[B-happy]

الذعذاع والدغمور : من تراث البادية الاردنية للمرحوم روكس بن زائد العزيزي

من تراث روكس العزيزي
بقلم : صالح صلاح شبانة
الذعذاع : هو النمّام المفسد ، والذي ينقل أحادث السوء ويذيعها بين الناس ، أي (زلمه قاع صندوق السر عنده مخزوق ، أو فالت) ، أو مثل الغربال ، ماهر بإضافة البهارات اللاذعة ذات النكهة الحريفة ، وتؤدي إلى تكشف الأسرار ، وخراب البيوت العامرة …!!!
إذا دخل بين صديقين قلبهما إلى عدوين، وإذا دخل بين إبن وأبيه قطع نسبهما من بعضهما ، وإذا دخل بين زوجين ، قاما إلى القاضي الشرعي ليطلقهما طلاقا بائنا بينونة كبرى لا رجعة فيه أبدا …!!!
وهناك من يلفظ (الدال) (زاي) ، فيقول بدل (ذعذوع – زعزوع) ، وقال الشاعر البدوي :
( بالك أبو زعزوع تدعيه بالجيب ؟؟ أحذّرَك من النمام إنك تتخذه صاحباً ) …!!!
وكنّى عن تدعيه بالجيب عن التقريب : أي (حذاري والخطيه والآثام في رقبتك) إذا خالفت رأيي ولم تطع قولي أنه سيأتيك بالسوء ويسبب لك الأذى إذا قرّبته منك ، فالحيه لا توضع بالعب (والحيه ما بتصير خيّه)…!!!
وفي اللغة : الذعذاع : النمام الذي لا يكتم سرأ…!!!
وفي لسان العرب (ذعذعة الشر – إذاعته) ،
وفي حديث جعفر الصادق لا يحبنا أهل البيت المذعذع) قالوا : وما المذعذع ؟؟ قال : (ولد الزنا) …!!!!
ونحن نكني عن الذعذاع او الزعزوع بأبن الحرام ، لأنه برأينا لا يوفر وسيلة للشر والتخريب والإيقاع بين الناس ، الا واتبعها …!!!
وإذا طلعت شمس يوم وغابت ولم يؤذِ خلق الله لنام في كوابيس وأحلام مزعجة ، لأن الشياطين والتي هي من صنفه باتت غاضبة منه ……!!!
ولكن عندما يؤذي الناس ينام مرتاح البال والضمير ، لأنه موهوب للشر ورسالته في الدنيا أن يفسد بين الناس ويدمر أخلاقهم وقيمهم…!!!!
الذعذاع أو الزعزوع : اسم وصفة منتشرة بيننا ، في بيئتنا الأجتماعية ، رسالتها تخريب المجتمع ، وقلب عاليه سافله ، وسافله عاليه …!!!
الذعذاع أو الزعزوع :مفطور على الأذى والأذية ، والمشي بالنميمة ، وحتى لو انه معروف بكل سلبياته ، ولم يتعامل معه أحد ، إلا انه يسبب التشويش والصداع ، على مبدأ (أضرب الطينه عَ الحيط ، إن ما لزّقت علمت) و(لِعيار اللي ما بصيب بدوش) و (الفحمه اللي ما بتحرق بتشحبر) و( مثل نافخ الكير إن ما أحرققك بناره بعميك بدخانه)
أعاذنا وإياكم من كل ذعذاع زعزوع ، لا ينام ولا يترك أحدا ينام …!!!!
—————————-
الذَّغمور
مصطلح تراثي شعبي مأثورمن البادية الأردنية
من تراث روكس العزيزي
الذغمور ، والذغمري ..السيء الخلق …!!
وما دمنا قد تطرقنا الى سيء الخلق ، نقول : انه الذي يجمع في نفسه بين الحقد والحسد الشديدين ، واللجاجة ، أي أنه يجنح الى الشدة بالسؤ والتطرف بالقبح …!!!
وهذا يذكرنا بالحجاج بن يوسف الثقفي ، عندما ألح عليه أمير المؤمنين (عبد الملك بن مروان ) أن يصف نفسه ، فقال : أنا شديد ، حقود ، حسود ،لجوج…!!!
فضحك عبد الملك وقال : ما أبقيت للشيطان شيئا …!!!
وعندما يصف أحدهم آخر بأنه (ذغمور) أو (غذفور) ، على عادة البدو بقلب الحروف ، فمعنى ذلك أنه يزيد على صفات الحجاج تلك : أنه (ديكتاتوري و مستبد ومنفرد برأيه) وانه يتصرف من غير أن يقدر أي كان على منعه ، أو حتى الأعتراض عليه ، وهذه من خصوصيات الزعماء والشيوخ المستبدين ، وياما أكثرهم …!!!
والكلمة : (مُغَذّمِر) مأخوذة من بيت للشاعر لبيد بن الأحوص يقول فيه:
ومُقَسِّمُ يعطي العشيرة حقها ومُغَذّمرٌلحقوقها هَضّامها
أي أنه عندما يهضم حقوق العشيرة ، يكون قد أكلها منذ زمن بعيد ، لأن عملية الهضم تأتي بعد الأكل بزمن ، ومعنى المهضوم ما انتهى أمره ولا يمكن الحصول بعده على شيء ، ولا يؤمل منه بشيء ، ولو قالها شاعر من شعراء اليوم لقال:
وضعها في حقنة جليكوز في وريده ، وهي عملية هضم جاهزة تطرح بالدم مباشرة …!!!
أما في اللغة : (الذغمور) : الحقود ، الذي لا ينحلُّ حقده ، وفي لسان العرب : (الذغمري) سيء الخلق ، وبعد أن أضاف الى (حاقد مزمن لا ينحل حقده)سوء الخلق ، فماذا نرجو منه؟؟
و(الذغمور) في الوسط الشعبي (اللي بحسد الكلب فروته) والذي يحقد على الناس ويزعجهم ويقسو عليهم ، واذا ارتكب خطأ ما أصر على أن يضيف إلى الخطأ جريمة حتى يثبت صحة ما يذهب اليه ، وصحة نظرة العظمة التي يرى نفسه بها ، وأن رأيه غير قابل للمناقشة ، ولا للأخذ ولا للعطاء ، وإذا سلموه أمانة للقوم مثل ما أشار الشاعر لبيد بن الأحوص يبتلعها ويهضمها في زمن قياسي ، وهم من نعرفهم بحيتان وغيلان السوق في هذا العصر…!!
وعليه فالذغمور رسول من رسل ابليس أتباع الشيطان الرجيم ، أعاذنا الله …!!!