لا أنتِ هنا ولا حتى أنا !

[محمد ماهر مرعي]

لا شيء يشبهك ِ هنا..
لا الزمان و لا المكان و لا وطني الجميل..
لا شيء يرهقني هنا..
لا شئ يذهلني هنا..
ما عادت الاشياء يملؤها الشغف..
وما عدتُ يعجبني التستر بالغياب ..
وما عاد يسعدني التفاخر بالترف..
و ما عدتُ يعنيني الإياب.
ما عادت اللهفة الأولى كما هي..
و لا الفضول..
و لا زهري الذبول و لا المزهرية..
و لا قهوة الصبح و لا الشمس و لا الطرقات ..
و لا قطط السلالم ..
و لا صخب المدارس في الصباح .. حين تحاول بلا جدوى تنظيم الصفوف لآداء التحايا للعلم!
كل شيء تغير كما تغيرت..
و كل ليل تبدل كما تبدلت ..
و كل نهار كساه الحزن حد السواد..
انا يا صديقتي ما عدت اعرفني..
وما عاد يغريني التلصص علي نفسي حتي اجد ضالتي..
ما عاد يزيد البرد تذكر عنوان قديم او فيلم اومشهد..
ما عاد يذكرني أي شيء باسمي.. بماهيتي.. بما أريده.. و بما أرفضه!
لاشيء هنا... و لا انتِ هنا و لا حتي انا...



لـ محمد ماهر مرعي