|
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة يختص بالقرآن والتفسير والأحاديث وشرحها وقصص الأنبياء والصحابة |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||
|
كاتب الموضوع :
المُنـى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() نَعَمْ اَخِي اِجْتَمَعَ الْحَاقِدُونَ عَلَى الْاِسْلَامِ فِي الْقَرْنِ الْمَاضِي؟ مِنْ اَجْلِ وَضْعِ حَدٍّ لِلْمَافْيَا مِنْ عِصَابَاتِ الْاِجْرَامِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالْقَتْلِ وَالسَّرِقَة؟ فَتَكَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِعُقُوبَةٍ لَمْ تُعْجِبْ اَحَداً مِنْهُمْ وَلَمْ تَشْفِ غَلِيلَهُمْ مِنْ اَجْلِ الْحَدِّ مِنْ نَشَاطِ هَذِهِ الْعِصَابَاتِ وَتَجْفِيفِ مَنَابِعِ تَمْوِيلِهَا وَدَعْمِهَا؟ فَاحْتَارُوا وَقَالُوا مَاالْعَمَلُ الْآن؟ وَظَلُّوا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ سَاعَةً كَامِلَة؟ وفَجْاَةً خَطَرَتْ بِبَالِ اَحَدِهِمْ فِكْرَة؟ فَقَالَ لَهُمْ سَاَشْرَحُ لَكُمْ عَنْ عُقُوبَةٍ رَادِعَةٍ رَائِعَةٍ تُلَقِّنُ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ مِنْ عِصَابَاتِ الْمَافْيَا دَرْساً لَنْ يَنْسَوْهُ فِي حَيَاتِهِمْ؟ فَقَالُوا لَهُ وَمَاهِيَ؟ فَاَخَذَ يَشْرَحُ لَهُمْ هَذِهِ الْعُقُوبَة مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَنْ يُقَتَّلُوا؟ اَوْ يُصَلَّبُوا؟ اَوْ تُقَطَّعَ اَيْدِيهِمْ وَاَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ؟ اَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْاَرْض(نَعَمْ اَخِي فَاِذَا بِالْحَاضِرِينَ لِهَذَا الِاجْتِمَاعِ الطَّارِىءِ يُصَفّقُونَ جَمِيعاً فَرَحاً وَابْتِهَاجاً بِهَذِهِ الْعُقُوبَة؟ وَلَمْ يَبْقَ اَحَدٌ مِنْهُمْ اِلَّا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَاحْتَضَنَهُ وَقَبَّلَهُ وَرَفَعُوهُ عَالِياً عَلَى اَكْتَافِهِمْ وَرِقَابِهِمْ وَهُمْ يَطِيرُونَ مِنَ الْفَرَحِ بِهَذِهِ الْعُقُوبَةِ الرَّائِعَةِ الرَّادِعَةِ لِاَمْثَالِ هَذِهِ الْعِصَابَاتِ الْاِرْهَابِيَّةِ الْمُجْرِمَة؟ ثُمَّ اَنْزَلُوهُ وَاَجْلَسُوهُ عَلَى كُرْسِيِّ رَئِيسِ الْمَجْلِسِ الْمُحْتَرَمِ الْمُوَقّر؟ فَنَزَعَ الرَّئِيسُ مِنْ صَدْرِهِ صَلِيباً ذَهَبِيّاً وَقَامَ بِتَقْبِيلِهِ ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى صَدْرِ هَذَا الْاِنْسَانِ وَقَامَ بِتَقْبِيلِهِ وَاحْتِضَانِهِ هُوَ وَالصَّلِيب لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَة؟ ثُمَّ خَلَعَ لَهُ لِبَاساً فَخْماً كَانَ يَلْبَسُهُ وَاَلْبَسَهُ اِيَّاهُ وَهُوَ يَقُولُ لَهُ اَنْتَ عَبْقَرِيّ بَلْ اَنْتَ تَسْتَحِقُّ اَنْ تَجْلِسَ فِي الْبَيْتِ الْاَبْيَضِ عَلَى كُرْسِيِّ رَئِيسِ الْبِلَاد؟ لَكِنَّهُمْ فَجْاَةً سَاَلُوه؟ مِنْ اَيْنَ اَتَيْتَ بِهَذِهِ الْعُقُوبَةِ الرَّادِعَةِ الرَّائِعَة؟ فَقَالَ اَتَيْتُ بِهَا مِنْ قُرْآنِ الْمُسْلِمِين؟ نَعَمْ اَخِي فَمَا كَانَ مِنْ رَئِيسِ الْمَجْلِسِ اِلَّا اَنِ انْقَضَّ عَلَى رَقَبَتِهِ وَنَزَعَ الصَّلِيبَ مِنْ عَلَى صَدْرِهِ بِقُوَّةٍ وَعُنْفٍ ثُمَّ دَاسَ عَلَيْهِ بِرِجْلَيْهِ غَيْظاً وَحِقْداً عَلَى الْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ ثُمَّ الْتَقَطَهُ وَضَرَبَ بِهِ عُرْضَ الْحَائِطِ وَلَمْ يَكْتَفِ بِذَلِكَ؟ بَلْ اَقَامَهُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَفَسَهُ بِرِجْلَيْهِ عَلَى مُؤَخِّرَتِهِ وَقَالَ لَهُ اَمَا وَجَدْتَّ غَيْرَ قُرْآنِ الْمُسْلِمِين؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُمْ خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ كَانُوا وَمَازَالُوا مِنْ اَكْبَرِ اَسْبَابِ شَقَاءِ هَذَا الْعَالَمِ وَتَعَاسَتِهِ وَبُؤْسِهِ وَدَمَارِه؟ نَعَمْ اَخِي وَكَمْ مِنَ النَّاسِ الْحَاقِدِينَ والْجَاهِلِينَ الَّذِينَ يَشُنُّونَ عَلَى الْاِسْلَامِ الْهَجَمَاتِ مِنْهُمْ وَمِنْ غَيْرِهِمْ؟ وَمَعَ الْاَسَفِ الشَّدِيدِ فَاِنَّ مِنْهُمْ اَيْضاً مُسْلِمِينَ مَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَام؟ فَلَايُوجَدُ فِي الْاِسْلَامِ بِزَعْمِ هَؤُلَاءِ اِلَّا الْعُقُوبَاتُ الْوَحْشِيَّةُ مِنَ الْقَتْلِ وَالْقَطْعِ وَالْجَلْدِ وَالصَّلْبِ وَالنَّفْيِ مِنَ الْاَرْضِ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنَ الْاُمُورِ الَّتِي تَتَنَافَى مَعَ الْكَرَامَةِ الْاِنْسَانِيَّةِ فِي زَعْمِهِمْ؟ فَهَؤُلَاءِ اِمَّا اَنْ يَكُونُوا حَاقِدِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ؟ وَاِمَّا اَنْ يَكُونُوا جَاهِلِينَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ لَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْحَقِيقَةِ وَالْعَدْلِ وَالْاِنْصَافِ اِلَى الْاِسْلَامِ الَّذِي وَضَعَ شُرُوطاً صَعْبَةً مِنْ اَجْلِ قَطْعِ يَدِ السَّارِق؟ فَاِذَا تَحَقَّقَتْ هَذِهِ الشُّرُوط؟ فَلَابُدَّ مِنْ قَطْعِ يَدِ السَّارِقِ؟ وَلَاشَفَاعَةَ لَهُ عِنْدَ الْقَاضِي؟ وَلَعَنَ اللهُ الشَّافِعَ وَالْمُشَفَّعَ لَه؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَجْعَلَ السَّارِقَ يَنْجُو مِنْ هَذَا الْحَدِّ بِكُلِّ سُهُولَةٍ بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ شُبْهَةٌ فِي كَلَامِ مَنْ يَتَّهِمُهُ بِالسَّرِقَةِ عِنْدَ النِّيَابَةِ الْعَامَّةِ قَبْلَ اَنْ تَرْفَعَ اَمْرَهُ اِلَى الْقَضَاء؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللَّوْمَ فِي قَطْعِ يَدِ السَّارِقِ لَايَقَعُ عَلَى دِينِ الْاِسْلَام؟ وَاِنَّمَا يَقَعُ عَلَى مَنْ يَتَّهِمُ السَّارِق؟ فَاِذَا اَرَدْتَّ اَخِي اَنْ تَتَّهِمَ مَنْ سَرَقَكَ؟ فَلَا تَقُلْ سَرَقَ مِنِّي الْمَال؟ وَاِنَّمَا قُلْ اَخَذَ مِنِّي الْمَال؟ وَبِذَلِكَ يَنْجُو السَّارِقُ بِكُلِّ سُهُولَةٍ مِنْ قَطْعِ يَدِهِ حَتَّى وَلَوْ تَوَافَرَتْ جَمِيعُ الشُّرُوطِ الْمَطْلُوبَةِ؟ لِوُجُودِ الشُّبْهَة؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ اَخَذَ مِنِّي تَخْتَلِفُ فِي مَعْنَاهَا عَنْ كَلِمَةِ سَرَقَ مِنِّي؟ وَلَكِنَّهُ لَايَنْجُو مِنَ الْعُقُوبَةِ التَّعْزِيرِيَّةِ بِدَلِيلِ حَدِيثِ صَفْوَانَ الَّذِي ذَكَرْنَاه؟ نَعَمْ اَخِي فَهَؤُلَاءِ الْحَاقِدُونَ عَلَى الْاِسْلَام يَنْظُرُونَ اِلَى وَحْشِيَّةِ الْاِسْلَامِ بِزَعْمِهِمْ حِينَمَا اَمَرَ بِقَطْعِ يَدِ السَّارِقِ؟ وَلَكِنَّهُمْ لَايَنْظُرُونَ اِلَى وَحْشِيَّةِ السَّارِقِ حِينَمَا يَقْطَعُ اَنْفَاسَ ضَحِيَّتِهِ خَنْقاً حَتَّى الْمَوْتِ بِدَافِعِ السَّرِقَة؟ فَاَيْنَ وَحْشِيَّةُ الْاِسْلَامِ عَلَى السَّارِقِ الَّذِي يَبْقَى حَيّاً بَعْدَ الْقَطْعِ؟ وَاَيْنَ وَحْشِيَّةُ الْاِسْلَامِ بِالْمُقَارَنَةِ مَعَ ضَحِيَّةِ السَّارِقِ الَّتِي تَمُوتُ خَنْقاً بَعْدَ قَطْعِ اَنْفَاسِهَا وَبِدَمٍ بِارِدٍ مُسْتَهْتِرٍ لَاهَمَّ لِصَاحِبِهِ اِلَّا اَنْ يَسْرِقَ وَلَوْ عَلَى حِسَابِ اَرْوَاحِ النَّاس؟ نَعَمْ اَخِي وَلَكِنَّهُمْ لَايَنْظُرُونَ اَيْضاً اِلَى السَّارِقِ الَّذِي يَقْطَعُ عُضْواً مِنْ اَعْضَاءِ ضَحِيَّتِهِ وَقَدْ يَقْطَعُ اِحْدَى يَدَيْهَا اَوْ اُذُنَيْهَا مِنْ اَجْلِ السُّرْعَةِ فِي سَرِقَةِ اَسَاوِرِهَا اَوْ قُرْطَيْهَا قَبْلَ اَنْ يَكْتَشِفَ اَحَدٌ اَمْرَهُ وَيَقْبِضَ عَلَيْه؟ نعم اخي وَلَكِنَّهُمْ اَيْضاً لَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْوَحْشِيَّةِ اِلَّا اِلَى الْاِسْلَامِ صَاحِبِ الْقِصَاصِ الْعَادِل؟ وَلَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْوَحْشِيَّةِ اَبَداً اِلَى عِصَابَاتِ السَّرِقَةِ الَّتِي تَسْطُوعَلَى الْبُنُوكِ ثُمَّ تَقْتُلُ كَثِيراً مِنْ رِجَالِ الْاَمْنِ وَالشَّرِطَةِ الَّذِينَ يُلَاحِقُونَهَا بِدَمٍ بَارِد؟ نَعَمْ اَخِي وَلَكِنَّهُمْ اَيْضاً لَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْوَحْشِيَّةِ اِلَى الصَّوَارِيخِ وَالْمَدَافِعِ وَ الْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ الَّتِي تُقَطّعُ الْاَيْدِي وَالْاَرْجُلَ وَالْاَجْسَادَ اِلَى اَشْلَاءٍ مُمَزَّقَة وَلَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْوَحْشِيَّةِ اِلَى الْغِذَاءِ وَالدَّوَاءِ الَّذِي يَقْطَعُهُ الْمُجْرِمُونَ عَنِ الْمَنَاطِقِ الْمُحَاصَرَةِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا المُحَاصَرُونَ مِنَ الْجُوعِ وَالْمَرَض وَلَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْوَحْشِيَّةِ اِلَى السُّجُونِ وَمَايَحْصَلُ فِيهَا مِنْ اَسَالِيبِ التَّعْذِيب ِالْوَحْشِيَّةِ الَّتِي تَقْطَعُ الْقُلُوبَ مِنَ الرُّعْبِ وَالْهَلَع؟ وَلَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْوَحْشِيَّةِ اِلَى الرَّحْمَةِ الَّتِي انْقَطَعَتْ مِنْ قُلُوبِ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ السَّجَّانِينَ الْجَلَّادِينَ اَعْدَاءِ اللهِ وَالْحُرِّيَّةِ وَالْاِنْسَانِيَةِ وَالشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَة؟ وَكُلُّ ذَلِكَ يَحْصَلُ عَلَى مَرْاَى وَمَسْمَعٍ مِنْ اَوْلَادِ الْاَفَاعِي فِي مَجْلِسِ الْاَمْنِ الْمُجْرِمِ الشَّيْطَانِيِّ الْخَبِيثِ الَّذِي يَسْتَحِقُّ اَنْ نَقْطَعَ رُؤُوسَ الْاَفَاعِي فِيهِ جَمِيعاً حَتَّى نَرْتَاحَ مِنْ سُمُومِهِمْ وَشُرُورِهِمْ لِاَنَّ الْاَفْعَى الْخَبِيثَةَ الرَّقْطَاء قَطَعَتْ ثِقَةَ جَمِيعِ النَّاسِ فِي عَدْلِهِ وَاِحْسَانِهِ وَرَحْمَتِهِ وَاِنْصَافِهِ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً؟ لِاَنَّ اَعْضَاءَهُ وَالْقَائِمِينَ عَلَيْهِ يَلْبَسُونَ ثِيَابَ الرَّحْمَةِ وَحُقُوقِ اْلاِنْسَانِ عَلَى قُلُوبٍ هِيَ اَقْسَى مِنْ قُلُوبِ الْوُحُوشِ اِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبِّي مِنْ بَعْضِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الشُّرَفَاء وَلَكِنَّهُمْ قِلَّةٌ مَعَ الْاَسَف؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحَاقِدِينَ عَلَى الْاِنْسَانِ وَالْاِسْلَام لَايَنْظُرُونَ بِمِنْظَارِ الْوَحْشِيَّةِ اِلَى اَنْيَابِهِ الَّتِي يُكَشِّرُهَا عَلَى الْاَبْرِيَاِءِ بَيْنَ الْحِينِ وَالْآخَرِ وَمِنْ وَرَاءِ الْكَوَالِيس ِليُقَطّعَهُمْ بِهَا اِرْباً اِرْباً؟ نعم اخي ولكنهم لاينظرون بمنظار الوحشية الى الدول الغنية الحقيرة التي تقطع اموالها ومساعداتها وتاشيرات دخولها وخروجها واقامتها عن الدول الفقيرة؟ ولاينظرون الى الدول اللئيمة التي لطالما فتحنا لها بيوتنا في حرب تموز وكنا ننام في الشوارع والحدائق العامة فماذا كان جزاؤنا؟ قطعت عنا مساعداتها وكرم ضيافتها؟ بل اصبح السوريون في مخيماتها التي هي ادنى من زريبة البقر؟ بل لايرضى البقر ان يعيشوا فيها؟ هم سبب المشاكل؟ فلا تحصل مشكلة في هذه البلاد الا بسبب السوريين؟ فلقد اصبح الواقي الذكري مفقودا في الصيدليات اللبنانية والاردنية والتركية بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار التي جلبها السوريون نحسها معهم الى هذه البلاد؟ فمن اين سيشبع اللبنانيون عهرهم وفسادهم ودعارتهم في كرخانات بيروت؟ فهل ادركتم ايها السوريون كم انتم تشكلون عبئا ثقيلا على هذه البلاد وكم انتم ضيوف ثقلاء على العاهرين والعاهرات في هذه البلاد وكم انتم تقطعون ارزاق ايتامهم من هذا العهر والدعارة والفساد وصدق الشاعر الذي يقول اَيَا مُطْعِمَةَ الْاَيْتَامِ مِنْ كَدِّ فَرْجِهَا وَعُهْرِهَا وَدَعَارَتِهَا لَكِ الْوَيْلُ لَاتَزْنِي وَلَاتَتَصَدَّقِي؟ نَعَمْ اَخِي لَايُوجَدُ اِلَّا الْوَحْشِيَّةُ فِي دِينِ الْاِسْلَامِ فِي حَدِّ الزِّنَى رَجْماً وَجَلْداً بِزَعْمِهِمْ؟ وَلَكِنَّهُمْ لَايَنْظُرُونَ اِلَى اَنَّ حَدَّ الزِّنَى بَقِيَ حِبْراً عَلَى وَرَقِ الْقُرْآنِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَّا بِالْاِقْرَارِ وَهُوَ اعْتِرَافُ الزَّانِي عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَى؟ فَكَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى الْبَيِّنةِ وَهِيَ اَرْبَعَةٌ مِنَ الشُّهُودِ رَاَوْا بِاُمِّ اَعْيُنِهِمُ الزِّنَى وَالْعَمَلِيَّةَ الْجِنْسِيَّةَ كَالْمِيلِ فِي الْمِكْحَلَة بِمَعْنَى كَلَى كَلَى بِلَهْجَةِ اَهْلِ الشَّام وَهِيَ النِّيَاكَةُ الْمَعْرُوفَةُ اَوِ الْاِيلَاج؟ فَمِنْ اَيْنَ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَاْتِيَ بِاَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ يَااَخِي؟ بَلْ اِنَّ الْاَمْرَ اَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَاَمَرّ؟ فَاِذَا شَهِدَ ثَلَاثَةٌ فَقَطْ عَلَى الْعَمَلِيَّةِ الْجِنْسِيَّة؟ فَعَلَى الْقَاضِي اَنْ يَاْمُرَ فَوْراً بِجَلْدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَدَّ الْقَذْفِ اَوِ الرَّمْيِ اَوِ الِافْتِرَاء وَهُوَ ثَمَانُونَ جَلْدَة؟ بَلْ اِنَّ الْاَمْرَ اَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَاَمَرُّ اَيْضاً؟ فَاِذَا شَهِدَ اَرْبَعَةٌ مِنَ الشُّهُودِ بِاَقْوَالٍ مُتَطَابِقَةٍ لَاَشَكَّ فِيهَا وَلَاشُبْهَة ثُمَّ تَرَاجَعَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَقَطْ عَنْ اَقْوَالِهِ؟ فَعَلَى الْقَاضِي الشَّرْعِي هُنَا اَنْ يَاْمُرَ بِجَلْدِ الْجَمِيعِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا صَادِقِينَ فِي نَظَرِ النَّاسِ؟ حَتَّى وَلَوْ تَاَكَّدَ الْقَاضِي مِنْ صِدْقِهِمْ؟ فَهُمْ عِنْدَ اللهِ كَاذِبُون بدليل قوله تعالى في سورة النور{لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِاَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاِذْ لَمْ يَاْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَاُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُون(وَلَاغَرَابَةَ فِي ذَلِكَ اَخِي؟ فَاِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَالْمُنَافِقِينَ صَادِقُونَ فِي قَوْلِهِمْ فِيمَا سَيَاْتِي مِنَ الْآيَاتِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَهُمْ عِنْدَ اللهِ كَاذِبُون{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ(مِنَ الدِّينِ الصَّحِيح{وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْء{وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدَا مَالَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ اَفْوَاهِهِمْ مَا يَقُولُونَ اِلَّا كَذِبَا{اِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ اِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ؟ وَاللهُ يَعْلَمُ اِنَّكَ لَرَسُولُهُ؟ وَاللهُ يَشْهَدُ اِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون(لِاَنَّهُمْ يَقُولُونَهَا نِفَاقاً وَلَيْسَتْ خَارِجَةً مِنْ صَمِيمِ قُلُوبِهِمْ(لَاحِظْ مَعِي مُلَاحَظَةً مُهِمَّة جِدّاً يَااَخِي؟ وَهِيَ اَنَّ اللهَ طَلَبَ فِي عَقْدِ الزَّوَاجِ شَاهِدَيْنِ فَقَطْ وَاكْتَفَى بِهِمَا مِنْ اَجْلِ اِثْبَاتِ عَقْدِ الزَّوَاجِ وَهُوَ نِصْفُ الدِّينِ عِنْدَ الله؟ لَكِنَّهُ حِينَمَا جَاءَ اِلَى التَّطَاوُلِ عَلَى اَعْرَاضِ النَّاسِ بِالثَّرْثَرَةِ عَلَيْهَا وَاتِّهَامِهَا بِالزِّنَى اَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْفَوَاحِشِ لَمْ يَرْضَ بِاَقَلَّ مِنْ اَرْبَعَةِ شُهُودٍ اَقْوَالُهُمْ مُتَطَابِقَةٌ لَاشَكَّ فِيهَا وَلَاشُبْهَة؟ مِمَّا يَدُلُّ وَبِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ عَلَى اَنَّ صِيَانَةَ اَعْرَاضِ النَّاسِ مِنَ الْهَتْكِ وَلَوْ بِالثَّرْثَرَةِ عَلَيْهَا فَقَطْ هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ عِنْدَ الله؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{اَرْبَى الرِّبَا عِنْدَ اللهِ هُوَ التَّطَاوُلُ عَلَى اَعْرَاضِ النَّاس(سَوَاءٌ بِاللِّسَانِ اَوْ بِالِاغْتِصَابِ وَاسْتِعْبَادِ النَّاسِ جِنْسِيّاً وَبِلُقْمَةِ الْعَيْشِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ اِنْ كَانَتِ الثَّوْرَةُ السُّورِيَّةُ لَمْ تَخْرُجْ اِلَّا مِنْ اَجْلِ صِيَانَةِ هَذِهِ الْاَعْرَاض فَكَفَى بِهَا مَفْخَرَةً لِدِينِ الْاِسْلَامِ عِنْدَ الله) نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ فَاِنَّ حَدَّ الزِّنَى مَاثَبَتَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ وَمَا بَعْدَهُ اِلَّا بِالْاِقْرَار؟ حَتَّى وَلَوْ قَامَ الزَّوْجُ بِالْمُلَاعَنَةِ عَلَى زَوْجَتِهِ؟ فَلَايَسْتَطِيعُ اَنْ يُثْبِتَ عَلَيْهَا شَيْئاً مِنْ خِيَانَتِهَا الزَّوْجِيَّةِ لَهُ اِلَّا بِسُكُوتِهَا الَّذِي يُعْتَبَرُ اِقْرَاراً مِنْهَا لِمَا يُلَاعِنُهَا بِهِ زَوْجُهَا؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا تَسْتَطِيعُ اَنْ تُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهَا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ عَلَيْهَا وَاِنْ كَانَ زَوْجُهَا صَادِقاً فِيمَا يَتَّهِمُهَا بِهِ لَايَقِلُّ شَاْناً عَنْ لَعْنَةِ زَوْجِهَا لِنَفْسِهِ اِنْ كَانَ يَفْتَرِي عَلَيْهَا؟ نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى هَذَا الْاِقْرَارُ؟ فَاِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِالْاِكْرَاهِ؟ وَاِنَّمَا كَانَ دَافِعُهُ قُوَّةُ الْاِيمَانِ؟ حِينَمَا يُخْطِىءُ صَاحِبُهُ فَيَعْلَمُ اَنَّهُ اَخْطَا؟ وَلَوْ تَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ قَبِلَ اللهُ تَوْبَتَه؟ لَكِنْ لَا؟ لِاَنَّهُ يُرِيدُ اَنْ يُطَبَّقَ عَلَيْهِ حُكْمُ الله؟ لَكِنْ لَا لِاَنَّ ضَرْبَ الْحَبِيبِ زَبِيب؟ وَالْحَبِيبُ هُوَ الله؟ نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ جَاءَ مِاعِزٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ يَارَسُولَ اللهِ زَنَيْت؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ؟ لَعَلَّكَ لَمَسْتَ؟ لَعَلَّكَ كَذَا وَكَذَا؟ فَانْصَرِفْ عَنِّي؟ فَقَالَ لَا يَارَسُولَ اللهِ لَقَدْ زَنَيْتُ زِنىً حَقِيقِيّاً؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟ اَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صَكّاً مِنْ صُكُوكِ الْغُفْرَانِ عَلَى شَرْط؟ اَنْ يَتُوبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله؟ وَلَكِنَّهُ قَالَ لَهُ انْصَرِفْ عَنِّي؟ وَاِيَّاكَ اَنْ تَشْهَدَ عَلَى نَفْسِكَ اَمَامِي اَرْبَعَ مَرَّاتٍ؟ وَاِلَّا فَلَنْ تَنْجُوَ مِنَ الْمَوْت؟ فَانْصَرَفَ عَنْهُ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ وَثَلَاث؟ ثُمَّ جَاءَ فِي الرَّابِعَةِ وَاعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ؟ فَاَصْبَحَ مَجْمُوعُ اعْتِرَافَاتِهِ عَلَى نَفْسِهِ اَرْبَعَةَ اعْتِرَافَاتٍ اَوْ اِقْرَارَات؟ وَكُلُّ اِقْرَارٍ اَوِ اعْتِرَافٍ هُوَ بِمَثَابَةِ شَاهِدٍ مِنَ الشُّهُودِ الْاَرْبَعَةِ الَّذِينَ اَمَرَ اللهُ بِنَصَابِهِمْ مُكْتَمِلاً عَدَداً وَمُتَطَابِقاً قَوْلاً وَاحِداً لَارُجُوعَ عَنْهُ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنْ اَجْلِ اِثْبَاتِ عَمَلِيَّةِ الزِّنَى؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ اَقَامَ عَلَيْهِ الْحَدَّ وَرَجَمَهُ حَتَّى الْمَوْتِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ قَاضِي؟ فَاِذَا وَصَلَ الْاَمْرُ اِلَى الْقَضَاءِ؟ فَلَا شَفَاعَةَ فِي حُدُودِ اللهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشَّفَاعَةَ لَاتَكُونُ مَشْرُوعَة اِلَّا قَبْلَ اَنْ يَصِلَ الْاَمْرُ اِلَى الْقَضَاءِ عِنْدَ النِّيَابَةِ الْعَامَّةِ بِقَوْلِهِمْ لِلزَّانِي وَالزَّانِيَةِ تُوبَا بَيْنَكُمَا وَبَيْنَ اللهِ وَلَاتَعُودَا اِلَى ذَلِكَ مَرَّةً اُخْرَى وَاِلَّا سَنُضْطَّرُّ آسِفِينَ اِلَى اَنْ نَفْرِضُ عَلَيْكُمَا حَجْراً صِحِّيّاً بِسَبَبِ اَمْرَاضِ الزِّنَا الْمُعْدِيَة الْقَاتِلَة؟ نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى وَلَوْ وَصَلَ الاَمْرُ اِلَى الْقَضَاءِ فِي مَوْضُوعِ الزِّنَى؟ فَاِنَّ الشَّفَاعَةَ تَبْقَى قَائِمَةً بِالشُّبْهَةِ مِنَ اللَّمْسِ وَالتَّقْبِيلِ وَاللَّمَمِ وَمُقَدِّمَاتِ الزِّنَى؟ فَاِذَا اعْتَرَفَ الزَّانِي عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَى الْحَقِيقِي مِنَ الْاِيلَاج؟ فَاِنَّ الشَّفَاعَةَ تَبْقَى قَائِمَةً اَيْضاً بِشَرْط؟ اَلَّا يَتَكَرَّر مِنْهُ ذَلِكَ الِاعْتِرَافُ اَرْبَعَ مَرَّات؟ فَاِذَا تَكَرَّرَ مِنْهُ ذَلِكَ؟ اَوْ شَهِدَ عَلَيْهِ اَرْبَعَةٌ اَقْوَالُهُمْ مُتَطَابِقَةٌ لَاشُبْهَةَ فِيهَا وَلَاشَكّ؟ فَعَلَى الْقَاضِي اَنْ يَاْمُرَ هَؤُلَاءِ الْاَرْبَعَة حَصْراً بِرَجْمِهِ حَتَّى الْمَوْتِ اِنْ سَبَقَ لَهُ الزَّوَاج؟ اَوْ جَلْدِهِ 25 جَلْدَة لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَتَّى يُصْبِحَ الْمَجْمُوعُ مِائَة اِنْ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ الزَّوَاج؟ وَلَا شَفَاعَةَ فِي حُدُودِ اللهِ اَبَداً لِمَاذَا؟ حَتَّى تَبْقَى هَيْبَةُ الْقَضَاءِ مَحْفُوظَةً فِي اَعْيُنِ النَّاسِ وَلَايَتَجَرَّؤُوا عَلَى حُدُودِ اللهِ وَانْتِهَاكِ مَحَارِمِهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْفَوْضَى وَالِاسْتِهْتَارَ فِي الْقَضَاء؟ يَجْلُبَانِ مَعَهُمَا فَوْضَى وَاسْتِهْتَاراً اَكْبَرَ عَلَى الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ بِرُمَّتِه؟ فَاِذَا فَسَدَ الْقَضَاء؟ فَسَدَ النَّاسُ جَمِيعاً؟ فَاِذَا تَمَكَّنَ الْاَشْرَارُ مِنَ الِاسْتِيلَاءِ عَلَى اَجْهِزَةِ الْقَضَاء؟ فَعَلَى الدُّنْيَا السَّلَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَمَّا بَعْدُ؟ فَاِنَّمَا اَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ؟ اَنَّهُمْ كَانُوا اِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوه(وَالشَّرِيفُ هُوَ صَاحِبُ الْمَكَانَةِ وَالْوَجَاهَةِ وَالْقُوَّةِ وَالْمَرْكَزِ الْحَسَّاسِ فِي قَوْمِهِ[وَاِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ اَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ؟ وَاِنِّي وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؟ لَوْ اَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ؟ لَقَطَعْتُ يَدَهَا(نَعَمْ هَكَذَا كَانَ صَحَابَةُ رَسُولِ اللهِ الَّذِينَ تَكْرَهُونَهُمْ اَيُّهَا الشِّيعَة؟ كَانُوا يَضْرِبُونَ اَنْفُسَهُمْ وَيَبْحَثُونَ عَمَّنْ يَرْجُمُهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ مِنْ اَجْلِ اللهِ وَحْدَهُ لَا مِنْ اَجْلِ ثَارَاتِ الْحُسَيْنِ؟ وَلَا مِنْ اَجْلِ عَاشُورَاءَ؟ وَلَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَفْدُوا خَطَايَا الْبَشَرِ عَلَى الصَّلِيبِ كَمَا يَزْعُمُ النَّصَارَى عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ الله؟ وَاِنَّمَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَفْدُوا خَطَايَا اَنْفُسِهِمْ بِمَزِيدٍ مِنَ التَّقَرُّبِ اِلَى اللهِ الَّذِي وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْء؟ وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَسِيحُ مَهْمَا كَانَ مُتَسَامِحاً وَرَحِيماً اَنْ يَتَغَلَّبَ بِرَحْمَتِهِ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ اسْتَطَاعَ بِرَحْمَتِهِ اَنْ يَفْدِيَ جَمِيعَ خَطَايَا الْبَشَرِ عَلَى الصَّلِيبِ الْمَزْعُوم؟ وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ اِذَا كَانَ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ بِحَاجَةٍ اِلَى رَحْمَةِ اللهِ لَهُ فِي طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وَحَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ حَتَّى تَرْقُدَ رُوحُهُ بِسَلَامِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ اَمُوتُ وَيَوْمَ اُبْعَثُ حَيّا} نَعَمْ اَخِي بَقِيَ شَيْءٌ وَاحِدٌ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ يَجِبُ اَنْ نُنَبِّهَ لَهُ؟ وَهُوَ اَنَّهُ لَمْ تَكُنْ عُقُوبَةُ السَّارِقِ فِي عَهْدِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْقَطْعِ كَمَا فِي شَرِيعَتِنَا الْاِسْلَامِيَّة؟ وَاِنَّمَا كَانَتْ بِالرِّقِّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ السَّارِقَ يُصْبِحُ رَقِيقاً عَبْداً مَمْلُوكاً لِمَنْ سَرَقَ مِنْهُ رَغْماً عَنْهُ؟ نَعَمْ اَخِي وَهُنَاكَ شَيْءٌ آخَرُ اَيْضاً؟ وَهُوَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ حِينَمَا جَاءَ اِلَى مَجْلِسِهِ رَجُلٌ؟ وَقَالَ لَهُ يَابْنَ عَمِّ رَسُولِ الله؟ هَلْ لِقَاتِلِ النَّفْسِ تَوْبَة؟ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَلَايَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ اِلَّا بِالْحَقّ{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ اَثَامَا؟ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ~ مُهَانَا؟ اِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيمَا}ثُمَّ جَاءَ اِلَيْهِ رَجُلٌ آخَر؟ فَقَالَ يَابْنَ عَمِّ رَسُولِ الله؟ هَلْ لِقَاتِلِ النَّفْسِ تَوْبَة؟ فَقَالَ لَهُ لَا لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَاَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيمَا}فَتَعَجَّبَ الْحَاضِرُونَ وَقُالُوا يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ الله؟ لِمَاذَا فَتَحْتَ بَابَ التَّوْبَةِ فِي وَجْهِ الْاَوَّلِ وَاَغْلَقْتَهُ فِي وَجْهِ الثَّانِي؟ فَقَالَ اِنَّ الْاَوَّلَ جَاءَنِي مُتَلَطّخاً بِدِمَاءِ ضَحِيَّتِهِ الَّتِي قَامَ بِقَتْلِهَا؟ فَخَشِيتُ اِنْ اَغْلَقْتُ بَابَ التَّوْبَةِ فِي وَجْهِهِ؟ اَنْ يَذْهَبَ اِلَى ضَحِيَّةٍ اُخْرَى وَيَقْتُلَهَا؟ وَاَمَّا الثَّانِي فَاِنَّهُ لَمْ يَتَلَطَّخْ بِدِمَاءِ ضَحِيَّتِهِ بَعْدُ؟ فَخَشِيتُ اِنْ فَتَحْتُ لَهُ بَابَ التَّوْبَةِ؟ اَنْ يَطْمَعَ بِرَحْمَةِ اللهِ كَمَا طَمِعَ فِرْعَوْنُ فِي التَّوْقِيتِ الْخَاطِىءِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّآتِ حَتَّى اِذَا حَضَرَ اَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ اِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ اُولَئِكَ اَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً اَلِيمَا( وَقَدْ يَاْتِيهِ الْاَجَلُ قَبْلَ اَنْ يَتُوبَ؟ فَيَبُوءُ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ مِنَ اللهِ؟ لِاَنَّهُ سَيَسْتَصْغِرُ حَجْمَ جَرِيمَةِ الْقَتْلِ الَّتِي هُوَ مُقْدِمٌ عَلَيْهَا اَمَامَ رَحْمَةِ اللهِ الَّتِي رُبَّمَا لَنْ تَسَعَهُ وَلَوْ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعَا(فَكَيْفَ سَتَسَعُ رَحْمَةُ اللهِ مَنْ لَمْ يَرْحَمِ النَّاسَ جَمِيعاً فِي مِيزَانِ اللهِ حِينَمَا قَامَ بِقَتْلِهِمْ جَمِيعاً بِنَفْسِ وَاحِدَةٍ فَقَطْ قَتَلَهَا؟ كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَقَدْ حَرَّمَ اللهُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِهِ وَجَعَلَهُ بَيْنَنَا مُحَرَّماً؟ فَلَوْ كَانَتْ رَحْمَةُ اللهِ تَسَعُهُ مَا جَعَلَ قَتْلَ النَّفْسِ الْوَاحِدَةِ يُعَادِلُ قَتْلَ النَّاسِ جَمِيعاً؟ بَلْ اِنَّ هَدْمَ الْكَعْبَةِ حَجَراً حَجَراً اَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ اِنْسَانٍ بَرِيء؟ فَكَيْفَ سَتَسَعُ رَحْمَةُ اللهِ مَن كَانَ{جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَاَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيمَا(فَقَالُوا يَابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ وَلَكِنَّ رَحْمَتَهُ سَبَقَتْ غَضَبَه؟ فَقَالَ لَهُمْ نَعَمْ وَلَكِنَّ رَحْمَتَهُ لَمْ تَغْلِبْ غَضَبَه؟ فَلَوْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ غَلَبَتْ غَضَبَهُ مَاقَالَ اللهُ تَعَالَى{تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْاَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدَّا؟ اَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدَا؟ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ اَنْ يَتَّخِذَ وَلَدَا( فَكَيْفَ يَكُونُ رَحْمَاناً رَحِيماً سُبْحَانَهُ فِي هَذَا الْمَعْرِضِ الْكَوْنِيِّ مِنَ الزَّلَازِلِ وَالْاَحْدَاثِ الْمُرْعِبَة؟ مِمَّا يَدُلُّ وَبِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ عَلَى اَنَّ رَحْمَتَهُ لَاتَتَغَلَّبُ عَلَى غَضَبِهِ اَحْيَاناً؟ فَاِذَا كَانَ سُبْحَانَهُ رَحْمَاناً رَحِيماً حَلِيماً؟ فَعَلَيْنَا اَنْ نَتَّقِيَ غَضَبَ الْحَلِيمِ رَغْماً عَنِ الْمُتَصَوِّفَةِ وَخُزَعْبَلَاتِهِمْ وَضَلَالَاتِهِمْ وَاَبَاطِيلِهُمُ الَّتِي يُجِيبُونَ فِيهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الْاِنْسَانُ مَاغَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم(فَيَقُولُ الْمُتَصَوِّفَةُ الْجُهَّال غَرَّنَا يَارَبُّ رَحْمَتُكَ؟ وَلَكِنَّهُمْ لَايُكْمِلُونَ بَقِيَّةَ الْآيَة{اَلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك؟ فِي أيِّ صُورَةٍ مَاشَاءَ رَكَّبَك(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يُجِيبُ هَؤُلَاءِ الْمُتَصَوِّفَةَ رَدّاً عَلَى جَوَابِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{كَلَّا بَلْ تُكَذّبُونَ بِالدِّين؟ وَاِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ؟ كِرَاماً كَاتِبِينَ؟ يَعْلَمُونَ مَاتَفْعَلُون} نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا؟ فَرُبَّمَا لَايَنْفَعُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَاتَنْفَعُ حِكْمَتُهُ مَعَ كَثِيرٍ مِنَ الْمُجْرِمِين؟ وَلِذَلِكَ اَقُولَ لَكَ اَخِي؟ لَنْ يَنْفَعَ التَّعَامُلُ مَعَ كَثِيرٍ مِنَ الْمُجْرِمِينَ فِي اَيَّامِنَا اِلَّا بِقَوْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ اِنَّ اللهَ يَزَعُ بِالسُّلْطَانِ مَالَايَزَعُ بِالْقُرْآن؟ وَلَااَدْرِي اَخِي اِنْ كَانَ لَكَ رَاْيٌ آخَرُ فَلَا تَبْخَلْ بِهِ عَلَيْنَا فِي رُدُودِكَ وَمُشَارَكَاتِكَ الْقَيِّمَةِ فَاَتْحِفْنَا بِهِ وَجَزَاكَ اللهُ خَيْراً وَزَادَكَ اللهُ حِرْصاً عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ فَاِنَّهُ مِنْ اَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ اِلَى الله؟اِنَّهُ نُورُ الْعِلْمِ الَّذِي يَرْضَى عَنْكَ سُبْحَانَهُ بِبَرَكَتِهِ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ لَايَسْخَطُ عَلَيْكَ بَعْدَ ذَلِكَ اَبَداً بِشَرْط؟ اَنْ تَصْبِرَ مِنْ اَجْلِ التَّرْكِيزِ عَلَى فَهْمِهِ وَاسْتِيعَابِهِ وَحِفْظِهِ اِلَى اَنْ تَحْصَلَ عَلَى بَرَكَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار} وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته |
||
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|