[المفتش كرمبو]

اسم الكاتب : حافظ البرغوثي دخل المجلس العسكري المصري في صراع مع الادارة الاميركية نتيجة للبيان التكميلي الذي اصدره المجلس قبل انتهاء عملية التصويت في اليوم الثاني من الاعادة. والبيان عمليا يحيل كل السلطات الى المجلس العسكري بعد حله مجلس الشعب بقرار من المحكمة الدستورية. فالمجلس قيد سلطات رئيس الجمهورية الذي سيعلن اسمه اليوم واعطي لنفسه من منطلق انه الاحرص على مصر سلطات كبيرة وكأنه يستشرف النتيجة قبل اعلانها اي فوز محمد مرسي مرشح الاخوان والاميركان. وتخشى المؤسسة العسكرية المصرية التي عرفت قديما وحديثا بأنها قوية في التاريخ المصري من ان تطالها ايدي الاميركان والاخوان. فالاميركيون يريدون اعادة تحجيم الجيش المصري وناقشوا ذلك في الكونغرس بحيث يكون الجيش المصري اقل عددا وذا عقيدة دفاعية فقط. فيما ان عقيدة الجيش المصري رغم اتفاقية كامب ديفيد ما زالت لم تتغير أي أن الخطر على مصر تاريخيا يأتي من الشرق اي اسرائيل حاليا. وأن الجيش المصري يجب أن يبقى قويا قادرا على الدفاع والهجوم معا.
تحجيم الجيش المصري يعني تقزيم مصر ونزع سلاحها لتكون عرضة للاطماع الاسرائيلية بمائها وسينائها وقناتها وربما تفتتها الى دويلات. ولعل الاميركيين غاضبون لأنهم مدوا جسورا وعقدوا تفاهمات مع جماعة الاخوان بحيث باتوا يتحدثون علنا عن شراكة مع الاخوان ويريدون اختبار الجماعة في الحكم فإن نجحت في لجم التطرف الديني المعادي للغرب واسرائيل واحترمت كامب ديفيد فإنها ستكون مؤهلة اميركيا لتصدير تجربتها الى بقية الاقطار العربية رغم الخطاب الاعلامي العلني المجاني عن دولة الخلافة وتحرير القدس.. الخ.. لأن الخلفاء الجدد سيكونون حلفاء جددا لواشنطن.. من هنا نفهم النقد العلني الاميركي للمجلس العسكري والتهديد السري بوقف المساعدات الاميركية.. وقد التقطت الجماعة الرسالة الاميركية كرسالة دعم لهم واعلنوا نتيجة الانتخابات من طرف واحد وحشدوا في الميادين في استعراض للقوة في مواجهة العسكر فالاحداث المصرية مرشحة للتدهور سواء كانت النتيجة فوز مرسي أو شفيق فالاخوان لن يسلموا بالهزيمة ولن يسلموا صلاحيات الرئيس للمجلس العسكري الذي عين ضابطا مديرا لمكتبه بحيث تكون صلاحيات الرئيس مرسي بترتيب من ضابطه هي مواعيد الصلاة وحضور الموالد والمناسبات الدينية ولقاء الأئمة والواعظين والتسبيح وتحضير الأحجبة بواسطة «الآي باد» الحلال.