منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   حوار ساخن - إفتح لنا قلبك (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=246)
-   -   الحب والزواج (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=7339)

ميارى 5 - 6 - 2010 01:31 AM

الحب والزواج
 

الحب والزواج..!

بقلم الأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي

قرأت في بعض المجلات قصة قصها أحد الكتاب، موضوعها أنَّ كاتبها غاب عن بلده بضعة أعوام، ثمَّ عاد إليها بعد ذلك، فزار صديقاً له من أثرياء الرجال ووجوههم ومن ذوي الأخلاق الكريمة والأنفس العالية، فوجده حزيناً كئيباً على غير ما يعهد من حاله قبل اليوم، فاستفهم منه عن دخيلة أمره، فعرف أنَّه كان متزوجاً من فتاة يحبها ويجلها ويفديها بنفسه وماله فلم تحفظ صنيعه ولم ترع عهده، وأنها فرَّت منه إلى عشيق لها رقيق الحال وضيع النسب، فاجتهد الكاتب أن يلقى تلك الفتاة ليعرف منها سر فرارها من بيت زوجها، فلقيها في منزل عشيقها، فاعتذرت إليه عن فعلتها بأنها لا تحب زوجها؛ لأنه في الأربعين من عمره وهي لم تبلغ العشرين، وقالت: إنها جرت في ذلك على حكم الشرائع الطبيعية وإن خالفت الشرائع الدينية؛ لأنَّ الأولى عادلة، والثانية ظالمة.
وقالت: إنَّ ما يسميه الناس بالزنا والخيانة هو في الحقيقة طهارة وأمانة، ولا الجريمة ولا الغش ولا الخداع إلا أن تأذن المرأة لزوجها الذي تكرهه بالإلمام بها إلمام الأزواج بنسائهم ما دامت لا تحبه ولا تألف عشرته، وقالت: لو أدرك الناس أسرار الديانات وأغراضها لعرفوا أنَّها متفقة في هذه المسألة مع الشرائع الطبيعية، وأنَّها ربما تعدُّ المرأة في بيت زوجها زانية، وفي بيت عشيقها طاهرة، إذا كانت تكره الأول.
هذا ملخص القصة على طولها، وأحسبها قصة موضوعة على نحو ما يضع الكتاب القصص الخيالية لنشر رأي من الآراء أو تأييد مذهب من المذاهب؛ لأنَّ الكاتب قد أعذر تلك الفتاة فيما فعلت، واقتنع بصحة أقوالها وصحة مذهبها، وأعداها على زوجها، وقضى لها فيما كان بينهما.
وسواء أكانت القصة حقيقية أم خيالية، فالحق أقول: إنَّ الكاتب أخطأ في وضعها، وما كنت أحسب إلا أنَّ مذهب الإباحية قد قضى وانقضى بانقضاء العصور المظلمة، حتى قرأت هذه القصة منشورة باللغة العربية بين أبناء الأمة العربية، فنالني من الهم والحزن ما الله عالم به.
قرأنا ما كتب الكاتبون في سبيل الدفاع عن المرأة الساقطة، وهي التي هفت في حياتها هفوة دفعها إليها دافع خداع أو سائق حاجة ثم ثاب إليها رشدها وهُداها، فقلنا: لا بأس بتهوينهم ذنباً جسّمته العادة، وألبسته ثوباً أوسع من ثوبه، ولا بأس برحمتهم فتاة مذنبة تحاول الرجوع إلى ربها، والتوبة من ذنبها، ويأبى المجتمع البشري إلا أن يسدّ عليها أبواب السماء المفتحة للقاتلين والمجرمين.
أما وقد وصل الحد إلى تزيين الزنا للزانية وتهوين إثمه عليها وإغراء العفيفة الصالحة بالتمرد على زوجها والخروج على طاعته كلما دعاها إلى ذلك داعٍ من الهوى، فهذا ما لا يطاق احتماله ولا يستطاع قبوله؛ إن فتاة الرواية لم تهف في جريمتها فقط كما يهفو غيرها من النساء؛ لأنها مقيمة في منزل عشيقها من زمن بعيد، وقد عقدت عزمها على البقاء فيه ما دامت روحها باقية في جسدها، ولم يسقها إلى ذلك سائق شهوة بشرية، إن صح أن تكون الشهوة البشرية عذراً يدفع مثلها إلى مثل ما صنعت؛ لأنَّها فرَّت من فراش زوجها، لا من وحشية خلوتها ولا سائق جوع؛ لأنها كانت أهنأ النساء عيشاً، وأروحهن بالاً، بل كانت على حالة من الرفاهية والنعمة والتقلب في أعطاف العيش البارد لم تر مثلها من قبل ولا من بعد، إذن فهي امرأة مجرمة لا يمنحها العدل من الرحمة ما منح المرأة الساقطة.
إن كانت هذه الفتاة عفيفة طاهرة كما يزعم الكاتب؛ فقد أخطأ علماء اللغة جميعاً في وضع كلمة الفساد في معاجمهم؛ لأنَّها لا مسمى لها في هذا العالم، عالم العفة والطهارة والخير والصلاح، ولا يمكن أن يكون المراد منها فتاة المواخير فإنها لم تترك وراءها زوجاً معذباً منكوباً، ولم ترض عن حياتها الجديدة التي انتقلت إليها قط ولا اغتبطت بعيشها فيها اغتباط تلك الفتاة.
كل الأزواج ذلك الزوج إلا قليلاً، فإذا جاز لكل زوجة أن تفر من زوجها إلى عشيقها كلما وقع في نفسها الضجر من معاشرة الأول وبرقت لها بارقة الأنس من بين ثنايا الثاني، فويل لجميع الرجال من جميع النساء، وعلى النظام البيتي والرابطة الزوجية بعد اليوم ألف سلام.
أيها الكاتب! ليس في استطاعتي ولا في استطاعتك ولا في استطاعة أحد من الناس أن يقف دورة الفلك ويصدّ كرّ الغداة ومرّ العشى حتى لا يبلغ الأربعين من عمره مخافة أن تراه زوجته غير أهل لعشرتها إذا علمت أنَّ في الناس من هو أصغر منه سناً وأكثر منه رونقاً وأنضر شباباً.
إنَّ الضجر والسآمة من الشيء المتكرر المتردد طبيعة من طبائع النوع الإنساني، فهو لا يصبر على ثوب واحد أو طعام واحد أو عشير واحد، وقد علم الله سبحانه وتعالى ذلك منه، وعلم أنَّ نظام الأسرة لا يتم إلا إذا بني على رجل وامرأة تدوم عشرتهما، ويطول ائتلافهما، فوضع قاعدة الزواج الثابت ليهدم قاعدة الحب المضطرب، وأمر الزوجين أن يعتبرا هذا الرباط مقدساً حتى يحول بينهما وبين رجوعهما إلى طبيعتهما، وذهابهما في أمر الزوجية مذهبهما في المطاعم والمشارب، من حيث الميل لكل جديد، والشغف بكل غريب.
هذا هو سر الزواج وهذه حكمته، فمن أراد أن يجعل الحب قاعدة العشرة بدلاً من الزواج، فقد خالف إرادة الله وحاول أن يهدم ما بناه ليهدم بهدمه السعادة البيتية.
أي امرأة متزوجة بأجمل الرجال لا تحدثها نفسها في استبداله بأجمل منه؟ وأي رجل متزوج بأجمل النساء لا يتمنى أن يكون في منزله أجمل منها، لولا هذا الرباط المقدس: رباط الزوجية، فهو الذي يعالج أمثال هذه الأماني وتلك الهواجس، وهو الذي يعيد إلى النفوس الثائرة سكونها وقرارها.
لا بأس أن يتثبَّت الرجل قبل عقد الزواج من وجود الصفة المحبوبة لديه في المرأة التي يختارها لنفسه، ولا بأس أن تصنع المرأة صنيعه، ولكن لا على معنى أن يكون الحب الشهوي هو قاعدة الزواج، يحيا بحياته ويموت بموته. فالقلوب متقلبة، والأهواء نزَّاعة، بل بمعنى أن يكون كلّ منهما لصاحبه صديقاً أكثر منه عشيقاً، فالصداقة ينمو بالمودة غرسها، ويمتد ظلها، أمَّا الحب فظلُّ ينتقل؛ وحال تتحوَّل

فسحة أمل 5 - 6 - 2010 02:27 AM

الله على المرحوم المنفلوطي..
قرأت تلك القصة.. من مجموعة الأرواح المتمردة.. لجبران خليل جبران..
وأعترف أني كنت كلما قرأت له شعرت باضطراب..
فأصبحت أعتمد القراة من باب الاطلاع لا من باب التأثر بالفكر أو التوجه الفكري أو الديني..
فجبران يملك أسلوب رائع وثري..
وخطر في بالي الكثير مما أورده المنفلوطي
شكراً غاليتي مياري..
الموضوع قمة في الأهمية... لأن القصة تتحدث عن تلك النقطة بطريقة مثالية ونموذجية تمجد الحب على حساب الأخلاق و الدين..
رحم الله المنفلوطي..
تقديري و محبتي..

ميارى 5 - 6 - 2010 02:48 AM

لله درك فسحة, هو نفس الاضطراب الذي شعرت به ومن يدري ربما كنا نقرأ نفس الكتاب في نفس اللحظة دون أن ندري...
قبل أن أطرح هذا الموضوع ترددت صراحة بين نشره في قسم الحوار الساخن وبين نشره في قسم آدم وحواء, لكني فضلت أن أنشره هنا من باب النصح والتوجيه , لأن الخيانة وللأسف أصبحت "موضة" في مسلسلات مكسيكية وتركية وغيرها , فنجد أنهم يجدون للخيانة تبريرات دائما باسم الحب وتصبح المرأة الحريصة على أسرتها شريرة وحاجزا أمام وصول البطل والبطل إلى السعادة ؟ ولا يخفى علينا ما تحظى به هذه المسلسلات من إعجاب كبير فالملايين يتابعونها وينتظرونها بفارغ الصبر , وإن كنا نخمن أن نسبة كبيرة من المشاهدين لها ما يكفي من النضج كي تتعامل مع مثل هذه المسلسلات بموضوعية وبحذر, إلا أننا لا نأمن على أجيال ما زالت في طور بناء شخصيتها ومعرضة اكثر للتأثر بمثل هذه الأفكار التي لا تمت للإسلام ديننا الحنيف بصلة, نسأل الله أن يحمي شبابنا ويهديهم إلى سواء السبيل ، وأشكرك من كل قلبي فسحة على مرورك الرائع.

Mr.who 5 - 6 - 2010 08:12 PM

أما وقد وصل الحد إلى تزيين الزنا للزانية وتهوين إثمه عليها وإغراء العفيفة الصالحة بالتمرد على زوجها والخروج على طاعته كلما دعاها إلى ذلك داعٍ من الهوى، فهذا ما لا يطاق احتماله ولا يستطاع قبوله؛ إن فتاة الرواية لم تهف في جريمتها فقط كما يهفو غيرها من النساء؛ لأنها مقيمة في منزل عشيقها من زمن بعيد، وقد عقدت عزمها على البقاء فيه ما دامت روحها باقية في جسدها، ولم يسقها إلى ذلك سائق شهوة بشرية، إن صح أن تكون الشهوة البشرية عذراً يدفع مثلها إلى مثل ما صنعت؛ لأنَّها فرَّت من فراش زوجها، لا من وحشية خلوتها ولا سائق جوع؛ لأنها كانت أهنأ النساء عيشاً، وأروحهن بالاً، بل كانت على حالة من الرفاهية والنعمة والتقلب في أعطاف العيش البارد لم تر مثلها من قبل ولا من بعد، إذن فهي امرأة مجرمة لا يمنحها العدل من الرحمة ما منح المرأة الساقطة.

مشكوره سيدتي على الطرح الهام لما فيه من عقلانية وموضوعيه حيث ان بعض الكتاب بالفعل يزينون الأعمال الشيطانية فتتهافت عليها فتياتنا ظانات انه الحل الصحيح
بارك الله فيك

عابر سبيل 5 - 6 - 2010 08:31 PM

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله .....اما بعد
........اول ما نزل به القران ...اقرا ....العقل ميزان الحياة .....وان للدين ضوابط ....فلا المنفلوطي ولا جبران ....انما كتاب الله وسنة نبيه .....كما اشير للرجل بان يسال زوجتة ان كانت بالحياة معه راضية .....وان يتقبل منها الرد ....كما يمنحها الحرية في اختيار الانفصال متى شاءت ....لان لا مالك للقلوب الا بالحب ....
فسحة امل ....وأعترف أني كنت كلما قرأت له شعرت باضطراب.....ان ما لم يرتح له قلبك فدعيه ....لان الحق نور وسكينة ....
سلمت اختاه ............كما اتوجه الى الاخت مياري .بكل الاحترام ...ما كان عليك نشر الموضوع ...فما كل قارء يملك الفهم .....وسلمت لنا اختاه ...........اعذروا تدخلي .......

ميارى 5 - 6 - 2010 11:51 PM

مرحبا بكل من قدم إضافة هنا ، يبدو أن الموضوع فتح كما توقعت أبوابا للنقاش ، اسمحوا لي إذن أن أنقله إلى قسم الحوار ، وسيكون لي عودة بالتأكيد لمتابعة الردود

ميارى 6 - 6 - 2010 02:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mr.who (المشاركة 51298)
أما وقد وصل الحد إلى تزيين الزنا للزانية وتهوين إثمه عليها وإغراء العفيفة الصالحة بالتمرد على زوجها والخروج على طاعته كلما دعاها إلى ذلك داعٍ من الهوى، فهذا ما لا يطاق احتماله ولا يستطاع قبوله؛ إن فتاة الرواية لم تهف في جريمتها فقط كما يهفو غيرها من النساء؛ لأنها مقيمة في منزل عشيقها من زمن بعيد، وقد عقدت عزمها على البقاء فيه ما دامت روحها باقية في جسدها، ولم يسقها إلى ذلك سائق شهوة بشرية، إن صح أن تكون الشهوة البشرية عذراً يدفع مثلها إلى مثل ما صنعت؛ لأنَّها فرَّت من فراش زوجها، لا من وحشية خلوتها ولا سائق جوع؛ لأنها كانت أهنأ النساء عيشاً، وأروحهن بالاً، بل كانت على حالة من الرفاهية والنعمة والتقلب في أعطاف العيش البارد لم تر مثلها من قبل ولا من بعد، إذن فهي امرأة مجرمة لا يمنحها العدل من الرحمة ما منح المرأة الساقطة.

مشكوره سيدتي على الطرح الهام لما فيه من عقلانية وموضوعيه حيث ان بعض الكتاب بالفعل يزينون الأعمال الشيطانية فتتهافت عليها فتياتنا ظانات انه الحل الصحيح
بارك الله فيك


تشرفت بمرورك Mr.who أشكرك على إبداء وجهة نظرك وتفاعلك مع الموضوع ، بارك الله فيك

ميارى 6 - 6 - 2010 03:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر سبيل (المشاركة 51307)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله .....اما بعد
........اول ما نزل به القران ...اقرا ....العقل ميزان الحياة .....وان للدين ضوابط ....فلا المنفلوطي ولا جبران ....انما كتاب الله وسنة نبيه .....كما اشير للرجل بان يسال زوجتة ان كانت بالحياة معه راضية .....وان يتقبل منها الرد ....كما يمنحها الحرية في اختيار الانفصال متى شاءت ....لان لا مالك للقلوب الا بالحب ....
فسحة امل ....وأعترف أني كنت كلما قرأت له شعرت باضطراب.....ان ما لم يرتح له قلبك فدعيه ....لان الحق نور وسكينة ....
سلمت اختاه ............كما اتوجه الى الاخت مياري .بكل الاحترام ...ما كان عليك نشر الموضوع ...فما كل قارء يملك الفهم .....وسلمت لنا اختاه ...........اعذروا تدخلي .......

أخي عابر ، السلام عليكم ، أشكرك بصدق على صراحتك في الرد واسمح لي أن أوضح بعض النقاط :
أولا ، طرحي للموضوع ليس من باب التحيز للمنفلوطي ولا لجبران ، فكل أديب أو كاتب بل وكل عالم يظل رأيه قابلا للأخذ والرد مهما بلغت درجة علمه وكما يقال لكل جواد كبوة ، إن هي إلا مواقف وآراء نسوقها للاستنارة بها أو لنقدها ومناقشتها بموضوعية قدر الإمكان ولاحظ هنا أخي عابر أن المنفلوطي يسعى في طرحه إلى الدفاع عن قيم إسلامية قبل كل شيء وتمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله يلزمنا أن نكون على بينة بمختلف التيارات الفكرية الأخرى كي ندافع وقت اللزوم وكي نوضح أمورا قد تخفى على الكثيرين مستفيدين من آراء بعضنا البعض.
أما عن اعتراضك على نشر الموضوع أصلا فقد أُثار استغرابي صراحة وإذا كان السبب يتوقف عند قولك " فما كل قارئ يملك الفهم " فأنا أرى أن هذا في حد ذاته سبب إضافي لنشر الموضوع لأن كتب المنفلوطي ليست بالممنوعة وبالتالي فمن لم يقرأها هنا من الوارد جدا أن يقرأها في مكان آخر ، فلماذا لا نحاول أن نفهمها معا علنا نساعد من " لا يملك الفهم " على الفهم ؟ ؟ ؟
تشرفت بمرورك أخي عابر ومرحبا بك وبشفافيتك في كل وقت.

الامير الشهابي 6 - 6 - 2010 03:06 AM

الأخت مياري
كثيرا ما نتوقف عند الكتابة الرمزيه في تصوير مشاهد واقعيه من الحياه
ونتاولها أحيانا بمبدأ التقريع وأنا كقارىء أعدت قراءة ماكتب من اصل
الموضوع والمشاركات لاأجد فيه فرقا بينه وبين اي فلم أومسلسل درامي
فيه من ألابعاد مانوهت له صورة القصه المرمزه ...المشكله تكمن في
سياق ظواهر أنسانيه وردت بالكتاب والسنه وتحدثت عنها الشرائع
السماويه ...أذن عندما نناقش موضوعا كهذا من الطبيعي أن يستفزنا
وذلك من خلال نظرتنا الأحادية الجانب حقا وليس النظرة الثنائيه لاننا
للأسف نقف عند النتائج ولانقف عند الأسباب والعله ...أن أدارة الحدث
بالقصة قد تم بطريقة كان من الواجب أن لانطور الحدث بمفاهيمنا بل
علينا أن نقرأه بمفاهيم الحدث نفسه لنقف على الصوره حقا ..والعنوان
الكبير الحب والزواج باب مفتوح لنقاش كبير ولكن علينا أن نلتزم الحياديه
في النقاش فكثيرا منا بصدق شاهد من الأفلام التي تدور في نفس السياق
للحدث وصورته بطرق مختلفه والبعض تقبله في فكرته وليس في نتائجه
أنني أريد أن أعود الى نقطة البدايه ولاأريد أن أكررمفاهيم وتفسيرات الكاتب
التي بررت الفتاة فيها فعلتها واسقطتها على الأديان .. بل أريد العودة الى
موضوع في غاية الأهميه ...الزواج مؤسسة أسريه قامت في الأساس
على موجب القبول الشرعي بين الطرفين الأساس وبحضور ولي أمر الفتاه
وهذا مبني في الأساس على مبدأ القبول من الفتاة بالاقتران من الشخص الذي
يتقدم لخطبتها ..فما رأينا عندما لاتكون الفتاة موافقة على الزواج من هذا الشخص
وماهي الوسائل المشرعه للفتاه لتعلن رأيها بصراحه وتقول من حقي الشرعي
أن لايتم تزويجي أكراها وغصبا ...أليس ولي ألامر الذي يمارس هذا السلوك
هو الذي اول من تعدى حدود الله حقا وقهر صاحبة الحق المشروع في قول
رأيها ...لماذا بصدق لانتوقف عند هذه النقطه ونرى البعد الآخر في القصة
الأسباب وليس النتائج لأن النتائج بادية في الفعل أما الأسباب فهي مختفية
في أعماق النتائج ولا أحد يلتفت اليها أنني أنظر للموضوع من هذه الزاويه
فالرذيلة والخيانه والزنا وغيره غير مقبول تحت أي مسمى وأي ذريعه
ولكن ممارسة القهر الأجمتاعي والأنساني للمرأه أليس هو مكنة جاهزه
احيانا لتفريخ هذا الداء وهذا الوباء...نعم هناك المئات من الضحايا يقعن
نتيجة الاظطهاد للأسف ونحن فقط نتوقف عندهم لنجرمهم دون أن نسأل
ان هناك من حرض على أرتكاب الجريمه وأحيانا بأصرار سعيا وراء مغنم
يختفي وراءه مغرم ...نعم مؤسسة الزواج تبنى على قواعد شرعية واضحه
والحب عاطفة انسانيه ربما يمارسها الأنسان مع القريب والبعيد وحتى الحيوان
وحتى تكتمل الصورة في بيان القصد أن القرآن والسنه كفل للمرأه حقا المشروع
في التعبير عنها والزواج ليس مؤسسة تبني على القسريه بل هي عقد رضائي
لايجوز فسخه الا برضاء ايضا(فأمساك بمعروف أوتسريح بأحسان) والشرع
أحل للزوجة التي لاترغب في زوجها من أسباب موجبه شرعا أن تفسخ
العقد فكيف أذا بني الاساس على عدم الرضاء مثلا فهل تستقيم الحياة الزوجيه
بمأمن من مخاطر تتهددها وتتهدد الاسرة كاملة بسبب عقدة متأصلة لدى البعض
بأن كلمته لاتنزل الأرض وكلمته لاتنكسر والضحيه من الفتاه أولا ومن أعتقد
أنه سيبني لها سعادة تحلم بها كل فتاه ولايهمه رأيها بقول عابر أنني أجبرت
على الزواج منك فأي كرامة رجل يقبل الزواج من أمراة لاتطيق أن ينام معها
على وسادة واحده ...هذا هو الموضوع الذي تختفي وراءه مثل هذه القصص
وأن التبريرات هي أسقاط للفعل في غير محله ..والحرية الأنسانيه في التعبير
عن الرغبات المشروعه يجب أن يكون لها مكان وحيز مشروع حقا وهو
في نطاق المقبول الذي لايتجاوز الحدود الشرعية ويحافظ على كرامة
الفتاه ونظرتها للحياه بغض النظر عن قبولنا لهذه النظره من عدمه ولكن
عند المسائل التي هي حق شرعي يجب أن لانحيد فهمنا الشرعي في
رغباتنا المشروحه ولماذا نرى نفس المشكله عندما يجبر شاب على الزواج
من فتاة لايرى فيها طموحا وقبولا تحت ضغط أسري ويخطىء فأيضا الفتاة
هي الضيحيه للاسف والامثلة كثيرة لنرى الفتاه في الحالتين واقول الحالتين
التي يعتمد الأكراه للاسف وسيلة من وسائل الارتباط

ميارى 6 - 6 - 2010 03:16 PM

أخي الأمير ، أعتذر أولا إن كان العنوان أكبر بكثير من المسألة التي طرحت في الموضوع ، فهو كما قلت موضوع كبير ولو شئنا أن نعدد المحاور التي تندرج ضمنه فيجب بالتأكيد أن نفرد لكل محور موضوعا خاصا ومستقلا ، وربما كان العنوان الاكثر دقة هنا هو " الخيانة " وأعتقد أنه من المهم ان نعيد النظر في الأسباب التي يمكن أن تجر المرأة أو الرجل إلى الخيانة قبل أن نصدر أحكامنا بالبراءة أو بإثبات الجرم على المتهمين هنا ، ولأن أسباب الخيانة ربما قد تختلف بين الرجل والمرأة ولأن أيضا نظرة المجتمع تختلف نحو المرأة الخائنة والرجل الخائن {فتدين المرأة وتحمي الرجل على رأي نزار قباني " وسرير واحد ضمهما ، تسقط البنت ويحمى الرجل " } ولأن الموضوع الذي نحن بصدده يركز على المرأة الخائنة تحديدا أرى أنه من الأفضل أن نبقى في هذا السياق تحديدا ونذكر الأسباب ليس من باب الدفاع ولكن من باب الإلمام بالشيء لتفاديه في المستقبل ولتنبيه أزواج غافلين عن أدوارهم الحقيقية حتى يستيقظوا من غفلتهم وحتى يحاولوا سد عديد الفراغات التي يمكن أن يدخل منها الشيطان والعياذ بالله ولعلك اختصرت هذه الأسباب في جملة استوقفتني "ولكن ممارسة القهر الأجمتاعي والأنساني للمرأه أليس هو مكنة جاهزه احيانا لتفريخ هذا الداء وهذا الوباء "
تعبير رائع فعلا ، وأنا هنا أعجز ربما من أن أحصي الأسباب لأنها عديدة ومتشعبة ولكن دعني أختصرها في هذا الخلط الذي لا يزال قائما بين تقاليد وعادات بالية وبين ما أتى به الدين الإسلامي وما أعطاه للمرأة من حقوق في اختيار الزوج المناسب وفي حقها في طلب الطلاق إذا ما كان عندها الأسباب المقنعة لذلك ، ألم تأت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لتقول له بأنها لا تعيب زوجها في خلق أو دين ولكنها لا تطيقه ، وهنا قد يبدو السبب غير مقنع للكثيرين ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها كلمة واحدة " أو تردين عليه حديقته " والمقصود بالحديقة هنا المهر الذي أعطاه لها زوجها فقبلت أن تردها وتعطيه مثلها معها وطلقها الزوج بعد ذلك وفي هذا أكرام للزوج أيضا لأن أي رجل له ذرة من كرامة لا يمكن أن يجبر امرأة لا تطيقه على البقاء معه.

الإشكالية بالتأكيد ليست في الدين الإسلامي بل في طريقة فهمه وما اكثر النساء المظلومات باسم الدين والدين من ذلك براء . أشكرك صدقا أخي الأمير على ما أعطيته للموضوع من أهمية وعلى حضورك المميز دائما. تشرفت بمرورك


الساعة الآن 03:34 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى