[المفتش كرمبو]

" التفاصيل الصغيرة والقضايا الكبيرة ، الشخصي والسياسي كلها من العناصر المكونة لهوية من يعيش كفلسطيني . ننهض في الصباح ونحدق في هويتنا ، ندورها على أصابعنا العشرة ، نفككها لنعيد تركيبها في المساء ثم نعيد الكرة في اليوم التالي . ولأن تاريخنا طازج ، فان فاعلية وصوت السرديات الصغرى التي احاول كتابتها ، لا زال عاليا لم تطمسه السرديات الكبرى . " منير زعرور
ولد منير زعرور في جنين عام 1970 لأبوين من لاجئي عام 1948 من منطقة بيسان . ورغم أن والده قد عمل بائع خضار يتجول على عربة ، الا أنه نجح من تمكين جميع أولاده وبناته ، وعددهم ثمانية ، من التخرج من كليات وجامعات مختلفة .
و يقيم منير زعرور في الوقت الحاضر مع زوجته صوفيا ، يونانية الأصل ، في بروكسل – بلجيكيا . وهو منكب الآن على تحليل الصراعات الدولية في رسالة الماجستير التي ينوي تقديمها الى مدرسة بروكسل للدراسات الدولية . و كان بعد دراسته للتربية والأدب العربي قد عمل في مجال الطباعة والتصميم الفني والانتاج السينمائي . أما كتابته ، فتنسجم ، حسب رأيه ، مع كتابات آخرين من الشباب الذين ولدوا وعاشوا في فلسطين ، خاصة وأنه بعد اتفاقية أوسلو وعودة أعداد من الكتاب الفلسطينيين ممن عاشوا في المنفى الى الضفة الغربية وقطاع غزة ، كانت قد ظهرت هناك موجة من الكتابات يجمعها رغم الاختلافات بينها أنه من الممكن ترتيبها في مجموعتين : الأولى تمثل أولئك الذين عادوا ليجدوا وطنا غير ذلك المختزن في الذاكرة . في حين تمثل الثانية من لم يبرح مكانه ولم يجد في الثورة العائدة ما يتماهى مع حلمه ، فانطلقوا يكتبون عن مواضيع حياتية ، مواضيع لم يتعرضوا لها من قبل . فغدت الكتابة أكثر واقعية وأخصب خيالا .
و صخب النهايات هي مجموعة قصصية وليست رواية ، وان كان ينظمها خيط دقيق يتمثل بالوحدة الشديدة والبطل السلبي والتي كانت ربما تحاول التعبير عن انهيار آمال كثيرة ، خاصة تلك المتعلقة بالوضع السياسي بعد اتفاق اوسلو . وقد تكون هذه المجموعة متأثرة بكافكا ( كتبت القصص بين 1996-1997 ) خاصة وأن عام 1995 كان عام كافكا بالنسبة للكاتب كما يؤكد بنفسه . وقد شكلت صخب النهايات ، والتي كانت قد صدرت عام 1999 عن مركز أوجاريت الثقافي - رام الله ، باكورة أعماله الكتابية .
الا ان مجموعته القصصية عطش الأولياء ، وهي مؤلفة من أربع قصص طويلة تعتمد التكرار .
والقصتان الاولى والثانية متشابهتان تقنيا واسلوبيا ، ورانية هي واحدة من خمس شخصيات في قصة "انه مجرد تكرار" .

أما القصتان الثالثة والرابعة فهما مختلفتان تماما ، اذ تعتمدان على قصة الخلق البابلية . ولم تلبث عطش الاولياء ان فازت عام 2001 بجائزة مسابقة الكاتب الشاب التي تمنحها مؤسسة عبدالمحسن القطان . وتعتبر " عطش الأولياء " كتابة قصصية متميزة ، وفيها قدرة واضحة على السرد القصصي ومزج بين الحلم والواقع وتنويع في أساليب القص : كأن يقوم القاص بسرد قصة داخل قصة مستفيدا من أسلوب كتابة السيناريو السينمائي في كتابة قصة قصيرة والافادة من وقائع الحياة وتوظيفها لانتاج بنية فنية متقدمة . وقصة " رانية " هي من مجموعته القصصية عطش الاولياء التي تقدم لقطة ليوم عادي في مدينة رام الله الفلسطينية .
ويعمل الكاتب حاليا على مشروع كتابة روايته الأولى : الراقد .
الطفل الراقد هو الذي يكون راقدا في أمه ويولد بعد سنوات من غياب الأب ، وهو معتقد شعبي موجود على الأقل في ليبيا .
بشارة الراقد ولد بعد سنوات من اختفاء والده الذي سيق ليحارب أعداء السلطان التركي . يكبر معتقدا أنه سيكون نبيا . يصبح حكواتيا جوّالا دون ان يفقد حلم النبوة . عندما يحين الوقت عليه أن يختار بين محاربة الانجليز ، حكاية القصص ، النبوة ، أو أن يحب أكثر المرأة التي يحبها .