منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   صورة الإسلام في أوروبا... ريتشارد سوذرن (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=8304)

فسحة أمل 13 - 7 - 2010 01:55 AM

صورة الإسلام في أوروبا... ريتشارد سوذرن
 

صورة الاسلام في أوربا في القرن الوسيط
ريتشارد سورذن
ترجمة: رضوان السيد




هذا الكتاب في الأصل هو عبارة عن ثلاث محاضرات ألقاها العالم ريتشارد سوذرن في جامعة هارفارد في أبريل العام 1961م عن صورة الإسلام في أوروبا في العصر الوسيط، وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول:
  • الأول: حقبة الجهل

والجهل يقسمه المؤلف إلى حقبتين:





الحقبة الاولى:

مرحلة الجهل الناجم عن ضيق الأفق بالمعنيين الفكري والجغرافي، وتحتل هذه المرحلة القرون الأربعة الأولى منذ العام 700م، وقد سادتها تفسيرات العهدين القديم والجديد،

وقد حاول اللاهوتيون إزالة الأستار عن الإسلام، وفهم المسلمين عن طريق استنطاق الكتاب المقدس،

من جانب آخر فقد حاول بعض الرهبان والكهان أن ينطلقوا في آرائهم عن الإسلام من جانب أخبار الرسل ونبوآت الأنبياء.



الحقبة الثانية:

مرحلة الجهل الناجم عن أوهام مخيلةٍ واسعة، وتحتل عقود السنين الواقعة بين 1000، و1140م، وقد سادتها أوهام وأحلام المخيِّلة الخلاقة لأوائل القرن الثاني عشر.

تكونت لدى الغربيين صورة عن الإسلام ونبيه، كانت نتاج الانتصار الأول للفرسان الصليبيين، وقد جُمعت أجزاءُ هذه الصورة في جنوبي فرنسا، وأسهم في تركيبها في الغالب الفرسان العائدون، والكهنة والرهبان، ممن لم يعرفوا جبهات القتال عن كثب. لقد كان هؤلاء يزودون المخيِّلة الأوروبية أمام مواقد النار في الشتاء بطرائف عن الشرق والإسلام والنبي، ووصلت هذه الصورة الخيالية المتكوِّنة إلى المدارس والأديرة الوسيطة بعد وضعها في شكلٍ مدرسي يُشجع على قبولها، وأدى ذلك في النهاية إلى انطباعٍ شعبيٍ مروع وعجيب في قدرته على البقاء، ومقاومته لكل المعلومات الصحيحة ونصف الصحيحة التي توالت فيما بعد.

ولعل من هذه الصور، أن النبي محمدًا-صلى الله عليه وسلم- كان رجلاً مسيحيًا، وكان مُصابًا بالصرع، تزوج أيِّمًا ثريًا، وقد حدد هدفه بسحق المسيحية عن طريق اشتراع حرية جنسية واسعة، ومنها أن المسلمين عبدة أصنام، ولهم ثلاثة آلهة، ترافاغان ومحمد وأبوللو، فيما بعد زادت الآلهة بحيث استعصت على الحصر، ولكن المؤلف يؤكد على أن هذه التصورات إنما مبعثها "الجهل والتعصب".
  • الفصل الثاني: حقبة التعقل والأمل:

وتستمر هذه الحقبة تقريبًا إلى العام 1283م.

التعقل….في رؤية المسلمين ودينهم” وإن صاحبها وخالطها وميز أكثرها أخطاء كثيرة”.

والأمل… في الانتصار على الإسلام، وهزيمة المسلمين، والقضاء عليهم.

في هذه الحقبة، بدأت صورة أخرى للإسلام، أكثر واقعية من سابقاتها، إذ أنه في منتصف القرن الثاني عشر بدأ تعقل ما يتصل بطبيعة الإسلام، وشخصية نبيه يطرد التصورات الخيالية في أوساط المثقفين الأوروبيين، ويمكن ملاحظة ذلك في مؤلفات ظهرت في انجلترا وفرنسا واسبانيا وألمانيا في عقود متقاربة.

ومن مظاهر هذه الحقبة ظهور أول ترجمة للقرآن الكريم إلى اللاتينية، في دير كلوني برعاية بطرس المبجل، وقد شكلت هذه المرحلة المعلم البارز والأساسي في مجال الدراسات الإسلامية بأوروبا الغربية الوسيطة.

وقد كان بطرس المبجل نفسه يرى في الإسلام “هرطقة مسيحية”، هي آخر الهرطقات وأشدها ضررًا.

يذكر المؤلف في هذا الفصل، كيف أدى ظهور المغول على مسرح الأحداث إلى حدوث صدمة لدى الأوروبيين، حيث أطلعهم على آفاق شاسعة وجديدة بالنسبة لهم، تقطنها أعداد هائلة من البشر، كما أدى ظهور المغول، إلى نشوء “ثمة تصور” بالمشتركات بين العقيدتين الإسلامية والمسيحية في مواجهة وثنية المغول، وهذا ما تكرس في “المناظرة العالمية المفتوحة بين الشرق والغرب” والتي جرت في مدينة قراقورم في عام 1254م.

كما لا يفوته ذكر العالم “روجر باكون” الذي حاول من خلال الفلسفة دفع العقيدة الإسلامية للإفلاس، والتبشير بالمسيحية، وقد صاغ أفكاره هذه في مجموعة من الأعمال مختلفة الأحجام، ولكنه لم يجد موقفًا إيجابيًا من مشروعه باتخاذ “الفلسفة” كأقوى الأسلحة في مواجهة المسلمين.
  • الفصل الثالث: لحظة الرؤيا:

يحصر المؤلف هذه الحقبة في الفترة الواقعة بين العامين 1450 إلى 1460م، وهي السنوات التي أقبل فيها رجال أربعة على معالجة القضية الإسلامية، والتداول بشأنها، ولقد اختلفت الرؤى من رجل لآخر.

لكن المؤلف يزعم أن رؤى العقد الأخير كانت من الشمول والحيوية والوضوح متفوقة على كل ما سبق.

في هذا الفصل يعرض لنا المؤلف تجارب عدد من رجال المسيحية في محاولة التعامل مع القضية الإسلامية.

ويضرب لنا عددًا من الأسماء، ابتدأها بـ”جون ويكليف”، الذي رأى أن الخصائص التي يتميز بها الإسلام ميزت الكنيسة المسيحية المعاصرة له، ولا يعني ذلك موقفًا إيجابيًا منه تجاه الإسلام، فقد كان الإسلام بالنسبة له يتسم بخصائص عرفتها الكنيسة المعاصرة، وهي: الكبرياء، والشراهة، وحب السلطان، وشهوة التملك.

ثم يذكر فيما بعد جهود الرجال الأربعة في محاولة فهم الإسلام، وهم:

- يوحنا السيغوفي: الذي قام بثاني ترجمة للقرآن الكريم إلى اللاتينية.

- نيقولاس فون كيس: ومن جهود نيقولاس فيما يتعلق بالقضية الإسلامية، قيامه بتأليف كتابه المعروف “تحليل القرآن“، والذي يتضمن رؤية نقدية تفصيلية للقرآن من النواحي الأدبية والتاريخية واللغوية، وهكذا فقد تعامل مع النص القرآني باعتباره وثيقة مكتوبة بنية حسنة.

- جان جرمان: لقد رأى جان جرمان أن العلاج الوحيد الممكن للخطر الإسلامي هو في العودة لفضائل الكفاح والفروسية الأوروبية، التي ردّدتها الملاحم مطالع القرون الوسطى، وكانت وراء الروح الصليبية التي غزت الشرق. لقد كان هدفه حملة صليبية جديدة، عمل كل ما بوسعه لإعداد الناس والأمراء للقيام بها في مواجهة الإسلام.

- إينياس سلفيوس: هذا هو الرجل الأخير ضمن هذه المجموعة من الكهنة المسيحيين الذين وضع القضية الإسلامية نصب أعينهم، وبعد أن أصبح الحبر الأعظم، وجه رسالة إلى محمد الثاني فاتح القسطنطينية عام 1460م، وقد ركز فيها على المسائل الأساسية، وعمد إلى تنظيم البراهين والحجج، بطريقة منطقية واضحة، تُظهر فضائل المسيحية ومواطن القوة فيها،ولا تتضمن الرسالة ما يمكن أن يخدش مشاعر العثمانيين وسلطانهم لا من حيث المضمون ولا من حيث التأدب في مخاطبة السلطان.

وهنا ينهي الكاتب كلامه، بالتشديد على أن هذه الحقبة تميزت عن سابقاتها بكون الرجال هنا تعاملوا مع القضية الإسلامية باعتبارها مشكلة حقيقية تتطلب الحل، وقد تجنب هؤلاء محاولات بعض سابقيهم غير العلمية، وكانوا جميعًا مصممين على تجاوز الصغائر والأساطير، من أجل التركيز على القضايا الأساسية، وما كان الهدف بالنسبة لهم جميعًا واحدًا، كما أن الوسيلة للهدف لم يكن عليها إجماع بينهم.
- معلومات عن الكتاب:

  • عنوان الكتاب: صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى
  • المؤلف:ريتشارد سوذرن
  • المترجم:د. رضوان السيد
  • عدد الصفحات:166
  • الناشر: دار المدار الإسلامي
  • تاريخ النشر:‍2006
منقــــــــــول...
********
ويبقى الغرب يرى في الاسلام الخطر الأكبر المحدق به.. ولن يتوانوا لحظة عن محاولة هدم ركائزه وتضليل معتنقيه..

صائد الأفكار 13 - 7 - 2010 11:12 PM

موضوع متميز يا فسحة امل
وما هذه العبارة الا ملخص لمناهضة الاسلام
ويبقى الغرب يرى في الاسلام الخطر الأكبر المحدق به.. ولن يتوانوا لحظة عن محاولة هدم ركائزه وتضليل معتنقيه..

بارك الله فيك على طرح هذا الموضوع

زهرة عمان 9 - 8 - 2010 03:31 PM

ما شاء الله ..
بارك الله فيك وعليك وجزاك الله خير الجزاء, بوركت ورفع الله شأنك.. أسال الله العظيم رب العرش الكريم لك الجنه والخير وان يبارك فيك وعليك وان يجعل الجنه اخر مستقرك وان يجعلك من اهل الحق والايمان وان ينير الله دروبك.
وفقك الله على هذا الطرح

عبدالرحمن حموده 9 - 8 - 2010 08:06 PM

فسحة امل
موضوع جدا رائع كروعتك اختي الغاليه
بارك الله فيكي وفي حسناتك
دمتِ اختي

وردة المسااااء 12 - 8 - 2010 04:15 AM

http://www.iamsaudi.com/up/uploads/99b5795fbd.gif

جزاك الله خيرا


الساعة الآن 03:27 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى