[الغراب الأسود]

روسيا والجزائر: سياسة تعبق بالغاز



لم تعقد روسيا والجزائر أي اتفاق يمكنه أن يثير ضجة كبيرة أثناء زيارة الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إلى الجزائر في 6 أكتوبر. ومع ذلك يمكن للرئيس ميدفيديف أن يصف زيارته بالناجحة. فقد تمكن رئيس الدولة من الارتقاء بمباحثات التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى مستوى سياسة الدولة. وكان القسط الأكبر من النجاح من نصيب شركة "غازبروم"، وهي أكبر شركات الغاز في روسيا وتدير الصادرات الروسية من الغاز الطبيعي. وأوضح رئيسها ألكسي ميلر بقوله إنه حظي "بالدعم السياسي".
وبصفة الإجمال وقعت روسيا والجزائر أمس ست اتفاقيات منها مذكرة التفاهم للتعاون في مجال الغاز ومذكرة التفاهم بين وزارتي طاقة الدولتين. والهدف من توقيع مذكرتي التفاهم مساندة المباحثات المتعلقة بالتعاون بين الشركات الروسية والجزائرية المعنية، ومنها المباحثات التي بدأتها شركة "ت ن ك - ب ب" الروسية وشركة سوناطراك الجزائرية.
أما شركة "غازبروم" فإنها تقوم بإجراء العمليات الاستكشافية في أحد قطاعات الغاز بالجزائر، وتتطلع للفوز بمزيد من العقود للعمل في الجزائر. كما أعلن رئيس الشركة الروسية اتفاق وجهات نظر روسيا والجزائر على الآفاق الرحبة للغاز الطبيعي في السوق الأوروبي. وبدوره قال وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو "إننا سنناقش الوضع في أوروبا".
ومن الاتفاقيات الموقعة اتفاقية التعاون في مجال النقل البحري التي تتيح لسفن البلدين القيام برحلات مباشرة إلى موانئ روسيا والجزائر، وتمهد لإعفاء بحارة هذه السفن من دخول البلد الآخر بتأشيرة دخول.
كذلك اتفق الجانبان على أن تقوم شركة طيران جزائرية بتسيير الرحلات في سماء سيبيريا.
وبالنسبة للتعاون العسكري لم يخطط لتوقيع اتفاقيات جديدة. ويجري تنفيذ اتفاقيات التعاون العسكري الفني التي تم توقيعها في عام 2006 والتي شطبت روسيا بموجبها ديونا مستحقة على الجزائر بقيمة 4 مليارات و737 مليونا و246 ألفا و541.5 دولار بينما تعهدت الجزائر بشراء سلع روسية، وبالأخص السلع العسكرية، بهذه القيمة. وعلى سبيل المثال تحصل الجزائر من روسيا على طائرات "سو-30 م ك إي" و"ياك-130" بقيمة 3.5 مليار دولار.
وعن التعاون العسكري الفني قال الرئيس ميدفيديف في المؤتمر الصحفي "إننا حددنا نقاطا من الممكن بذل المزيد من الجهود في سبيلها، ومنها ما يخص التكنولوجيا".

وكالة نوفوستي للأنباء