عذاب الضمــــير

بن زيدون · 4 - 4 - 2012, 12:42 PM

عذاب الضميــــر..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نُخطئ أحياناً في حق شخص ما، أمام مرأى ومسمع الناس، ونزداد في غينا، حينما نحاول أن نجعل هذا الحق لنا لا علينا، تارةً بالمغالطات وتارةً بالأكاذيب، ونكون بارعين في لعب دور البراءة، وقتما نجعل الناس على قناعة بأننا لسنا مخطئين، ولكننا سنبقى دائماً تحت وقع عذاب الضمير، لأنه لا يُمكن لنا بأية حالٍ من الأحوال، تناسي تلك الحقيقة، وهي إننا قد أخطأنا، وفي ذلك عزاءٌ لكل من قد أخطأنا في حقه، في يوم من الأيام.
وعذاب الضمير يختلف عمَّا سواه من أنواع العذاب الأخرى، فهو عذابٌ معنوي لا تجد له أيَّ أثر على الجسد، خلافاً لما عداه من العذابات الأخرى، والتي تترك آثاراً مادية على الجسد، كالجروح والكسور والندبات، وما هو في حكمها، ففي كل وخزةٍ منه نداءٌ بالعدول عن السير في طريق الظلم، ورجعةٌ بالنفس إلى جادة الطريق بعد إتباعٍ لأهوائها الأمارة بالسوء، وفي كل لحظة ندم منه، صفاء للنفس ممَّا يشوبها من تعنت وكبر.
وهذا العذاب نضمره في أنفسنا، وليس بمقدورنا أن نشتكي منه لأيًّ كان، لأننا بذلك سنكون قد أفصحنا عمَّا اقترفناه في حق ذلك الشخص، وهذا ما نخشى وقوعه، ولكنه سيلازمنا ليلاً ونهاراً ولا يستكين، فهو كالداء المزمن يبدأ معنا بُعيد اقترافنا لذلك الخطأ وعلى الفور، وينتهي بانتهاء ذلك الجور الذي قد مارسناه في حق ذلك الشخص، وهو أيضاً عذاب قاهر يقض مضاجعنا، ويجعل كل منا يتقلب ذات اليمين وذات اليسار على فراشه ساهراً، شعوراً منه بالذنب.
ومن أبرز ما يختلف فيه هذا العذاب عن العذابات الأُخرى، أنه عذاب قهري لا يُمارسه أحدٌ علينا، بل هو عذاب تلقائي بواعز من الضمير الحي الذي هو في صحوة دائمة يدفع بنا إلى التكفير عن ذنبنا، ويرجع بنا إلى سواء السبيل بعد انحرافٍ وإبتعادٍ عنه، بتهذيب النفس، وهو كالضمير المستتر في أيةِ جملة فعلية، لا يُكتب ولا يُنطق، لكنه يُعرب في محل رفع فاعل.
فما أصدقها من لحظات ونحن نتوجع من ذلك العذاب، وما أروعها من ساعات، ونحن نشعر بما أقدمنا عليه ونحاسب أنفسنا في لحظة صفاء مع النفس، ومن دون أن يُلزمنا أحدٌ بذلك، سوى ذلك الفاعل المستتر، وهو الضمير.....
مما اعجبني

**shreeata** · 4 - 4 - 2012, 02:05 PM

مشكور اخي بن زيدون على
جمال الموضوع
تحيات لك

بن زيدون · 4 - 4 - 2012, 02:54 PM

اهلا بك shreeata نورت صفحتي جزاك الله كل خير...

**الامير الشهابي** · 4 - 4 - 2012, 03:19 PM

الأخ الغالي والصديق الوفي إبن زيدون ..أهلا بإطلالتك الرائعه في موضوع عن الضمير
وهذا الضمير الصفة الرمزيه التي نعطيها وصفا لأرادة الذات الخيره ..ولاتنسحب على
إرادة لاتلتزم بما يجب أن نؤديه تجاه أنفسنا والغير ..الضمير إذن صورة للأرادة المغيبة
في سلوك أو تصرف معين أو حاضر في سلوك مضاد . وتبرز أهمية الرمز الضمير في
حالات مراجعة النفس التي لاتفيد أحيانا بعد أن نكسر زجاج المشاعر أحيانا أو نحطم
جرة علاقات تعبنا لأجلها سنين ..
أحيانا أسائل ألنفس هل الحديث بصوت مرتفع أحيانا هو محاولة جريئه أن
نستحضر الرمز (الضمير ) في حوار الذات ..ومادمنا نملك هذه الجرأة الخفيه في
مواجهة الذات بهذا النسق فلماذا البعض يمتلك جرأة الوقاحه في سلوكه مع الغير
ويغلفها بمسيات وشعارت ويجعل لها مخرجات ومنطقا يريد من ألآخرين اللحاق
به ..دعني أخي الغالي نتحاور بعيدا عن المصنفات الشخصيه في العلاقات التي
تكون في خارج إطار منظومتنا ونحصر الوصف والتوصيف في علاقات الأخوة
في المنتدى ..أليس لنا أن نسأل لماذا أحيانا نرى البعض يتصرف بطريقة خارج
مانسميه السيطرة على الأنفعالات . وهل عندما نخاطب بعضنا أحيانا نغيب مانسميه
الضمير الذي نستدعيه ونتصرف بطريقة ربما هي أقرب إلى العدوانيه ..نعم العدوانيه تحديدا
لأن كل سلوك غير منظبط يشكل مساسا بمشاعر الاخرين هو صفة من صفات العدوانيه
ونلبسها ثوب المسؤوليه وثوب الصلاحيه وأثوابا أخرى هي بمقاس الأفعال التي نمارسها
إذن إنها أزمة أخلاقيه متأصلة في البعض. ما دمنا نمارس إفتعالها وتكرارها ومن ثم نلبس ثوب الحمل
الوديع هل هناك ضمير نستدعيه ليحاسب ذاتنا المنفلتة أحيانا ..
أخي الغالي وجودنا في المنتديات ماذا يعني لنا ..هل وجود له معاني التعبير
عن الذات أم عبثية ألتعبير عن ذاتنا .
لماذا نختلق الخصومات ونكرس العدواوات ومن أجل ماذا ..من أجل ماذا يتهم
البعض أن فلانا من الأعضاء مثلا قد عاد للمنتدى حالة من حالات الأستدعاء والحشد .
لماذا يحاول البعض تصوير المنتديات أنها ساحة للقتال ويضعون مانسميه الضمير في
ثلاجة الأموات ..فكر سخيف يعتمر أذهان البعض في القناعات السلطويه الفارغة المعنى والوصف
في المنتديات . حتى المدراء وأصحاب المنتديات مازال البعض يعشعش في ذهن بعضهم فكر السلطه
وعقدة السلطه وعقدة الأستحواذ والملكيه . متناسين ان المنتديات ليس لها أي قيمة بدون الأعضاء الذين
يشكلون نسيجها وعمادها وهم ليسوا أكثر من إطار جامع فلماذا يمارس البعض ما نراه أحيانا ماثلا
للعيان من معارك السلطه وهي في جوهرها معارك التسلط الخاسره .
كل منا له فكره وثقافته وإنتماءآته ودينه ومذهبه ..ولايجوز لأي طرف أن يحاسب
طرفا آخر لأي سبب من الأسباب فيما ذكرته ..الأختلاف سنة كونيه ربانيه والخلاف مجهود
بشري يرمي لخلق الأزمات بل وخلق مبرراتها تحت أي زعم .
لذلك أخي الغالي إبن زيدون الضمير الرمز الذي نقول أننا نعيش أزمة بسببه أنه يحاسبنا في
الخفاء وليس في ظاهرة علنيه هل هو محفز لنا أن لانعود لأزماتنا مع أنفسنا ومع الغير لأسباب تافهه
ظاهرها ممارسة السلطه وباطنها مرضي بحت .
هل لنا القول أين الضمير المعذب عندما تراني في المواضيع الدينيه واعظا وأدعو للتوبه
وأطلب المغفره وأتحدث عن التسامح وعن الفضيله وعن وعن وفي أعماق البعض تسكن أنواع
من الرذيله بل يلبس البعض لبوس الوفاء الكاذب والتصنع في المواقف .
فهو يمدحك في موضوع وعندما قضية تافهه يصل أذاه لمن هم في التراب ويغيب دينه
ويغيب ضميره . هنا جوهر الموضوع في ما نطلق عليه عودة الضمير لمحاسبة النفس ولاندرك
أن الله سيحاسب كل نفس على أفعالها وأن المغفرة الآلهيه رهن بإرادة إلهية وليس بفعل دعاء
ولارهنا بضمير يعذبها ..
تقبل مودتي وتحياتي الصادقه وندعو ضمائرنا أن تكون حاضرة في كل حرف قبل
فوات الأوان .

بن زيدون · 4 - 4 - 2012, 04:27 PM

لماذا يحاول البعض تصوير المنتديات أنها ساحة للقتال ويضعون مانسميه الضمير في
ثلاجة الأموات ..فكر سخيف يعتمر أذهان البعض في القناعات السلطويه الفارغة المعنى والوصف
في المنتديات . حتى المدراء وأصحاب المنتديات مازال البعض يعشعش في ذهن بعضهم فكر السلطه
وعقدة السلطه وعقدة الأستحواذ والمليكه .(جملة عم معناها لكل من يملك سلطة بما فيها السطة ألأبوية) وقد يجهل الكثير بان الضمير هو زيادة أو توسع في الدائرة ألأخلاقية للإنسان.وقد تمثل في تلك المرأة التي جاءت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
تعترف بالزنا وتطالب بإقامة الحد عليها فهي شكل لأعلى مراتب حياة الضمير الذي هو احد الصفات ألأخلاقية للإنسان ..... اخي الشهابي كم هي رائعة سطورك المضافة للموضوع وقد حملت في طياتها معنا للخلق، الخلق الذي وصف به الله عز وجل نبيه الكريم ( وإنك لعلى خلق عظيم )4 القلم... وتقبل تحياتي .