موبوتو سيسيكو

**بلا عنوان** · 7 - 10 - 2014, 11:26 PM

قصة سيسيكو
بقلم الدكتور احمد نوفل

هذه قصة زعيم إفريقي، وهي قصة حقيقية ألخصها لكم للعبرة..

حكم هذا الزعيم منذ سنة 65 حتى سنة 97، ولنبدأ القصة من أولها، وهي قصة نجاح، لكن لمن؟ سنعرف أثناء السرد.. ولنبدأ السرد.. كما يقول المصدر،

من مولد جوزيف ديزيري موبوتو في 14/10/1930، وأمه خادمة غرف بأحد الفنادق البلجيكية بالعاصمة «ليوبولدفيل»(عاصمة الكونغو الديموقراطية)، واسم الأم (ماري مادلين بيمو) وأما الأب ويدعى(اليريك جييماني) فكان طباخاً بمنزل القاضي البلجيكي العام للكونغو إبان الاستعمار البلجيكي.

وفي سن الثامنة توفي والد موبوتو فانتقل إلى مدرسة داخلية مسيحية كاثوليكية في ليوبولدفيل(العاصمة التي سيغير اليتيم اسمها فيما بعد إلى كنشاسا) (وسيحول الكونغو إلى زائير)، وقد بدّل اسمه سنة 72 إلى(موبوتو سيسيكو نكولو ناجييندو وازابانجا) وتعني باللغة السواحلية الإفريقية: «المحارب صاحب القوة الكاملة في التحمل والإرادة الصلبة للانتصار صاحب الفتوحات حامي الشعب».

عشق الصحافة منذ صغره، وتولى في مدرسة الكنيسة تحرير مجلة الصف، وعندما بلغ الثانوية عمل كصحفي تحت التمرين لدى صحف محلية. تفوق في الفرنسية التي علمته إياها زوجة القاضي البلجيكي.
أدخله القسيس البلجيكي بالخدمة العسكرية بالجيش الكونغولي تحت قيادة القوات البلجيكية المحتلة.

سنة 56 ترك موبوتو الخدمة العسكرية وعمل كصحفي محترف لصحيفة ليوبولدفيل اليومية حتى كلفته إدارتها سنة 58 بالسفر إلى العاصمة البلجيكية بروكسل كأول مراسل صحفي كونجولي لتغطية فعاليات افتتاح معرض بروكسل الدولي للتجارة المقام من 17/4 حتى 19/10، وانتهز موبوتو الفرصة والتحق بالجامعة في بروكسل وتعلم أصول الصحافة، وفي تلك الفترة جنّدته الاستخبارات الحربية البلجيكية للعمل لحسابها، وكلّفته بالتجسس على(باتريس لومومبا) أول رئيس وزراء انتخبه الشعب الكونجولي (تولى منصبه 24/6 حتى 14/9 من سنة 60) تقرب موبوتو المثقف من لومومبا الثائر الإفريقي الذي تصادف وجوده يومها في العاصمة بروكسل، ونجح في إقناع السياسي الإفريقي الشاب بحاجته إلى سكرتير ومتحدث باسمه، فمنحه لومومبا شرف العمل بجانبه، وعندما نال ثقته الكاملة عيّنه لومومبا رئيساً لأركان الجيش الكونجولي الشعبي.

حرك الاستعمار البلجيكي أذرع الفساد في الكونجو ضد الثائر باتريس لومومبا الذي طالب باستقلال الكونغو عن بلجيكا، ودخلت البلاد في حرب أهلية وقفت فيها الدول الغربية والولايات المتحدة و»إسرائيل» خلف موبوتو، بينما طلب لومومبا الدعم من الاتحاد السوفياتي، فأرسلت موسكو معدات حربية لا حصر لها مع أطقم خبراء عسكريين روس لتشغيلها.

قررت وكالة الاستخبارات الأمريكية (cia) بالتعاون مع الاستخبارات البلجيكية والموساد دخول الحرب الأهلية، وشكلت الأجهزة الثلاثة مليشيات عسكرية غربية محترفة حاربت ضد قوات لومومبا، كما ساعدت تلك القوات موبوتو على تولي زمام الأمور في الكونغو في انقلاب بتاريخ 14/9/60، ووضع لومومبا رهن الاعتقال بقرار موبوتو بتهمة العمل لحساب الاتحاد السوفياتي والدول الشيوعية، ثم اختفى لومومبا وأعلن عن مصرعه في ظروف غامضة، وحصدت الحرب أكثر من مليون مواطن كونغولي.

أمسك جوزيف موبوتو زمام الأحداث بالكونغو، ونال رتبة لواء في 23/1/61 وهو في سن الخامسة والثلاثين، وفي انقلاب ثان 24/11/65 تولى رئاسة الجمهورية جمهورية الكونغو الديموقراطية، وظل في الحكم حتى عزل سنة 97 وتوفي في الرباط بالمغرب 7/9/97 ودفن بمقابر الكنيسة المسيحية الكاثوليكية(هناك).

هذا ملخص قصة (موبوتو سي سي كو) أبشع دكتاتور إفريقي عاصرته إفريقيا وأكثرهم فساداً.