ماهية التربيه الذاتيه

**أبو جمال** · 30 - 6 - 2012, 04:24 PM

ما هي التربية الذاتية ؟؟

نقصد بالتربية الذاتية الجهد الذي يبذله الإنسان في تصحيح وتقويم أفعاله و محاولة الارتقاء بالنفس لمرحلة الكمال البشري , ويقصد أيضا بالتربية الذاتية الجهد الذي يبذله الإنسان من خلال تفاعله من الأحداث العامة .

ما هي أهمية التربية الذاتية ؟؟

تأتي أهميه التربية الذاتية من عدت أمور وهي :
أولا : الإسلام يحث على التربية الذاتية , ومن ذلك أن الإنسان يحاسب يوم القيامة وحده حتى و إن ساهم إنسان (أخر) في ارتكابه للخطاء , وقد قال تعالى ((ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى )) و أيضا قوله تعالى ((كل نفسٍ بما كسبت رهينة )) و أيضا قوله تعالى ((وقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواءٌ علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص)) و ((ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النار))و في الآيتين الأخيرتين نرى بأن المستضعفون وهم الذين أتبعوا أئمة الظلال و الكفر يلومون هؤلاء الذي كانوا ( سببا ) من أسباب ظلالهم و نرى بأنهم يطلبون من الله سبحانه و تعالى أن يضاعف لهم العقاب جزاء لإسهامهم في ظلال غيرهم , لكن الله لا ينظر لأقولهم ولا يغفر لـ( الضعفاء ) من العقاب برغم من أنهم كانوا ضحايا ( المستكبرين ) فقد حاسبهم الله وحدهم لأنهم أساؤ تربيه ذواتهم برغم من وجود كل أسباب النجاح في تربيتها , و أعني بأسباب التربية الذاتية (العقل , البلوغ) ,و ذلك يدعوا الإنسان إلى تقوية صلته بالله بتجنب المعاصي و فعل الواجبات و المستحبات .

ثانيا : عمق معرفة الإنسان بنفسه ,فالإنسان هو الأقرب إلى معرفة أخطائه وعيوبه أكثر من غيرة , و معرفته لأخطائه سبب مهم جدا لاجتهاد في تربيه ذاته .

ثالثا : التربية الذاتية الصحيحة تتيح للإنسان معرفه و تمييز أخطاء المربي (المعلم – الأب – الأم ..) , و بتالي تجنب اكتساب عيوبه , و اكتساب عيوب المربي نتيجة طبيعية لتربية المكتسبة إذا لم تصاحبها تربية ذاتية سليمة .

رابعا : التربية الذاتية تقود المربي إلى جنان الخلد ( بإذن الله) فعندما نربي ذواتنا على اجتناب المعاصي و الإقدام على فعل الواجبات و المستحبات فأن التربية تكون سلم يصلنا بالله سبحانه و تعالى .

خامسا : أتساع الأفق و العلم , لا يمكن الحصول عليهما إلا عن طريق التربية الذاتية الناجحة , فحتى لو توفر المعلم الجيد و المقرر المناسب فلن يستفيد المتربي ما لم يشأ ذلك و لو أتقن المقرر فلن يدوم إتقانه طويلا , فما أن يمر بعض الوقت حتى يغرق ذاك العلم في النسيان , و لو أجبر شخص على قراءة كتاب فلن يفهم ما تم إدراجه في الكتاب حتى لو أجبر على إعادة قراءة 10 مرات , إلا إذا أراد الشخص قراءة الكتاب فعلا .

ماهي خطوات لتربية الذاتية الناجحة ؟؟

أولا : تقوية الصلة بالله خطوة من الخطوات المؤدية إلى نجاح التربية الذاتية , فالاجتهاد في النوافل و البعد عن المعاصي يطهر القلب و ينقي الروح و يرتقي بالقلب لسلامه , و قد قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام ((ولا تخزني يوم يبعثون. يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون. إلا من أتى الله بقلبٍ سليم )) وقد قال تعالى في وصف إبراهيم في أيه أخرى ((وإن من شيعته لإبراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم )) و قال صلى الله عليه و سلم ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب )) و قمة النجاح صلاح القلب و سلامته , و بنظر إلى بعض العبادات نعرف عمق اثر العبادات في نجاح التربية الذاتية و منها ( محبة الناس , سلامة القلب من الحسد , البعد عن الغيبة ) طهر الله قلبك و قلبي .

ثانيا : القراءة وهي سبب مهم لنجاح التربية الذاتية , فحينما تقرأ ( مهما كان نوع ما تقرأه ) فأكنك تعمل على ترقيق قلبك و تزيد حماسك لمعرفة العلم و تنمي أفقك و تفكيرك و تقوي قدرتك على حل المشاكل , ألا تظن بأني أنا و أنت بحاجة إلى القراءة حتى لو لم نرد تربية ذوات !!

ثالثا : التفاعل مع الأحداث الاجتماعية , فمهما بلغت قوة الشخص في تربية ذاته و حثها على الوصول إلى الكمال البشري والمثالية يظل بحاجة إلى البشر ( بكل أنواعهم ) فهو يحتاج إليهم ليختار منهم قدوة حسنه يقتدي بها و هو بحاجة إلى قدوة سيئة ليتجنب الاقتداء بها و ليعرف نتيجة السؤء , فأنت حين ترى كسول ( قدوة سيئة ) فأنت ترى نتيجة كسله كعدم وجود مصدر دخل له مثلا أو كعدم حصوله على منزل نظيف ومرتب و بتالي تتجنب الكسل , و أيضا هو بحاجة إلى البشر لممارسة بعض الأعمال المهمة في الحياة البشرية , فأنت بحاجة إلى ( اخ أو صديق ) لمعرفة معنى الأخوة وأنت بحاجة إلى ( اخ أو صديق ) لمعرفة كيفية التعاون

رابعا : سياسة الثواب و العقاب وسيلة ناجحة لحث النفس لإتقان المراد إتقانه أو لتلافي الخطأ المراد تلافيه شريطة وجود قوة عزيمة و إرادة و أيضا شريطة عدم الإفراط و التفريط فالإفراط ينفر النفس من التربية الذاتية برمتها و التفريط يدرب النفس على الكسل و عدم الالتزام بالمطلوب , و خير الأمور أوسطها .