[أرب جمـال]

شخصية من جزر القمر الشيخ أحمد بن سميط (1277-1344ﻫ/1861-1925م)



أصله ونسبه:
هو أحمد بن أبويكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن زين بن سميط. من أصل حضرمي كان أبوه العلامة أبو بكر بن عبد الله (ت1290ﻫ/ 1873م) أول من هاجر إلى جزرالقمر من آل سميط، من شبام حضرموت، حوالي عام1267ﻫ/1850م، للدعوة ونشر العلم والاتجار، وأقام مدة طويلة ببلدة "اتساندرا" في جزيرة القمرالكبرى، وأقام بها الدروس العلمية، وألف كتابه المشهور: "الترياق النافع شرح إرشاد المسلمين" المنتشر في شرق أفريقيا، يدرس في الكتاتيب والحلقات العلمية.
مولده:
ولد الشيخ أحمد بن أبوبكر ببلدة"اتساندرا" بجزيرة القمر الكبرى في 5رجب سنة 1277ﻫ الموفق 16يناير1861م.
وكان الحبيب أحمد بن عمر بن سميط قد بشر أباه العلامة أبوبكرقبل سفره إلى الأرخبيل بأنه سيولد له ولد سميِّي وفي خده شامة سوداء فكان كما قال الحبيب أحمد بن عمر. وتوفي أبوه وعمره 17سنة.
تعليمه:
تلقى الحبيب أحمد بن أبوبكر باكورة معلوماته على يد والده، وعلى من كان من العلماء بجزرالقمر أمثال العلامة أبي الحسن الأول جمل الليل وغيره. وكان قد أوصاه والده بأن لا يزوال شيئا من الأعمال حتى يزور حضرموت، الأمر الذي جعله يسافر سنة 1298ﻫ/1881م إلى حضرموت، وأقام ببلدة شبام بين أعمامه وأقاربه وتزوج بها، وتردد إلى الحوطة وسيون والغرفة وتريم وغيرها، ودرس على أيدي علماء معروفين، أمثال أحمد بن حسن بن عبدالله العطاس، وعبدالله بن محسن السقاف مفتي حضرموت وعبدالرحمن بن محمد.
ثم عاد إلى جزرالقمر، وتزوج بها، وأخذ يدرس العلوم الإسلامية والعربية حتى لمع نجمه وذاع صيته، مما جعل سلطان زنجباربرغش بن سعيد يطلبه إلى زنجبار لتولي القضاء وذلك سنة1300ﻫ/1882م، حيث استقربها، وعاش فيها حياة حافلة بالنشاط والعطاء، فازدادت بذلك سمعته، واكتسب شهرة علمية واسعة تخطت حدود شرق أفريقيا إلى أرجاء العالم الإسلامي، لدرجة أن الخليفة العثماني منحه وساما عثمانيا رفيع المستوى تقديرا لجهوده العلمية المتميزة. سيأتي مزيد من التفصيل عند الحديث عن جهود القمريين في زنجبار.
من آثاره:
ألف الحبيب أحمد بن أبوبكر بن سميط عدة كتب نافعة طبع ونشر أكثرها، منها: "الابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج"، يشرح فيه المؤلف المصلحات الفقهية الواردة في منهاج الطالبين للإمام النووي، و"تحفةاللبيب"، و"منهج الفضائل"، و"منهل الوارد"، و"حاشية على فتح الجواد"، بلغ فيها إلى صلاة الجمعة، و"حاشية على النصائح الدينية"، تسمى" المطالب السنية"
وفاته:
وانتقل الحبيب أحمد بن أبو بكر بن سميط، إلى رحمة الله تعالى، في 13 من شوال عام 1343ﻫ، بزنجبار بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والتأثير الثقافي وقبره مشهورومعروف
وكان ممن رثاه أبومحمد برهان مكلا القمري بقصيدة طويلة مطلعها:

قد هان ما صار من خطب وإن عظما


في جنب أهوال هذا الرزء مذ نجما


وفاجأ الناس ليلا ثم أسهدهم


ولا سهاد امرئ قد لازم السقما


وبات كل كئيبا خاضعا قلقًا


مسلم الأمر للمولى بما حكما


خطب به قد بكى الإسلام منكمدًا


وأذرف الدمع من عينيه منسجما

وجاء منها:

فموته نكبة عظمى لقد نزلت


بالشافعيين فليبكوا عليه دما


ولتبكه قارة الأفريق إن لها


من المصيبة من فقدانه ألما


ولتبكه حضرموت الزهد حبث بدا


منها أبوه كذا أسلافه الكرما


وليبكه خاصة أهل الشبام فهم


سكان بلدته الفيحاء و لاجرما


ولتبكه زنجبار دار هجرته


بها توفى وفيها قبره ارتسما


ولتبكه القمر الكبرى لأنّ بها


كانت ولادته واليوم قد عدما


لهفي عليه أقول اليوم والهفي


وحرُّ حزني بقلبي زاد واحتدما


قد كان للسنة الغراء خادمها


فنعم ما كان مخدوما ومن خدما


1الكاتب عن الشخصية السفير الدكتور حامد كرهيلا