رواية "روبنسون كروزو" الوحيد في جزيرة منعزلة

**روح الياسمين** · 13 - 2 - 2011, 02:15 AM

رواية "روبنسون كروزو" الوحيد في جزيرة منعزلة

" كروزو " شاب طموح ، دفعه حبه للاستكشاف والاعتماد على ذاته أن يغادر بلده " بريطانيا " متوجها إلى رحلة بحرية ، ومخالفا رغبة والديه في عدم مغادرة البلاد .

وبعد أن ركب السفينة العملاقة ، وأثناء إبحارها في عرض البحر ، هاجمت سفينةُ القراصنة السفينة َ التي كان عليها " كروزو " و أصبح كروزو عبداً للقراصنة ، ولكنه تمكّن من الهرب في زورق بعدما ساعده قائد سفينة برتغالية تعارف عليه عندما رست سفينة القراصنة على الساحل الغربي لأفريقيا .

أبحرت السفينة البرتغالية إلى البرازيل ، و أصبح كروزو مالكا لمزرعة في البرازيل وبعد فترة انضم إلى بعثة لجلب العبيد من أفريقا ليعملوا في مزرعته ، وأبحرت السفينة التي تنقل هذه البعثة ولكن أثناء إبحارها تعرضت لعاصفة شديدة ضربت السفينة فأغرقتها على مسافة تبعد أربعين ميلاً في البحر على مدخل نهر (أورانوكو) .

تتوالى الأحداث ، وبسبب العاصفة يموت جميع رفاق كروزو فيجد نفسه وحيدا تتقاذفه الأمواج فيعوم إلى أن يصل إلى شواطئ الجزيرة المنعزلة ، فينزل عليها ويستمر طوال عدة أيام يجلب الأسلحة و الأدوات و التجهيزات الأخرى من السفينة قبل أن تتحطم و تغرق .

بدأ كروزو يهيئ نفسه على العيش فوق هذه الجزيرة ، فبنى سورا وأحاط به مسكنه الذي بناه في كهف ، وأخذ يصنع أدوات تعينه على الحياة الصعبة على الجزيرة ، وبعد أن كان كروزو يتمتع بالأدوات المتحضرة و التي نشأ عليها وجد نفسه يبدأ من الصفر في تهيئة حياة إنسانية لنفسه تفتقد للمقومات الأساسية .

تصور لنا الأحداث بعد ذلك معاناة كرورز في " إشعال النار " ومعاناته في " صنع فخار " يحفظ فيه طعامه ، بل ومعاناته في جمع " ماء المطر " ليُكوّن لنفسه ماء عذبا صالحا للشرب ، ثم معاناته في الاحتفاظ به في أواني من الطين صنعها بنفسه وجففها تحت أشعة الشمس ، كذلك معاناته في صيد الأسماك أو زراعة الذرة و البذرو التي وجدها على ظهر السفينة قبل أن تغرق ، كما نجح كروزو في تربية الماعز الذي وجد بعضا منه على الجزيرة .

تمر السنون ، وكروزو يعيش وحيدا ، ثم يكتشف بعد فترة وجود آكلي لحوم بشر حيث لاحظ أنهم يزورون الجزيرة ليقتلوا و يأكلوا السجناء الذين وقعوا أسرى في أياديهم ، في بادئ الأمر خطط لقتلهم لفظاعتهم لكنه أدرك أنه ليس لديه الحق في فعل هذا فضلا عن ضعف قوته مقارنة ً بأعدادهم ، فيحلم كروزو بتحرير واحد أو اثنين من الأسرى ، فقد كان كروزو يراقبهم عن بُعد من خلف الأشجار الكثيفة ، وبينما كان يراقبهم لاحظ أن الأسير الذي يتهيأون لذبحه استطاع الهُرُوب، فساعده كروزو، وأصبح رفيقه وأطلق عليه اسم "Friday" تيمنا بيومِ الأسبوع الذيِ نجا فيه من القراصنة ، وعلّمه كروزو الإنجليزية و أخيرا أصبح كروزو لا يعاني من الوحدة .

وبعد فترة تصل مجموعة جديدة من القراصنة الذين كانوا يستعدون لوليمة مريعة و يستطيع جمعة و كروزو قتل معظمهم و الاحتفاظ باثنين منهم ( أحدهم والد جمعة و الثاني أسباني) يخبر الأسباني كروزو أن مجموعة من الأسبان الذين غرقوا موجودون على هذه الجزيرة ، وابتكروا جميعا خطة تساعدهم في بناء سفينة ليبحروا بها إلى ميناء أسبانيا.

بعد أن اتفق كروزو والأسباني ووالد جمعة وجمعة وباقي الأسبان الموجودون على الجزيرة على بناء سفينة تقلّهم إلى أسبانيا ، و قبل أَن يعودوا تظهر سفينة إنجليزية على شاطئ الجزيرة ، و يسيطر كروزو وأصحابه على السفينة ثم يتوجّهونَ إلى إنجلترا، و يترك كروزو الجزيرة بعد أن أمضى عليها أكثر من خمسة وثلاثين عاما ثم يُسافر إلى البرتغال لإيجاد صديقه القديمِ، القائد الذي حرره من الأسر ،و يُخبرُه صديقه أنّ مزرعتَه البرازيلية حققت نجاحا كبيرا وأنه صار غنيا .

يسافر كروزو من البرتغال، براً إلى إنجلترا، لتفادي الحوادث في البحر، بعد أن باع مزرعته فيها ، وبعد العودة إلى إنجلترا يتزوج كروزو ويُنجب ثلاثة أطفال ، وبعد فترة تموت زوجته و يصبح أرملا ، فيعُود إلى جزيرته لآخر مرة.