الذكرى الثانية عشر لإنتفاضة الأقصى

[المفتش كرمبو]

تحل علينا اليوم الذكرى الثانية عشر لإنطلاق إنتفاضة الأقصى المباركة التي اشتعلت شرارتها الأولى إحتجاجاً على زيارة المجرم 'أرئيل شارون' للمسجد الأقصى المبارك وتدنيسه، والتي جاءت أيضاً بالتزامن مع إنسداد الأفق السياسي بعد فشل محادثات 'كامب ديفيد' بسبب تهرب دولة الإحتلال من دفع إستحقاقات العملية السلمية التي باركها المجتمع الدولي وكافة دول الغرب، وأجبر عليها الفلسطينيون بفعل الغضوطات العربية من قبل حكام المنطقة الذين هددوا المنظمة بطرد الشعب الفلسطيني في حال الرفض . إن دائرة المواجهات مع الإحتلال بدأت باليوم الثامن والعشرون من شهر سبتمبر عام 2000م وتجسدت بالمسيرات الإحتجاجية السلمية الرافضة النيل من قدسية المسجد الأقصى المبارك، معبرة عن رفضها للزيارة الإستفزازية التي قام بها المجرم 'أرئيل شارون' لباحات الحرم المقدسي الشريف، والتي قابلها جيش الإحتلال بإستخدام القوة المفرطة من خلال إطلاق الرصاص الحي صوب المتظاهرين العزل، وإعدام الطفل الفلسطيني، محمد جمال الدرة، في مشهد جسد مدى درجة الإجرام لدى جيش الإحتلال المجرد من كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، مما دفع بشبان إنتفاضة الأقصى الدفاع عن أنفسهم من خلال التسلح بالحجارة التي لم يجدوا سواها سلاحاً للدفاع عن أنفسهم . حيث رافق هذه المواجهات الدامية التي سقط بها عشرات الشهداء الفلسطينيين، مسيرات حاشدة لمساندة الإنتفاضة شاركت فيها كافة الشرائح الرسمية والشعبية وكافة القوى الوطنية والإسلامية الموجودة على الساحة الفلسطينية، وقـد عبرت هذه المسيرات عن إدانتها وإستنكارها، لزيارة المجرم 'شــارون' للمسجد الأقصى، كما أعلنت عن تضامنها مع شبان الإنتفاضة الذين هبوا للدفاع عن مقدساتنا الإسلامية، وشكلوا بهبتهم الشعبية أروع صور التضحية والفداء بالدفاع عن كرامة الأمتين العربية والإسلامية، وليس شعبنا الفلسطيني وحده . ولم يمضي سوى أيام على إنطلاق إنتفاضة الأقصى المباركة لتتسع دائرة المواجهة مع الإحتلال الذي حصد أرواح المئات خلال أيام قليلة، ليتم الإعلان إنطلاق كتائب شهداء الأقصى - الجناح العسكري لحركة فتح، التي جاءت لتغير المعادلة وأدخلت الرعب إلي قلوب جنود الإحتلال الذين كانوا يتلذذون ويتراهنون َعلى إصطياد الأطفال والنساء من أبناء شعبنا الأعزل، وذلك من خلال سلسلة عمليات إطلاق نار قام بها مقاتلي كتائب شهداء الأقصى ضد أهداف عسكرية تابعة للإحتلال، بالإضافة إلي عمليات إصطياد المستوطنين الجرذان، ليلتحق بالكتائب العديد من الأذرع العسكرية الفلسطينية التي أعلنت فيما بعد إنخراطها بالمعركة للدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع المجازر من قبل دولة الإحتلال ومؤسستها العسكرية التي وسعت عدوانها، مستخدماً طائرات الأباتشي التي شرعت بقصف مقر الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية الذي يقع على جبل المنطار بحي الشجاعية، بهدف إخماد صوت الإنتفاضة لما يمثله الإعلام من دور هام بالمعركة . كما قصفت طائرات الإحتلال مقر المرجعية التابعة لحركة 'فتــح' القريب من مجمع أنصار الأمني، بسبب قيادة الحركة ممثلة بزعيمها 'ياسر عرفات' لهذه الإنتفاضة منذ اليوم الأول لإندلاعها، من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي الذي يضمن إستمراريتها، والجميع شاهد قيادة حركة فتح للإنتفاضة من خلال تنظيم المسيرات الحاشدة، التي كانت تنتهي بالمواجهة مع الإحتلال، بالإضافة للتصريحات النارية التي كانت تصدر عن زعيمها الراحل 'ياسر عرفات' والتي كانت بمثافة شحنات وقود تدفع بقارب الإنتفاضة إلي الأمام، هذا طبعاً يضاف إلي دور الشهيد الرمز، ياسر عرفات الذي دخل خندق المقاومة منذ اليوم الأول، وكان حريصاً على تعزيز صمود عوائل الشهداء من خلال زيارتهم، والمشاركة بتشييع جثامين أبنائهم، وتقديم واجب العزاء بإستشهاد أي فلسطيني بغض النظر عن توجهه السياسي ولونه الوطني، وهذا الأمر أعطى الإنتفاضة تشجيعاً وحافزاً هاماً، وأثر بشكل إيجابي على معنويات أبناء شعبنا الصامد الذي شاهد 'عرفات' يتقدم صفوف المعركة الوطنية. وكلما إشتدت وتيرة العدوان الصهيوني ضـد أبناء شعبنا البطل، تتسع رقعة الإنتفاضة الجغرافية وتمتدد من مدينة إلي اخرى ويتطور ادآء المقاومة الذي إنتقل من الأراضي المحتلة عام 1967 إلي أراضينا المحتلة عام 48 ، ليشهدا عامي 2001 و2002 أكبر العمليات الفدائية بالداخل المحتل والتي قتل خلالها مئات الإسرائيليين، مما دفع بالإحتلال إلي تنفيذ عملية عسكرية كبيرة عام 2002 أطلق عليها إسم 'السور الواقي' متذرعاً بأنها جاء لوقف العمليات الفدائية الفلسطينية التي إستهدفت الإسرائيليين بالأراضي المحتلة عام 48، وقـد مارس الإحتلال خلال عمليته المتدحرجة التي إنتهت بإحتلال الضفة الغربية، أبشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني الذي تعرض لعمليات قتل وإعدام ميدانية ومنظمة راح ضحيتها مئات الشهداء من أبناء شعبنا الصامد غالبيتهم من الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، وقامت جرافات الإحتلال خلال هذا العدوان البشع بتجريف مخيمات كاملة وهدمت البيوت على رؤوس سكانها، وفرضت حصاراً مشدداً على مقر المقاطعة برام الله الذي كان يتحصن بداخله الرمز، ياسر عرفات، الذي رفض الخوع والركوع والإستسلام، ممسكاً بسلاحه الشخصي ومردداً مقولته الشهيرة 'يريدوني اسير او طريد او قيلا ... وانا بقلهم شهيد شهيد شهيد. وقـد تحولت مدن وقرى الضفة الغربية خلال هذا العدوان الصهيوني الشرس إلي جبهة مقاومة موحدة إنطوى داخلها كافة الأذرع العسكرية وكافة الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي إستبدلت القبعات العسكرية بكوفية الرمز، ياسر عرفات، وشاركت بكل عزة وشرف في معركة الكرامة التي لم يحقق خلالها الإحتلال سوى الهزيمة والإنكسار أمام صمود المقاتلين الفلسطينيين الذين توحدوا تحت العلم الفلسطيني، وحملوا بندقية المقاومة الوطنية التي أدخلت الرعب إلي قلب الإحتلال الذي أكد بعد إنتهاء العملية العسكرية سقوط عشرات القتلى في صفوفه ومئات الجرحى، بالإضافة إلي إصابة العديد من جنوده بحالات نفسية نتجية المواجهة الشرسة مع الفلسطينيين، معلناً بعد أيام قليلة عن فشل أهداف عمليته العسكرية العدوانية، بعد نجاح إستشهادي فلسطيني بإختراق كافة الحصون وتنفيذ عملية فدائية داخل الأراضي المحتلة عام 48 . فإن الإنتفاضة اليوم هي بأمس الحاجة إلي إنهاء حالة الإنقسام الداخلي، وتعزيز صمود شعبنا من خلال تنفيذ إتفاق المصالحة الوطنية، والإستعداد لجولات اخرى من معارك الشرف، التي ستقودنا إلي تحقيق حلم كل الفلسطينيين بالحرية والإستقلال .

[shreeata]

مشكور على التذكير اخي كرمبو
وعاشت الذكرى
تحيات لك

[lawanda]

فإن الإنتفاضة اليوم هي بأمس الحاجة إلي إنهاء حالة الإنقسام الداخلي، وتعزيز صمود شعبنا من خلال تنفيذ إتفاق المصالحة الوطنية، والإستعداد لجولات اخرى من معارك الشرف، التي ستقودنا إلي تحقيق حلم كل الفلسطينيين بالحرية والإستقلال
كل ذكرى والشعب الفلسطيني بخير

[قلب.,]

شكرا على التذكير
يعطيك العافية

[ابو فداء]

عاشت الذكرى
سلمت