الشاعرة العـــراقية ...لـــميعة عباس عمارة

[أبو يقين الكعبي]

لميعة عباس عمارة الشاعرة العراقية التي قلما يعرفها المثقفون على الرغم من أنها كانت حبيبة بدر شاكر السياب والتي زارته لثلاثة أيام في جيكور قريته، وألفت قصيدتها «بيروت» التي أعادتها ثلاث مرّات بطلب من الحضور لما تحتويه من حس شاعري مرهف وبلاغة وصور وخيال، والأهم هذا الوصف الماتع ببيروت المهدمة والتي منحت بسببها وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الأولى، ذهلت بالشاعرة التي لا أعرف عنها شيئاً ولم أسمع بها، كانت سعادتي لا توصف وأنا أصافح يدها تلك اليد التي صافحها السياب ذات مساء على ضفاف دجلة، امرأة سمراء عراقية السمات والقسمات في وجهها تعب السنين فهي من مواليد 1927، إذاً ما الذي طمس ذكرها، وأتاني الجواب غير مقنع أنها عاصرت كبار الشعراء: السياب ونازك الملائكة والبياتي، ولكن... سألتها، قالت: لقد هجرت أرض الطاغية وهمت على وجهي من بلد إلى بلد إلى أن حطت رحلتي في سان دييغو وأنا باقية هنا ولذلك لا ترى اسماً لي في الصحافة العربية إلا ماندر، وعدت أسأل عنها في المراجع فإذا بها امرأة يسكنها الشعر وهربت من أرض الشعر والحضارة بعد أن تفشت الأمراض الاجتماعية والسياسية في أرض الرافدين، كتبت قصائد الحب والحنين ودجلة والربيع وفي مقطع من قصيدة الربيع تأخذنا الشاعرة إلى متعة الشعر وصولجانه إلى تلك الأبهة في الوصف والأحاسيس والصور الخلاقة: ‏

عاد الربيع

وأنت لم تعد ‏

يا حرقة تقتات من كبدي ‏

عاد الربيع فألف وا أسفي ‏

ألا تحس به إلى الأبد ‏

أنساك! كيف؟ وألف تذكرة ‏

في بيتنا تترى على خلد ‏

هذا مكانك في حديقتنا ‏

متشوقاً لطرائف جدد ‏

كم قد سهرنا والحديث ند ‏

وعلى ذراعك كم غفا ولدي ‏

وهنا مكانك حين يجمعنا ‏

وقت الطعام يداك قرب يدي ‏

وهنا كتابك في هوامشه ‏

رأي وتعليل لمنتقد ‏

يا وجهة الريان من أمل ‏

كيف احتملت تجهم اللحد ‏

[أبو يقين الكعبي]

ولدت الشاعرة في بغداد وتخرجت في دار المعلمين العالية 1950، اشتغلت في التدريس في دار المعلمات، ثم في ثانويات بغداد وتقاعدت في السبعينيات حيث عملت مع منظمة اليونسكو، أكثر إنتاجها كان منشوراً في الصحف والمجلات العربية، أما دواوينها فستة حتى عام 1988 وهي الزاوية الخاوية 1960 ـ عود الربيع 1963 ـ أغاني عشتار 1969 يسمونه الحب 1972 ـ لو أنبأني العراف 1980 ـ البعد الأخير 1988. ‏

ثم انجزت ديواناً سابعاً وآخر بالعامية العراقية. ‏

تعيش عمارة الآن في سان دييغو الكاليفورنية منسية وهي التي ألهمت السياب في العديد من قصائده وكانت من أخلص صديقاته إلى أن بدأت علاقته بها في دار المعلمين العليا، حيث استضافها في جيكور وكانا يخرجان معاً إلى بساتين القرية ويقرأ لها شعره وهما في زورق صغير، وبدأت عمارة كتابة الشعر في الـ 15 من عمرها وأرسلت أولى قصائدها إلى الشاعر إيليا أبو ماضي صديق والدها الذي أعجب بشعرها ولقبها الشاعرة الصغيرة، وشعرها بالعامية يتفوق على الكثيرين من شعر شعراء العامية ومن ديوانها الأخير الذي تتحدث فيه عن الفراق والحنين وكل شبر من بغداد تقول: ‏

فارقتهم بالرغم، فرض عليّ انفرض، وماصاحبي بعدهم، غير التعب والمرض، والدمعتين اللي تنام بشعري تالي الليل، أقول خلصت، وتاري انخلص بس الحيل، أدري كبيرة الأرض، بس مالي بيها غرض. ‏

لقد طغى الهمّ السياسي على كل شيء في العراق بعد احتلالها من ديمقراطيي الأرض، الذين أبوا إلا أن يحرقوا الحضارة العراقية من حمو رابي حتى لميعة عباس عمارة، فتاهوا على وجوههم في الأرض، بعد أن سرق اللصوص كنوز العراق وآثاره، ولهذا ستبقى شفاه الشاعرة ظمأى إلى أن يعود العراق، تقول في قصيدة شهر زاد: ‏

ستبقى، ستبقى شفاهي ظماء ويبقى بعيني هذا النداء ‏

ولن يبرح الصدر هذا الحنين ولن ينحرس كل الرجاء ‏

سأهواك حتى تجف الدموع بعيني، وتنهار هذي الضلوع ‏

ملأت حياتي، فحيث التفت أريج بذكراك منها يضوع ‏

ولابد من القول: إن عمارة تكتب القصيدة العمودية وكذلك القصيدة الحديثة، صورها من العراق وحبها في العراق وأنفاسها في العراق وفي شعرها نكاد نقرأ نصوص نزار قباني، وفي عشقها تتجسد بلقيس حاضرة في نتوء الكلمات وفي ثناياها، حتى يكاد دجلة الخير ينساب من الأنامل قبل الشفاه، ومن قصائدها الرائعة قصيدة «لو أنبأني العراف» لعلّي أكون قدّمت خلاصة موفقة عن شاعرة كبيرة اسمها لميعة عباس عمارة: ‏

لو أنبأني العرّاف ‏

أنك يوماً ستكون حبيبي ‏

لم أكتب غزلاً في رجل ‏

خرساء أصلّي ‏

لتظل حبيبي ‏

لو أنبأني العراف ‏

أني سألامس وجه القمر العالي ‏

لم ألعب بحصى الغدران ‏

ولو أنبأني العراف ‏

أنّ حبيبي ‏

سيكون أميراً فوق حصان من ياقوت ‏

شدتني الدنيا بجدائلها الشقر ‏

لم أحلم أني سأموت ‏

ومن شعرها الجميل أيضاً. ‏

أتدخنين؟ لا... أتشربين؟ لا.... أترقصين؟ لا... ما أنت؟ جمع لا! أنا التي تراني، كل خمول الشرق في أرداني، فما الذي يشد رجليك إلى مكاني؟ ياسيدي الخبير بالنسوان، إنّ عطاء اليوم شيء ثان حلّق! فلو طأطأت.. لن تراني. ‏
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<

[صائد الأفكار]

.. بــــــارك الله فيكم على المشاركات الحـــالــِــيــَــة ..
بانتظار القادم بكل شوق

.. تحياتي ..

[B-happy]

مشكور ابو يقين على المعلومات وهذا التعريف بالشاعرة العراقية

بانتظار مواضيعك

تحياتي لك

[أبو يقين الكعبي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ردّ قلبي [ مشاهدة المشاركة ]

.. بــــــارك الله فيكم على المشاركات الحـــالــِــيــَــة .. بانتظار القادم بكل شوق .. تحياتي ..

ردّ قلبي...
من قلبي اشكر لك مرورك وكلماتك الجميلة...
لك تقديري واحترامي..
ابو يقين...

[أبو يقين الكعبي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة b-happy [ مشاهدة المشاركة ]

مشكور ابو يقين على المعلومات وهذا التعريف بالشاعرة العراقية بانتظار مواضيعك تحياتي لك

الغالية بي هابي...
شكرا لتواصلك وكلماتك الرقيقة...
كل الاحترام والمحبة لك..
ابو يقين...

[سيدة الدفتر]

[سيدة الدفتر]

من دواوين لمعيه عباس




دواوينها الشعريه
الزاوية الخالية 1960
عودة الربيع 1963
أغانى عشتار 1969
يسمونه الحب 1972
لو أنبائى العراف 1980
البعد الأخير 1988
عراقية

______________




يعلم الله أنني أتعذب
رهبة من مشاعري أترهب
لا تقل لي ( أحب )
هذا بعينيك اشتهاء
ونزوة سوف تذهب .
لست أيوب ،
لن تطيق وصالي
هو شيء من الخرافة أقرب
أن تراني وحشية التوق للحب
وتبقى معي الرفيق المهذب
أبعد الشعلتين _ كفيك _ عني
لا تلامس هذا الكيان المتعب
أنا رهن الديرين
أنساني الحرمان جسمي
ولذتي أن أصلب
________________





عد لي صديقا ، أخا ، طفلا أدللـه
عد لي الحبيب الذي كم جد في طلبي
عد سيدي ، تلك دون الشمس منزلة
أحلى المناداة عندي سيدي وأبي



____________________


شكرا أستاذ أبو اليقين على هذه الصفحه الرائعه

,اعذرني على الإضافات فأنا من المولعات جدا

بالعراق وشعرائه وأدبائه


تحايا معطرة بثري بغداد

[أبو يقين الكعبي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اناهيد [ مشاهدة المشاركة ]

من دواوين لمعيه عباس دواوينها الشعريه الزاوية الخالية 1960 عودة الربيع 1963 أغانى عشتار 1969 يسمونه الحب 1972 لو أنبائى العراف 1980 البعد الأخير 1988 عراقية ______________ يعلم الله أنني أتعذب رهبة من مشاعري أترهب لا تقل لي ( أحب ) هذا بعينيك اشتهاء ونزوة سوف تذهب . لست أيوب ، لن تطيق وصالي هو شيء من الخرافة أقرب أن تراني وحشية التوق للحب وتبقى معي الرفيق المهذب أبعد الشعلتين _ كفيك _ عني لا تلامس هذا الكيان المتعب أنا رهن الديرين أنساني الحرمان جسمي ولذتي أن أصلب ________________ عد لي صديقا ، أخا ، طفلا أدللـه عد لي الحبيب الذي كم جد في طلبي عد سيدي ، تلك دون الشمس منزلة أحلى المناداة عندي سيدي وأبي ____________________ شكرا أستاذ أبو اليقين على هذه الصفحه الرائعه ,اعذرني على الإضافات فأنا من المولعات جدا بالعراق وشعرائه وأدبائه تحايا معطرة بثري بغداد

العزيزة اناهيد....
تواجدك هو من انار الصفحة واخذت وهجها من وهج اسمك
واضافتك وسام نعتز به...
لك مني ومن بغداد كل المحبة والتقدير...
ابو يقين...