![]() |
حكاية مخلع البحر البسيط - عروض
حكاية مخلع البحر البسيط
بقلم الطائى البحر المسمى (مخلّع البسيط) :بحرٌ يستهويني الترنم به وإنشاده ، لسببٍ لا أعلمه ، ولمن لا يعرف هذا البحر أقول : هو بحرٌ استُخرج من بحر البسيط ، وتفعيلات البسيط هي : مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن أما تفعيلات مخلّع البسيط فهي : مستفعلن فاعلن فعولن وكنت ولا أزال أتغنّى ببيت نُسج على هذا البحر ، وهو : من يسأل الناس يحرموه::::وسائل الله لا يخيبُ وكذلك بيت راوية الشاعر بشار بن برد المسمى سَلْماً الخاسر : من راقب الناس مات هما :::: وفاز باللذة الجَسورُ وقد سوّلَت لي نفسي الإبحار في لجج هذا البحر، إلا أنني هِبْتُه مذ علمتُ أنّ الشاعر الجاهليّ عبيد بن الأبرص رام الإبحار فيه فغرق ، وذلك في قصيدته المعروفة التي مطلعها : أقفر من أهله ملحوبُ :::: فالقطّبياتُ فالذنوبُ وتمرّ الأيام وأنا مضمرٌ العشق لهذا البحر ، أهشّ له حيث أجده ، فأغنّيه وأدندنه . وذات يوم صادفت قصيدة لأحد شعراء الشبكة العالمية رمز لنفسه باسم (جرير الصغير) ، ولمّا رأيته (صغيراً) سوّلَتْ لي نفسي الأمّارة بالسوء أن أستعرض عضلاتي العروضية على هذا الأخ ، وليتني لم أفعل ؛ فقد فضحتُ جهلي . قرأتُ قصيدة الأخ جرير الصغير ، وأدركت للوهلة الأولى أنّها من البحر المحبّب لدي (مخلّع البسيط) ، وغنيتها وترنّمتُ بها ، فما أباها الذوق ولا مجّتها الأذن ؛ ولكنني عندما حاولت أن أقطّعها لأتأكد أنها سارت على تفعيلات البحر ولم تخرج عنها ؛ فوجئتُ بها - في معظم أبياتها - تتمرّد على تفعيلات بحري الحبيب ، فجنّ جنوني ، وتملّكتني الحيرة ، وما زاد في حيرتي هو أنّ القصيدة تتمرّد على تفعيلات البحر بانتظام عجيب ، هكذا : تفعيلات المخلّع : مستفعلن فاعلن فعولن تفعيلات القصيدة :- في معظم أبياتها - : مستفعلن (مستفعلْ) فعولن فتلبّستني غيرةٌ على علم العروض الأثير لديّ وبطشتُ بالشاعر واصماً إياه بمجانبة الصواب ، ورحتُ أُعْمِلُ قلماً رداؤه الجهل وإزاره التسرّع حتى أتيتُ على معظم الأبيات تحطيماً وتقويماً - بزعمي - ولكن ؛ عندما انتصفتُ في عملي الطفوليّ هذا ، عاد إليّ رشدي ، وهدأت حدّة نَزَقي ، واستعذتُ بالله من الشيطان الرجيم . ورُحتُ أبحثُ في الشبكة عمّا يقمع جهلي المعربد ، فوجدتُ أنني ظلمتُ الرجل ، وتجنّيتُ عليه ، وفي الوقت ذاته حمدتُ الله أن جعل من هذا الذي حدث سبباً لأتعلّم جديداً ، وقد تعلّمت وعلمت . علمتُ أنّ في أبحر الشعر بحراً تجري تفعيلاته هكذا : ((مستفعلاتن مستفعلاتن)) ، ويجوز في مستفعلاتن أن تكون (متفعلاتن) ، وعدتُ إلى قصيدة جرير (الكبير) فوجدتُها تستقيم على هذا البحر تماماً دون الحاجة للمخلّع ، وإن كان المخلّع يتّفق مع هذا البحر إذا التزمنا (متفعلاتن) في التفعيلة الثانية . غير أنّ هناك أمراً حيّرني ، فبعض المراجع تزعم أنّه بحر خليليّ صرف استُخرج من بحر البسيط ، ومراجع أخرى تزعم أنه من ابتكار عالمٍ يدعى حازماً القرطاجنّي ، ولا أعلم من أي العصور هو ، وله كتاب اسمه (منهاج البلغاء وسراج الأدباء) ، ومراجع أخرى تزعم أن الشاعرة (نازك الملائكة) هي مبتكرة هذا البحر !!! أرجو من الإخوة والأخوات إغاثتي ، وإفادتي ، وأن يشاركوني حيرتي ، فإما أن نحتار سوياً ، أو أن نهتدي سوياً ... منقول |
شكرا لك
|
الله يعطيك العافية لك تحياتي وتشكراتي |
|
|
|
يسلموووو مشكوور الطرح سلمت |
روعة يا فارس الصحراء
تسلم الايادي على الحكاية والافادة ننتظر المزيد |
شكرا فارس الصحراء على ما قدمت لنا
موضوع قيم جدا بورك بك تقديري لك |
يعطيڪَ العافيه.. إختيارڪَ موفق جدا.. تسلم الايادي .. بـانتظار جديدڪَ.. |
الساعة الآن 08:41 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |