الثنائية الفائزة بالمركزالأول بالمسابقة الأدبية للثنائيات ( ورد بعد - السهم المصري )

[السهم المصري]

ورد بعد - السهم المصري

(1)

و تحدثّني عن عروبتنا !!

أيُّ عروبة تنتظر نصرة قوم غادرين

أيّ قلب فاسد زُرِع في أحشائنا

و نحن عن قبحه غافلون

نَنْتًظِرُ من عيون الغَرْبِ أن تذرُف دموع الرحمةِ

على أبنائِنا و هم يُقْتَلون

عيونُ العرب باتَتْ لا تُبْصِرُ النورَ إلا عبر أقمار التجسّس

و القلبُ مكفوفٌ حزين

أيّ دمعٍ يذرفُهُ الحاضِرُ علينا شفقة

إنّنا في وحولِه غداً لغارِقون

أيّ تاريخٍ ذهبيٌّ نحتفِلُ به دون خجلٍ

و يخدّرنا وهمٌ أنّنا على نكساتنا

مُنتصرون

إنّه لتاريخٌ مزيّفُ الملامِحِ

خُطّ بأسماء مستوردة

تُبلغنا النشوة بين الحين و الحين

لنبقى على الهتافات مدمنين

*********

(2)

لا تسألين عن قوم باتوا عن العروبة نيام

فبعد هجر الزكاة

قتلوا الصوم

واغتالوا القيام..

عروبتنا تنتهك وها هم يصفونا بالنعاج

أبعد أبي بكر وعثمان وعليّ وعمر وخير الصحاب

صرنا أوطان..

شراذم..

ولقبونا برعاة الإرهاب!؟

والعيب فينا إذ تركنا ركننا المتين

حبل الله وطريقه المستقيم

أعزنا الله بدينه فارتضينا الهوان له بديل

أبكي لبكاء ثكلى ..

أطفال جياع ..

وأرملة.

أنتحب للأقصى ينادينا فلا نلبي النداء

أنعي بغداد..

ويبكيها دجلة والفرات ..

أنفطر للبنان..

تمزقني أشلاء سوريا

ماذا ألم بك أيتها المدينة ؟؟

كل البقاع باتت حزينة

دماؤنا استبيحت..

وخضبت التراب..

أرقت الضمائر..

كشفت النقاب عن عقول تعفنت من عقود

اخترق العدو أعماق الوطن

أين نحن ؟؟

لماذا السبات ؟؟

متى نهب ؟؟؟

لست أدري ..

(3)

. قد أفسدنا ما جادَ به الدهرُ علينا

و أُتخِمْنا من راياتٍ تزعمُ أنّنا من سُلالةِ الطّهر

ألمْ نَدرك بعدُ أنّنا على ماضينا منقلبون

إقْتَاتَ البُغْضُ مِنْ تكبُّرِنا و تفرُّقِنا

فُتنّا بالخيلاء

و كُنّا عن حقيقتِنا غافِلون

.

صُعِقتُ إِذْ رأيتُ يداً غريبة تَنْتشِلُ أطفالَ العَرَبِ

من بُؤرةِ الجَحيم

و تََسْقيهم ماءَ الحياةِ

لا عَجَبَ اِنْ انْحنُوا لصُقور الغرب

و طأطؤا رؤوسَهم شاكِرين

لِمَنْ وهَبَهم حَبْل النجاة

يطوّق أعناقَهم

يدّعي أنّه يَمْنَحُهُم الحياة

فأصْبحوا بشِباكه معلّقين

.

حديثُنا عن العروبة يُعاني القُصور

أين العُروبة

حين يشربُ سادةُ القومِ الخُمور

و يناموا على وسائِدَ حِيكَت

من صمْتِ القُبور

قومُهم يَْسعوا في الأرضِ حُفاةً

وهمّ أبعدُ من أن يعودوا رُعاةً

أثمَلَهُم الغُرور

.

أَرَضينا بالعَيْشِ المُهين

هل اكتفينا باستنكار "هَفَواتِ" المُجْرِمين

التي تُحرِجُنا بين الحين و الحين

أوَلا نَشْعُر بالعار

نجمَعُ قَذارة الغَرْبِ بأيْدينا

و ما تُخلّفه في أرْضِنا مِن دَمار

نحتفظ بدَساتيرهم في خزائِنَ مُزَخْرفةٍ

و نحمي مكرهم بسور بُني من الهوان

لكنّه سور حصين

.

أين نحن من الجنّة

من سيُكَفّر عن أخطاء الأمّة

إن افترقنا تسع و تسعون ملّة

ما دليلنا أنّنا خير المسلمين

(4)

إخفاقات تتلوها انتكاسات

أيها الفجر لما تأخرت عنا ؟؟

أحجبتك غيوم الغدر؟

أم سئمت الخروج على وجوه تعودت دفن الرؤوس في الوحل ؟

رباه أين الأمل والوعد ؟

نرزح في نير ظلام صنعته أيدينا

رحماك !!

أحقا لم يعد لدينا سوى بعض هتافات

استنكار!!

إدانة!!

شجب!!

أحقًا هذه أمة العرب !!؟

لا ورب الكعبة نحن عائدون لا محالة

تشقق الأرض عنا سهاما من نور

تشق صدر الظلام

رَحِمُ الأُمّة مازال خصبًا يلد ألف ألف خالد

ألف ألف صلاح الدين

لا..

ليس مزيف هو التاريخ

سيعيد الكرَّة ويبتسم الزيتون من جديد

ماذا لو كل الرايات صارت راية واحدة ؟

ماذا ..

ماذا .؟

إنهم لا يسمعون

ويقولون ما لا يفعلون

أيا عُبَّاد المقاعد

أيا سكان القصور

تبًا وألف تبًا ..

لقصور تسبح على دماء الشعوب

تبًا وألف تبًا..

لحرير صُنِعَت خيوطه من نسيج المعدمين

أفٌ لك كرسي!!

سَعَى صاحبك لتقبيل أيدي السفاحين

قادمون يا من اخْتَزَلتمُونا بين الجيمِ والنونِ

بين جُبنِكُم

وبين نَومِكُم

ألا سحقًا فنحن من بعيدٍ عائدون

نَحمِل الشمسَ بين أيدينا تبدّد ظلامكم

تسحق خفافيشكم

ألا اذهبوا للجحيم

نحنُ صامدون ..

نحنُ صامدون ..

ننشُدُ العزة من ربٍ عظيم ٍ

صامدون

فوق جباه كل رجل شريف

فوق ثغر طفل لم تدنسه خطاياكم

صامدون

يا عبَّاد الدولار

تشتاق أنفسنا لحظة الانتصار..

وخير أمة غدا تعود للازدهار ..