الوجود, بين حياة هذه الأمة و فنائها. الأزمة القومية لا تنشأ و تتطور في لحظة أو يوم أو سنة, و إنما هي حالة تطورية على فترات طويلة تمتد على مدى عدة قرون من الزمان. الأزمة القومية مثلها مثل أية ظاهرة أخرى, لها أسباب نشوء و تطور, مراحل نمو سريعة و مراحل جمود, مشكلة بذلك عصر معين من حياة الشعب أو الأمة. للأسف الشديد فان الشعب الشركسي و على مدى قرنين و نيف يمر في مرحلة مأساوية, عاصفة متوترة و مصيرية في حياته. مسألة بقاء, عصر الأزمة القومية الشركسية. إن الحرب الروسية-القفقاسية خلفت آثارا سلبية جدا ووضعت الشعب الشركسي و حضارته على شفة حفرة من الفناء التام. و لعلها تعتبر السبب الرئيس في نشوء الأزمة القومية التي تظهر في عدة محاور أساسية أهمها: الأزمة الجغرافية - السكانية: لقد فقد الشعب الشركسي في الحرب الروسية القفقاسية أكثر من مليون إنسان على مدى 100 عام, كما طرد 94 % ممن سلم إلى الإمبراطورية العثمانية, و بقي من أراضي شيركيسيا الكبرى أقل من 10 % من الأراضي التي تعتبر الأرض التاريخية منذ صدر التاريخ للشعب الشركسي. لقد انقرضت قبائل شركسية كثيرة من على بكرة أبيها مثل قبائل الماخوش, الناتخواي, الجانه و الأوبخ. وذكلك قبائل كبيرة مثل الأبزاخ الذين كان يزيد عددهم عن 400 ألف نسمة أصبحوا اليوم يعيشون في قرية صغيرة في جمهورية أديغيا لا يزيد عدد سكانها عن 3000 نسمة. و كذلك قبيلة الشابسوغ التي كانت أكبر القبائل الشركسية , و تستوطن سواحل البحر الأسود القفقاسية من تامان حتى سوتشي, أصبح بناء هذه القبيلة التي كان عدد أفرادها يفوق 700 ألف نسمة يعيشون في عد قرى صغيرة مجموع سكانها لا يتجاوز 10 آلاف نسمة. البقية القليلة من الشعب الشركسي التي لم تتعرض للهجير القسري تم توطينها على شكل مجموعات بشرية صغيرة العدد في قرى بعيدة الواحدة عن الأخرى و محاطة بعشرات القرى القزقية التي بنيت على أنقاض القرى الشركسية المحروقة و ذلك لسهولة السيطرة عليهم. بعد الثورة الشيوعية في روسيا عام 1917 تم انشاء هياكل إدارية, اليوم تبدو كجمهوريات ذات حكم ذاتي ضمن الاتحاد الروسي و هي جمهوريات أديغيا, قبردينا - بلقاريا, و قرشاي - تشيركيسيا. و حسب الاحصاءات التي أجريت في روسيا أواخر العام الماضي, في أديغيا يعيش 118 ألف شركسي, قبردينا - بلقاريا 520 ألف و في قرشاي - تشيركيسيا 80 ألف منهم 30 ألف من الأبازيين. بالإضافة لهذه الجمهوريات يعيش الشركس في وطنهم الأم في مناطق أخرى كتجمعات ليست بالكبيرة و هي: على الضفاف الشرقية للبحر الأسود ( من قبيلة الشابسوغ و عددهم 8 آلاف نسمة), في إقليم ستا فروبل, منطقة مزدوك في جمهورية أوسيتيا الشمالية ( و عددهم 1000 نسمة), في إقليم كرسنودار بالقرب من مدينة أرمفير توجد ثلاثة قرى شركسية عدد سكانها لا يتجاوز 1500 نسمة من قبيلة البسلني. إن عملية توزيع من تبقى من الشراكسة في مناطق غير متصلة دمرت شعور الوحدة الثقافية و القومية بين أفراد الشعب, كذلك شعور الأمان و الحمية. واستمرت السياسة الروسية و من ثم السوفيتية في عملية الابادة بحق الشعب الشركسي مستخدمة أساليب مختلفة. فمثلا في منطقة القبردي تم اقتطاع حوالي 70 % من الأراضي, و كذلك في منطقة الشابسوغ حيث تم إلغاء الهيكل الإداري لشابسوغ البحر الأسود و تحويله إلى منطقة لازيروفسكايا في عام 1956 ( لازوروف اسم الجنرال الروسي الذي سميت باسمه المنطقة, هو الذي قاد حملة الابادة بحق قبيلة الشابسوغ الشركسية إبان الحرب الروسية - القفقاسية). كما تم غمر 13 قرية شركسية في منطقة البجدوغ في جمهورية أديغيا لتصبح هذه القرى قاعا لبحيرة كرسنودار المشئومة. أزمة الدولة القومية: في فترة ما قبل الحرب الروسية - القفقاسية كانت شيركيسيا عبارة عن تحالف عفوي للأراضي و الإمارات و القبائل الشركسية. بعض هذه القبائل كان يتمتع بنظام حكم ديمقراطي ( الأبزاخ, الشابسوغ ), قسم الآخر من القبائل الشركسية كان يملك نظام حكم أرستقراطي ملكي ( القبردي, الحتقواي, البسلني و البجدوغ), بالإضافة إلى أنه كانت هناك ظاهرة حكم أرستقراطي ديمقراطي مشترك عند قبيلة الناتخواي بالذات. وبالرغم من تنوع نظام الحكم عند القبائل الشركسية إلا أنه بقيت هناك أساسيات عامة تنظم حياة المجتمع و بناءه السياسي. ضمن هذه الأساسيات كانت " الأديغه خابزه " أو القانون الأخلاقي القضائي الشركسي العام, " "الخاسه" البرلمان أو التجمع التشريعي إن صح التعبير, المحكمة القضائية " تحارؤا خاسه ". السلطة القضائية التنفيذية كانت على عاتق مجموعة من الشخصيات الخارجة حتما من المناطق ذات الحكم و النظام الأرستقراطي. بعد احتلال الأراضي الشركسية انتقلت كل السلطات إلى القوات القيصرية الروسية أما كل المؤسسات التي ذكرناها سابقا فقد دمرت تماما. لقد فقد الشراكسة حقهم في الدولة القومية و بالتالي حقهم في تقرير مصير الشعب و الأمة. بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا عام 1917 تم إقامة بعض الهياكل الإدارية ذات الصلاحيات المحدودة و الإمكانيات الضعيفة. هذه الهياكل كانت مصطنعة و مصممة لتحقيق أهداف النظام الشيوعي في البلاد. هذه الهياكل أصبحت فيما بعد سلاح من أجل التسريع في محو الهوية القومية وتوسيع هوة التواصل بين أبناء الشعب الواحد. ((السلطان الشركسي الظاهر برقوق)) لا ينكر باحث منصف تلك الفترات البطولية الرائعة الحافلة بالانتصارات العسكرية الباهرة التي حققها السلاطين العظام في عصور أُطلق عليها ظلماً اسم عصور المماليك ، ولا يستطيع كذلك أحد أن ينكر أن عصر الفتوحات الإسلامية العظيم الذي انتهى منذ أمد بعيد ، قد استعاد بعضاً من ومضاته العسكرية التليدة على أيدي هؤلاء السلاطين الكبار بكل المقاييس ، ولا يستطيع أيضاً أن ينكر أن العالم العربي قد استعاد في أيامهم بعضاً من ومضاته الحضارية الذهبية ، وبعضاً من هيبته التي افتقدها إبّان الغزو الصليبي الاستيطاني الإحلالي ، الذي قذفت أوربا خلاله بأكثر من مليون محارب ، في أكثر من مائة حملة عسكرية كبيرة وصغيرة طيلة أكثر من قرنين من الزمان بغية تحقيق أهداف دينية وسياسية واقتصادية واستراتيجية ، كادت تؤتي ثمارها كأينع ما تكون لولا قضاء هؤلاء السلاطين العظام على هذا الواقع الأليم ، بجهادهم وجهودهم المتواصلة التي لم تعرف الكلل ولا الملل . ولم نعرف حتى الآن أن تاريخاً ما هوجم بمثل العنف الذي هوجم به التاريخ الإسلامي بشكل عام وتاريخ المماليك في مصر وبلاد الشام بشكل خاص فقد اتخذ هذا الهجوم المركّز شكل التزوير والكذب ودس الروايات المزورة إلى المصادر والمراجع التي يؤخذ منها تاريخنا .والسبب في تحامل المؤرخين والمستشرقين الأجانب ولاسيَّما الأوربيين منهم على تاريخ المماليك واضح جداً . إن المماليك هم الذين كنسوا الصليبيين من الشرق العربي ، وهم الذين حافظوا على استقلال الشرق وعلى تراثه وحضارته العربية الإسلامية وذلك بصدهم كل الحملات الصليبية ومعاقبتهم كل من تعاون من أهل البلاد مع الصليبيين ، بالإضافة لصدهم هجمات المغول والتتار المتتالية . والخلاصة أن المماليك قاموا بتطهير البلاد العربية من الصليبيين ومن أعوانهم وعملائهم في المنطقة . إذاً : أليس من الطبيعي أن يقوم المؤرخون الأوربيون الذين هم أحفاد هؤلاء الصليبيين الذين منعوا من تحقيق أحلامهم وطردوا من الشرق الإسلامي على يد المماليك بالتحامل عليهم والتجني على آثارهم التاريخية و منجزاتهم الحضارية ؟ والجواب طبعاً نعم ، والعكس هو أمر غير طبيعي ولاسيما أن الأوربيين عندما قاموا بكتابة التاريخ الإسلامي ، فإنهم فعلوا ذلك لتسخير التاريخ لغاياتهم السياسية وليس من أجل الوصول إلى الحقائق التاريخية وما زالت المنظمات التبشيرية المتطرفة والتي تعود في جذورها إلى الحروب الصليبية تستمر حتى الآن في مهاجمة الشراكسة في مواقعها المختلفة على صفحات الإنترنيت وتُظهر مدى خطر الشراكسة عليهم بالرغم من تشتت الشراكسة في أكثر من أربعين بلداً بعد الإحتلال الصليبي الروسي لبلادهم في عام 1864م . ومن المعلوم أن العالم العربي تخلص من بعض الصليبيات بفضل السلطان صلاح الدين الأيوبي وبعض قادته من الشراكسة الذين أحرزوا الانتصارات التي بهرت العالم آنذاك ، فإذا علمنا أن رئيس الفرقة الأسدية في الدولة الأيوبية هو أياز كوج القفقاسي ، كما أن رئيس الفرقة الصلاحية فخر الدين أياز الجركسي القفقاسي أيضاً ، علمنا مقدار إسهام الشراكسة في المشرق العربي في تلك المرحلة التاريخية وخاصة بعد علمنا بأن عدد الشراكسة والأتراك هو اثني عشر ألفاً في جيش صلاح الدين الأيوبي (1) وكانوا من المماليك السلطانية : وهم أعظم الأجناد شأناً ومنزلةً عند السلطان صلاح الدين وأوفرهم إقطاعاً واغلب هؤلاء من الترك والكرد والشركس(2) . وما كاد العالم العربي يلتقط أنفاسه ،حتى دُهم من الشرق بالمغوليات أسوأ الموجات العسكرية البربرية الملحدة التي شهدها تاريخ العصور الوسطى التي اجتاحت العالم العربي الممزق ، وكان الدمار كل الدمار يمشي في ركاب هذه المغوليات التي كانت تطمح إلى تدمير أوربا ذاتها لولا قُطز وبيبرس (الشركسي)في عين جالوت ، إحدى أهم المعارك الفاصلة في التاريخ الوسيط التي وقف عندها هذا الطوفان المغولي المدمر لأول مرة ، فحفظت على الإسلام أرضه ومعتقده وتراثه وحضارته ، واستعادت بلاد الشام ، وحمت مصر من الدمار المحقق الذي لحق ببغداد والشام وقضت على آمال المغول في أوربا ، واستعادت للعالم العربي شيئاً من مكانته العالمية ، وتحققت في إثرها عظمة دولة (المماليك)، وخاصة بعد معركة حمص ومعركة شقحب حيث غير المماليك البرجية (الشركسية) مجرى المعركة التي بدأت بخسارة كبيرة لأحد مجنبات الجيش الإسلامي وكادت أن تنتهي بالهزيمة الكاملة لولا أن صَدَم القائد الشركسي بيبرس الجاشنكيري (الذي أصبح فيما بعد سلطاناُ) بالمجاهدين الشراكسة إلى أن هُزم عسكر المغول والصليبيين الأرمن والكرج وفُلَّت عزيمتهم (3)،إلا أنَّ الحملات القادمة من أواسط آسيا بدأت من جديد في عهد تيمورلنك الذي حارب على جبهات مختلفة في خوارزم وبلاد الجتا ، وإيران ،والعراقَين ، وجورجيا وبلاد القبجاق والشركس وبلاد الشام ، وبلاد السلطنة العثمانية ، والهند ....إلخ . وعندما نكتب عن أعمال تيمورلنك لا بد من ذكر السلطان الشركسي برقوق الذي اقترن اسمه بقيام الدولة البرجية الشركسية . (1) : من كتاب المماليك في مصر : أنور زقلمة _القاهرة . (2) : من كتاب فلسطين أرض الحضارات للدكتور شوقي شعث _ص47 . (3) : معارك المغول الكبرى في بلاد الشام لأكرم العلبي ص138 |
مشكوووووووووووووورة
|
مشكوووووووووووورة
|
شكرا لك اختي ارب
والله يعطيك العافية |
الساعة الآن 01:35 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |