[الامير الشهابي]

الاخ الغالي شريف اسعد الله أوقاتك واوقات الاخت الفاضله أرب التي حطت رحالها
في الموضوع مسجلة الحضور في خيمة العزاء والرثاء للعروبه الخائبه والابطال
الذين كانت الولايات المتحده والناتو يصنع لهم وهج البطوله ..أخي الغالي منذ
بدء الثوره في ليبيا وانا قد حللت الوضع في ليبيا وقلت واسررت لأحد الاخوات
من المنتدى (التدخل العسكري الغربي قادم ) ويلتحف عباءة حماية الشعب الليبي
حقيقة أنا لست فقط من المتحمسين لسقوط الدكتاتوريات وحكم الطوائف وحكم
التوريث بل أبعد من ذلك لأن سقوطهم دون برنامج وطني ودون قيادات وطنيه
ليس أكثر من عبث في فلم جديد من افلام السياسه القذره للولايات المتحده
وحلفائها ..هنا أخي الحبيب يجب أن نوثق رؤيتنا بتحليل الاحداث بالرؤية
المبنيه على الواقع من نتائج هذه الثورات التي يبدوا أن ظاهرها ثورات نظيفه
ولكنها نتائجها تتمحور في البقاء في ظل سياسة الهيمنه والتبعيه للغرب
الاستعماري وسياسته الملتزمه بحماية الكيان الصهيوني وضمان مصالح
الغرب والكيان على حد سواء..لنرقب الحدث ليس في نتيجة أن يسقط
نظام القذافي بالانتحار او الشنق او الفرار لكن النتائج باتت واضحة ليس
في المشهد الليبي بل في مشهد الثورات العربيه ..هناك في تونس الجيش
قام بالتدخل ولكن الامر مازال مأساويا في تونس ولايوجد قوى وطنيه
قادره أن تلعب دورا في قيادة الامه وإخراجها الى نقطة البدايه لانجاز
وطني حقيقي ..مصر للاسف كل التضحيات التي قدمتها الجماهير
وهي مؤمنة بهدف تغيير رموز السلطه من مبارك واعوانه وإنتهاء
بالحزب الحاكم ..مازالت تعيش فرقعة ودعابة المحاكمات العادله
وهل الرئيس يحاكم ويحكم عليه وغير ذلك من لعب على الساحة
السياسيه وهذا أيضا تم في تدخل الجيش لمناصرة الثوره ولكن
في ظل دور مرسوم للمؤسسه العسكريه وخطوط حمراء لاتتجاوزها
حتى ما فتئت الولايات المتحده أن تصرح أنها على إستعداد للتعامل
مع القوى الاسلاميه لو وصلت الى السلطه والسلطه معروفه في
عرف الولايات المتحده على مقاس مصالحها ..هنا لابد أن ننظر
لحدث ربما لايعيه الكثير ولايبدوا ظاهر للعيان في المشهد المصري
والتعتيم عليه جارى لأنه الملف الساخن الذي ستزداد سخونته
حال أي تحرك ضد الكيان الصهيوني لمقابلة الصلف والغرور
والاستهتار بدماء الشعب العربي في مصر كما هي تستهتر
بدماء الشعب الفلسطيني. فتقتل ويسقط الشهداء على الحدود
المصريه المنزوعة السلاح إلا من حرس حدود ..ويجري
في المقابل تسخين للمواجهه بطريقة تبدوا أقرب الى الاحجيه
بين الامن المصري في سيناء وبدو سيناء الذي تبين تدفق
السلاح عليهم بشكل يهدد فعلا أن تصبح سيناء خارج سيطرة
الدوله المصريه وتصبح ساحة حرب مفتوحه على كل الاحتمالات
بعد الاشتباكات العنيفه التي وقعت مؤخرا مع بدو سيناء والامن
المصري ..هنا السؤال من الذي يحرك الفتنه في سيناء وماالهدف
ونحن نرى وزير الخارجيه المصري يصرح جهارا أن بقاء السفير
المصري في دولة الاغتصاب هو من مصلحة مصر وهذا يعني أن بقاء
السفير الصهيوني في القاهره هو مصلحة مصريه وليس في الاساس
مصلحة يبدوا أنها مشتركه بين أطراف الكامب الخائب..هكذا نرى
الانحراف عن مبادىء الثوره ل 25/يناير وكيف تم أجهاض أمانيها
بممارسة السيادة والقرار السيادي ..النتيجه أن الجيش تدخل لحماية
نتائج كامب ديفيد من الانهيار ..وكان هذا واضحا منذ البدايه لسقوط
النظام بالاعلان الصريح من الجيش الالتزام بالمعاهدات والمواثيق
الدوليه وهذا يعني حماية كامب ديفيد بنتائجه المخزيه ..ولذلك
يبقى الحراك في الشارع المصري محاولة تبدوا أنها من طرف
فئات تريد اللعب في الوقت الضائع وتتظاهر أمام السفاره الصهيونيه
ولكن النتيجه صفر للاسف.. وهنا نعرج أيضا الى الساحة السوريه
التي بدا أنها مرشحة لافتعال أزمة في المنطقه ونرى أن الولايات
المتحده ودول القرار في مجلس الامن لم تحسم امرها حتى رأينا
تركيا تسارع الى عدم موافقتها على طلب التنحى لبشار الاسد
وعذرا أن اقول (الرئيس) ونرى كيف ينقلب الموقف التركي
في مناورة مدروسه ايضا من أحتضان المعارضه في إسطنبول
والتلويح لسوريا بإنذارات وتهديدات مبطنه الى السعي للتهدئه
مع بشار الصديق لأردوغان ..وقد يسأل سائل هل سقوط نظام
معمر القذافي سيؤثر على الوضع في سوريا ..أقول جازما نعم
وهناك ترتيبات غير معلنه تتم في مراكز القرار للتعامل مع الوضع
في سوريا بما يحفظ مصالح الكيان الصهيوني ولكن إعداد الساحه
السوريه يتم على نار هادئه ..والاتي القريب سيكون هو المتكلم
وليست التحليلات ..أما اليمن فأنها في عالم النسيان بل وصندوق
الذكريات الدولي الان لانه خاصرة دول مجلس التعاون وتقسيمه
الى دول وهذا الهدف المنشود من كل مايجري سيكون مفيدا جدا
الان لأعداء الامس رفاق اليوم ..ووضعنا في لبنان يسير نحو
التصعيد المبرمج وبوتيره المحكمه الدوليه ونتائجها وقراراتها
والوضع الفلسطيني مأساوي لدرجه غريبه ..فلا أدري مالهدف
من كل مايجري على الساحة الفلسطينه من الاعلان عن تأجيل
الانتخابات البلديه التي اعتبرها علامة مخيبه على المصالحه
المصافحه ..وقد لفت الانتباه بعد الاحداث الاخيره وإتفاق
الفصائل على التهدئه الذي يجعلني اقول من الذي يقف
إذن وراء عملية إيلات وقصف عسقلان وبالتالي يتحمل
الشعب الفلسطيني في غزه ردود افعال العدو ثم نأتي
لنقول نتفق على التهدئه ..إذن مالهدف من العمليات
التي شهدتها حدود العدو إنطلاقا من سيناء ..وهنا
يكمن السؤال ..لماذا من سيناء ..واليوم يفتح العدو
بعد الاعلان على تثبيت التهدئه معبرين حدودين بين
الكيان وغزه ..أسئلة كثيره تدور في ذهن من يتابع
الاحداث ليجد ألنتيجه أنها لعبة متقنه بين جميع الاطراف
ويبدوا أن الشعوب العربيه كانت حصان طرواده
وغدا ربما يعيد التاريخ قصة قيصر (حتى أنت يابروتس)
أعان الله الشعوب العربيه على إبتلاءها بأنظمة رهنت
مصائرها ومستقبل أجيالها حتى ولو ذهبت الرؤوس
من يفك هذا الارتهان الذي يبدوا أنه بعيد عن متناول
ألجيل الثائر ..
الامير الشهابي
تحليلات سياسيه
23/8/2011