|
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة يختص بالقرآن والتفسير والأحاديث وشرحها وقصص الأنبياء والصحابة |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 71 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() ا[align=justify]لجنة و نعيمها, وهذا صريح في التوبة (بأن لهم الجنة ) وفصلها الله في الصف (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) أي: من تحت مساكنها [وقصورها] وغرفها وأشجارها، أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، ولهم فيها من كل الثمرات (1)، (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) و روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها «قَصْرٌ من لؤلؤة في الجنة فيه سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتاً من زَبَرجْدة خضراء في كل بيت سبعون سريراً على كل سرير سبعون فراشاً من كل لَونْ على كلّ فراش سبعون امرأةً من الحُور العِين في كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة سبعون لوناً من الطعام في كل بيت سبعون وَصِيفاً ووصِيفة فيعطى الله تبارك وتعالى المؤمن من القُوّة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك كله» (2) , والمساكن الطيبة : هي القصور التي في الجنة ، قال تعالى : { ويجعل لك قصوراً } وإنما خُصّت المساكن بالذكر هنا لأن في الجهاد مفارقة مساكنهم ، فوعدوا على تلك المفارقة الموقتة بمساكن أبدية (3).
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 72 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() [align=justify]النصر من الله و الفتح القريب , قال الكلبي : يعني النصر على قريش وفتح مكة . وقال عطاء : يريد فتح فارس والروم (1), أي: إذا قاتلتم في سبيله ونصرتم دينه، تكفل الله بنصركم. قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد : 7] وقال تعالى: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحج : 40] وقوله { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي: عاجل فهذه الزيادة هي خير الدنيا موصول بنعيم الآخرة، لمن أطاع الله ورسوله، ونصر الله ودينه؛ ولهذا قال: { وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } (2) , وهو نصر فتح مكة فإنه كان نصراً على أشد أعدائهم الذين فتنوهم وآذوهم وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم وألَّبوا عليهم العرب والأحزاب . وراموا تشويه سمعتهم ، وقد انضم إليه نصر الدين بإسلام أولئك الذين كانوا من قبل أئمة الكفر ، فأصبحوا مؤمنين إخواناً وصدق الله وعده بقوله : { عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة } [ الممتحنة : 7 ] وقوله : { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً (3)} . ووصف الفتح ب { بقريب } تعجيل بالمسرة . وهذه الآية من معجزات القرآن الراجعة إلى الإِخبار بالغيب (4). هنا تبلغ الصفقة ذروة الربح الذي لا يعطيه إلا الله . الله الذي لا تنفد خزائنه ، والذي لا ممسك لرحمته . فهي المغفرة والجنات والمساكن الطيبة والنعيم المقيم في الآخرة . وفوقها . . فوق البيعة الرابحة والصفقة الكاسبة النصر والفتح القريب . . فمن الذي يدله الله على هذه التجارة ثم يتقاعس عنها أو يحيد؟! (5) . و لعل هذا النصر و الفتح القريب من زيادة الفضل من الله تعالى على
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 73 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() [align=justify]هؤلاء التجار معه , كما دلت قوله (وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ).
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 74 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() [align=justify]و هذا الحث على التجارة واضح في ندائه للمؤمنين بقوله في سورة النساء (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ .. ) ففي هذه الآية إبانةٌ من الله تعالى ذكره عن تكذيب قول الجهلة من المتصوِّفة المنكرين طلبَ الأقوات بالتجارات والصناعات ، لأن الله تعالى حرّم أكلها بالباطل وأحلها بالتجارة ، وهذا بيّن (1) .
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 75 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() [align=justify]و في سورة الجمعة أخبرنا الله تعالى بهذه الصورة في قوله : وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ..., يعني أسرعوا إلى التجارة (1) .
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 76 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() [align=justify]و على كل حال فقد ترك الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم قائما من أجل التجارة التي قدمت و تحمل ما يحتاجون إليه , و هذا الترك و الانفضاض إلى التجارة لدليل على حرصهم عليها , و ما ذلك إلا لشدة حاجتهم إليها . ولم يظنّوا إلا أنه ليس في ترك الخطبة شيء (1).
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 77 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() [align=justify]و هذا من قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ.. ) و معناه أن تكون التجارة عن طريق الرّبا والقمار والبخس والظلم (1) , أو بأنواع المكاسب التي هي غير شرعية، كأنواع الربا والقمار، وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف الحيل، وإن ظهرت في غالب الحكم الشرعي مما يعلم الله أن متعاطيها إنما يريد الحيلة على الربا, و مثال تطبيق الآية كما روي عن ابن عباس في الرجل يشتري من الرجل الثوب فيقول: إن رضيته أخذته وإلا رددته ورددت معه درهما-قال: هو الذي قال الله عز وجل: { وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ }(2) . ومِن أكل المال بالباطل بَيْعُ العُربَان؛ وهو أن يأخذ منك السلعة أو يكتَري منك الدابة ويعطيك درهماً فما فوقه ، على أنه إن اشتراها أو ركب الدابة فهو من ثمن السلعة أو كِراء الدابة؛ وإن ترك ابتياع السلعة أو كِراء الدابة فما أعطاك فهو لك (3) .
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 78 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() [align=justify]فالأكل عن هذا الطريق ( الباطل) من الظلم الذي حاربه الإسلام في جميع المعاملات بين الناس , ويؤكد هذا المعنى أن جميع ما جاء النهي عنه من المعاملات في الكتاب والسنة، يعود في الحقيقة إلى إقامة العدل، ونفي الظلم. فالشارع الحكيم نهى عن الربا لما فيه من الظلم، ونهى عن الميسر؛ لما فيه من الظلم وأكل المال بالباطل، ونهى عن أنواع كثيرة من البيوع؛ لما فيها من الظلم والبغي بغير الحق، وذلك كنهيه عن بيع المصراة، والمعيب، ونهيه عن النجش، والبيع على بيع أخيه المسلم، وعن تلقي السلع، وعن الغبن، وعن الغش، وعن التدليس على الناس بتزيين السلع الرديئة، والبضائع المزجاة، وتوريطهم بشرائها، وغير ذلك كثير؛ فإن عامة ما نهي عنه من المعاملات يرجع المعنى فيها إلى منع الظلم (1), أو الأكل بينهم بالباطل.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 79 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() [align=justify]فالتجارة عن تراض، هو ما كان على ما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم من تخيير كل واحد من المشتري والبائع في إمضاء البيع فيما يتبايعانه بينهما - أو نقضه بعد عقد البيع بينهما وقبل الافتراق - أو ما تفرقا عنه بأبدانهما عن تراض منهما بعد مُواجبة البيع فيه عن مجلسهما , وقال آخرون: بل التراضي في التجارة، تُواجب عقد البيع فيما تبايعه المتبايعان بينهما عن رضى من كل واحد منهما: ما مُلِّك عليه صاحبه وَملِّك صاحبه عليه، افترقا عن مجلسهما ذلك أو لم يفترقا، تخايرا في المجلس أو لم يتخايرا فيه بعد عقده (1) , و ذهب إلى هذا القول الحنفية و المالكية فالتراضي يحصل بمجرد صدور الإيجاب و القبول فيتحقق الالتزام من غير انتظار لآخر المجلس , و لم يأخذوا بالأحاديث الواردة في إثبات خيار المجلس لمنافاتها لعموم الآية (2).
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 80 | ||||
|
كاتب الموضوع :
ميارى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() [align=justify]ومن هذه الآية الكريمة احتج الشافعي رحمه الله على أنه لا يصح البيع إلا بالقبول؛ لأنه يدل على التراضي نَصا، بخلاف المعاطاة فإنها قد لا تدل على الرضا ولا بد، وخالف الجمهورَ في ذلك مالك وأبو حنيفة وأحمد وأصحابهم، فرأوا أن الأقوال كما تدل على التراضي، وكذلك الأفعال تدل في بعض المحال قطعا، فصححوا بيع المعاطاة مطلقا، ومنهم من قال: يصح في المحقَّرات، وفيما يعده الناس بيعا، وهو احتياط نظر من محققي المذهب، والله أعلم (1).
|
||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|