[المفتش كرمبو]

اسم الكاتب : بقلم \\ سعاد شعث
لامفر .. لامفر .. ومن قال بأن هناك مفر..؟؟ لاتُضحكوني.. بالله عليكم.. فالضحك في هذا الوقت من الزمان كفر وعصيان للرب.
البارحة وأثناء عودتي .. كان علي قلبي أن يضحك ضحكة المقهور الذي يتأرجح هماً واغتراباً على ترابه.. فعلى بعد مترين وفي مشهد درامي ساخر كلوحات ناجي العلي وأشد, ومن على أحد السطوح البسيطة كان العلم الفتحاوي يرفرف غرورا في وقت امتلأت به سطوح البلد بالألوان الصفراء بغزو لذيذ .. وأسفل منه ببضع سنتيمترات العلم الفلسطيني خاشعاً بكل الألم المنشور على السطوح..مع العلم أن القانون الفلسطيني يُحرم أن يعلو أي علم فوق العلم الوطني.. لكن عن أي قانون أتحدث أنا ؟؟؟ ونحن في بلاد تزوجت الأحزاب ..
وفي مشهد أقول لكم إني بالفعل أحسد عليه سقط العلم الفلسطيني .. '' آخ ' سقط رغم أن لا رياح عاتية ولا أمطار.. وظل العلم الفتحاوي يرفرف بغرور أكبر .. وقفت مشدوهة وظننت اني في حلم .. لكنه حقيقة.. كان العلم الوطني ذليلاً على تراب الوطن.. لماذا ؟؟ وماهذا القرف المتجذر في كافة الأحزاب.. أيعقل أن نُعيد ذات الأخطاء ..؟
حماس وفي كافة احتفالاتها تُعلي العلم الأخضر كأنه دستورها الذي لا دستور فوقه.. هناك فرقٌ واضح .. ففتح على الأقل تتذكر أن للوطن علمٌ خاص به.. ولكنها للأسف ستسقط مرة أخرى .. وستسقط وتسقط إذا لم تراجع كل حساباتها ولم تُنظف وساختها.. 'أعذروني'
في احتفال المصالحة بالجندي المجهول في غزة , ولا أُخفيكم الخبر , فقد فرحت وبشدة حين فُك أسر الرايات الفتحاوية وانطلقت ترقص في أيادي الشباب والأطفال وعلى الأسطح والمحلات والأعمدة الصامتة .. لدرجة أن أطفال الحارة أفقدوني صبري وهم يتناوبون تتابعاً علي المنزل لطلب ' الراية'..
ولكني تمنيت لو هزمت فتح الثورة غرورها وخرجت بعلم الوطن فقط وفقط وفقط , لتُقهر ذاتها والبقية من أجل الأغلى .. ولتعيد لنا ذكريات أبو جهاد صانع الطلقات الأولى.. تمنيت لو فعلها رجال الفتح وصدقوا حبهم للوطن فقط وخرجوا بالكوفيات والأعلام الفلسطينية ليوصلوا رسالة للجميع بأن المؤمن لايُلدغ من جحره مرتين.. وبأن الحزبية المقيتة التي أعمت رجال الحماس لن تعمي ثوار الفتح من جديد..
فتح تُحضر للطبخة اللذيذة . لكنها وللأسف تُحضرها بنفس البهارات السوداء التي عفنت ونتنت .. بنفس المرقة التي عشعش فيها الجراد وتكاثر وبخت فيها الأفعى الصهيوأمريكية سمومها فتزايدت..
لكنه زمن الشباب وهم خائفون.. الجراد العجوز خائف ويدرك جيداً أن الشباب لو أراد فقط فهو قادر على تذويبه في مياه البحر الميت كأنه لم يكن ..
ياشباب فتح .. وأنا لست منك ..لكني أحبكم وأؤمن بطلقتكم الأولى .. بزمن أبو جهاد ..وإن إنحرفتم زمناً.. فأنتم الأقدر بجنونكم المعهود . فلاتُعيدوا ذات الأخطاء.. لاتَكرهوا الفتح.. فليس هذا مطلبي.. ولكن تنافسوا على حب فلسطين وتجاهلوا فتح قليلاً.. وحينها ستكبر الفتح وتتعاظم قوتها.. ونظفوهم من بين أناملكم .. أغمروهم في الجليد ,أُعصروهم وأمطروا عدوكم بعصارتهم القذرة.. أنتم قادرون وتدركون ذلك.. وكونوا أنتم وحدكم فالقضية عادت بقوتها وهي بحاجتكم فلاتبخلوا عليها بتغيير جذري.. أقلبوا موازينكم وغروركم .. وراجعوا أنفسكم حتى يرتاح الشهداء في قبورهم..
كونوا أنتم صانعوها من جديد..
آآآخ . أليس من حقي أن أتمنى ذلك..؟؟
من غزة
سعاد شعت