![]() |
واجبات المتوفى ومن حوله
حلقة واجبات المتوفّى ومن حوله وكم من صحيح مات من غير عِلّة وكم من عليل عاش حيناً من الدهر ونلخص ما قلناه في واجبات المريض أو المحتضر:
إذا دخل المريض في فترة الإحتضار الشديد وفي إغماءات وفي غيبوبة مثلاً وأصبح مقطوع بموته، أصبح هناك واجبات لازمة على المحيطين به لأن المريض لم يعد بإمكانه التفكير وخرج من إطار التحكم بنفسه فعلى أهل المحتضر واجبات هي:
الحداد على الميّت ثلاثة أيام فقط إلا الزوجة فتحتد على زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام كما جاء في القرآن الكريم. ونحن عندما نعرض الموت نعرض حقيقة ثابتة في الحياة تنقلنا إلى الحياة الدائمة أي الحيوان. وقد ورد في الأحاديث حديث مهم "إن الميّت يعذّب بالنياحة عليه" وللحديث شرط كبير ويقول الناس أن الله تعالى قال في القرآن (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ونقول لهم لا تناقض بين الحديث والقرآن والحديث يدل على أن الميّت يعذّب بالنياحة عليه إن كان هو الذي أوصى بذلك ونحن نسمع الكثيرين ممن يوصون بأن يجلبوا لهم النائحات وخلافه وهذا ما يقصده الحديث وهنا نقول أنه من الأفضل لأهل الميت أن لا ينفذوا الوصية. فالحديث له مغزى وله معنى. أسئلة المشاهدين خلال الحلقة: السؤال الأول: سألت إحدى المشاهدات الفاضلات أن اخت زوجها توفت بعد مرضها منذ أسابيع فما المفروض عليهم عمله لها حتى ترفع من حسناتها لأنهم يحبونها كثيراً ومحزونون على فراقها كما سألت الدكتور أن يوجه كلمة تصبّر والدة المتوفاة لأن ابنتها ماتت بين يديها والوالدة سيدة مؤمنة والحمد لله. الجواب: رحمة الله عليها ونسأل الله لها الجنة ووفاتها بين يدي والدتها فيه خثر كثير لها ولوالدتها فلو صبر العبد واحتسب عند قبض ثمرة فؤاده بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة إسمه بيت الحمد كما جاء في الحديث القدسي عن الله تعالى مخاطباً ملائكته (قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي يقولون حمدك واسترجع فيقول تعالى ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة سمّوه بيت الحمد) وفي الحديث سأل الله تعالى الملائكة أنفسهم لأنهم سبق أن قالوا عند خلق آدم (أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك) فأراد تعالى أن يري الملائكة أنه سبحانه (إني أعلم ما لا تعلمون) وأنه سيكون من عبادي المسبحون والحامدون. وقد جاء في الحديث القدسي كلمة (ثمرة قؤاده) وفيها تعظيم للحب حتى يعظم الأجر إن شاء الله. فصبر الذي قُبض ولده يجب أن يكون قلبياً أيضاً وليس باللسان فقط إنما يصبر صبراً يليق بالتسليم بقضاء اله تعالى. وقد جاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عند القبر أمام امرأة فقدت ولدها وهي تضرب وتشق فقال لها الرسول وهي تجهله اصبري فقالت إليك عني فتركها صلى الله عليه وسلم فأخبروها أنه رسول الله فذهبت إليه وقالت عملت بما قلت قال صلى الله عليه وسلم إنما الصبر عند الصدمة الأولى. أما ماذا تعمل لها؟ فالحل وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم واضحاً في وصيته للمسلمين :"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدأ كتاب الله وسنتي" فلم يوصينا بختمة القرآن أو الإجتماع لثلاثني شيخاً ليقرأ كل منهم جزء من القرآن أو غيره مما نسمع عنه لم يرد في السنة الصحيحة أبداً. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له" وخصّ الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ولم يقل ثلاثين مثلاً. وأغلب العلماء يجمعون أن الصدقة الجارية يجب أن يكون الميت هو الذي أجراها في حياته كأنها من عمله هو وأرى والله أعلم أن في الحديث الشريف: "أنت ومالك لأبيك" يمكن أن يُجري الإنسان صدقة على أهله من ماله هو ويقول أن هذه الصدقة بنية فلان كأن يضع مصاحف في مسجد أو كتب علم قيّمة والصدقة يجب أن تكون قيّمة فيها شيء نافع بإذن الله. أو علم يُنتفع به كأن يكون الميت عالماً أو كاتباً أو غيره ويترك كتباً يستفيد منها طلبة العلم من بعده وكلما انتفع به أحدهم كان له من الحسنات مثل ذلك. أو ولد صالح دعو له ون بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ال ولد ولم يقل ابن لأن الولد قد يكون أي إنسان ولا يشترط أن يكون ابن المتوفّى فبإمكان الإنسان أن يدعو لمن شاء لصديقه أو عمه أو خاله أو جاره أو أي من المسلمين ويعتبر دعاؤه هذا (ولد صالح يدعو له). ومما سبق يظهر لنا أنه لا ينفع الميت بعد موته إلا الداء ونقول هذا من باب التيسير على المسلمين فأيهما أسهل أن نقول: اللهم اغفر له وارحمه أو أن نعمل للميت شيئاً؟ بالطبع الدعاء أسهل، ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته أنهم قرأوا الفاتحة عند قبور المسلمين ولا ختموا القرآن لهم ولا غيره وإنما كانوا يدعون لمن مات من المسلمين. فالدعاء كما نرى أفضل وأيسر. السؤال الثاني: إحدى المشاهدات الفضليات اتصلت تسأل أن زوجها توفي وقد كان رجلاً صالحاً وقد ترك أرضاً ومالاً فهل ينفع أن يبنوا مسجداً في قريته من ماله الذي تركه؟ الجواب: نعم إن لم يكن في القرية مسجداً آخر فتجيب المشاهدة أنه لا يوجد إلا مسجد صغير في عمارة، فيرد الكتور بالموافقة على بناء المسجد على الأرض التي تركها المتوفي وبماله الذي تركه لأنه سيكون بإذن الله له صدقة جارية من ماله يُؤجر عليها هو وأبناؤه لأنهم صالحين ومن صلاح الأبناء أن سألوا هذا السؤال وكذلك للزوجة الأجر في ذلك لأنها سألت من باب الوفاء لزوجها فيريدون جميعاً أن يعملوا لهذا الميت ما يصل جزاؤه له بعد موته. وقد أحسن هذا الميت لنفسه ولهم لأنه أحسن اختيار الزوج وأحسن تربية الأولاد. ومن ضمن الدعاء الذي جاء في الحديث (أو ولد صالح يدعو له) الدعاء من أهل الميت أو تيسير الدعاء لمن يدعو فالذي سيدخل المسجد الذي سيبنونه له سيدعو له أيضاً. وأقترح عندما تبنون المسجد أن تسموه مسجد الرحمن مثلاً أو مسجد الرحمة أو التقوى ومسجد الرحمن هو أفضل الأسماء لأنه جاء في قوله تعالى (إن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا). السؤال الثالث: يسأل مقدم البرنامج هل للمتوفى في مكة أو المدينة فضل على غيرهم؟ أو الذي يموت في رمضان مثلاً؟ الجواب: هذا يقع ضمن باب كامل هو باب علامات القبول وهذا سنخصص له إن شاء الله حلقات قادمة. لكن أقول باختصار أن هذا من علامات القبول بإذن الله، إذا قُبض العبد وهو يعتمر أو يحجّ لها علامة ودلالة على قبول العمل وحسن الخاتمة كذلك موت الشهادة وقد قيل: على حسن الخاتمة يبكي العارفون. فالعارفون بالله يطلبون من ربهم حسن الخاتمة أسأل الله تعالى أن ُحسن خاتمتنا أجمعين. وطبعاً الموت شهيداً وموت المريض الصابر أو المبطون الصابر أو الموت في مكة أو المدينة أو عرفة كل هذه من علامات القبول إن شاء الله. وقلنا سابقاً أنه من عرف قيمة لقاء الله وأحب لقاء الله من المحسنين لأن المحسن هو الذي يحب لقاء الله. ويستطرد المقدم ويقول: هل لسعة انتقال الجنازة أثر على القبول وقد سمعنا ورأينابأعيننا أن بعض الجنازات تسير بسرعة وغيرها يسير ببطء؟ فيردّ الدكتور أن هذه الأمور تحتاج إلى وقفةونحن مسؤولون عن عرضنا لهذا الدين لكنها ليست مسألة نعش لأن النعش ليس له إرادة وهذا كلام لا يُقدم ولا يؤخر لأنه لو وضعنا هذا النعش على سيارة فماذا يحصل؟ المهم على المسلم أن يكون صوت العقل والمنطق ولو أن هذا الكلام هو مقياس لكان ينبغي لنعش رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطير ونطير وراءه لكن هذا لم يحدث فعلينا أن نتوخى الحذر فيما نقول لأننا نمثّل عقل الإسلام. السؤال الرابع: إحدى المشاهدات اتصلت تسأل : توفي والدي وعليه دين لم نكن نعرف عنه شيئاً ويوم الدفن عرفنا أن الدين لعمي فسألناه فقال سامحته ثم بعد أسبوع طالب بدينه فوفّيناه الدين فهل هذا صحيح؟ ثم إني أًصلي ركعتين أقول هما لله تعالى بنية الشفاعة لوالدي فهل هذا جائز؟ وقد بنينا قبوراً للفقراء فها هذا يجوز أو يعتبر صدقة جارية؟ الجواب: أسأل الله تعالى له الرحمة وأقول للأخ الذي قال سامحته في الدين ثم عاد في كلامه لماذا؟ الأخ أولى بقضاء الدين من أولاده فالواجب على الأخ أن يقضي دين أخيه ولو لم يكن لهذا الميت أولاداً لكان عليه أن يقضي عن أخيه فنقول سامحه الله ونذكره بقصة إبي قتادة أنه قضى دين أحد المسلمين وهو لا يعرفه ولا يقربه لأنه كان حريضاً على أن يًصلي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونقول للأخت بخصوص الركعتين استمري عليهما بنية أهما لله تعالى وادعِ لوالدك بعدهما بالرحمة وأنت ساجدة أو بعد التسليم من الركعتين ونقول أنك كنت تصلين بنية الشفاعة لوالدك والآن صححي واستمري بالركعتين لكن هما لله تعالى ثم تدعين لوالدك بما شئت. وهذا دأب المسلم أن يصحح ما يفعله بعد أن يتعلمه (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وبالنسبة للصدقة الجارية نعم وأقول نِعم الصدقة الجارية، فالقبور للفقراء تعتبر من الصدقة الجارية بل وإني أشجع عليها وأتمنى على كل الجمعيات الخيرية أن تخصص جزءاً من مال الصدقات لبناء القبور للفقراء. |
بارك الله فيك واطال عمرك وذويك ولا حرمنا منك ولا من مواضيعك المختارة بدقة وعنايه وفقك الله |
جزاك الله خيرا وبارك فيك ورضي عنك اخت ميارى على مجهودك المتواصل
|
اقتباس:
|
اقتباس:
|
|
سلمت الايادي على طرحك وبارك الله بك
جزيل الشكر والتقدير لك كل الود والتحية |
الساعة الآن 12:10 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |