منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   شعب الجرمان (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=6914)

المُنـى 18 - 5 - 2010 02:19 AM

شعب الجرمان
 
الجرمـان

الجرمان Germans مجموعة من الشعوب والقبائل القديمة التي تنتمي إلى أسرة اللغات والشعوب الهندو ـ أوربية، كان لها دور كبير في سقوط الإمبراطورية الرومانية، وتشكل أوربة في العصور الوسطى. تعود تسميتهم إلى الرومان الذين اتصلوا بهم عن طريق الكلتيين خلال فتحهم بلاد الغال.
أصولهم وقبائلهم
إن المصادر التاريخية المتعلقة بأصول الجرمان ضئيلة إلى حد بعيد، وكل المعلومات عنهم في الألف الأول قبل الميلاد مستمدة من الأبحاث الأثرية التي دلت على أن الموطن الأصلي للجرمان كان شبه جزيرة اسكندنافية غالباً، حيث ظل فريق منهم في شبه الجزيرة هذه، وعنه تفرعت فيما بعد الشعوب السويدية والنروجية والدنماركية الحالية، في حين غادر فريق آخر، وأخذ في التنقل والترحال نحو الجنوب والجنوب الشرقي، سعياً وراء جو معتدل أو حباً في المغامرة والحروب، فوصلت فئة من تلك القبائل إلى حوض الراين الأدنى، وفئة أخرى منهم إلى ضفاف نهر الدانوب وسواحل البحر الأسود. فالفئة الأولى يمثلهم الجرمان الغربيون الذين وصفهم المؤرخ الروماني تاكيتوس في كتابه «بحث في أصل الشعوب الجرمانية ووطنها وطرق معيشتها»، وأشهر شعوب هذه الفئة الإنكليز والسكسون والفرنجة، أما الفئة الثانية، وهم الجرمان الشرقيون الذين اشتهر منهم القوط والواندال والبورغنديون وغيرهم.
يتصف الجرمان بأنهم كانوا في الغالب شقر الشعور زرق العيون طوال القامة، يعيشون ضمن قبائل، وكل قبيلة تقيم في منطقة محدودة، في قرى تضم كل واحدة منها مئة أسرة، وكانت المنازل التي يسكنوها أكواخاً صغيرة يسهل نقلها، وكانوا على وجه الجملة لا يرغبون في الفلاحة والزراعة، بل يؤثرون رعي الماشية وتربيتها، وكانوا يجهلون الكتابة تماماً ولا يتعاطون التجارة إلا قليلاً. وتميزوا بأنهم أقوياء البنية ذوي بأس وجَلَدْ، يميلون إلى الحرب والغزو والنهب، ويجيدون ركوب الخيل ويعتنون بها، وينتقلون من مكان إلى آخر، يتبعهم نساؤهم وأولادهم في مركبات ضخمة. أما أخلاق الجرمان الأوائل، فكانت مزيجاً من الفضائل والنقائض التي عرفت بها الشعوب البدائية. وذلك أنهم جمعوا بين الشجاعة والقسوة وبين الكرم وعدم مراعاة أصول الجيرة، هذا فضلاً عن ولع الجرمان بالمقامرة، حتى بلغ الأمر بالشخص الذي يفقد ماله أن يقامر على حريته. أما ديانة الجرمان فكانت خليطاً من الأساطير وعبادة القوى الطبيعية مثل الشمس والقمر والرعد وغيرها، ولكنهم لم يقيموا معابد أو تماثيل لآلهتهم، كما أن الكهنة لم يؤلفوا طبقة خاصة ممتازة في مجتمعهم.
وقد انقسم الجرمان من حيث البناء الاجتماعي إلى ثلاث طبقات: النبلاء والأحرار والعبيد.
كان النبلاء يكوِّنون الطبقة المحاربة التي تمتعت بنوع خاص من التكريم، فلا يشتغل أفرادها بالفلاحة والرعي وإنما يقضون أوقاتهم وقت السلم في الأكل والنوم والصيد والتسكع، في حين تقع بقية أعباء المجتمع وأهمها الفلاحة وأعمال المنزل على غير المحاربين من النساء والأولاد وعلى العبيد. فالعبيد اقتصر عملهم على الزراعة، حيث وزعت عليهم حصص من الأرض يدفعون جزءاً من غلاتها في نهاية الموسم، أما الأحرار من غير النبلاء، فلم يكونوا أحسن حالاً بكثير من العبيد.
وهنا نلاحظ أمرين: أولهما أن الحرية وملكية الأرض كانتا أمرين متلازمين سارا جنباً إلى جنب في المجتمع الجرماني، وثانيهما أن النبالة ارتبطت بشرف المولد والوراثة لا بملكية الأرض. ولم يعرف الجرمان حياة المدن في عصورهم الأولى، وإنما عاشوا في قرى متناثرة وسط الغابات والمستنقعات. وكان لكل قرية مجلس يتكون من رجالها الأحرار، ولم تكن القرى معزولة عن بعضها، إنما وجد اتصال دائم بينها عن طريق الأنهار أو الممرات التي تتخلل الغابات. والمعروف أن الثروة عند الجرمان قومت بالخيل والماشية وغيرها من الحيوانات الأليفة.
صلاتهم بالإمبراطورية الرومانية
لقد استقر الجرمان على حدود الإمبراطورية الرومانية من جهتي الشمال والغرب، ولم يظهر أي عداء بينهم وبين الرومان في أول الأمر، وكانت رومة قد جعلت من نهري الراين والدانوب وما بينهما حدوداً فاصلة بينها وبين هذه القبائل، وحصنت هذه الحدود وأقامت عليها فرقاً تحميها، ولكن هذا كله لم يمنع من تسرب جماعات من الجرمان إلى حدود الإمبراطورية، فمنذ زمن يوليوس قيصر كان قد أذن لبعض هؤلاء بالبقاء داخل الحدود، وأغسطس نفسه أدخل بعض الجرمان في خدمة الجيش ولاسيما فرق الخيالة، ولكن التقهقر الاقتصادي في الإمبراطورية وقلة اليد العاملة قد أدى إلى قبول بعض العناصر الجرمانية في المزارع الكبيرة، كما أدى ضعف الحكم عموماً إلى التساهل مع بعض القبائل بأن تدخل برمتها البلاد، ويستخدم رجالها في الجيش جنوداً مرتزقة. لكن هذا الوضع بدأ يتغير في القرن الثاني الميلادي، عندما تعرض الجرمان لضغط السلاف والعناصر الشرقية، وهكذا أخذوا يتطلعون إلى أراضي الإمبراطورية الرومانية التي جذبتهم إليها بنظامها المستقر وخيراتها الوفيرة وحضارتها الزاهرة. وفي عهد الإمبراطور ماركوس أورليوس (161-180م) هاجمت القبائل الجرمانية المعروفة باسم الماركوماني Marcomanni والكوادي Quades جبهة أعالي الدانوب عند بانونيا. وعلى الرغم من صدهم، إلا أن تهديد الجرمان لحدود الإمبراطورية لم ينقطع بعد ذلك.
وفي أوائل القرن الثالث الميلادي، كانت قبيلة الفرنجة لا تزال مرابطة عند ضفاف الراين الأسفل، ووراءها إلى الشرق قبائل السكسون والسويفي والواندال وجميعها في شمال ألمانية، وكانت قبائل الألماني مرابطة بين الدانوب والراين الأعلى. أما قبائل القوط فقد رحلت باتجاه الأراضي الروسية جنوباً، فأقام القوط الشرقيون بين نهري الدنيبر والدنيستر، والقوط الغربيون في ما يُسمى اليوم رومانية والمجر. وأدى ضعف الدولة الرومانية واضطراب أحوالها إلى طمع هذه القبائل بتجاوز الحدود الرومانية، ففي ربيع سنة 267م، هاجموا سواحل آسيا الصغرى عبر البحر الأسود، فتصدى لهم أذينة العربي ملك تدمر وردهم على أعقابهم. وفي البلقان هب الإمبراطور كلاوديوس الثاني (268-270م) لمحاربتهم فسجل انتصاراً كبيراً عليهم، ونال بحق لقب «قاهر القوط». وفي عهد الإمبراطور أوريليانوس
(270-275م) تنازل الرومان لهم عن إقليم داكية، عندئذ استقر القوط وأعرضوا عن أعمال السلب والنهب، وبدأوا يتأثرون بالمسيحية وبعض مظاهر الحضارة الرومانية، مما مهد لقيام أولى الممالك الجرمانية داخل حدود الإمبراطورية.
الممالك الجرمانية
القوط الغربيونVisigoths
في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، اضطر القوط الغربيون للفرار أمام موجة قبائل الهون الصاعقة، واندفعوا نحو الغرب باتجاه وسط أوربة، فطلبوا من الإمبراطور فالنس (364-378م)Valens أن يسمح لهم بعبور نهر الدانوب إلى أراضي الإمبراطورية، فسمح لهم بالإقامة جنوب الدانوب، ليتخذ منهم ستاراً يحمي الحدود الرومانية (البيزنطية) من خطر الهون. لكن عبور هذا العدد الكبير من القوط المقاتلين أحدث هزة في الإمبراطورية، فما لبث هؤلاء أن ثاروا، وأنزلوا الهزيمة بالإمبراطور فالنس وقتلوه في معركة ادريانوبل سنة 378م. وحاول الإمبراطور الروماني الجديد تيودوسيوس الأول (379-395م) اتقاء شر القوط، فعقد معهم اتفاقية صلح سنة 382م، سمح بموجبها للقوط الشرقيين بالإقامة في إقليم بانونيا، كما سمح للقوط الغربيين بالإقامة شمال تراقية كحلفاء للإمبراطورية. ولكنهم تمردوا بعد ذلك، وتحركوا بقيادة زعيمهم ألاريك Alaric وسط البلقان يدمرون وينهبون، ولكي يخلص الإمبراطور أركاديوس القسطنطينية من خطرهم، صالحهم ومنح زعيمهم لقب قائد في الجيش البيزنطي، كما أعطاهم القسم الشمالي من إيليريا.
وفي سنة 410م، نجح القوط الغربيون في احتلال إيطالية، ونهبوا عاصمتها رومة، وبعد وفاة ألاريك، فاوض أتولف زعيمهم الجديد الإمبراطور أونوريوس على السماح لهم بالاستيطان في إقليم اكويتانيا (اكوتين)، وهكذا تشكلت سنة 419م مملكة القوط الغربيين في جنوب بلاد الغال وإسبانية التي استمرت حتى قضى عليها العرب المسلمون في مطلع القرن الثامن الميلادي.
الوانــدال (الفاندال)Vandals
اجتاز الواندال حدود الراين إلى غالية سنة 406م، ثم عبروا جبال البيرِنيه (البرانس) إلى إسبانية حيث عاثوا فساداً في تلك البلاد. ونتيجة لضغط القوط الغربيين عليهم سنة 429م، قاد جنزريك Genseric ملك الواندال شعبه وعددهم نحو ثمانين ألفاً عبر جبل طارق، واستولى على ولاية شمالي إفريقية من (طنجة حتى طرابلس)، كما سقطت قرطاجة بيدهم سنة 439م، وهكذا قامت مملكة أصبحت قوة بحرية خطيرة في البحر المتوسط، أغارت على جزر البليار وسردينية وكورسيكة وصقلية، حتى أنها هاجمت رومة نفسها سنة 455م، واستباحتها لمدة 14يوماً، ثم انسحبت منها بعد أن نهبتها. واستمرت مملكة الواندال حتى بعث الإمبراطور جستنيان قائده بليزاريوس على رأس حملة كبيرة قضت عليها سنة 534م، بعد أن دامت حوالي 95 عاماً.
القــوط الشرقيـونOstrogoths
اندفع القوط الشرقيون بعد تحررهم من سيطرة الهون سنة 452م، فاجتاحوا البلقان وهددوا القسطنطينية، لكن الإمبراطور زينون استطاع بالذهب البيزنطي، أن يقنع زعيمهم «ثيودوريك» بالتوجه إلى إيطالية، وتخليصها من البرابرة الجرمان، الذين أسقطوا العرش الروماني سنة 476م. وهكذا تحرك القوط الشرقيون نحو إيطالية سنة 489م، فأنزلوا عدة هزائم بأدواكر (زعيم الجرمان الهيروليين)، ثم نجح ثيودوريك في قتله سنة 493م، وشكل القوط الشرقيون مملكة لهم في إيطالية، دامت حتى سنة 553م عندما قضى عليها الإمبراطور جستنيان.
البورغنديونBurgundians
وهم من القبائل الجرمانية التي اندفعت عبر حدود الراين في مستهل القرن الخامس الميلادي، خوفاً من ضربات الهون، وفي عام 443م نزلوا في أعالي الراين، ثم أخذوا يتوسعون تدريجياً في حوض السون والرون، حيث أقاموا مملكتهم التي استمرت حتى ضمها الفرنجة بعد سنة 520 تقريباً.
الألماني Alemani
أقام الألماني الجرمان مملكة لهم في المنطقة التي عرفت فيما بعد باسم الألزاس شمال المملكة البورغندية، وقد عملوا على توسيع حدود مملكتهم بمهاجمة المدن الغالية ـ الرومانية والمملكة البورغندية، ولن يوقف توسعهم سوى حرب الإبادة التي شنها الفرنجة ضدهم في بداية القرن السادس الميلادي.
الفرنجةFranks
بدأت تغزو غالية (فرنسة حالياً) من وراء الراين منذ القرن الثالث الميلادي، واضطر الرومان إلى السماح لهم بالاستيطان في القسم الشرقي من غالية، وبعد سقوط رومة سنة 476م احتل الفرنجة غالية كلها وأسسوا فيها مملكة فرنجية، وهي الدولة الجرمانية الوحيدة التي استطاعت البقاء والاستمرار، ثم تطورت إلى إمبراطورية في عهد شارلمان سنة 800م.
حضاراتهم وثقافتهم
من المعروف أن العناصر البربرية، التي تتالت على الإمبراطورية الرومانية، في أواخر العصور القديمة، قد قضت على معظم معالم الحضارة الرومانية، وأحلت محلها حضارة جرمانية قبلية بدائية. لذا فإن العصر الذي أعقب الغزو البربري الجرماني كان من أحلك العصور في تاريخ أوربة الثقافي، حتى أنها سُميت العصور المظلمة. فقد شهدت هذه الفترة إغلاق المدارس القديمة وانتشار الجهل وانعدام الأصالة في اللغة والعلم والأدب، وغدا المجتمع جامداً لا حياة فيه، وكل ما تبقى من حضارة الرومان القدماء هي بقايا ذابلة باهتة. ورغم سماح الجرمان للكنيسة ورجالها بإدارة شؤون الناس والمدن، وارتباط التعليم بالكنيسة التي كان جل اهتمامها التبشير بالمسيحية وتنصير القبائل الجرمانية التي أقامت ممالك لها على أنقاض الإمبراطورية الغربية، فقد نظرت المسيحية إلى الحضارة الرومانية والتراث الكلاسيكي على أنه تراث ضار عديم الفائدة لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بالوثنية وتعدد الآلهة، وبالتالي فقد تركز اهتمام المشتغلين بالعلم والتعليم من رجال الكنيسة في تلك الفترة في دراسة الكتاب المقدس وفهم معانيه.
أهميتهم التاريخية
كانت القبائل الجرمانية المختلفة تتألف من جماعات تفيض بالحيوية والقوة، فطعّمت حضارة العالم القديم المتداعية بما جلبته معها من دماء جديدة وآراء جديدة ونظم جديدة. وليس من الصواب القول بأن الجرمان كانوا معادين للحضارة الرومانية، وأنهم مسؤولون عن تدمير هذه الحضارة، لأن الحضارة الرومانية كانت تترنح قبل الغزوات الجرمانية، وتتجه في طريق الانحلال. كما يجب أن نميز بين جموع البرابرة، التي تجتاح البلاد لتسلب وتدمر كل ما يصادفها دون أن تحاول الإقامة والاستقرار أو تترك أثراً في تاريخها سوى الخراب والتدمير، وبين الجماعات المترابطة التي غزت إقليماً من أقاليم الإمبراطورية لتستقر فيه وتختلط بالأهالي الأصليين اختلاطاً جنسياً وحضارياً، مما ترك أثراً عميقاً في تاريخها، ويمثل هذه الجماعات القوط والفرنجة والبورغنديون والواندال والأنغلوسكسون واللمبارديون الذين أسهموا في تشكيل حضارة أوربة في العصور الوسطى.

جمال جرار 18 - 5 - 2010 07:22 PM

http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/29.gif


شكرا على الموضوع
وعلى هذه الجهود الرائعه

نشمي المنتدى

dark moon 1 - 6 - 2010 05:20 PM

http://islamroses.com/zeenah_images/post14.gif

أرب جمـال 11 - 6 - 2010 11:39 PM


عبدالرحمن حموده 11 - 6 - 2010 11:44 PM


بيسـان 12 - 6 - 2010 12:08 AM

يسلموووووووو


الساعة الآن 10:19 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى