منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   فلسفة وعلم نفس
علم ما وراء الطبيعه والقوى الخارقه
(http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=75)
-   -   النفس البشرية واسرارها (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=8521)

أبو يقين الكعبي 20 - 7 - 2010 02:34 AM

النفس البشرية واسرارها
 


إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان،وخلق فيه النفس والجسد والروح ... ولكي يستقر الإنسان يجب أن يتم الإشباع الحقيقي لكل ركن من هذه الأركان الثلاثة ويجب أن يتناسق هذا الإشباع مع بعضه البعض ... هنا يتحقق الاستقرارالحقيقي لهذا الإنسان

النفس والجسد والروح

يقول الدكتور مصطفى محمود إن علاقة نفس كل منا بروحه وجسده هي أشبه بعلاقة ذرة الحديد بالمجال المغناطيسي ذي القطبين. والذي يحدث للنفس دائما هو حالة استقطاب ،إما انجذاب وهبوط إلى الجسد إلى حمأة الواقع وطين الغرائز والشهوات، وهذا هو مايحدث للنفس الجسدانية الحيوانية حينما تشاكل الطين وتجانس التراب في كثافتها، وإما انجذاب وصعود إلى الروح إلى سماوات المثال والقيم والأخلاق الربانية، وهو مايحدث للنفس حينما تشاكل الروح وتجانسها في لطفها وشفافيتها.. والنفس طوال الحياة في حركة وتذبذب واستقطاب بين القطب الروحي وبين القطب الجسدي.. مرة تطغى عليها نار يتها وطينتها ،ومرة تغلبها شفافيتها وطهارتها. والجسد والروح هما مجال الامتحان والابتلاء ،فتبتلى النفس وتمتحن بهاتين القوتين الجاذبتين إلى أسفل وإلى أعلى لتخرج سرها، وتفصح عن حقيقتها ورتبتها وليظهر خيرها وشرها.
ومن هنا نفهم أن حقيقة الإنسان هي نفسه،والذي يولد ويبعث ويحاسب هو نفسه ،والذي يمتحن ويبتلى هو نفسه ،ومايجري عليه من الأحوال والأحزان والأشواق هي نفسه.. أماجسده وروحه فهما مجرد مجال تماما مثل الأرض والسماوات فيكون همامجال حركة بالنسبة للإنسان لإظهار مواهبه وملكاته.. فكلما أعطى الله لهذه النفس عضلات جسدا كذلك أعطاها روحا لتحيا، وتعمل وتكشف عن سرها ومكنونها وتباشر خيرها وشرها.

ماهية النفس؟

النفس هي ذات الإنسان المعنوية الشاعرة ،وهي نور إلهي مركزها في الصدر و أشعتها سارية بواسطة الأعصاب في سائر أنحاء الجسد، وهذه النفس المسجونة في الجسد إنم اتتعرّف بما يحيطبها من الأشياء بواسطة الحواس، فمن طريق العين تُبصر ،وعن طريق الأذن تسمع وبالأنف تشمّ وبواسطة الجلد تحس وتلمس ،وباللسان تذوق طعوم الأشياء.

والنفس هي المخاطبة دوماً في القرآن، وهي المتهمة في القرآن بالشح والوسواس والفجور والطبيعة الأمارة، فهي يمكن أن تتزكى وتتطهر، فتوصف بأنها لوامة وملهمة ومطمئنة وراضية ومرضية .) يأيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي( الفجر: 27-30. وهي المكلَّفة بالسير في طريق الحق، وهي التي تتألم عندما تُعالج وتُداوى، وهي التي تتنعّم في الجنان فلا تبغي عنها حولا. وسمِّيت بالنفس لقيمتها النفيسة.

) وإذأ خذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالو ا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كن اعن هذا غافلين ، أوتقولو اإنما أشرك آباؤنا من قبل وكن اذريةً من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ،وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون( الأعراف : 172-174.

فذلك مشهد أحضرت فيها لأنفس قبل أن تلابس أجسادها بالميلاد ،وليس لأحد عذر بأن يكفر بعلة كفر أبيه ،فقد كان لكل نفس مشهد مستقل طالعت فيه الربوبية ... وبهذا استقر تحقيقة الربوبية فطرتنا جميعاً.

أوصاف النفس

توصف النفس بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف أحوالها ،فإذ اسكنت تحت الأمر وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات، سميت النفس المطمئنة . قال الله تعالى في مثلها) يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ( سورة الفجر: 27. وإذالم يتم سكونها ،ولكنها صارت مدافعة للنفس الشهوانية ومعترضة عليها سميت النفس اللوامة، لأنها تلوم صاحبها عند تقصيره في عبادة مولاه . قال تعالى ) وَلَأُاقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ( سورة القيامة : 2، وإن تركت الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان، سميت النفس الأمارة بالسوء . قال تعالى إخباراً عن يوسف أوامرأة العزيز ) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِ إِ نَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ( سورة يوسف : 53.

حقوق النفس

لقد عنى الإسلام عناية فائقة بالنفس الإنسانية، وجعل الإنسان محل عناية الله دائماً ،فلقد خلق الله الإنسان حيث سواه بيد هو نفخ فيه من روحه ،وكرّمه بالعقل، وجعله خليفة له في أرضه ،وأسجد له ملائكته ،وزوده بمنهج يسير على مقتضاه حتى لايضل ولايشقى، إلى غير ذلك من نواحي التكريم ،ولقد بيّن القرآن الكريم المهمة الأساسية لوجود الإنسان وهى خلافته في الأرض، وعمارتها , ولأجل ذلك أوجب حقوقا للنفس فعليك أن تستوفيها في طاعة الله. وتستعين بالله على ذلك لأداء حقا لنفس عليك ،وأن عليك حقوقاً أهمها أن تستوفيها في مرضاة الله وطاعته ،ولا تجعل للشيطان عليها سبيلاً ،وبذلك تنقذها من المخاطر والمهالك ،وتنجيها من شر عظيم ،لذلك أقسم القرآن بالنفس وتسويتها فقال الله تعالى ) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (الشمس: 7 –8. وأن الله أعطاها العقل لتميز بين الفجور والتقوى فمن زكى نفسه فاز ومن لم يزكها خاب وخسر وبين الله أن من آثر الحياة الدنيا ولم يحفظ نفسه ويصونها من العطب وطغى فمصيره إلى النار , ومن صانها وقام بحقوقها التي أوجبها الله في طاعته فإن الجنة مأواه قال تعالى) فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى( النازعـات:37-41.

سماح 20 - 7 - 2010 04:12 AM

وألف شكر على هذا الموضوع المهم
اسرارها تكمن في سبر أغوار النفس البشرية
بارك الله فيك على هذا الشرح ابويقين

فسحة أمل 22 - 7 - 2010 12:31 AM

شكراً صديقي الغالي..
هي النفس مفتاح الخير و الشر في الحياة
جزاك الله خيراً..
تقديري و احترامي

أبو يقين الكعبي 24 - 7 - 2010 02:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماح (المشاركة 60100)
وألف شكر على هذا الموضوع المهم
اسرارها تكمن في سبر أغوار النفس البشرية
بارك الله فيك على هذا الشرح ابويقين

العزيزة سماح...
اهلا بطلتك الجميلة والغالية على القلوب...
لك كل التقدير والاحترام..
ابو يقين...

أبو يقين الكعبي 24 - 7 - 2010 03:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فسحة أمل (المشاركة 60559)
شكراً صديقي الغالي..
هي النفس مفتاح الخير و الشر في الحياة
جزاك الله خيراً..
تقديري و احترامي

العزيزة امال....
شكرا لمرورك وكلماتك
تحيتي لك..
ابو يقين...


الساعة الآن 01:14 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى