فلسطيني ينشئ متحفه الخاص تحت الأرض

[المفتش كرمبو]

2011-05-03 10:15:28

خانيونس – وكالة قدس نت للأنباء
منذ طفولته أحب جمع المقتنيات الأثرية والقطع التاريخية التي تعكس جزءا من حضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني عبر العصور الماضية؛ ليثبت ويؤكد على أحقيتنا التاريخية في الأراضي الفلسطينية، ففي كل زاوية من زوايا المتحف تشتم عبق تاريخنا الفلسطيني من خلال ما تشاهده عيونك من قطع أثرية تعود أصولها للمدن الفلسطينية التي هجر منها الفلسطينيون قصرا تحت تهديد السلاح من قبل الإسرائيليين.

ويقول المواطن مروان شهوان (46عاماً) من سكان مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء إسراء عادل :"بدأت البحث عن القطع الأثرية منذ صغري، فعملت على جمعها وشرائها من الأسواق الفلسطينية والأصدقاء والأقارب، قطعة- قطعة بغرض الحفاظ عليها من الضياع لأنها تمثل تاريخاً لنا كفلسطينيين".

سرقة إسرائيلية...
ويبين شهوان الذي يعمل كمصمم للديكور ونجاراً في نفس الوقت أن الفكرة تبلورت لديه عندما كان الجنرال الإسرائيلي موشى ديان يشترى القطع الأثرية من الفلسطينيين بأسعار خيالية بالثمانينات، حتى ينسبها للإسرائيليين الذين لا تاريخ لهم، مؤكداً أن إسرائيل دائما تسعى إلى سرقة التراث والتاريخ الفلسطيني.

ويؤكد شهوان أن كافة القطع التاريخية والأثرية بالنسبة له هي هوية تاريخية فلسطينية يعتز ويفتخر فيها ويعمل على المحافظة عليها لتبقى موروثاً فلسطينياً أصيلاً لينقله أبناؤه وأحفاده عبر التاريخ، مؤكداً أنه دائما يذكر أبناءه وكافة الزوار الذين يزورون المتحف بأن كافة المحتويات المعروضة فيها هي فلسطينية الأصل تؤكد أصالة الشعب الفلسطيني.
محتويات ...
ويحتوي المتحف الذي أقامه شهوان تحت منزله وتبلغ مساحته حوالي (140متراً) على مجموعة نادرة من قطع أثرية وتراثية وأحجار، ونقوش وزخارف هندسية جميلة، وبعض من النقود المعدنية التي تعود لحقب تاريخية متعددة، وملابس نسائية لنساء فلسطينيات قبل النكبة الفلسطينية في عام 1948م، ونسخة من القرآن الكريم يعود عمرها لآلاف السنين.

ويوضح شهوان أن القطع التاريخية التي يضمها متحفه لا تقدر بثمن، لأنها تمثل التاريخ الفلسطيني عبر مجموعة من العصور مرت فيها الأرض الفلسطينية وتركت دليلا عليها، مما لا يجعل مكاناً للتشكيك فيها، مشيرا ًإلى إدراك الاحتلال الإسرائيلي لأهمية الآثار الفلسطينية، لذا عكف على سرقتها منذ احتلاله لفلسطين، في محاولة منه لتزييف التاريخ، وإيجاد ما يبرر وجوده.

ويؤكد شهوان أن الفلسطينيين أثبتوا عبر التاريخ تمسكهم بتراثهم، وعملوا على توريثه لأبنائهم عبر الأجيال المتعاقبة، قائلاً :" منذ احتلال فلسطين من قبل الإسرائيليين وأهالينا يتناقلون مفاتيح بيوتنا في الأراضي المحتلة ويورثونا إياها ويؤكدون لنا أنه في يوم من الأيام سنعود إليها".













ودعا المواطن شهوان كافة الجهات المعنية بضرورة العمل على دعم مثل هذه المتاحف حتى يتمكن أصحابها من نقل الرسالة التي تحملها هذه المتاحف التي تؤكد على حق الفلسطينيين في أرضهم وفقاً إلى الأدلة التاريخية الموجودة داخلها.