[أحمد العربي]

سيمفونية المدن السورية
إهداء لشهداء حمص ودمشق وحماة في ظل التلذذ العربي بموتنا

قالها
وجهه متجهم
يشوبه لون الخريف
قالها ..ويداه ترتجفان من وجل
قال ..يا سيدي ماتت دمشق
ماتت دمشق
وتلك حمص تدك من وجع
تلك حمص يحترق الصفصاف فيها
ونواعير حماة تذرف من دماها
الريح تعول في صحراء عمرنا موتا وأنينا واغتراب
قلت
يا سيدي أنت تهذي
أو ربما هي حمى الهراء
قال رأيتها
أم المدائن تبكي
تزف الافا من الشهداء
رأيت قاسيون مذهولا
وهذي الرستن أم الدراق قد أقفرت
إلا من دمار بعد قصف
واكوام أشلاء
قلت
قف مكانك
هذي دمشق لا تعرف للموت عنوانا
هذه ربما كربلاء أخرى
أو ربما بغداد حينما احرقها المغول
يا سيدي هي ضريبة الدم ندفعها
هذه حمص لا لن تبور
لن يهزم الموت جلق أو حماة
هاهي نسائم الحرية قد أقبلت
فلا تبئس
هي ضريبة من دمنا
لكن الحياة أقوى من أسطورة الجلاد