[جمال جرار]

الجزائر: مظاهرة بمنطقة القبائل احتجاجا على تفاقم ظاهرة اختطاف التجار ورجال الأعمال

2010-11-22

شهدت إحدى بلدات منطقة القبائل أمس الاثنين مظاهرة شعبية سلمية احتجاجا على التصعيد الأمني الذي تعرفه المنطقة في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد تزايد حالات الاختطاف وسط رجال الأعمال وكبار التجار مقابل دفع فدى.
جاءت هذه المظاهرة في أعقاب الإفراج عن الرهينة عمر سليمانة، الذي تعرض منذ أكثر من أسبوع لاختطاف رفقة ابن عمه حمدوش سليمانة، وقد تمكن هذا الأخير من الفرار بعد إصابته بعدة طلقات قبل أن يتوفى متأثرا بجراحه يوم الجمعة الماضي.
وقرر ممثلو لجان القرى الإبقاء على المظاهرة التي جرت ببلدية 'فريحة'، رغم أنها كانت ستلغى بعد الإفراج عن الرهينة، إذ انطلقت المظاهرة حوالي الساعة العاشرة صباحا من حي 40 مسكنا في اتجاه مقر البلدية.
وسار المتظاهرون في صمت لم تكن تقطعه سوى النداءات المتكررة للمنظمين عبر مكبرات الصوت، والتي كانوا يدعون من خلالها المواطنين إلى الالتحاق بالمظاهرة وغلق محلاتهم التجارية تضامنا مع عائلة سليمانة التي فقدت أحد أبنائها في عملية اختطاف اهتزت لها منطقة القبائل.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها بالبنط العريض 'لا للاختطافات' و'لا للرعب والخوف'، وأخرى تطالب السلطات بالتدخل لإيجاد حل لهذه المعضلة التي باتت تهدد حياة وأمن المواطنين. وقد استجاب التجار وأصحاب المحلات لنداءات المنظمين وأغلقوا محلاتهم على طول خط سير المظاهرة، كما اصطف العشرات من المواطنين على جانبي الطريق وسط أجواء من الحزن، خاصة وأن نجل الضحية حمدوش سليمانة كان يتقدم السائرين. وعندما وصل الجمع أمام مقر بلدية فريحة فتح المجال لإلقاء بعض الخطب، وقال السعيد سليمانة والد الرهينة المفرج عنه ان نجله عاد إلى أهله سالما معافى بفضل التضامن والمساندة التي وجدتها عائلة سليمانة من كل سكان القرى المجاورة، مشددا على أن هذا التضامن هو الذي جعل الجماعة الخاطفة تخلي سبيله.
وذكر أن الخاطفين لم يطالبوا بأي فدية مقابل الإفراج عن نجله، مشيرا إلى أن الهبة الشعبية التي عرفتها المنطقة بعد الاختطاف جعلتهم يدركون أنهم لن يحصلوا على أية فدية، وهو ما جعلهم يخلون سبيله بعد أكثر من أسبوع على اختطافه.
وشكر رئيس بلدية فريحة محند لعزيز الحضور، مشددا على أن يقظة المواطنين ووقوفهم وقفة رجل واحد، هي 'خير إجابة للجماعات الإرهابية التي تريد نشر الرعب والخوف بين سكان المنطقة'.
وشدد على ضرورة التصدي لهذا المخطط الذي يهدف إلى نسف كل جهود التنمية التي بدأت المنطقة تعرفها بفضل جهود أبنائها من أمثال عائلة سليمانة، مشيرا إلى أن ولاية تيزي وزو عرفت 64 حالة اختطاف، وهو رقم يدعو إلى القلق، كما قال.
من جهته دعا رئيس بلدية عزارقة، يوسف ميزواني، السلطات إلى التحرك 'من أجل إنقاذ منطقة القبائل من براثن الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية التي تريد أن تبقي عليها رهينة لهذا الواقع المتميز بعدم الاستقرار وانعدام الأمن'.
وتساءل عن أسباب وخلفيات التزايد المقلق لظاهرة الاختطافات في منطقة القبائل دون غيرها من المناطق الأخرى، والتي تستهدف بالدرجة الأولى رجال الأعمال والتجار الكبار وأفراد عائلاتهم، مشددا على أن السلطات هي التي يجب أن تقدم إجابة على هذا السؤال الذي بات على كل لسان.
واعتبر أن سكان منطقة القبائل سئموا من تكرار هذه الاختطافات، وأنه يجب على الحكومة أن تبذل جهودا إضافية لتوفير الأمن لسكان المنطقة مثلما تفعل مع الولايات الأخرى، التي تعرف تغطية أمنية أكبر.
وابرز ميزواني أن هذه الاختطافات يمكن وصفها بأنها حرب اقتصادية على منطقة القبائل، مشددا على أنه في حالة ما إذا تواصلت الاختطافات، فإن كل رجال الأعمال والمستثمرين من أبناء المنطقة سيهجرونها نحو مدن أكثر أمنا، وهو ما سيكون له الأثر المدمر على جهود التنمية.