موسيقا رأس شمرا أقدم موسيقا في التاريخ

[ليمار]

أشهر مؤلف موسيقي وعازف بيانو من أصل سوري اسمه مالك جندلي

استطاع المؤلف الموسيقي السوري مالك جندلي أن يعيد توزيع أقدم نوطة موسيقية معروفة في العالم، و المتمثلة بلوحات مسمارية تعود إلى 3400 عام قبل الميلاد، تم اكتشافها في رأس شمرا( أوغاريت) .


حيث حولها إلى عمل موسيقي فريد بعنوان " أصداء من أوغاريت " .


و ذلك بعد أن أضاف إليها الإيقاع و الهارموني و التوزيع، وعزفها على البيانو برفقة فرق موسيقية على أهم المسارح في العالم، و من المنتظر أن ينزل العمل إلى الأسواق خلال الأشهر القادمة .


و تعود بداية هذا العمل إلى عدة أعوام عندما سمع مالك جندلي بخبر اكتشاف لوحات مسمارية في أوغاريت،


تبين أنها أقدم نوطة موسيقية معروفة في العالم ، فأثاره النبأ ودفعه إلى دراسة تلك النوطة الأثرية لسنين عديدة. إذ اتضح له أنّ هذه النوطة هي السلم الموسيقي لنشيد زوجة آلهة القمر، واستطاع مالك أن ينتج منها عملاً موسيقياً فريداً، بعد إعادة توزيعها وتحويلها إلى موسيقى حزينة، أضاف إليها الإيقاع ( الهارموني )، وعزفها على البيانو برفقة فرقة موسيقية، شكلت لوحة فنية رائعة، أطلق عليها أسم "أصداء من أوغاريت" .


و تدور فكرة العمل حول حكاية زواج لم يثمر أطفالاً، فنتج عنها حزن وألم، فجاءت مناحة ورثاء لحال زوجة آلهة القمر التي لا تنجب أطفالاً، وكأنها تسأل زوجها عن سبب عقمها، وهو الآلهة التي تمنح الأطفال للأزواج. و قد اعتبر مالك هذه الأغنية لمحة عن أحاسيس شعوب تلك المنطقة في تلك الحقبة من الزمان قبل 3400 سنة من مجيء المسيح ، كما يرى في عمله الجديد مزيجاً من الموسيقى الكلاسيكية و موسيقى الجاز والمقامات العربية، حيث يتألف العمل من 11 مقطوعة تتدرج من الموسيقى الهادئة الناعمة إلى الصاخبة والعنيفة.


من البدايات إلى التألق


مالك جندلي من مواليد ألمانيا علم 1972 ، و بدأ شغفه بالموسيقى باكراً، و تعلق بها من باب التحدي، فازداد عشقه لها ، حتى أصبحت كل شيء في حياته. ثم اكتشفها صدفة في كتب والدته الموسيقية القديمة التي أصبحت رفيقة فراغه.


بعد ذلك طلب إلى والديه تعلم الموسيقى، فكان له ما أراد ، فذهب في كل الاتجاهات برفقة والدته التي كانت بجانبه دوماً، من حمص إلى دمشق إلى ألمانيا فالولايات المتحدة، حتى جعل منها مهنة فريدة أعطته شهرة عالمية لا حدود لها.


و عزف على آلة البيانو لأول مرة عندما كان في التاسعة من العمر، حيث حملته الموسيقى، التي تعلمها في ألمانيا وفي المعهد الوطني للموسيقى بدمشق والكونسرفاتوار العربي، إلى أن نال جائزة المسابقة الوطنية للموسيقيين الشباب في سورية عام 1988، وهو لم يكمل بعد سنه القانونية، فأخذته بعيداً جداً، ونقلته، بمنحة دراسية عام 1995، إلى معهد الفنون في كارولينا الشمالية.


وهناك قرر مالك ألا يكون عازفاً على آلة البيانو فحسب، بل مؤلفاً موسيقياً رفيعاً ، ورضخت إرادته القوية لعواطفه وميوله الموسيقية العميقة والمتأصلة في نفسه، فتخرج من جامعة كوينز الأمريكية وحصل على العديد من الجوائز الرفيعة في عالم العزف والتأليف الموسيقي. وفي العام 2004، أتم دراسته في جامعة كارولينا الشمالية، حيث حصل على الماجستير في العلوم الموسيقية.


وهو اليوم واحد من أبرز الموسيقيين السوريين وأكثرهم إبداعاً وتألقاً. انه متعدد المواهب، فقد برع كعازف على البيانو وهو اليوم يحلق في سماء الإبداع كمؤلف موسيقي تنوعت مؤلفاته الموسيقية من العزف المنفرد إلى الأعمال الجماعية الواسعة.


أما الموسيقى فهي بالنسبة له طاقة وحركة وحيوية وقوة، تجمع آلة البيانو والعمل الأوركستريالي باللحن والموسيقى العربية الأصيلة التي تسري في عروقه ، و تمكن من إخضاع الموسيقى الكلاسيكية والمقامات الشرقية لإرادته المبدعة فجمع بينها بأسلوبه الشخصي، حتى بدا وكأنه يجمع بين كل الحضارات واللغات الموسيقية المختلفة في آن معاً.


و يرى في عمله الجديد تحدياً كبيراً لن يلقى إلا النجاح والتقدير.


الموسيقى جسر للثقافات والحضارات


و تعد الموسيقى بالنسبة لمالك جندلي هوى وعاطفة و وسيلة لتبليغ الحكاية ولدعم الصورة بالعاطفة.


وعندما يتحدث مالك عن عشقه لآلة البيانو، يذكر أن الفنان عندما يمسك بالقلم، يمكنه أن يرسم أي شكل يريد. وهكذا هي آلة البيانو بالنسبة له، إنها فرقة أوركسترا موسيقية كاملة و هي قادرة على بعث القشعريرة في أنحاء الجسم.


و يحاول مالك من خلال إدخال روح الموسيقى الشرقية القديمة مع اللحن الغربي، في قالب من الموسيقى الكلاسيكية، أن يعلم الأمريكيين خاصة، ثراء الثقافة والحضارة العربية العريقة، و ويؤكد على الدوام عظمة الموسيقى السورية القديمة، المستوحاة من ماض عريق لأرض الأبجدية الموسيقية الأولى في العالم.


كما أنه يرى في خطوته هذه خلقاً لفرص الحوار بين الشعوب، لا سيما أنه في عمله لم يلقى أي تمييز أو إحراج أو إزعاج، كونه من أصل عربي سوري.

أداء متميز واعتزاز وثقة بالنفس

عزف مالك جندلي مع الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية بقيادة صلحي الوادي وبحضور الرئيس بشار الأسد والرئيس الهنغاري. كما عزف مع فرق شهيرة في الولايات المتحدة، وينوي القيام بجولة أوروبية تقوده بعد ذلك إلى سورية و لبنان و الأردن و مصر و الإمارات العربية المتحدة، كما سيقوم مالك بزيارة خاصة لكندا ليقدم بعدها حفل خاص ومتميز في سورية قبل نهاية العام الحالي.


و يعمل مالك جندلي على إنتاج عدد كبير من موسيقى الأفلام والموسيقى الدعائية و الإعلامية، لكنّ همّه الكبير وشغله الشاغل يبقى الموسيقى العربية، وخاصة دمج المقامات بالإيقاع الغربي.


ولا ينسى مالك جندلي أن يذكر والده الذي كان له الأثر الأكبر في تشجيعه على سلوك طريق الموسيقى، وكذلك زوجته ياسمين التي كانت وراء اندفاعه نحو التأليف الموسيقي وإبداعه فيه. كما أنه لا ينسى أن يذكر قول لودفيغ فان بيتهوفن الخالد الذي أثر فيه كثيراً والذي يعتبره درساً يقتدي به دائماً في مؤلفاته وأدائه الموسيقي، عندما يقول: "على الموسيقى أن تلهب النار في قلب الرجل وتذرف الدمع من عيون المرأة " .





شام برس.. أحمد علي المصطفى

منقول

[أزهار]

على الموسيقى أن تلهب النار في قلب الرجل وتذرف الدمع من عيون المرأة " .

[أرب جمـال]

شكرا ليمار على الطرح

تحيتي لك

[roro angel]