عندما نضطر للبــــــوح >

أم جهيد بنت مسعود · 13 - 11 - 2012, 01:51 AM

القلب محيط لا ينتهي من الأسرار .. فبعضنا يفضل الاحتفاظ بها بقلبه وقد يفكر بها أحيانا ولكن ليس دائما ..
البعض يبحث عن من يشاركه هذه الأسرار ولكن هناك بعض الأشخاص قد تكون الأسرار بالنسبة لهم جحيم وشقاء في هذه الحياة .
ربما يبحثون عن شخص ما ليحمل بعضا مما يثقل قلوبهم .. وربما أفصح عن سره لاحد الأشخاص ولكنه لم يكن من النوع الذي تستودعه سرا .
مهما طال بقاء هذا السر بالقلب ، وحتى ان لم نشأ البوح به ، فهناك دائما لهيب يحرق جنبات القلب محاولا التنفيس ولو بشي بسيط عن هذا القلب الضعيف .
بعضنا يهرب للنوم .. ولكن سرعان ما يستيقظ ليجد ما تركه قبل نومه قد أفزع منامه .
البعض يلجأ للبكاء ورغم ان الدموع تخفف الكثير من ألم القلب إلا انه سرعان ما يعاود الألم بناء عشه في القلب ..
قد نكون بحاجة للبوح بأسرارنا للبعض ولكن البعض يعتقد انه قد فات الأوان .. فباعتقادهم ان البوح لن يغير من الأمر شيئا فالألم قد شاب معهم . في وقت كان من الممكن ان يعتقوه باكرا ويهنؤو بحياتهم الباقيه .
ولكن الأمر لايستحق ان يتوقف عند هذا الحد ..
فربما قد فاتنا شيء كثير وفرطنا بأشياء كثيره ولكن لنفكر قليلا ماذا عن أولادنا ؟‍‍!
لماذا لا نبادرهم بالسؤال عن ما يريدون وعن ما يكنونه في صدورهم .
فجلوس الأب مع ابنه والتحدث عن الحياة وعن مايدور في باله من أفكار او هموم او أشياء اخرى مهمة .
وما أجمل من أن تستقطع الأم دقائق قصار لتحاور ابنتها عن ما يجول بخاطرها .
حينئذ ..، سيكون افراد هذه العائلة في قمة سعادتهم .. وسيبدأ الأبناء بالبوح باسرارهم من تلقاء أنفسهم دون الحاجة الى سؤالهم عنها .

لقد حملت الكثير من الأسرار وانا بحاجة لمن اتحدث معه .. وانا متأكد اني سأجده يوما ما .
ورغم كل ذلك تبقى بعض الأسرار مخبأه بذلك القلب الضعيف .. لا لأن صاحبه يخجل من البوح به ولكن لأن هذا السر هو بمثابة الحياة لهذا القلب وقد يكون الدافع لأن تستحق هذه الحياة أن تعاش بكل حلوها ومرها ..
فالأسرار أصبحت كعملية التنفس ما يبقى هو للحياة وما يهدد الحياة يجب أن يخرج عاجلا أم آجلا .. مهما كان خروجه ثقيلا على الروح ..