قصاصاتي(من روح الأشجان)

[سيدة الدفتر]

كانت العودة من عينه المكحلتا بزمهرير الغربة و كانت راحتا يديه ميناءا ترسو عليه هي
ناداها وفي النداء دعوة للسكون للطمئنينة لبداية الرحلة... رحلة لاتعرف الإنكسار ولا التراجع
ضمها... وقال احييني على صدرك لأولد من جديد وأنسي جرحي الغائر منذ التسمية الأولى

[أنيس]

ذات حرف وشهقة موت اعلن على يديك هزيمته
فارس من قبائل النسيان ومساحات المرارة يخيط مطرا ولون شمس يلهث خلف روحه الممرغة حيث يسميك
هوّ يكتنز اسمه وعساكر جرح مفتق على خلفه المسجى كل حين
تقبليها لحين موت وعودة

[سيدة الدفتر]

واخترق سنيني العجاف

واصنع من الشوق

ذاريات هوى

لتتساقط

على العمر الجاف

لينمو السفرجل والياسمين

[أنيس]

من مرايا الحقيقة المسومة للبقاء
من كل العمر
من رجفة اللقاء
من حزنه
من ذكريات توزعت للشتات
من الانهيار
من كل التقاسيم الموجعة
منه
من بقاياه المحنطة
تلاشى في كتابتك

[سيدة الدفتر]

سينجلي
الوجع الليلي
وتخيط البتول
جروحك المفتوحة
من عهد الليلك
لزهرة النورز
ستسمعنا النوارس
نشيد الخلود
وترسو
سفن الشجن
بموانئ الفرح
لتتلاشي الحدود

[سيدة الدفتر]

تضيق الزوايا بينه وبين جلده ينطبق الجدار هناك على أنفاسه تغشاه رغبة في الهروب من كآبة المساء ورائحة التبغ هذا حاله وهذا هو كل مساء حين يدرك نهاية اليوم... وغيابها
ضغط على رأسه بقوة تنفس أكثر مما تحنمل رئتاه أزاح بعينيه نحو الزاوية الخالية من زحام الصوت هناك الدفتر والقلم وعلبة السجائر تمتطي هي أيضا بعدا آخر من حقائق المكان
ألف صرخة تنتابه في لحظة وألف صورة تتكسر على يده ويده موثوقة عن كل شيء سوى السيجارة الملفوفة بهمومه يهزم بها وقته الهرم المستقطع من ساعة الحائط
يتأفف تنطبق السماء والجدار على باقي المساحة ومساء الخريف المكدر يعانقه السحاب ينسكب تحت الباب الخشبي المطعم بمرآة لاتعكس الوجوه ولاتعكس حتى ساعة الحائط ...ولايلتفت
ساعته المغلولة في يده الشمال تتقمص دور الرفيقة لاتذكره بالوقت بقدر ماتذكره بالموعد المتأخر....أو بها حين أقتربت منه ذات يوم لتشحن بؤسه أكثر بتذكار لعيد ميلاه العشرين وساعة يد شلت فكره ووقته من زمن لم يعد يتذكره لكنه يعرف أن المساء يتكرر وأن الموعد يتكرر ....وأن ساعة اليد تيبست في يده الشمال.......كما هذا المساء الخريفي


لصاحبها ألف سلام

[سيدة الدفتر]

تحملني التخاريف
كنسمات نيسان
يمتزجُ بها الحنين
لدفئ قادم

[أنيس]

مرّ من هنا كأنه الطوفان يفجر صخرة الارض
أوه من نار ترسخت كوشمه واسمه تناول الرسالة الصفراء من معطفه القديم قرأ تسمر تنهد تنصل من ظله بكى انتشى انحنى انزوى ناداها من صمته
من سواكي يدرك أني مغروس بأرض الطهر وبياض الوجه....أنا أبن نيسان ونسيان وأمرأة شكلتني كما شاءت سمتني كما شاءت بعثتني خالي الاشياء كما شاءت
وأعود
للصمت اللعين أقرأ كفي ابحث في تعاريف العشق عن هوية تعيد العيد لطفولتها ............تمنيت أن لاتقام قواعد الجدران والحدود ....أن لا أكون كي أكون غضا من غير سوء ينكأ الجرح القديم
تعالي لبعض الوقت
ابقي لبعض الوقت
كوني لكل الوقت
اعتصريني من نهايات التكوين انا موبوء بخليقتي حين مارست حبا صادرته القبائل وعرافة الحي
انا من زمن تلاشى من كفي
فقط كوني بلا ألم

[سيدة الدفتر]

رُدني لصوابي

فالعرافة قالت أنك عائدٌ

ونبوءات أمي ما أخطأت

ونساء الحي ينتظرنني لأسلم كفي للفرح

[أنيس]

استلميني
انثري شعرك الفحمي مع الريح
سأرتلك حين الغروب وحين التوجع وحين السراب
لملميني
سأنادي بأسمك الممنوع على مسمع الصمت