[صائد الأفكار]

نحن من الجيل الذي عاش وعايش هموم الشعب الفلسطيني والمراحل التي مرت على قضية شعب هُجّر من ارضه واستبدل بالمرتزقة من اوروبا الشرقيه وافريقيا وكل حدبٍ وصوب, ففي عام 67 أذكر ان عائلة فلسطينيه شاركتنا وبكل رحابة صدر احدى غرفتي منزلنا, وحدث ذلك مع باقي العوائل في قريتنا,شعرنا بآلمهم ومعاناتهم, اضافة الى ان طائرات العدو الاسرائيلي كانت تدك بصواريخها كل بيت وشارع ونحن نهرول الى الملاجىء او المُغر...فلسطين هي وقف اسلامي ليست لشعب معين,هي الارض التي بارك الله فيها ومن حولها,نتوق للصلاة يوماً في الاقصى الشريف وقد تحرر,,,

لا اريد ان استعرض المراحل التي مرت فيها القضيه ولا استذكر اسماء من تناوبوا على الاتجار بها فمنهم من قضى ومنهم من ينتظر,لكن احاول ان اقرأ ما بين السطور فهنالك تطورات قد تحدث والشعوب العربيه تنتظر رحيل القذافي اذا رحل وتنحي عبدالله صالح اذا تنحى,في حين تُطبخ وعلى نارٍ هادئه قرارات اسرائيليه وبمباركه امريكيه لتصفية القضيه,فمنذ الشهرين اطّلعنا على شاشة الجزيره على وثائق شبيهه بوثائق ويكليكس ولكن فلسطينيه, وقد أزبد وأرعد عريقات على الفضائيات متوعدا الجزيره واقطابها,لكن سرعان ما عُتم على القضيه لا اعرف اسرائيليا ام عربياً, ومنذ اسابيع سمعنا عن نية اسرائيل اقامة جزيرة اصطناعيه قُبالة شواطىء غزه تفصلها عن غزه بضع مئات الامتار بطول وعرض بضع كيلومترات لتكون منهاتن فلسطينيه وبتكلفه قد تزيد عن العشرة مليارات, فيها ناطحات سحاب ومطار ومستشفيات وجامعات و..و.. الخ تتصل بغزه من خلال جسر معلق,جزيره محاطه بكاميرات اسرائيل منزوعة السلاح والدسم..لكن مقابل ربط الضفة الغربيه اداريا بالاردن والسماح لمن يريد العوده من الفلسطينين بالعوده الى الضفه التابعه للاردن, واقامة الدوله الفلسطينيه في غزه والجزيره الاصطناعيه لا الفضائيه..

لكن باعتقادي الشخصي الامور تدار خلف ابواب موصده وليس فيها نيّه سليمه بقدر ما هي التفاف وتسويف واضاعه للمزيد من الوقت لكسب الود العربي والدعم العالمي لحكومات اسرائيليه يمينيه متطرفه وبدعم من بعض رجالات السلطه او من يدور في فلكها,المقصود إغراق الاردن بالمزيد من العائدين على اعتبار انهم عائدين لارض ما قبل احتلال عام 67 لكن الواقع ليس بكذلك بل بتغيير التركيبه الديموغرافيه للاردن وهو ما تسعى اليه اسرائيل بتحويل الوطن الاردني الى وطن بديل لكن بصيغه قد تجعل منه حلا عادلاً وأكثر قبولاً,, وإنهاء فكرة اقامة دوله فلسطينيه في غزه والضفه الغربيه الى الأبد...

الوضع جد خطير والمعادله اضحت واضحة الاهداف ونحن مغيّبون شعوباً نلهث خلف الفضائيات بانتظار التغيير في ليبيا واليمن في الوقت ان التغيير يبدو في الاردن ولكن .. يجب ان نعي ما يدور من حولنا ونقبل بالاصلاح السياسي التدريجي والممنهج حفاظاً على امننا واستقرارنا ووطننا من ان يُذاب كما يُذاب الملح في الماء ,وان نستقرىء المرحله جيداً ونسعى الى ترسيخ وحدتنا الوطنيه وفي الوقت نفسه لا نقبل بمحو للهويه الفلسطينيه أو اذابتها بالهويه الاردنيه وسنبقى نتشبث بحق اخوتنا في اقامة دولتهم على المحرر من ارض فلسطين الطاهره وندعم صمودهم واستمرار اواصر الاخّوه فيما بيننا ولكن على ثوابت وطنيه واضحه للعيان دون مواربه او محاصصه او تفريغ..أرى في همم الكثيرين من ابناء الشعبين الحرص الاكيد على ابراز الهويه الفلسطينيه والحفاظ عليها لا طمسها ضمن مصوغات المحاصصه والمناكفه والحقوق لتلتحم ايدينا سوياً حتى لا نخسر الوطنين معاً ونعود لنضرب كفاً بكف..دام الاردن عزيزاً كريماً كأرض الرباط لتحرير فلسطين..وشكراً
الدكتور نصر البطاينة
منقول
للنقاش