[بن زيدون]

المشهد الآن كما أراه هو لأم عانت لفترة طويلة من ورم خبيث وخرجت للتو من غرفة العمليات

بعد جراحة دقيقة تم على إثرها استئصال ذلك الورم، يلتف حولها عدد كبير من أبنائها المحبين

لها، لكن الأم الآن ترقد على سرير متحرك في طرقة المستشفى يتولى دفع السرير المتحرك طاقم

تمريض حريص على سلامتها، يحاولون تحريك الأم نحو غرفة أعدوها تواً لتتلقى فيها رعاية ما

بعد الجراحة.

إلا أن فريق من الأبناء يودون إيقاف حركة السرير بدعوى أن الغرفة غير مناسبة لرعاية الأم،

ويقترحون بدافع الحب الشديد أن يقوموا بتأثيث غرفة جديدة بأفخر أثاث وتعقيمها على أعلى

مستوى، بل وينادي بعضهم ببناء مبني خاص عالي المستوى لتتلقى الأم الرعاية التي تضمن لها

الشفاء التام، وأراهم بدافع الحب الشديد لأمهم قد نسوا أنها في مكان غير آمن، وأن انتظارها في

هذا المكان لفترة طويلة يعرضها لمخاطر لا حصر لها.

وبدأ الجدل يزيد وتتعالى الأصوات والأم تعاني، وإذا بطاقم التمريض يعلو صوته منادياً احسموا

أمركم بسرعة نريد أن نكمل مهمتنا ونعود لممارسة عملنا، ودعوا الأبناء لاستفتاء سريع لاتخاذ

القرار النهائي ... فلأي فريق من الأبناء ستنضم ؟

لمن يرون أن الأم يجب أن تنال الرعاية المناسبة الآن وفوراً حتى لو كان المكان غير مهيأ

تماماً، أم لمن يرون أن نهيئ مكان فائق التجهيز مناسب لنضمن للأم أحسن رعاية ؟

أنا شخصياً أحب لأمي أن تنال الرعاية الآن، وسأساهم بكل جهدي لأضمن لها أحسن رعاية

ممكنه، سأنظف المكان المتاح وسأسهر على رعايتها فيه، ولن أتركها للمخاطر تتهددها ولن

أسمح لأحد أن يسرقها.

سأصوت بنعم في استفتاء التعديلات الدستورية لأسارع في إنقاذ أمي ... مصر ... من مخاطر

محققة، سأصوت بنعم للأسباب الآتية:

• لو استمرت الأحوال الاقتصادية الحالية ثلاثة أشهر أخرى تتعرض مصر لخطر الإفلاس والفشل الاقتصادي.
• إطالة الفترة الانتقالية بقيادة المجلس العسكري تعرض مصر لمخاطر خارجية فمهمةالجيش الأساسية هي الزود عن حدود الوطن وليس تنظيم المرور في الطرقات.
• تقام السدود في أعالي النيل مما ينتقص من حصة مصر ما يقرب من 20%.
• إعلان إعادة النظر في اتفاقيات تصدير الغاز لإسرائيل في الظروف الراهنة قد يعطي ذريعه لإسرائيل في افتعال الأزمات مع مصر وجيشنا مشغول بالداخل.
• أي حزب هذا الذي سيتشكل ويكون قاعدة شعبية ويستعد لانتخابات ويكسبها في سنه أو سنتين؟ أخشى أن تطول المدة الانتقالية ولا تتغير المعادلة السياسية في الشارع المصري.
• لا أخاف على مصر من فرعون جديد فلن يأتي بأي حال فرعون أكثر حرصاً ممن أطاحت به الثورة العظيمة والذي يضمن ذلك أن من سيحكم مصر سيحسب لغضبة الشعب المصري ألف حساب.
• لا أخاف من نجاح فلول الحزب الوطني في الانتخابات القادمة، فكلنا يعلم أنهم لو دخلوا انتخابات نزيهة فسيخسرونها، ففي عز سطوتهم كانت تنجح منهم أقلية ولا يكثرهم إلا انضمام المستقلين لهم وهذا ما لن يحدث بعد الآن.
• لا أخاف من استحواذ الإخوان المسلمون على البرلمان ففساد الحزب الوطني كان يساهم في دفع الناس لانتخاب مرشحيهم، بل ما أخاف منه هو أن أترك الفرصة لتأسيس حزب الجماعة الإسلامية (حزب عبود الزمر) وعودة نشاطها بقوة قبل استقرار الأوضاع.
• وضع دستور جديد يحتاج لوجود استقرار في البلاد، فمن ذا الذي سيفتح نقاشاً مجتمعياً حول تعديل المادة الثانية من الدستور في ظل ظروف الفتة التي تطل برأسها في مصر؟

لكل هذا وأكثر ... انضم لفريق المصوتين لصالح التعديلات الدستورية