|
المكتبة العامة شاملة لمختلف اصناف الكتب |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 41 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
المكتبة العامة
![]() الباب الرابع من الكتاب الأول في البلدان والأمصار وسائر العمران وما يعرض في ذلك من الأحوال وفيه سوابق ولواحق الفصل الأول في أن الدول أقدم من المدن والأمصار وأنها إنما توجد ثانية عن الملك وبيانه أن البناء واختطاط المنازل إنما هو من منارع الحضارة التي يدعو إليها الترف والدعة كما قدمناه. وذلك متآخر عن البداوة ومنازعها. وأيضا فالمدن والأمصار ذات هياكل وأجرام عظيمة وبناء كبير. وهي موضوعة للعموم لا للخصوص فتحتاج إلى اجتماع الأيدي وكثرة التعاون. وليست من الأمور الضرورية للناس التى تعم بها البلوى حتى يكون نزوعهم إليها اضطراراً بل لا بد من إكراههم على ذلك وسوقهم إليه مضطهدين بعصا الملك أو مرغبين في الثواب والأجر الذي لا يفي بكثرته إلا الملك والدولة. فلا بد في تمصير الأمصار واختطاط المدن من الدولة والملك. ثم إذا بنيت المدينة وكمل تشييدها بحسب نظر من شيدها وبما اقتضته الأحوال السماوية والأرضية فيها فعمر الدولة حينئذ عمر لها. فإن كان عمر الدولة قصيراً وقف الحال فيها عند انتهاء الدولة وتراجع عمرانها وخربت وإن كان أمد الدولة طويلاً ومدتها منفسحة فلا تزال المصانع فيها تشاد والمنازل الرحيبة تكثر وتتعدد ونطاق الأسواق يتباعد وينفسخ إلى أن تتسع الخطة وتبعد المسافة وينفسح ذرع المساحة كما وقع ببغداد وأمثالها. ذكر الخطيب في تاريخه أن الحمامات بلغ عددها ببغداد لعهد المأمون خمسة وستين ألف حمام وكانت مشتملة على مدن وأمصار متلاصقة ومتقاربة تجاوز الأربعين ولم تكن مدينة وحدها يجمعها سور واحد لإفراط العمران. وكذا حال القيروان وقرطبة والمهدية في الملة الأسلامية وحال مصر القاهرة بعدها فيما يبلغنا لهذا العهد. وأما بعد انقراض الدولة المشيدة للمدينة: فإما أن يكون لضواحي تلك المدينة وما قاربها من الجبال والبسائط بادية يمدها العمران دائماً فيكون ذلك حافظاً لوجودها ويستمر عمرها بعد الدولة كما تراه بفاس وبجاية من المغرب وبعراق العجم من المشرق الموجود لها العمران من الجبال لأن أهل البداوة إذا انتهت أحوالهم إلى غاياتها من الرفه والكسب تدعو إلى الدعة والسكون الذي في طبيعة البشر فينزلون المدن والأمصار ويتأهلون. وأما إذا لم يكن لتلك المدينة المؤسسة مادة تفيدها العمران بترادف الساكن من بدوها فيكون انقراض الدولة خرقاً لسياجها فيزول حفظها ويتناقص عمرانها شيئاً فشيئاً إلى أن يبذعر ساكنها وتخرب كما وقع بمصر وبغداد والكوفة بالمشرق والقيروان والمهدية وقلعة بني حماد بالمغرب وأمثالها فتفهمه. وربما ينزل المدينة بعد انقراض مختطيها الأولين ملك آخر ودولة ثانية يتخذها قراراً وكرسياً يستغني بها عن اختطاط مدينة ينزلها. فتحفظ تلك الدولة سياجها وتتزايد مبانيها ومصانعها بتزايد أحوال الدولة الثانية وترفها وتستجد بعمرانها عمراً آخر كما وقع بفاس والقاهرة لهذا العهد. والله سبحانه وتعالى أعلم وبه التوفيق.
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 42 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
المكتبة العامة
![]() الفصل السادس في المساجد والبيوت العظيمة في العالم
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 43 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
المكتبة العامة
![]() الفصل السابع في أن المدن والأمصار بإفريقية والمغرب قليلة
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 44 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
المكتبة العامة
![]() الفصل الثالث عشر في قصور أهل البادية عن سكنى المصر الكثير العمران
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 45 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
المكتبة العامة
![]() الفصل الثامن عشر في أن الحضارة غاية العمران ونهاية لعمره وأنها مؤذنة بفساده
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 46 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
المكتبة العامة
![]() الفصل التاسع عشر في أن الأمصار التي تكون كراسي للملك تخرب بخراب الدولة وانتقاضها
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 47 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
المكتبة العامة
![]() الفصل الثاني والعشرون في لغات أهل الأمصار
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 48 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
المكتبة العامة
![]() الفصل الثالث في أن السلطان لا بد له من اتخاذ الخدمة في سائر أبواب الإمارة
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 49 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
المكتبة العامة
![]() الفصل الخامس في أن الجاه مفيد للمال
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 50 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
المكتبة العامة
![]() الفصل الحادي عشر في أن خلق التجار نازلة
|
||||
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|