![]() |
تفاصيل الوعود الغربية البلفورية 1799 - 1917 (3/ 4)
16 - 11 - 2009 أوس داوود يعقوب http://www.falestiny.com/image/200px/ausyakoub.jpg * ردود فعل الدول العظمى على وعد بلفور: كانت فرنسا صاحبة أول بيان صدر تأييداً لذلك الوعد المشؤوم، فقد أصدر وزير الخارجية الفرنسي بياناً مشتركاً مع ممثل الجمعيات الصهيونية في فرنسا، عبّرا فيها عن ارتياحهما عن التضامن من بين الحكومتين الإنجليزية والفرنسية في قضية إسكان اليهود في فلسطين. الدور الأمريكي: في عام (1844) قامت أمريكا بفتح أول قنصلية لها في القدس، وهناك بدأت تقارير القنصل الأمريكي تتوالى على رؤسائه، وقد كانت تتمحور حول ضرورة التعجيل في جعل فلسطين وطناً لليهود. وفي عام (1891) قام أحد أبرز زعماء الصهيونية المسيحية في ذلك الوقت، وهو القس ويليام بلاكستون بعد عودته من فلسطين، برفع عريضة إلى الرئيس الأمريكي بنيامين هاريسون دعاه فيها إلى الاقتداء بالإمبراطور الفارسي قورش الذي أعاد اليهود من السبي البابلي إلى فلسطين. وبعد انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول عام (1897) قام القس بلاكستون بتوجيه انتقاده إلى زعيم المؤتمر ثيودور هرتزل لأنه وجد منه تساهلاً في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين. الدور الألماني: في عام (1898) زار الإمبراطور الألماني غليوم مدينة القدس، وقد سعى ثيودور هرتزل إلى التقرب من الإمبراطور طلباً لدعم مشروعه، فتحقق له ذلك إثر لقاء ضم وفداً من الشخصيات الصهيونية الرفيعة المستوى، وقد أكد الإمبراطور للوفد بأن (المساعي الصهيونية في فلسطين التي تحترم سيادة حليفته تركيا تستطيع أن تعتمد على رعايته الكاملة)، وترجم الإمبراطور غليوم وعده بهذه الرعاية بتوثيق العلاقة بين المستوطنين الصهاينة والمستوطنين الألمان، من جماعة جوتليب هوفمان والد كريستوف هوفمان، مؤسس جمعية الهيكل الألمانية، الذين بدأوا عام (1870) بإنشاء مستوطنات زراعية ألمانية في القدس وحيفا ويافا. وبعد المذابح والمضايقات التي تعرض لها اليهود في روسيا عام (1881)، اثر اغتيال القيصر ألكسندر الثاني، وما نتج عن هذه المذابح من هجرة واسعة من يهود روسيا إلى أوروبا الشرقية والغربية، مما أسرع في انهيار حركة الاندماج، وتشكلت مراكز يهودية متبنية دعوة ليوبنسكر في كتابه (التحرر الذاتي) وظهرت منظمة (أحباء صهيون) في أوكرانيا، الداعية إلى الهجرة إلى فلسطين والاستيطان فيها. الموقف العثماني: حاول زعماء الحركة الصهيونية يتقدمهم هرتزل، بدعم أوروبي شاركت فيه، آنذاك، ألمانيا وبريطانيا، الضغط على الخلافة العثمانية لانتزاع ميثاق من السلطان عبد الحميد الثاني يمنح اليهود حق "الاستيطان" في فلسطين والسماح بهجرتهم إليها، غير أن السلطان العثماني رفض الضغوط الأوروبية وإغراءات اليهود. وفي الفترة بين عامي (1900- 1901) أصدر السلطان عبد الحميد بلاغاً يمنع المسافرين اليهود من الإقامة في فلسطين لأكثر من ثلاثة أشهر، كما أمر بمنع اليهود من شراء أي أرض في فلسطين، خشية أن تتحول هذه الأراضي إلى قاعدة لهم تمكنهم من سلخ فلسطين عن بقية الجسد المسلم. وفي عام (1902) تقدم اليهود بعرض مغر للسلطان عبد الحميد، يتعهد بموجبه أثرياء اليهود بوفاء جميع ديون الدولة العثمانية وبناء أسطول لحمايتها، وتقديم قرض ب(35) مليون ليرة ذهبية لخزينة الدولة العثمانية المنهكة، إلا أن السلطان رفض العروض وكان رده كما جاء في مذكرات ثيودور هرتزل: (انصحوا الدكتور هرتزل ألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، لأني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني بل ملك شعبي، لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمائه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت إمبراطوريتي يوماً فإنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من الإمبراطورية الإسلامية، وهذا أمر لا يكون، فأنا لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة..). وعندما أيقن اليهود فشل جميع المحاولات الممكنة بدأوا بالعمل على إسقاط الخلافة العثمانية، حيث استطاعوا التسرب عن طريق طائفة يهود الدونمة التي تظاهر أفرادها بالإسلام وحملوا الأسماء التركية، ودخلوا في جمعية (الاتحاد والترقي) ووصلوا إلى الحكم عام (1907)، وتصاعد النشاط الصهيوني في فلسطين بدعم من أنصار الاتحاد والترقي ويهود الدونمة الذين سيطروا على مقاليد السلطة في الآستانة حيث سمح الحاكم العثماني الجديد لليهود بالهجرة إلى فلسطين وشراء الأراضي فيها، مما فتح الباب أمام المنظمات الصهيونية للبدء بالنشاط العملي على نطاق واسع حتى سقطت الخلافة رسمياً عام 1924. |
* تاريخ الحركة الصهيونية في بريطانيا:
من أجل فهم طبيعة العلاقات البريطانية الصهيونية، ومعرفة مدى التغلغل الصهيوني في الحياة السياسية والعامة البريطانية، ومحورية الدور البريطاني في الشؤون الصهيونية، والتي أدت في نهاية الأمر إلى إصدار (وعد من لا يملك لمن لا يستحق )، نرى وجوب معرفة تفاصيل وتاريخ الحركة الصهيونية في بريطانيا، وماهية العلاقات الصهيونية البريطانية، حيث ارتبطت حركة أعضاء الجماعات اليهودية وهجرتهم بالتشكيل الاستعماري الاستيطاني الغربي (وخصوصاً الإنجليزي). ويُلاحَظ أن الفكر الصهيوني قد وُلد في البداية في الأوساط الإنجليزية البروتستانتية قبل أن يصل إلى أعضاء الجماعات اليهودية. فمفكرون مثل شافتسبري وأوليفانت، كانوا قد توصلوا إلى كل الأطروحات الصهيونية قبل ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية بعشرات السنين. كما أن أوليفانت وغيره كانوا قد بدأوا بوضع مشروعهم الصهيوني موضع التنفيذ. ومقابل ذلك، كانت هناك معارضة للصهيونية بين يهود إنجلترا المندمجين. ولم تبدأ الأفكار الصهيونية في الظهور إلا مع هجرة يهود اليديشية في أواخر القرن التاسع عشر. ويقسم البحاثة والمؤرخ الموسوعي الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري تاريخ الحركة الصهيونية في إنجلترا إلى أربع مراحل: 1- المرحلة الأولى: (منذ نشأة الحركة حتى 1914): وفيها اتسمت علاقة الحركة الصهيونية باليهود البريطانيين بالمعاداة أو اللامبالاة ، حيث اعتبرها معظم الرموز اليهودية في إنجلترا حركة خرافية خيالية تضر بمصالح اليهود، وكان الأنصار الأساسيون للحركة الصهيونية في بريطانيا هم الساسة غير اليهود الذين وجدوا فيها وسيلة جيدة لتحقيق الأطماع البريطانية الاستعمارية في الشرق العربي. وكانت لندن أول العواصم الأوروبية التي عبَّر فيها هرتزل عن فكرته الصهيونية في النادي المكابي في عام (1895)، ونشر برنامجه الصهيوني لتوطين اليهود في فلسطين في جريدة (جويش كرونيكل) في كانون الثاني/ يناير (1896) قبل نشره كتاب دولة اليهود. وكما هو متوقَّع أخذت الصهيونية في بريطانيا الشكل التوطيني. وعندما وصل هرتزل إلى لندن عام (1896)، لم يُقابَل اقتراحه بحماس كبير بين اليهود الإنجليز المندمجين. وقد أثارت كلمة هرتزل مخاوف جماعة أحباء صهيون اللندنية برئاسة الكولونيل ألبرت جولد سميد من أن تثير خطته السلطات التركية فتمنع إقامة "المستوطنات" اليهودية في فلسطين، وهو ما حدا بالجماعة إلى رفض دعوة هرتزل لها لحضور المؤتمر الصهيوني الأول عام (1897) الذي حضره ثمانية مندوبين بريطانيين، من بينهم (إسرائيل زانجويل) معظمهم ليسوا من أصل بريطاني بل مهاجرون من أصول شرق ووسط أوروبا. وقد تعرَّضت الحركة الصهيونية في بدايتها لانتقادات ومعارضة شديدة من قبَل اليهود البريطانيين حتى أن الحاخام الأعظم الدكتور هرمان أدلر أصدر مرسوماً يحذر فيه من (الأفكار الخرافية والخيالية حول الأمة اليهودية والدولة اليهودية). وقد تطلَّب الأمر من هرتزل، الذي كان يطمح إلى الحصول على تأييد بريطاني لمشروعه، أن يعمل جاهداً على ضم حركة أحباء صهيون. وبحلول المؤتمر الصهيوني الثاني عام (1898)، كان عدد الجمعيات الصهيونية في بريطانيا 26 جمعية، ومَثل تلك الجمعيات في بازل 15 مندوباً. وفي عام (1899)، تَشكَّل اتحاد صهيوني برئاسة السير فرانسيس مونتفيوري. وفي العام نفسه، نجح هرتزل في تسجيل الصندوق اليهودي الاستعماري، وهو أول أداة مالية صهيونية لتمويل المشروع التوطيني في لندن، كشركة بريطانية. وقد أدَّى هذا إلى القضاء تماماً على جمعية أحباء صهيون كجماعة مستقلة حيث اشترك أغلب أعضائها البارزين في الصندوق وبالتالي في الاتحاد الصهيوني. وقد عُقد في لندن المؤتمر الصهيوني الرابع عام (1900)، وحضره 28 مندوباً يمثلون 38 جمعية أعضاء في الاتحاد الصهيوني الإنجليزي. وفي محاولة من المؤتمر لكسب الرأي العام السياسي البريطاني للفكرة الصهيونية، وزَّع المؤتمر على النواب البريطانيين في مجلس العموم (دوريات) تشرح أغراض الصهيونية وتدعوهم إلى الرد وإبداء آرائهم حول هذا الموضوع. 2- المرحلة الثانية: (1904 - 1939): اتسمت تلك المرحلة بازدياد أهمية لندن كمركز للحركة الصهيونية وتلاشي دور برلين الصهيوني، وازدادت العلاقات بين الحكومة البريطانية وبين الصهاينة توثقاً، وشهدت مرحلة صدور (وعد بلفور)، ومن ثم أصبح بإمكان الحركة أن تتغلغل سريعاً وسط اليهود البريطانيين. وقد مثَّل عام (1904) نقطة تحوُّل مهمة في تاريخ الحركة الصهيونية البريطانية والحركة الصهيونية ككل، إذ مات هرتزل وانتقلت القيادة إلى ولفسون. وعارضت جماعة من البريطانيين هذه القيادة الجديدة الموالية لألمانيا، كما أن موت هرتزل أضعف التوجهات الألمانية للحركة. كما ساعد على تقوية التوجهات البريطانية ظهور وايزمان وتشكُّل ما عُرف باسم (جماعة مانشستر)، وهي جماعة من المثقفين اليهود الشبان من بينهم ( إسرائيل موسى سيف وسيمون ماركس وهاري ليون سيمون). وكانت تربط هذه الجماعة علاقة قوية بشخصيات إعلامية بريطانية. وعن طريق هذه الوسائل ازدادت أهمية (جماعة مانشستر)، وزادت أهمية وايزمان كقائد جديد للحركة الصهيونية، وخصوصاً من خلال دعوته الملحة للتركيز على التأثير في بريطانيا العظمى والتخلي عن فكرة (الدبلوماسية التركية الألمانية)، التي كان هرتزل يتبناها وكذلك فكرته حول العمل على زيادة عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين لخلق تجمُّع يهودي "استيطاني" قوي يُوظَّف لصالح بريطانيا. وقد أدَّت هذه العوامل إلى أن يُنتخب وايزمان عام (1914) نائباً لرئيس الاتحاد الصهيوني البريطاني. ومما زاد من أهمية الحركة الصهيونية في بريطانيا، ازدياد اهتمام حكومة بريطانيا بمنطقة الشرق العربي ليس فقط جغرافياً، بل اقتصادياً، مع ظهور البترول وازدياد أهميته كمصدر للطاقة. ومع نشوب الحرب العالمية الأولى، أصبح الاتحاد الصهيوني البريطاني الذي كان يضم، في هذا الوقت، حوالي 50 جمعية في موقع رئيسي حيث فقدت اللجنة التنفيذية دورها القيادي لأنها تقع في برلين وبالتالي انعزلت فعلاً وقولاً عن العالم كله. وقام ناحوم سوكولوف عضو اللجنة التنفيذية بالانضمام إلى وايزمان، ومن ثم أصبحت اتصالات وايزمان بالساسة البريطانيين أكثر رسمية. ومما ساعد على تقوية موقع وايزمان، تأييد لويس برانديز رئيس اللجنة التنفيذية المؤقتة في نيويورك. وفي الوقت نفسه، عمل هربرت صمويل، وهو عضو في الوزارة البريطانية، على أن يحصل على وعد من الحكومة بإقامة دولة يهودية في فلسطين. وفي كانون الأول/ يناير عام (1916)، كُوِّنت لجنة استشارية من (ناحوم سوكولوف وياحيل تشيلينوف وموسى جاستر وحاييم وايزمان وغيرهم). بيد أن عمل اللجنة انتهى عام (1917) بعد استقالة هربرت بنتويتش منها لإتاحة الفرصة لوايزمان ليصير رئيساً للاتحاد الصهيوني الذي كان يخوض معركة شرسة على جانبين: الأول مع اللجنة التنفيذية العالمية ذات الاتجاه الألماني، والثاني ضد قادة التجمع اليهودي البريطاني من غير الصهاينة الذين كانوا يرفضون الصهيونية بعنف، حتى أن مؤيدي الصهاينة وبرنامج بازل لم يتعدوا 5 % من جملة يهود بريطانيا ، آنذاك. |
مع صدور (وعد بلفور) وتَواجُد العديد من القادة الصهاينة في لندن أثناء الحرب مثل أحاد هعام وفلاديمير جابوتنسكي، ازدادت قوة الاتحاد الصهيوني سواء عددياً أو من حيث تأثيره وسط الجماعة اليهودية. ومن الواضح أن الاعتراف الرسمي من قبَل الحكومة البريطانية بالحركة الصهيونية وتبنيها موقفاً صهيونياً حَسَم الموقف لصالح المنظمة الصهيونية وسط الجماعة اليهودية. وقد عُقد مؤتمر صهيوني في عام (1920) قام بانتخاب وايزمان رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية، وسوكولوف رئيساً للجنة التنفيذية. وبمعنى آخر، كرس هذا المؤتمر سيطرة الاتجاه البريطاني وأنهى تماماً الاتجاه الألماني. وحظي الاتحاد الصهيوني بتأييد سياسيين بريطانيين كبار من أمثال لويد جورج ولورد ملنر ونشرت الصحف البريطانية الصهيونية مقالات تؤيد وضع فلسطين تحت حكم الانتداب.
وقد أنشأ المؤتمر الصهيوني في لندن عام (1920)، الصندوق التأسيسي الفلسطيني (الكيرين هايسود)، وأصبحت لندن مقره الرئيسي حتى عام (1926) عندما انتقل إلى فلسطين. وهي خطوة ارتبطت بتنامي قوة الاستيطانيين وتأسيس مؤسسات خاصة. ثم انتقلت اللجنة التنفيذية إلى لندن وبقيت بها حتى عام (1936)، ومنها انتقلت إلى القدس. ويتبدَّى تنامي نفوذ الصهاينة وسط اليهود البريطانيين، وبكل وضوح، في تكوين الوكالة اليهودية الموسعة التي كانت تحت سيطرة الصهاينة تماماً. (يتبع...). |
الأخ انس
اشكرك لتعريفنا بهذا الوعد المشؤوم على فلسطين متابعه .. |
بارك الله بك على الطرح اخي كرمبو واشكرك على جهودك الحثيثة في طرحك للمواضيع الجادة والهادفة
تحياتي صائد |
ارب
تحياتى لك |
صائد الافكار
http://www.pennyparker2.com/image358.gif لا عدمنا حضورك تحياتي لك http://www.pennyparker2.com/image358.gif |
مشكور اخي كرمبو
على هذه المعلومات القيمة تحيات لك سلمت |
الساعة الآن 07:32 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |