نقطة ومن أول السطـــر .. الخاطرة الحاصلة على المركز الثانى لمسابقة شهر مايو لعام 2011

[حنان عرفه]

نقطة ومن أول السطر




كان يقولها أستاذ اللغة العربية في حصة الإملاء
إيذاناً ببدء سطر جديد وانتهاء آخر ......
ولكن بحياتنا أي سطر انتهى ؟ وأي جديد سيبدأ؟
سنوات طوال لم نكن ندري أننا بين أيدي من لاأمانة لهم ،
من يتاجرون بتراب الوطن ومقدساته وأهله .
شعب ارتضى الخضوع والهوان والذل لدرجة إطلاق النكات على نفسه
ليسخر من هذا الخنوع المقيت للسلطة والسلطان خوفاً من الأبواب والسراديب
المظلمة التي ستكون موطنه لو اعترض.
جيل كامل أطبق فمه فأصبح لايرى ولا يسمع ولا يتكلم ،
فما فائدة الكلام مع من يؤمنوا بأن الديمقراطية أن تسمع ما يعجبك
وتصم أذنيك عما لايعجبك ؟ بل وعقاب من يجرؤ على الاحتجاج.
جيل آخر جيل أطلقنا عليه جيل الروشنة الجيل الذي اعتقدنا
أنه لايستطيع تحمل المسئولية جيل تافه لايعرف غير الفيس بوك وغرف الدردشة
.. جيل ظلمناه كثيراً بفكرنا الضال.
وكانت المفاجأة
جيل يحمل بداخله كل الحب للوطن حباً مختلفاً عن حبنا ..
حباً كانت ترجمته صرخة قوية انطلقت من موقع الفيس بوك
لكل أرجاء العالم .ثورة انطلقت من ميدان التحرير لتطالب بحق الإنسانية
يطالبون أن يكون الإنسان إنسان في بلد اغتالوا إنسانيته
شباب في عمر الزهور خرجوا يحملون أرواحهم فوق كفوفهم الطاهرة يؤمنون بقضيتهم
يحملون قلوبا مملؤة بحب الوطن الذي استمدوا منه تلك الشجاعة التي فقدناها.
جيل وضعنا أمام مرآة أنفسنا فاتضح كم نحن جبناء ولم نحب الوطن
كما ندعي بل نحن من خذلناه بصمتنا وسكوتنا عما يحدث ...
لا أحد صدق ماحدث وقلنا يوما وسيعودون .. ولكنها ثورة انطلقت
ولم تنتهي ولن تنتهي حتى يعود الحق وينتشر السلام والعدل .
أرواح ثمينة جدا حصدتها رصاصات غادرة .. من سيأخذ بثأرهم ؟
أمهات ثكلى قدمن زهرة شبابهن فداءا لأرضنا من يمسح دموعهن ويواسيهن ؟....
وقفة
ظننت يوما أني أحب بلدي ولكن إبني أثبت أنه يحبها أكثر فكيف لا وهو من شباب تلك الثورة
صمم أن يسافر مع زملائه للتحرير وحاولت أُثنيه فسألني
ماذا أقول لأولادي عندما يسألوني أين كنت يا أبي في الثورة ومصر تناديك وتحتاج إليك؟
سؤال كان في الصميم صمت وقلت له فالتذهب للميدان ولنكن على اتصال .
حزنت كثيراً على نفسي كيف أجرؤ وأحاول أن أثنيه عن الوطن ؟ فهذا دور كل أم أن تبث العزيمة
في نفوس أبنائها ... وسافر والحمد لله عاد إلي.
واخيرا تنحى مبارك عن الحكم ومسك الجيش زمام الأمور وهنا لابد أن نقف ونقول
نقطة ومن أول السطر...
تلى ذلك السطر المشرف من تاريخ الثورات سطورا مظلمة
لشعب يريد أن يُغير كل شئ بسرعة والحصول على كل متطلباته
في وقت قياسي ومهما كان الثمن .
احتجاجات ، إعتصامات ، بلطجة وضرب لأمن مصر
ألم يكفينا ما مررنا به ؟ ألا نفيق قليلا للمستقبل؟
نقطة ومن أول السطر
مصر تستغيث بكم ، تقول لكم : كفى اثخنتموني بالجراح ، لم يعُد بجسدي مكانا لطعناتكم ..
كيف تريدون خيري وأنتم أوقفتم عجلة الإنتاج ، كيف السبيل لمصر جديدة غنى لها الشهيد
( هودع الدنيا وشايفك يامصر حلوة ولبسه جديد)
لماذا مصممون على إهدار دم الشهداء ؟ هل من أجل هذا دفعوا أرواحهم ؟
أين انتم بل نحن جميعاً من حب مصر؟
تحتاجنا مصر جميعا يدا واحدة محمد وعيسى وفاطمة ومريم ..
متى كنا طوائف متناحرة ؟
نقطة ومن اول السطر
لاتحزني يابهية ولا تبكي فهذا شعبك الأصيل سيفيق ويعود إليك وكله
تصميم على بداية جديدة ترفع شأنك عاليا كما كنت دوما .
يا أبناء النيل هذه أرضكم تناديكم أن عمروها وازرعوا الخير فيها
ولا تخذلوها ولا تُشمتوا أعدائها فيها .
نقطة ومن أول السطر
سامحيني يامصر........


قلم

حنان شوقى