[جليسة الشاطئ]

المصدر
مجلة العملات العالمية -palfx
www.palfx.info


اسبوع جديد تبدأه أسواق العملات الاجنبية اليوم بعد أسبوع هام انتهى بيوم عالي التذبذب بعد بيانات العمل الامريكية التي أضافت المزيد من النظرة الايجابية لتوجهات الاقتصاد الامريكي بعد أزمة تاريخية مر بها ولايزال يمر بها العالم.
وليست البيانات الامريكية وحدها ما تميزت به تحركات الاسبوع الماضي بل والمفاجأة من بنك بريطانيا كان لها كبير الاثر في اعادة الجنيه الاسترليني من اعلى مستوياته ليحصل معها الدولار على قسط من الراحة بعد فترة من الانخفاضات القوية في الفترة الماضية.
هذه العوامل القت بظلالها على التوقعات لتحركات الاسبوع الحالي وليكون التساؤل ما اذا كانت هذه الموجة من القوة للدولار ستستمر خلال هذا الاسبوع أم انها كانت فترة مؤقتة كنتيجة لاحداث مرحلية سرعان ما تزول وتعود الاسواق فيها الى الاتجاه العام لها والذي لايزال يشير الى ضعف الدولار وتحسن في شهية المخاطرة خاصة مع استمرار مؤشرات الاسهم عالميا بالتحسن والتحسن المستمر في البيانات الامريكية التي نترقب خلال هذا الاسبوع مجموعة منها تحمل أهمية ضمن باقة المؤشرات الاقتصادية التي نترقبها لتحديد ما اذا كان التعافي في الاقتصاد الامريكي واقع ام ان ما يحدث ليس الا ردة فعل مؤقتة بعد فترات من الهبوط وان الحديث عن القاع في الدورة الاقتصادية لم يكن حقيقة.
ومع بدايات تداولات هذا الاسبوع نشهد في الفترة الحالية الدولار يتخلى فعليا عن بعض المكاسب التي حققها نهاية الاسبوع الماضي مقابل العملات الاجنبية وخاصة مقابل الين الياباني والذي كان قد شهد انخفاضات قوية مقابل الدولار يوم الجمعة وصلت الى 2% ليبدأ هذا الاسبوع بعمليات جني ارباح من قبل مضاربي المدى القصير دافعين به في الفترة الحالية الى مستويات 97 يت للدولار الواحد بعد ان كان قد بدا تداولاته عند 97.65 هذا الاسبوع.
النمط السابق من التحرك للدولار وردة الفعل على البيانات الاقتصادية كانت تتعلق بشكل كبير في المحفزات والمنفرات للمخاطرة فالبيانات الايجابية عادة ما حفزت شهية المخاطرة لدى المستثمرين دافعة بالدولار للانخفاض مقابل العملات الاخرى ولكن هذه المعادلة لم تولها الاسواق اي اهتمام يوم الجمعة بعد البيانات الايجابةي من سوق العمل الامريكي وشهدنا الدولار يحقق الارباح على الرغم من ان الطريق ممهدة لشهية المخاطرة كنتيجة للارتفاعات القوية في اسواق الاسهم ولكن ومع تحول نظرة المستثمرين الى مستقبل السياسة النقدية الامريكية في ظل تحسن البيانات الاقتصادية فان الاسواق تفاعلت مع احتمال قرب رفع الفائدة الامريكية والتي كانت قد بدأت الاشاعات والتوقعات تتحدث عنها منذ بدأنا بالنظر الى تكون قاع في الدورة الاقتصادية الامر الذي سيخفف من الضغوط على الفدرالي للاستمرار في سياسة التخفيف المتبعة للتغلب على الازمة الاقتصادية الحالية ولكن رفع الفائدة لن يكون امرا سهلا على الفدرالي خاصة وان فروقات الفائدة ليست كبيرة مع التراجع في الفائدة عالميا وهو ما يجعلنا ننظر الى التحرك ليوم الجمعة على انه انحراف مؤقت عن التفاعل الطبيعي وهو ما يجعلنا ننظر في الفترة الحالية الى ان اجتماع الفدرالي يوم الاربعاء القادم لن يحمل في طياته اي دعم للنظرة القائلة بأن اسعار الفائدة الامريكية قد تبدأ بالارفاع قريبا.
هذه الفترة سنركز في نظرتنا على ردود الفعل والتفاعل مع مشاعر المخاطرة بعد ترحكات يوم الجمعة فعودة الاسواق للتفاعل مع مشاعر المخاطرة من جديد سيجعلنا ننظر الى ان القوة للدولار التي حملتها تداولات الاسبوع الماضي قد تصل الى نهاية وان الارتدادات التي شهدناها لن تتجاوز النظرة لحالة التصحيح الاعتيادية لاتجاه صاعد وستكون الطريق ممهدة امام المزيد من الهبوط للدولار الذي لاتزال المؤشرات الفنية تشير الى ان المؤشر العام للدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية لايزال يتجه نحو اهداف متدنية خلال الفترة القادمة وان القوة في الفترة الحالية للبيع خاصة وان بيانات العقود المستقبلية تشير الى استمرار مراكز بيع الدولار بالتجمع والزيادة مما يعطي اشارة الى ان العودة للارتفاع قد تكون بعيدة في الفترة الحالية.