[أرب جمـال]

قطيع من اللاما ينقل البضائع في جبال الأنديز الوعرة في بيرو، وتتميز بيرو بتفاوت كبير في مناخها ومناظرها الطبيعية التي تتدرج من قمم الجبال التي تكسوها الثلوج إلى الأدغال شديدة الحرارة والرطوبة.

بيــرو



ثالثة الدول في أمريكا الجنوبية من حيث المساحة، ولا تكبرها سوى البرازيل والأرجنتين. وبيرو دولة ذات تبايُن هائل في طبيعة أراضيها ومناخها، تقع غربي قارة أمريكا الجنوبية على المحيط الهادئ.
يتألف ساحل بيرو الطويل الضيق من صحراء أكثر جفافًا حتى من الصحراء الكبرى. ومعظم المدن الكبيرة في بيرو تقع في هذه المنطقة، ويشمل ذلك ليما، العاصمة وأكبر المدن، وميناءَها كالاو، وترتفع شرقي الساحل جبال الأنديز الشامخة التي تعلوها الثلوج، وتمتد شمالاً وجنوبًا على طول البلاد بأكملها، وهذه المنطقة مشهورة بهضابها المغطاة بالأعشاب وهوائها النظيف المنعش وشمسها المتلألئة. وتغطي الغابات والأدغال الممطرة الكثيفة معظم المنطقة الحارة الرطبة الواقعة شرقي جبال الأنديز، وتشكل المنطقة جزءًا من حوض الأمازون.

يعيش في بيرو عدد من الهنود أكبر مما يعيش في أية دولة أخرى في أمريكا الجنوبية؛ فالهنود يشكلون نصف سكان البلاد تقريبًا أو حوالي خمس العدد الإجمالي للسكان الهنود في الأمريكتين الشمالية والجنوبية. ويتألف باقي سكان بيرو بصورة رئيسية من أناس مختلطي الأنساب من الهنود والبيض (المستيزو) ولا يشكل البيض سوى جزْءٍ ضئيل من سكان هذه الدولة.

تعتبر بيرو واحدة من أهم الدول المنتجة للنحاس والفضة والرصاص والزنك (الخارصين)، كما أنها واحدة من أوائل دول العالم في صيد الأسماك. كان شعب بيرو في الماضي يصيد من الأسماك أكثر من أي شعب آخر في العالم، لكن في الثمانينيات من القرن العشرين انتقلت أفواج كثيرة من السمك من مياه بيرو باتجاه الجنوب، مما قلل من الصيد. معظم شعب بيرو يعاني الفقر؛ فكثيرون منهم يعيشون عيشة الكفاف، على الزراعة، ويعمل آخرون في المدن بأجور قليلة، كما أن بعضهم الآخر عاطل عن العمل.

من بين أسلاف هنود بيرو هنود الإنكا المشهورون الذين أقاموا إمبراطورية كبرى في بيرو بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين. وقد وصل أوائل البيض إلى البلاد في العقد الثالث من القرن السادس عشر الميلادي، يقودهم المغامر الأسباني فرانسيسكو بيزارو، وهزموا هنود الإنكا في العقد التالي، وحولوا بيرو إلى مستعمرة أسبانية. أعلنت بيرو استقلالها عن أسبانيا عام 1821م.

نظام الحكم



قصر الحكم في ليما، وفيه مكتب رئيس جمهورية بيرو، أنشئ هذا البناء عام 1938م، في موقع قصر بناه الفاتح الأسباني فرانسيسكو بيزارو في القرن السادس عشر.

أقرت بيرو عددًا كبيرًا من الدساتير منذ استقلالها عام 1821م حتى الآن. وقد بدأ تطبيق أحدث دستور عام 1993م، وتنص كل الدساتير على أن الدولة جمهورية ديمقراطية، ومع ذلك فقد سيطرت الدكتاتورية على الحكم مرات عديدة، منها الفترة الواقعة بين عامي 1968، 1980م. ففي عام 1968م أطاح قادة عسكريون بحكام بيرو المنتخَبين بموجب الدستور واستولوا على الحكم، وأقاموا هيئة حاكمة سميت بالحكومة الثورية، وقد علق القادة العسكريون الدستور، وحلوا الهيئة التشريعية وألغوا جميع الانتخابات. وفي 1980م، أجريت انتخابات لاختيار حكومة مدنية ديمقراطية جديدة، حلت محل الحكومة الثورية، ويرأس الحكومة المدنية رئيس الجمهورية، وتقوم هيئة تشريعية بسن قوانين الدولة.


الحكومة الوطنية. في عام 1992م علق رئيس بيرو ألبرتو فوجيموري، بمؤازرة من الجيش، العمل بالدستور وحل الهيئة التشريعية وبدأ يحكم بموجب مراسيم. وفي نهاية العام نفسه، أجريت انتخابات تشريعية لاختيار 80 عضوًا للبرلمان. أقر البرلمان دستورًا جديدًا للبلاد في ديسمبر 1993م. شهد عام 1995م انتخابات رئاسية وبرلمانية، تكونت الحكومة بعدها من رئيس ونائبين للرئيس وهيئة تشريعية أطلق عليها الكونجرس ومجلس للوزراء. وأعيد انتخاب فوجيموري رئيسًا للبلاد.



الحكومة المحلية. من أجل أهداف الحكم المحلي، قُسِّمت بيرو إلى اثني عشر إقليمًا. وفي عام 1992م، حل الرئيس فوجيموري المجالس الإقليمية التي كانت تحكم هذه الأقاليم. وقسمت الأقاليم إلى مقاطعات التي قسمت هي أيضًا إلى محافظات.



القوات المسلحة. أدَّت القوات المسلحة، وخاصة الجيش دورًا مهمًا في حياة شعب بيرو، فبالإضافة إلى دورها الكبير في الشؤون السياسية، يساعد أفراد هذه القوات في أعمال الشرطة وبناء الطرق وغيرها من النشاطات المشابهة. ويبلغ عدد أفراد الجيش وسلاحي البحرية والطيران 115,000 فرد، والضباط من أفضل ضباط العالم تدريبًا وثقافة، ويجند بعض الذكور في بيرو لأداء سنتين في الخدمة العسكرية لدى بلوغهم العشرين من العمر. ولبيرو جيش احتياطي يبلغ عدد أفراده 190,000 مجند.

السكان

عدد السكان. يبلغ عدد سكان بيرو 26,082,000 نسمة، يعيش 71% منهم في المدن، ويقطن الباقون المناطق الريفية. وتتفوق ليما البالغ عدد سكانها خمسة ملايين وخمسمائة ألف نسمة، على غيرها من مدن بيرو، من حيث الحجم والنشاطات والتحديث. وتشكل ليما ومدينة كالاو المجاورة لها ليما الكبرى، وتأتي كالاو ومدينة أريكويبا، اللتان يبلغ عدد سكان كل منهما حوالي نصف مليون نسمة في المرتبة الثانية بعد ليما من حيث الحجم، وهناك مدينتان أخريان في بيرو يزيد عدد سكانهما عن 300,000 نسمة، هما تروهيليو وتشكلايو.



الأسلاف. بعد أن احتل الأسبان بيرو في القرن السادس عشر الميلادي، حصلت بعض الزيجات بين الأسبان والهنود، وتُطْلق كلمة المولدين، المستيزو، على ذرية هؤلاء، وتشير التقديرات اليوم إلى أن حوالي 43% من مجموع سكان بيرو مولدون، وحوالي 46% هنود، ويشكل الأشخاص المنحدرون من أصول بيضاء غير مختلطة حوالي10% من مجموع سكان بيرو، ومعظم هؤلاء أسبانيو الأصل.

بالإضافة إلى الهنود والمولدين والبيض يوجد في بيرو عدد ضئيل من السود والشرقيين. وتشكل هاتان المجموعتان معًا أقل من 1% من سكان البلاد.



اللغات. أصبحت الأسبانية لغة بيرو الرسمية بعد الغزو الأسباني بزمن قصير، وبقيت لبضعة قرون اللغة الرسمية الوحيدة، وفي عام 1975م، جعلت حكومة بيرو لغة الكويتشوا التي يتكلمها هنود الإنكا لغة رسمية إلى جانب الأسبانية.

يتكلم الأسبانية نحو 75 إلى 80% من مجموع سكان بيرو. أما الباقون فلا يتكلمون سوى إحدى اللغات الهندية، والكويتشوا هي بلا منازع أكثر اللغات الهندية شيوعًا. ويوجد حوالي مليوني هندي من سكان منطقة المرتفعات، أي أعالي جبال الأنديز في بيرو، لا يتكلمون غير الكويتشوا، وعدد أقل من هؤلاء من هنود مرتفعات الأنديز يتحدثون لغة إيمارا، وهي لغة قبيلة دحرها هنود الإنكا في القرن الخامس عشر الميلادي. وفي الأدغال والغابات الممطرة في شرق بيرو، وهي منطقة تدعى سلْْفا، أي الغابة الاستوائية، تعيش مجموعات متناثرة من الهنود الذين يتكلمون لغات قبلية أخرى متنوعة، ويجمع عدد كبير من أبناء بيرو بين اللغة الأسبانية وإحدى اللغات الهندية.

إحضار نصيب الأسرة من الماء واجب يومي في كثير من أجزاء ليما الفقيرة، ويقطن هذا الهندي والهندية أحد الأحياء المزدحمة التي تم تحسينها، وتدعى بويبلوخوبن؛ المدينة الشابة أو الجديدة.

أنماط الحياة. أقام الغزاة الأسبان في بيرو نظامًا طبقيًا صارمًا أساسه الانتماء العرقي؛ فقد تحكمت طبقة عليا قليلة العدد مكونة من البيض بطبقة دنيا كبيرة مكونة من الهنود. ومع ازدياد عدد المولدين انضم معظمهم أيضًا إلى الطبقة الدنيا، وقد استمر هذا النظام القائم على طبقتين حتى عام 1900م تقريبًا، حيث بدأت تنمو طبقة متوسطة صغيرة من البيض والمولدين.
نمت الطبقة الوسطى في بيرو نموًا مطردًا في القرن العشرين الميلادي، وهي تضم اليوم العاملين في المكاتب والمديرين، وأرباب المهن المتخصصة، وأصحاب الأعمال التجارية الصغيرة والضباط، لكن لا تزال غالبية شعب بيرو العظمى، أي الهنود بأكملهم تقريبًا، ومعظم المولدين، ينتمون إلى الطبقة الدنيا. وما زالت الطبقة العليا الصغيرة في بيرو تقتصر على البيض اقتصارًا يكاد يكون تامًا.

البيض. ينتمي نحو نصف البيض في بيرو إلى الطبقة العليا والنصف الآخر تقريبًا إلى الطبقة المتوسطة. وينتمي عدد قليل من البيض إلى الطبقة الدنيا، ويتكلم البيض اللغة الأسبانية، وملابسهم تشابه إلى حد كبير ما يرتديه الناس في الدول الغربية الأخرى.

وتحظى الروابط الأسرية بالأهمية في جميع مستويات المجتمع في بيرو. لكنها ذات أهمية خاصة لدى عائلات الطبقة العليا البيضاء التي اعتادت السيطرة على جزء كبير من ثروة البلاد، فقلما تختلط هذه العائلات بأشخاص خارج طبقتها، وفي أغلب الأحيان يتزوج أولادها من عائلات أخرى من الطبقة نفسها. وتعيش معظم هذه العائلات في الأحياء الراقية في ليما وغيرها من المدن الكبيرة.

المولَّدون. يماثلون البيض في التكلم بالأسبانية وارتداء الملابس الغربية. وقد كانت صلاتهم بمجتمع البيض دائمًا أوثق من صلات الهنود به، فعلى سبيل المثال، اعتاد ملاك المناجم والمزارع البيض توظيف مولدين للإشراف على العمال الهنود. كما أن نمو الطبقة الوسطى أعطى المولدين فرصًا أخرى للارتقاء، واليوم يوجد عدد كبير من مولدي الطبقة الوسطى بين طلبة الجامعات، أو ممن تبوأوا مراكز قيادية في الحكومة والصناعة والقوات المسلحة والمهن المتخصصة، بل هناك قلة من المولدين ممن حازوا نصيبًا من الثروة والمركز الاجتماعي كان كافيًا لقبولهم في الطبقة العليا، لكن الغالبية من هؤلاء لاتزال تنتمي إلى الطبقة الدنيا.

عائلة هندية في إحدى الغابات الكثيرة الأمطار في شمال شرق بيرو، وهي لا تحتاج لأكثر من سقف من السعف تحتمي به، ويعيش في بيرو من الهنود أكثر مما يعيش في أي دولة أخرى في أمريكا الجنوبية.

الهنود. يقطن معظم هنود بيرو في المرتفعات أو على الساحل، ويعيش عدد أقل منهم كثيرًا في الغابات الاستوائية، وجميع الهنود تقريبًا فقراء وغالبيتهم حرموا من التعليم النظامي.
يعيش هنود الجبال على ارتفاعات يصل بعضها إلى 4,570م فوق مستوى سطح البحر. ولا يوجد مكان آخر في العالم يعيش فيه الناس على ارتفاعات عالية إلى هذا الحد سوى سلسلة جبال الهملايا في جنوبي آسيا. ويعيش جميع هنود المرتفعات تقريبًا على الزراعة، وغالبية الشباب يرتدون ملابس غربية الطراز، لكن الكثيرين من الهنود الأكبر سنًا يرتدون ملابس تقليدية من القماش المنسوج يدويًا.

ينتمي هنود الغابات الاستوائية إلى نحو 40 قبيلة، وهم يقطنون قرى قبلية متفرقة، ولايرتدون سوى القليل من الملابس، ويصيدون الحيوانات والأسماك للحصول على الجزء الأكبر من طعامهم.

ومع مرور السنين انتقل هنود كثيرون من الأراضي المرتفعة والغابات الاستوائية، كي يعملوا في المزارع الساحلية، كما انتقل العديد من الهنود الآخرين إلى المدن، لكن نقص التعليم وعدم القدرة على تكلم الأسبانية مثَّلا عائقين أمام الكثيرين للعيش هناك.

جانب حديث من مدينة ليما يماثل بما فيه من طريق سريع وعمارات سكنية عالية الأجزاء الحديثة من المدن الكبيرة في جميع أرجاء العالم، وليما أكبر مدن بيرو بلا منازع.

السكن. معظم العائلات الريفية في بيرو تبني بيوتها بنفسها، والعادة أن يتألف البيت من غرفة واحدة، وفي المرتفعات تبُنى جدران معظم المنازل من الطوب، (قطع الآجر التي تجففها الشمس)، والسقف من الأعشاب المجففة أو القرميد المصنوع يدويًا، ومعظم منازل الغابات الاستوائية ذات جدران مصنوعة من الأغصان الصغيرة أو من أعمدة من نبات الخيزران وسقف من القش أو سعف النخيل.
ويمكن مشاهدة أنواع كثيرة من المنازل في المدن الكبيرة في بيرو. ففي أحياء الطبقتين العليا والوسطى يعيش الناس في منازل مريحة كل منها لأسرة واحدة ولها أفنية مسوَّرة، كما توجد في كبريات المدن عمائر سكنية عالية ومشاريع سكنية حكومية حديثة، لكن كثيرًا من المساكن في مدن بيرو فقيرة إلى حد كبير. فعدد كبير من عائلات الطبقة الدنيا في ليما وغيرها من المدن الكبيرة يعيش في أحياء فقيرة مزدحمة، وظروفها الصحية سيئة، لكن منذ الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي نزحت آلاف العائلات من الأحياء الفقيرة، وشكلوا جماعات احتلت بغير حق أراضي تملكها الدولة خارج المدن، واليوم يعيش حوالي مليون من مواطني بيرو ضمن هذه الجماعات.

ومعظم محتلي الأراضي بوضع اليد يبنون بيوتهم في البداية من الورق المقوى أو من المعادن القديمة أو غير ذلك من الخردة. ولكن بما أن المحتلين لا يدفعون إيجارًا، فإن عائلات كثيرة توفر مع مرور الوقت ما يكفي من المال لبناء منزل دائم من اللبن أو قوالب الإسمنت، وتشجع الحكومة هذه الجهود بإطلاقها اسم بويبلو خوبن، أي المدن الشابة أو الجديدة، على أحياء المحتلين وتزودها بالماء الجاري وبشبكة الصرف الصحي.



الطعام. تتناول معظم عائلات الطبقتين العليا والوسطى في بيرو أطعمة متنوعة من لحوم الماشية والأسماك والدواجن ومن الخضراوات ومنتجات الحبوب. وهم يتبلون البصل والفلفل الحار ويضيفونهما إلى الطعام. وتتضمن جميع الوجبات الرئيسية تقريبًا الأرز والبطاطس والخبز.

وتتناول غالبية عائلات الطبقة الدنيا في بيرو، وبخاصة معظم هنود المرتفعات، غذاءًا متكررًا ليس غنيًا. ويتألف طعام هنود المرتفعات بصورة عامة من البطاطس والفاصوليا والذرة الشامية والقرع وأنواع الحساء المصنوعة من الشعير أو القمح، ويمضغ كثير من هؤلاء الهنود أوراق نبات الكوكا، وهي أوراق تحوي مخدر الكوكايين، الذي يخفف مشاعر الجوع، لدى من يتناوله. أما هنود الغابات الاستوائية فغذاؤهم أكثر تنوعًا إلى حد ما، فهم لا يزرعون سوى عدد محدود من المزروعات مثل الذرة الشامية والمنيهوت (الكسافا)، وهي جذر نباتي نشوي، لكن الأدغال توفر للهنود أنواعًا مختلفة كثيرة من الأسماك وحيوانات الصيد الصغيرة، وعدة أنواع مختلفة من الثمار والمكسرات.

الاحتفالات الدينية العامة مثل هذا الموكب في الأسبوع المقدس عند النصارى في أياكوتشو، يجذب أعدادًا كبيرة من المتعبدين، وينتمي جميع سكان بيرو تقريبًا إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

الترويح. للموسيقى والرقص شعبية كبيرة في جميع أنحاء بيرو، وتذيع محطات الإذاعة كل لون من موسيقى البلاد التقليدية إلى أحدث الألحان الشائعة في الولايات المتحدة. وتُعزف الموسيقى الهندية التقليدية على الطبول وأنواع الناي والخشاخيش وآلة شبيهة بالقيثارة، وتستخدم موسيقى المولدين أيضًا هذه الآلات وآلات أخرى مثل القيثارة والكمان والأبواق، وتجذب فرق المولدين الموسيقية جماهير غفيرة في المقاهي وقاعات الرقص في مختلف أرجاء بيرو، والأفلام أيضًا وسيلة من وسائل الترويح في بيرو.
وتُعتبر كرة القدم من أكثر الألعاب الرياضية شعبية في بيرو. وينافس منتخب البلاد الوطني فرقًا من دول أخرى على أرض الاستاد الوطني في ليما الذي يحوي 70,000 مقعد. وكذلك يستمتع كثير من أفراد شعب بيرو بكرة السلة ومصارعة الثيران.

ولكل مدينة أو بلدة في بيرو تقريبًا مهرجان سنوي يسمّى فيريا، أي المعرض، لتكريم القديس الذي يرعى البلدة في اعتقادهم. وتشمل هذه المهرجانات مواكب دينية مليئة بالحيوية والبهجة وولائم ورقصًا وألعابًا، وتحتفل بيرو بذكرى استقلالها في 28 يوليو من كل عام.

مدرسة في قرية. هي إحدى المدارس الكثيرة التي أنشئت في بيرو منذ الستينيات من القرن العشرين، والتي تساعد أطفال الريف على تعلم القراءة والكتابة. ولقد اقتصر التعليم، في الماضي، على عدد قليل من هنود بيرو.

التعليم. هناك نسبة تقارب ربع عدد مواطني بيرو البالغين 15عامًا أو أكثر ممن لا يعرفون القراءة والكتابة، وتقطن الغالبية العظمى من هؤلاء في المناطق الريفية، ومعظمهم هنود. ومعظم سكان بيرو المتعلمين يقطنون المدن حيث يوجد فيها عدد من المدارس أكبر مما يوجد في المناطق الأخرى. وقد قامت الحكومة منذ العقد السابع من القرن العشرين الميلادي ببناء عدد كبير من المدارس الابتدائية الريفية، لكن الحاجة إلى المدارس لاتزال قائمة.
ويلزم القانون في بيرو جميع الأطفال بين السادسة والخامسة عشرة بالذهاب إلى المدارس. لكن كثيرين من أطفال الريف غير قادرين على تلبية هذا الواجب بسبب النقص في المدارس والمعلمين. ومعظم تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية يدرسون في مدارس حكومية مجانية، لكن جميع الطلاب الذين ينتمون إلى عائلات من الطبقة الوسطى أو العليا تقريبًا يدرسون في مدارس خاصة تتقاضى رسومًا تعليمية. وفي بيرو نحو ثلاثين جامعة منها جامعة سان ماركوس الشهيرة في ليما. وهذه الجامعة التي أسست عام 1551م هي أقدم مؤسسة للتعليم العالي في أمريكا الجنوبية.



الدين. نحو 95% من مجموع سكان بيرو ينتمون إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. لكن عدد الأشخاص الذين يواظبون على الذهاب إلى الكنائس قليل نسبيًا. ولايزال عدد كبير من الهنود يعبدون بعض آلهة الإنكا، وتمنح حكومة بيرو حرية العبادة لجميع الجماعات الدينية لكنها تدعم رسميًا الديانة الرومانية الكاثوليكية، فهذه الديانة على سبيل المثال، تُدرَّس في جميع المدارس الحكومية في كافة أنحاء بيرو. وتشمل الطوائف الدينية الأخرى في بيرو البروتستانت والمسلمين الذين بلغ عددهم حسب إحصاء 1411هـ، 1990م أكثر من 5,000 مسلم يعيش معظمهم في العاصمة ليما وفي المدن الرئيسية الأخرى. كما أن هناك اليهود والبوذيين.



الفنون والآداب. تعود التقاليد الفنية في بيرو إلى ما قبل ثلاثة آلاف سنة تقريبًا. حين بدأ الهنود المقيمون فيها بصنع أعمال جميلة من النحت والفخار، والمجوهرات والمنسوجات، ولايزال هنود بيرو يمارسون هذه الفنون والصناعات اليدوية، وقد كان هنود الإنكا خبراء في الهندسة المعمارية، ويمكن مشاهدة أمثلة تدل على براعتهم في هذا المجال في أنحاء كثيرة من بيرو.

أنشأ المستعمرون الأسبان في البلاد عددًا كبيرًا من الكنائس والأبنية الحكومية الغنية بالزخرفة. وقد دمرت الزلازل الكثير من هذه المنشآت، وأعيد بناء بعضها.

وأول كاتب كبير أنجبته بيرو هو ريكاردو بالما الذي كتب مؤلفاته في النصف الثاني من القرن التاسع عشرالميلادي، وأوائل القرن العشرين. وقد اكتسب بالما شهرة شملت العالم بأسره من قصصه عن الحياة في بيرو في ظل الاستعمار، وبعد ذلك تبنى كتاب كثيرون موهوبون من بيرو قضية الهنود، ومن بين هؤلاء الكاتب السياسي خوزيه كارلوس مارياتيغوي والشاعر سيزار فاليهو وكاتبا الرواية سيرو ألغريا، وخوسيه ماريا أريغوداس. كما حاز ماريو فارجاس لوسا خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين الشهرة بسبب رواياته التي تتناول العلاقات بين الطبقات الاجتماعية في بيرو.

الأقاليم الطبيعـية

تضم بيرو ثلاثة أقاليم طبيعية رئيسية، وهي من الغرب إلى الشرق: 1- الساحل، ويحاذي المحيط الهادئ، 2- المرتفعات، وهي أعلى أجزاء جبال الأنديز الواقعة في بيرو، 3- الغابات الاستوائية (سلفا) وهي إقليم من الغابات والأدغال. وتحدث الزلازل بكثرة في بيرو، ويتركز معظمها في المرتفعات وتمتد آثارها حتى الساحل. وقد تسبب زلزال رهيب حدث عام 1970م، في وفاة أكثر من 66,000 شخص معظمهم من المرتفعات الشمالية.

صحراء ساحل بيرو تتألف إلى حد كبير من أرض مجدبة كالتلال المكسوة بالرمال التي تظهر في خلفية الصورة. ولكن الري يجعل الأرض تنبت القطن (في مقدمة الصورة) وغيره من المحاصيل.

الساحل. يتألف من شريط طويل ضيق بين المحيط الهادئ والمرتفعات، ويشمل هذا الإقليم التلال السفحية من جبال الأنديز الواقعة في بيرو. وتقع معظم المدن الكبيرة والمزارع التجارية والمصانع على امتداد الساحل، والساحل كله تقريبًا صحراء جافة وعرة. ويوجد نحو خمسين نهرًا متدفقة من الجبال تمر في المنطقة، فتوفر الماء للمزارع الساحلية وكذلك مياه شرب للمدن، صغيرها وكبيرها.


المرتفعات. وهي مكونة من جميع مناطق جبال الأنديز التي يزيد ارتفاعها على 2,000م، ومعظم هذا الإقليم نجود ووديان عريضة. ويغطي الثلج أعلى قمم هذه المرتفعات على مدار السنة، وتوجد في بعضها أنهار جليدية دائمة. أعلى قمة هي البركان الخامد هواسكاران البالغ ارتفاعه 6,768م. ولا تنمو في المرتفعات سوى قلة من الأشجار، لكن الأعشاب الكثيفة تغطي العديد من الوديان، التي يستخدمها الهنود لرعي قطعان الماشية وخاصة اللاما والأغنام. انظر: الأنديز، جبال.

تُعدّ بحيرة تيتيكاكا في المرتفعات الجنوبية أكبر بحيرات بيرو. ويقع جزء منها في بوليفيا. وتبلغ المساحة التي يغطيها الجزء الواقع في بيرو من هذه البحيرة 4,957كم². تقع بحيرة تيتيكاكا على ارتفاع 3,812م، فوق سطح البحر، وهي أعلى بحيرات العالم الصالحة للملاحة، ويستوطن هنود الأيماكا على شواطئها بأعداد كثيفة.






الغابات الاستوائية. وتنقسم بدورها إلى إقليمين فرعيين: الغابات العالية، والغابات المنخفضة. تتألف الغابات العالية من التلال الشرقية على سفوح جبال الأنديز، والتلال السفحية الشرقية مغطاة بالغابات الخضراء على خلاف التلال السفحية الغربية الجافة. وتتألف الغابات المنخفضة من سهول منبسطة منخفضة إلى شرق الغابات العالية، وتكاد تغطيها بأكملها أدغال وغابات كثيفة وغزيرة الأمطار، ويمر في هذا الإقليم نهر الأمازون الكبير، أطول أنهار أمريكا الجنوبية.

المنـــاخ


خريطة البيرو

تقع بيرو بأكملها في المنطقة الاستوائية، لكن تيار بيرو، وهو تيار بارد إلى حد غير عادي، يجعل الساحل أشد برودة مما هو طبيعي بالنسبة لمثل هذه المنطقة، فمعدل درجات الحرارة الساحلية يبلغ 23°م من نوفمبر إلى أبريل، و 16°م من مايو إلى أكتوبر. وينخفض معدل درجات الحرارة في المرتفعات عن المعدل الساحلي، وذلك بسبب الارتفاعات العالية، وعند أعلى النقاط لا ترتفع الحرارة فوق درجة التجمد قط. وتغطي الثلوج قمم الجبال. لكن لا يحدث أي صقيع في المناطق التي يقل ارتفاعها عن نحو 3,000م، ودرجات الحرارة في معظم منطقة الغابات الاستوائية عالية طوال السنة، وفي أماكن كثيرة يبلغ متوسطها 27°م.
وتزداد كمية الأمطار والثلوج وأشكال التساقط الأخرى تدريجيًا من الساحل إلى الغابات الاستوائية، ونظرًا لأن الهواء على طول الساحل بارد فإنه لا يستطيع الاحتفاظ بدرجة عالية من الرطوبة. إضافة إلى ذلك يفقد الهواء القادم من الشرق رطوبته في جبال الأنديز، قبل أن يصل إلى الشاطئ. ونتيجة لذلك فإن هطول الأمطار السنوي فوق الساحل قلما يتجاوز 5سم، ويقل التساقط في كثير من أجزاء المرتفعات الغربية عن 25سم كل عام.

وتتعرض المرتفعات الشرقية والغابات الاستوائية إلى موسم ممطر من نوفمبر، وحتى نهاية أبريل، وموسم جاف من مايو إلى نهاية أكتوبر، ويزيد التساقط في جزء كبير من المرتفعات الشرقية على 100 سم في العام، بينما لا يقل، في معظم أجزاء الغابات الاستوائية، عن 200سم سنويًا وتهطل على بعض أجزاء الغابات العالية أكثر من ضعف تلك الكمية.

الاقـتـصــاد

كانت عائلات الطبقة العليا تسيطر على معظم موارد بيرو وصناعاتها. وفي عام 1968م تولت السلطة حكومة عسكرية، واستولى القادة العسكريون على بعض المشاريع الاقتصادية ومنحوا جزءًا من ملكية بعض المزارع والمصانع للعاملين فيها. ثم عادت بيرو إلى الحكم المدني عام 1980م، وبدأت الحكومة المدنية تزيد من الملكية الخاصة. فقد كان القادة الحكوميون يأملون أن يخفف ازدياد مشاريع القطاع الخاص من مشاكل بيرو الاقتصادية ومن بينها سرعة التضخم وارتفاع نسبة البطالة وانخفاض معدل الإنتاج. لكن الحكومة أبطأت في تنفيذ سياساتها مما جعل المشاكل تستمر.



الزراعة. زراعة الأراضي هي أولى المهن في بيرو، وتملك عائلات كثيرة من المزارعين قطع أرض صغيرة لا تكاد تنتج منها ما يكفي لطعامها، ويعمل آخرون في مزارع تعاونية كبيرة، يملكها العاملون فيها، ويعملون فيها بصورة جماعية.

أهم المحاصيل التي تصدرها بيرو البن والقطن وقصب السكر. وتنتج مزارع المرتفعات معظم البن، بينما يُزرع معظم القطن وقصب السكر في المزارع المروية الواقعة على الساحل. أما معظم المحاصيل الزراعية الأخرى فإنها تزرع لتلبية احتياجات البلاد الغذائية. وتشمل هذه المحاصيل الموز والفاصوليا والذرة الشامية والبطاطس والأرز.

منجم مكشوف في جبال الأنديز العالية ينتج النحاس والرصاص والتوتياء. وفي بيرو مخزونات معدنية هائلة، كما يؤدي التعدين دورًا رئيسيًا في اقتصاد البلاد.

التعدين. تُعدّ بيرو من أهم دول العالم المنتجة للنحاس والرصاص والفضة والزنك (الخارصين)، وتُستخرج جميع هذه المعادن من مناجم تقع غالبيتها في المرتفعات، كما تنتج بيرو كمية جيدة من خام الحديد، ومن النفط. وتقع أغنى مناجم الحديد في أقصى الجنوب من الساحل، بينما يحوي الساحل الشمالي، والغابات أكبر مخزونات النفط، وتوجد في المرتفعات مخزونات هامة من الذهب.
وهناك نحو 40 جزيرة صغيرة قرب ساحل بيرو تحتوي على مخزونات كبيرة من مخلفات الطيور التي تعرف باسم غوانو (ذرق الطيور)، التي تُعدُّ سمادًا جيدًا لما تحويه من نسبة عالية من النترات والفوسفات. وتقوم شركة حكومية باستخراج الغوانو وتبيعه إلى مزارعي البلاد.

عاملات في مصنع لمعالجة الأسماك قرب بيرو، حيث يتولين (في الصورة أعلاه) أمر جزء من الكمية الهائلة من الأسماك التي يصطادها شعب بيرو سنويًا، وصيد السمك من أهم النشاطات الاقتصادية في بيرو.

صيد السمك. تُعد بيرو من أوائل الدول في صيد الأسماك، وكل عام تفوز أساطيل الصيد التابعة لها بكميات وافرة من الأنشوفة، والسردين، والتونة وغيرها من الأسماك البحرية. وتشكل أسماك السردين الجزء الأكبر من الكميات التي تصطاد في البلاد بلا منازع، ويباع جريش السمك الذي يصنع في بيرو من السردين والأنشوفة المجففين في كافة أنحاء العالم لاستخدامه علفًا للماشية.
ومن أجل تلافي تجاوز صيد الأسماك الحد المناسب وبالتالي ضمان كميات مربحة لصيادي بيرو، تدعي الدولة لنفسها السلطة على مياه المحيط لمسافة تبعد عن سواحلها بمسافة 370كم. وتفرض الحكومة رسومًا باهظة على المراكب الأجنبية للسماح لها بالصيد في هذه المياه وتستولى على المراكب التي ترفض الدفع، وقد سبب هذا التصرف صدامات عديدة بين مراكب الصيد الأجنبية وسلطات بيرو.

بضائع زاهية منسوجة يدويًا. تنتج بيرو منذ حوالي 3,000 عام بضائع كهذه المعروضة للبيع على جانب أحد الطرق على مقربة من كسكو. ويشتهر محترفو الصناعات اليدوية في بيرو بمهارتهم الفنية.

التصنيع. يتم جزء كبير من الصناعة في بيرو على نطاق ضيق وبأيدي أفراد من أرباب الصناعات اليدوية، لكن هناك بعض المصانع التي يعمل فيها عمال كثيرون وتستخدم أساليب الإنتاج بالجملة، ومعظمها على الساحل. ويعالج عدد كبير من هذه المصانع المواد الخام تمهيدًا لتصديرها. وتتضمن أهم المواد المعالجة فيها جريش السمك، والمنتجات النفطية، والمعادن بعد تنقيتها من الشوائب، والسُّكر. وتنتج مصانع كبيرة أخرى المواد الكيميائية والمفروشات والمنتجات الورقية والأغذية المعالجة صناعيًا والصلب والأقمشة القطنية والصوفية.


التجارة. تتضمن صادرات بيرو الرئيسية جريش السمك والنفط والمعادن، وخاصة النحاس والفضة، وتصدِّر بيرو أيضًا البن والقطن والسكَّر. أما البضائع المستوردة فتشمل السيارات والآليات وغيرها من السلع المصنعة والألبان واللحوم والقمح.

وتُعدُّ الولايات المتحدة أهم شريك تجاري لبيرو منذ زمن طويل. لكن بيرو زادت من حجم تجارتها في أمريكا الجنوبية، ومع أوروبا واليابان منذ الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي.



النقل. تمثل جبال الأنديز الوعرة عائقًا في وجه التنقل عبر البلاد، ومعظم الطرق في بيرو وعرة وغير مرصوفة ومعدل عدد السيارات في بيرو هو واحدة لكل خمسين شخصًا، وأطول طريق مرصوف هو الجزء المار في بيرو من الطريق الرئيسي العابر للقارة الأمريكية بأكملها، فهو يمتد على طول الساحل مسافة 2,752كم. ويتشعب من هذا الطريق فرع ينطلق باتجاه الجنوب الشرقي من الساحل إلى بوليفيا، كما يمتد عدد من الطرق الجانبية منها الطريق الرئيسي شرقًا إلى المرتفعات، ويستمر بعضها حتى الغابات الاستوائية. لكن معظم التنقل في هذه الغابات يتم فوق الأنهار. تُستخدم حيوانات اللاما كثيرًا، دواب في المرتفعات. وفي بيرو شركتا خطوط جوية تربط رحلاتهما بين ليما وجميع أجزاء بيرو، وكذلك بينها وبين دول أمريكا اللاتينية الأخرى.

ويمتد الخط الحديديّ المركزيّ من ليما الكبرى إلى المناجم، ومعامل تنقية الفلزات في جبال الأنديز العالية. ويتسلق هذا الخط الحديدي المرتفعات إلى علو 4,829م، فوق سطح البحر، وهذا أعلى مما تبلغه أي من السكك الحديدية الأخرى ذات العرض العادي في العالم، ويربط الخط الحديديّ الجنوبي ميناء موليندو بمدينة أريكويبا، وغيرها من المدن الصغيرة والكبيرة في المرتفعات الجنوبية.

وفي بيرو بضعة مرافئ طبيعية، لكن بعض المرافئ شهدت من التطوير ما جعلها موانئ بحرية مهمة، وكالاو هي أهم ميناء بحري دولي.



الاتصالات. تصدر في ليما نحو سبع صحف يومية، وفي معظم المدن الأخرى صحيفة واحدة على الأقل. وتعود ملكية معظم الصحف في بيرو إلى القطاع الخاص، وتمثل وجهات نظر مختلفة.

والإذاعة وسيلة مهمة من وسائل الاتصال الجماهيري في بيرو، فغالبية العائلات تمتلك أجهزة مذياع، وتذاع البرامج باللغة الأسبانية، ولغة كويتشوا. ومعدل امتلاك أجهزة التلفاز في بيرو هو جهاز لكل عشرة أشخاص، ويشاهد الكثيرون برامج التلفاز في الأماكن العامة. ويعرض التلفاز برامج محلية، وكذلك برامج أجنبية مع تسجيل صوتي باللغة الأسبانية. بعض محطات الإذاعة والتلفاز حكومية، ويملك القطاع الخاص المحطات الأخرى، كما تمتلك الحكومة نظام البريد في البلاد وتتولى إدارته.

نبذة تاريخية



تشانتشان عاصمة هنود التشيمو، وقد أصبحت أطلالاً على مقربة من تروهيليو.كانت حضارة هؤلاء الهنود حلقة من سلسلة طويلة من الحضارات التي ازدهرت في بيرو قبل قدوم الأسبان في القرن السادس عشر الميلادي.

يعتقد العلماء أن أول قوم عاشوا في بيرو كانوا هنودًا أتوا إليها من أمريكا الشمالية قبل نحو 12,000 عام. انظر:الهنود الأمريكيون. وقد تعلم الهنود الزراعة تدريجيًا، فروضوا حيوان اللاما وزرعوا البطاطس التي كانت تنمو نموًا بريًا في المرتفعات، وأصبحت البطاطس غذاء مهمًا في بيرو قبل أن تعرف في أي مكان آخر في العالم.

أقام هنود التشافين أول حضارة معروفة في بيرو، وقد بلغت هذه الحضارة أوجها حوالي عام 900ق.م. وفيما بعد أقامت مجموعات أخرى مثل موتشيكا وتياهواناكو وتشيمو حضارات في بيرو، وبنى التشيمو عاصمة كبيرة أطلقوا عليها اسم تشانتشان بدأ بناؤها حوالي عام 1000م، وتغطي آثار تشانتشان حوالي 20كم² قرب مدينة تروهليو المعاصرة.

وفي نحو عام 1200م أسس قوم يدعون الإنكا مملكة في جنوبي بيرو، وكان الإنكا أساتذة في الهندسة المعمارية وشق الطرق، وضليعين في علم الفلك، كما دأبوا على سن القوانين وكانوا مقاتلين موهوبين. ومع حلول السنوات الأولى من القرن السادس عشر الميلادي، كان الإنكا قد بنوا إمبراطورية كبرى وبلغت حضارتهم ذروتها. وقد امتدّ حكمهم شمالاً إلى أجزاء من أرض ما يدعى اليوم كولومبيا والإكوادور وجنوبًا حتى الأراضي التي تقوم عليها اليوم دولتا تشيلي والأرجنتين. لمعلومات تفصيلية عن إمبراطورية الإنكا.