ألإنسان بين التكريم والإهانة

[بن زيدون]

ما أفظعها من جريمة سوداء بشعة ، لا تدانيها أية جريمة أخري مهما وصفت بالنكراء والخطيرة .
إنها جريمة "اغتيال الإنسانية " و " وسلب خصائص الآدمية".
تكريم

· إن الله تعالي شأنه وعظم سلطانه خلق الإنسان وكرمه أيما تكريم ، مذ خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته ، وميزه عن سائر مخلوقاته بكثير من الخصائص التي لايشاركه فيها غيره .

-ميزه في هيئته وشكله (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ-غافر64) فاستقام واقفا يمشي علي رجليه ، وينظر إلي السماء ، بوجه جميل متناسق..كل حاسة في موضعها وفي حجمها تبرز هذا الجمال وتساهم في تميزه .

-ميزه بالعقل والتفكير ، فهو بالعقل مخلوق راق يري النور ويهتدي إلي الصواب ، فلا هو كالجماد الأصم ، ولا الحيوان الذي يسوقه غيره وينام في وحله ، العقل الذي استحق به أن يكون سيد أمره ومدبر شئون نفسه ، يقود ولا يقاد .

-ميزه بتسخير كل ماعداه له وجعله طوع أمره (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ –الجاثية13) فالكون معبد للإنسان ليكون هو عبد لله .

-ميزه بالحرية والإرادة والاختيار : حرية الإعتقاد والإيمان ، وحرية الرأي والتعبير ، وحرية الحركة والفعل ، وحرية اختيار الخير والشر وجعل ذلك كله أساس المسئولية والجزاء (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ-البقرة256)(ونفس وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها-الشمس)(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر-الكهف).

-كما ميزالله عزوجل الإنسان بالوحي والتشريع : ليكتمل له مع نور عقله نور من السماء (َإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى-طه123) وما أعظم نور الوحي حين يهتدي به الإنسان ، يكفكف به شرور نفسه وغرور عقله ، وترنو به روحه إلي رضا الرحمن .
إهانة
لكن الانسان لم يرضي مارضيه الله له ، ولم يقدر ماوهبه الله إياه وميزه به – فانطلق في الأرض يفسد ولايصلح ، ويستكبر بغير حق ويحكم بغير عقل ، تقوده نفسه ولا يقودها هو .

فلا عجب أن تسود بين البشر شريعة الغاب ، دستورها البقاء للأقوى وليس للأصلح .

-مسخ الانسان في صورته وشكله ، فتخنث الرجل واسترجلت المرأة ، واستحال الطهر والعفاف إلى مستنقعات من الرذائل ، ولم تعد مفاجأة أن تري الرجل يباشر امرأة عيانا في وسائل الإعلام ، حتى ابتلينا بالامراض والاسقام جزاءا وفاقا .

-استكبر الانسان علي أخيه الانسان وتعالي عليه واستعبده وسلبه حرياته وبطش به ، وبدل أن يتعاون الانسان مع أخيه في عمارة الأرض وتنمية الحياة أقام في كل شبر منها معارك قابيل وهابيل بكل صورها.
سنن باقية
وتبقي سنة الله باقية ، وسنن الله لاتتبدل ولا تتحول إلا بإذنه ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) .

فسنة الله أن يدفع الشر بالخير والضلال بالهدي ( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ -البقرة251)( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ- الحج40).


-وما أشرفها من مهمة وأعظمها من رسالة :حين يعيش الانسان مقاوما مدافعا عن حقوقه وكرامته ، وعن آدميته وإنسانيته،مؤمنا بأن أحدا لن ينقص من رزقه وأجله ، فالأرزاق محفوظة والآجال محسومة ، بيد من يملك النفع والضر والحياة والموت.

بقلم / محمد جلال ياشين

[حنان عرفه]

وما أشرفها من مهمة وأعظمها من رسالة :حين يعيش الانسان مقاوما مدافعا عن حقوقه وكرامته ، وعن آدميته وإنسانيته،مؤمنا بأن أحدا لن ينقص من رزقه وأجله ، فالأرزاق محفوظة والآجال محسومة ، بيد من يملك النفع والضر والحياة والموت.
هنا الخلاصة يا أخي بن زيدون
لابد لنا من صحوة كبرى إن الله ينصر المتقين عندما يتقي سينصرهم الله
بورك فيك اخي وفي مواضيعك

[بنت بلادي]

بارك الله بك بن زيدون
شكرا على الافادة
تحياتي

[shreeata]

بارك الله بك بن زيدون
شكرا على الورعة
تحيات لك

[hakimnexen]

لن أجد أجمل من وردة أتركها كرد على موضوعك
تحيتي وتقديري لك