الصَّدَقَة

[أرب جمـال]

قصة قصيرة للأطفال قبل النوم

يُحكى أن هناك في زاوية القرية الجنوبية بيتٌ صغير تسكُن فيه أُسرة صغيرة , كان الأب يعملُ سائقاً يحمِلُ محاصيل مزارع أهل القرية إلى محلات بيع الفواكه والخضراوات بالمدينة , يخرج مع خروج الفجر متنقلاً بين المزارع ثم ينطلق للمدينة التي تبعد عنهم أربعين كيلو متر , ويعود إذا ما غربت الشمس ليجد في انتظاره زوجته وأولاده الثلاثة : سامر ومُعتز و سامية , كان سامر في العاشرة من عمره , ذو ذكاء وفِطنة , يحمل في جوفه قلب رجل في العشرين من عمره , كان يشعر بالفخر حينما يخبره أبوه بأنه يعتمد عليه في غيابه بعد اعتماده على الله.
أما معتز فهو في الثامنة , فتى مشاكس , يُفضِل اللعب على الاستذكار , كثير الكلام , يُضيف أحداثاً من خياله لمغامراته اليومية في المدرسة.
و سامية طفلة في الخامسة من عمرها , مدللة وكثيرة البكاء , سامر يشتري لها الحلوى ومعتز يتحايل عليها لتعطيه جزء منها .
ذات مساء فتحتْ أم سامر ستارة غرفة المعيشة , التي تطل على الطريق الذي يسلكه أبو سامر في العودة للمنزل , يقول لها سامر : أمي هذه المرة العاشرة التي تفتحين فيها الستارة , ما رأيكِ لو تركتِها مفتوحة؟
تبتسم رغم مرارة الانتظار, وتترك الستارة مفتوحة وتجلس على الأريكة المجاورة للنافذة .
كان سامر قلِقاً مثلها لكنه يريد أن يمتص توترها , جلس فوق طاولة الطعام المقابلة تماماً للنافذة , هو أيضاً يرقب عودة أبيه , بدأ معتز يثرثر لسامية ببطولاته اليومية في المدرسة , وهي تضحك لأحاديثه المسلية .
تقف أم سامر وتأمر سامر بأن يذهب لبيت جارهم علي ليخبره عن قلقهم لتأخر أبيهم , الساعة تشير الآن للثامنة وقد اعتادوا أن يعود في السادسة !
طمأنهم جارهم عليّ بأن الأمور ستكون بخير إن شاء الله وسيحاول أن يعرف التاجر الذي حمل إليه محاصيل المزارع.
بعد ساعة اتصل بهم جارهم علي وأخبر أم سامر أن التاجر الذي قابله زوجها اليوم , ألح عليه أن يبقى لتناول طعام العشاء , وأنه سيأتي بعد ساعتين من الآن .
أغلقت الهاتف ولكنها لم تطمئن بعد , خلد الصغار للنوم إلا سامر بقى مع والدته ينتظران والده .
قالت أم سامر : يا سامر الساعة الآن الحادية عشرة عليك أن تنام حتى تستيقظ بنشاط للمدرسة
أجابها لا يا أمي سأنتظر أبي حتى يعود.
هدوء يلف المكان دقت الساعة معلنة أنها الآن الثانية عشرة , نظرت إليها أم سامر في صمت و قلق.
لم تلتفت إلا على صوتُ طرق الباب .
قاما بسرعة من مكانيهما وهرع سامر ليفتح الباب وأمه خلفه .
شهقتْ أم سامر عندما رأت كرسي متحرك يقعد عليه زوجها ويدفعه جارهم علي , اختبأت خلف الباب .
علي يقول لأبو سامر : حمداً لله على سلامتك , تصبح على خير .
صرخ سامر وهو ينظر لساق أبيه الملفوفة بالجبيرة : أبي ما الذي حدث؟
وأمه تبكي وتحوقل وهو ينظر إليهما ويقول : أنا بخير , مجرد حادث سير بسيط جداً , كُل ما في الأمر هو كسر في الساق , أحتاج فقط إلى الراحة في الأيام القادمة وسأكون بخير.
هيا يا أم سامر ألا تريدين أن نتناول العشاء؟ أم أنكم تناولتموه في غيابي؟
تمسح دمعها وتقول : بل مازلنا ننتظرك , فقط سامية ومعتز أكلا حصتهما من الطعام وتبقيتُ أنا وسامر ننتظرك.
يبتسم لها ويأمر سامر بأن يدفع بالكرسي بقرب طاولة الطعام , ويتناولون الطعام وهو يتحدث عن قصة الحادث والألم الذي يعانيه .
يودِّع سامر والديه بقبلة على جبينهما ويذهب لفراشه , لم يستطع النوم , هو يعلم أن أباه يتألم , ويعلم أن بقاءه في المنزل سيكون مؤثراً على نفسيته .
طلع الفجر وسامر مازال مستيقظاً , ذهب ليسبق والدته ويوقظهم للصلاة فوجدها قد استيقظت
عندما عاد من الصلاة وجد والده في انتظاره هو و معتز , تناولا طعام الإفطار ثم ناولهم أبوهم مصروفهم اليومي و ودعهم ليأخذهم جارهم علي للمدرسة لعدم استطاعته ذلك .
بدأ سامر يومه الدراسي وهو قلِق على والده , يخشى أن تؤلمه ساقه أو أن يشعر بالملل من الجلوس طويلاً .
بدأ درس الحديث , يقرأ الأستاذ ماجد الحديث , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة) .ثم يبدأ بشرح الحديث , ويتناقش مع الصغار حوله , رفع سامر يده مستأذناً المعلم أن يتحدث , فأذن له فقال : أستاذ أبي مصاب بكسر في ساقه , هل هذا مرض؟
يجيبه المعلم في حماس: نعم يا بني .
اهتدى سامر لما سيخفف من آلام أبيه ويعجِّل في شفاء ساقه .
حان وقت الفسحة خرج كل التلاميذ وسامر يُخرِج مصروفه اليومي ثم يضعه مرة أخرى في الحقيبة.
وبعد انتهاء الدوام المدرسي عاد لمنزلهم , وطلب من والدته ما ادخره من مال في الأسابيع الماضية
رفضت في بداية الأمر و أخبرته بأن عليه أن لا يُضيع أمواله , اقترب من أذنها وهمس لها بالحديث وقال : النبي صلى الله عليه وسلم يا أمي أرشدنا إلى علاج يسير لمرضانا , أريد أن يُشفى أبي بالصدقة .
اندهشت لرغبته تلك وناولته المبلغ بسرعة وتبسمت في زهو .
مرّ أسبوعان وحان موعد الطبيب , وذهب أبو سامر مع جارهم علي , لقد أخبره الطبيب أن الجبيرة ستبقى ثلاثة أسابيع حتى يلتحم العظم جيداً .
بعد ساعتين من خروجه , عاد بدون أن يطرق جارهم الباب , لقد فتح أبو سامر الباب بنفسه , إنه يقف على قدمه وليس على ساقه جبيرة , تبسم لهم حينما هتفوا جميعاً :حمداً لله على السلامة ,
أخبرهم أن الطبيب قال أن الشفاء كان سريعاً ولم يتوقع ذلك وأخبرهم أيضاً أن الطبيب اندهش من وصفه للألم بالبسيط , فكسرٌ مثل الذي حصل له تعتبر آلامه غير محتملة .
تبسم سامر وهو يعلم أن أمه تنظر إليه وهمس لها من بعيد : إنها الصدقة يا أمي .

[ابو فداء]

وقال : النبي صلى الله عليه وسلم يا أمي أرشدنا إلى علاج يسير لمرضانا , أريد أن يُشفى أبي بالصدقة .
ونعم العلاااج
سلمتي

[أوراق الزمن]

بارك الله بك على القصة المميزة
سلمت الايادي الاخت أرب

[أصدق احساس]

يسلموو عزيزتي ويعطيك العافية

[روح الياسمين]

داووا مرضاكم بالصدقة
يا ليتنا نتذكر ان الصدقة تنقذ من امور وبلاء كثير
سلمت الايادي

[عاشق تراب الأقصى]

بارك الله بك على القصة الهادفة
يعطيك العافية

[المفتش كرمبو]

يسلمو على الطرح الرائع
لا عدمنا حضورك
تحياتي لك

[ناجي أبوشعيب]

قصّة مميّزة شكرا لك أختي أرب
دمت بألف ودّ
إحتراماتي

[أرب جمـال]

شكرا لمروركم مع تقديري الكبير لكل واحد منكم

[B-happy]

طرحك في منتهي الروعه

كل الشكر و التقدير لك على جهودك

ودمت بكل خير